Friday, December 22, 2006

غزلك مضيء

غزلك مضيء
كيمامة وردي على الطريق
والمغربية خط كحل وخط نور وسطور حريق
غزلك مضيء
أغزل لك البوح البريء
والروح تدوق ما بين شفايفك الابتسامة
أغزل لك الروح اليمامة
وتطير كناريا القلب مالعش العتيق
غزلك مضيء
وانشد واقول:
شعرك مطر
قدك سؤال.. والرد انا
وانت المحال لو يتوصف
انت الولف
وانت البريئة المؤمنة
بالحب في الزمن الغريق
غزلك مضيء
واجمل قصايدك ما انكتب
وماطالش لسه المنتهى.. آخر لهب
يبقى اسمحيلي بالغزل وبالانتظار
ده المُشتهى.. أخطف من الأرض المدار
واثبت على حبك أبد
وان ما طاوعنيش الجسد
حيطاوع الروح الجريء
يا بسمة الوقت الشقيق
غزلك مضيء
غزلك مضيء

غنوة وداع

غصنين زتون
وحمامة بيضا وقبلتين
عالخد ده والخد ده
يا رب يملكنا اللقا
سامحوني لما تقدروا
اذكرني لما أوحشك
وافتح كشاكيلي القدام

مانسيتش حاجة خدت كل اللي افتكرته ف سكتي
طبعا حداوم عالكتابة والسؤال
ما تقلقيش
العمر واحد.. للأسف
لو جت مكالمة حولوها وحولوه
وان جه جواب ممكن بدالي تقطعوه
وافتكروا دايما قعدتي في الكرسي ده
وقهوتي في الحتة دي
وضحكتي.. ودوشتي.. وصحابي نهر من الزعيق والكركعة
وافتكروا لما كنت طفل.. عيون شقية ملعلعة
وافتكروا لما كنت شاب.. عيون طموحة مسبلة
وافتكروا أيام الشغب
وجنوني يكبر زيه زيي
من مرحلة لمرحلة
العمر مر؟ ده شيء طبيعي .. زينا
زي الغنا .. زي الأنين
وطمنوني على عيونكم يا ترى
قدرت تعدي في البكا وتهزم العمر الحزين؟
وماتقلقوش
يكفاكو عمر من القلق
وما تندموش
والله عملتم ما استطعتم والنبي ما تفكروش
يارب يملكنا اللقا ثاني
يمكن نكون بعد السحابة منورين ثاني
ونبص عالعمر اللي فات
وننتصر عالذكريات
وصدقوني ربما أزمة وتعدي
وربما عقدة ونعرف حلها ثاني
ويارب يبقى الحل أحلى من البكا
ونحب بعض من البداية
ونبتدي العمر الأخير
العمر مر ده شيء طبيعي للأسف
يمكن يثير فينا المرار
يمكن يزيد فينا الأسف
لكنه مر بكل ما فيه من مرار ومن أسف
سامحوني يللا عشان اعيش
سامحوني.. لما تقدروا
وحياة ضياعي بحبكم أكثر من العالم ده كله
لكن حرام البهلوان يعزم حبايبه على حبال الموت
سيبوني افوت
غصنين زتون
وحمامة بيضا وقبلتين
سامحوني يللا عشان أعيش واكتب لكم
من فضلكم
من فضلكم

حلو وثلاثتاشر

ياما كان ف نفسي وانا عمري ثلاثتاشر
والشمس كانت تنور في الحواري تبان
ونبان سوا ونخاف نتشاف ونتحاصر
بعيون تفك العلاقة خطوط بدون ألوان

وخطفت بوسة أنا فاكر ف مرة وخفت
مع إني كنت معاشر قبلها ومحبوب
ملكات لهب وجواري، إنما لم شفت
زي البنية دي أنثى تتلمس وتدوب

والشمس كانت تنور في الشوارع خط
يمشي عليه الدفا تفتح لنا الإشارات
نحجل ويوصل صدا مالكركعة للبط
ياخد ف وشه يرصّع جبهة السماوات

وكان محل الجيلاتي يوماتي مش بينام
يفتح جيوبه علينا في الشتا والصيف
أديها قطمة وفيها من شفايفي كلام
تديني قطمة أدوق فيها الجنون يا لطيف

وهي كانت تحب الشعر إن قلته
وانا كنت احب أقول الشعر في بلدي
والشعر سر البوادي اتقال لي ما بحته
بلدي احضنيني معاها بوردتي البلدي

كانت تغير من خيالها عليا تعجبني
وساعات اغيظها واكلم بنت فنتيكة
وتردهالي وأندم لما تفرسني
بس المهم المصالحة بتبقى أنتيكة

وفجأة دب اللي دب اتقفلت مساحات
والبط حروق جناحاته ف ضي الشمس
واتباع محل الجيلاتي والمعلم مات
صبح اللي حاصل حصل.. والهيصة صارت هس

ياما كان ف نفسي وانا عمري ثلاثتاشر
يفضل لي عالم شقي .. حلو و ثلاثتاشر

بكرة البريء

بكرة البريء
من دم من مات النهارده
ملهوش طريق
غير إني ابدأ رحلتي من جثة هامدة
وانت الطريق
وانا رحلتي
علشان اطولك وامتلك قلبك لابد اني اقتلك!
وانا الطريق
وانت اللي راحلة
سايباني وحدي يا اسمك ايه
سايباني ليه؟
يا بنت يا بدر البدور
قمر المكان
سر السرور
سلطان زمان
ف عينيكي وحش
لكن أمان الشفتين
والقد رمح
وجيت اصده قام انغرس في القلب لاااااه
لا جاب دما ولا فاتلي جرح
أوصيكي خير يا مؤمنة
قلبي ف رمحك
ولا مين ف مين.. يسامحك من والاكي
يا ملاكي
من براعم قلبي كانوا صغيرين
كبروا على إيديكي واحبّ يفتحوا
ف عيون حبيبتي المجرمة

أدخل مغارة حبها واخرج غريب
الدقن نابتة والملامح مجهدة
ولافيش ف إيدي غير الضفاير مرسلة
والدم فوق المريلة

بدور عليكي

بدور عليكي
ولو إني عارف مُحال ألتقيكي
ما بين البشر

يا زرع الحقيقة
يا ريش اليمام الفريسة
يا دمع القمر

يا حضني المسافر
يا نومي المغادر
يا حلم انتحر

حاجات من زمان

يا أحلى غنوة معدية من ناي لكمان
غزل القصايد ف عينيكي غزل الوجدان
أنا قلبي سجادة حريري وعيوني امان
أمان عليكي على إيديكي تفني الأحزان

شرقية زي شروق شمسين من صدر الكون
غربية زي غروب دمعة ف بحور العين
النوبة باست على خدك بلهيب اللون
والروم على ساحل جفنك عشقوا العربان

عالم بيتشكل شكلك بين الضلعين
حاجات بتسبح وترفرف بين الدراعين
حضن الكناريا يدفيني والوي الشفتين
لما تسيبيني على الشاطيء واصرخ: غرقان

وانا نفسي اغني لكن قلبي والله حزين
أدوق شفايفك واتهجى لحن العشرين
غير بس شابت أوراقي جوة البساتين
والتين ف ركن من المهجة مرّر أحزان

معلش لو عشي الضيق ضيق وحزين
أصل المكان كان من يومه هادي ومسكون
وفجأة هاجت سكانه وسحبت سكاكين
وانت اللي لما بتعدي تهدا الأوطان

مش مشكلة

هديت شوية المسألة
ولا عادشي حبك مشكلة
ولا عادلي رغبة أفهمك
ولا أخنقك بالأسئلة

هديت صحيح المسألة
ورجعت اخّبط في الخلا
في القلب حزن ملوش حدود
عايم ف موجة صهللة

هديت كثير المسألة
والدم راق بعدن غلا
وقبل ما يكون الانفجار
حليت فتيل القنبلة

هديت خلاص المسألة
وطويت كتاب المرحلة
دلوقتي لو تتندمي
أو تفهمي.. مش مشكلة

مالآخر

بالرغم من إنّا ف بيتنا
بحسنا إثنين غيرنا
مستغربينّا ولا كأنّا
كنا ف نوم ملهوش آخر

روحي بتحيا من نَفَسِك
ومدياني يا روح نفسك
وامسك ف جسمك واتمسّك
ألقى مشاعرك تتاخر

مين اللي جرّح أوراقك؟
داقك ما قدّرشي مداقك
وانا لو أكون برضك شائك
لكن بحبك مالآخر

سنين وانا مشتاق حضنك
سنين وسني من سنك
ده انا اللي مالأول منك
إديني روحك للآخر

مايهمنيش

مايهمنيش
مين اللي كان فارس ودبتِ بين إيديه
مايهمنيش خد منك ايه واداكِ إيه
ولا افترقتوا ازاي وليه
مايهمنيش
غير تفتحي الدرج الصغير
جنب السرير
وتطلعي صورته الحقير
وتخزقي بإيدك عينيه!!

مقدرش افكر إلا إنه كان حمار!
سرق براءتك واختفى زي الغبار
وماسابش غير ذكرى الملل
والشك والطعم المرار
مايهمنيش .. غير الصراحة وان انا..
ما أحبكيش.. واطلع .. حمار!!

إديني نفسك كلها
بحلوها وبمرها
خلليني دايما احبها
وعلى عضام الخوف نعيش

حبك لوحده يهمني
واللي انت خايفة يهدني..
ما يهزنيش
إوعي تقوليلي حعترفلك باللي فات
أنا اللي فات.. مايهمنيش

Monday, December 04, 2006

لقطة مكررة

حين أحب امرأة وتمضي
أترك فيها لطشة مسٍّ واضحةً جلية
تنقلب حالها المرتبة المملة إلى فوضى الأساطير الساحلية
أراها تخطر بعدها وفوق ظهرها بصماتي القاتلة
بين صدريها آثار أنفاسي المتقطعة
وبعض الغموض بعض المعرفة
بين ساقيها سكوني والسكينة القابعة
وذكريات حافة السكين القاطعة
وفي عينيها نضج وحنان وخطية
أتأمل خصرها الذي تشكل في راحتيا
أتأمل أتأمل حقدها عليا
وذلك الإشفاق المحلى بالحكمة الساخرة
وصوتها المكبوت الشهيا
الذي يدعوني كي أوقظ الحواس المهملة
وأقتل الحراس على أبوابها التائبة
وأشعل النيران في صفوف التنابلة
الذين يرتصون طلبا ليدها
في خنوع السلاحف الغبية

إن مت فجأةً فافتحوا أدراجي وصناديقي
اقرؤني مرة يتيمة بحياد أودعوني بعدها القبر والمطابع
انثروا جسمي حروفا وعبيرا ومدامع
واذكروني من الحين للحين إني ضحيت أزهار الطريقِ
وتآخيت مع الخطر المدوي في المضاجع
لما ظننتني من هواك سأسلمُ
لم أدر أني للهوى أستسلمُ
الكبرياء على مشارف أحرفي
الحرف ينطقني ولا أتكلمُ
أقسمت أن أحيا وحيداً فاعجبي
لازال يقتلني الغرام .. وأقسمُ

Thursday, November 30, 2006

حصار


أسد جريح
بيلف جوة المدينة
كلاب تهوهو عليه
يزأر كريح
تموء بعيد القطط
وترفرف العصافير
السد بين السد والثاني
وجنود بتضرب رعد
والناس بتترجاه
سلم مخالبك بقى
لا وعد للمجاريح
طب ليه بقى
في لحظة الموت الحقيقي بنتولد
وازاي ف نفس الرمشة ينقاد الفرح
وتنطفي فينا الحياة

إحكيلي

إحكيلي عن بكرة
إللي حيصبح حقيقة
سمرا وحلوة وبريئة
من بعد ما كان فكرة
جوة الفؤاد الدابل
وابقي ابعتي المرسال
يام العيون ساهية
ويا الحمام الزاجل
إحكيلي عن لون السنابل
يا نفحة هالّة على غيطان الملح
إديني بالفم الدوا
تترد من ثاني الحياة في القمح
إحكيلي يللا
إحكيلي عنك أكثر
طعم الكلام ما بين شفايفك سكر
إحكيلي عن شعرك بحور
إحكيلي عن لون السرور
عن حبنا المولود بيتكلم
حطي على جسمي الشهيد
خطي على عمري أثر
خلليني اخضّر في الحجر
إحكيلي عنك.. عن كلام القمر
عن ملحمة بكرة السعيد
الدنيا يرجع ليها صوت
وان كنت اموت .. يكفاني اموت فيكي
وان كنت اعيش .. أرجع واحبك موت

الكون كده



ضعيف ضعيف
زي الندى زي الحفيف
خفيف خفيف
طاير مدى
واليوم مخيف
مفيش مفيش
غير السباحة في الفضا
تعيش حاجات
وتموت حاجات
والكون كده

لازم اوصل مخبأي

من زمان وجهك غريب
والملامح مُشهرة ف وجه الجنون
والجسد كان أغنيات ليل الخريف
والتفاتك زي موال انفلت من فم عاشق للعيون
وانتباهك سكتة ف جدور العصب
وارتحالك كان حطب
وانتظارك ملتهب
واعترافي كان حريق
وف عيونك مية بريق
انما ودانك خشب

من زمان كتلة مشاعرك قنبلة
وانفجارك مرحلة متأجلة
واحتضانك كان حصار
وانت خافية خندقي
والنهارده نار بنار
لازم اوصل مخبأي
لازم اوصل مخبأي

صحبة ورد

اشفعلي عندك يا صديق
وولع الشمع اللي فاضل وافتكرني
وزيّت المصباح وفكر .. وافتكرلي
واشربلي كاس وياك وولع لي السيجارة
واكتب عن اللي كان شراع أصبح محارة
واحجزلي وياك تذكرة
وحط ورد على مكاني
بلدي وفل وبنفسج
انا كنت لمحة توهج
واتنتورت حبابيها
كلت ف لهفة بنيها
من كثر خَشْيِتْها
الدنيا حلم التملك
قادر وخشّيتها
تحاوزني لجلن أجيها
واما أدوخ وانهج
تديني أجمل ما فيها
بلدي وفل وبنفسج

Sunday, November 26, 2006

الأربعين

الأربعين مش سهلة خالص
مع انها مش خِطرة بالمرة
ديتها تفهم فين حدود المغامرة
وتقول لروحك من هنا ورايح
مابقيتش زيي زي عمن اول
وزي ما دفنت ايديك ورد الطفولة امبارح
استجمع الحبة اللي فاضلة من الشجاعة
وقول ف نن المرايا
قول بعلو الصموت وما يهزكش
سلام شبابي
أهلا بثلثي الأخير

شبه

شبه اكتئاب بعد الولادة
أو بعد سقط
شبه الوجع في الكبد
شبه اختناق النفس
شبه الكابوس الملازم
شيه البكا من غير سبب باين
شبه المهانة في البدن والروح
شبه الوداع الأخير

رومانية

روما حبيبتي رومانية
صدتني بالدرع الدهبي
كان صدرها سمكة وسمكة
نطوا بجنونهم في الشبكة
رشقتني بالحربة الحبشي
روما حبيبتي رومانية
خوذة يا روزا وسيف مرجان
قدمتلك راسي بحنان
أفديكي روما وأشكيكي
قلبي البدائي الإفريكي
أحمر ودائي ف أهوائي
أهواك حربا وسلاما
واسعى ف أرضك هيمانا
واسعة وميادينك مية
روما حبيبتي الرومانية
أم العيون الدحلابة
حرة وقاسية وغلابة
حاصرتني بالنار في الغابة
وولعت شعري سحابة
وسابتني كاهن من طيبة
على ثوبي الابيض مكتوبة
تغريبة تحبل تغريبة
وانا زي إيه ؟ زي القشة
عايمة ف بحيرة رومانية
واسكندرية الغرقانة
حاربت لآخر ضفايرها
قاومت لآخر جوز عشاق
سيف الروماني على الأعناق
والدم حانن فرعوني
غليت عروقي وشاط دمي
سحبت سيفي على روما
بيزقني مينا ورمسيس
كل الفراعنة ورايا تهيص
اثبت يا واد حارب يا عريس
مكتوب عليا أفوت خضرة
وألم ّ لحم كليوباتره
وادّيه بإيدي لأنطونيو
الوحش كان راقد يمّي
زي اليمامة المكسورة
إيه آخرة الحب الملعون ؟
إيه آخرة السفر التعبان ؟
روما حبيبتي ف أراضيكي
أرضيها ولا أرضيكي ؟
وازاي أحنن حواريكي ؟
وتولّفي عالنيل إمتى ؟

دمي ودمك عالمية
والنيل بحيرة رومانية

Wednesday, November 22, 2006

كلام مرسل 2 (متتالية من عدة حركات)

من قد إيه كنا هنا يا هل ترى..
والنيل بتنده ميته نهر الفرات؟
نفس الوشوش، نفس الكلام والمنظرة
نفس النفوس.. نفس الزكام.. نفس الحاجات
من قد ايه كنا هنا؟ أفلا ترى..
إن المظاهرة نصها أغوات؟
--------------

خمسين سنة مروا على سهوة
وكأنها والله ليلة امبارح!
أمة بحالها ملطعة ع القهوة
بتشد بودرة وتتحقن.. وتكافح
خمسين سنة يا مدمنة مش نزوة
آن الأوان يا أُمّة أن نتصارح
--------------
إديني إيدك يا أَمَة واتحملي
البتر واجب والمخدر مش كثير
حديكي سكة وانت وحدك كملي
يا توصلي، يا تموتي بس.. كما البعير
هاتي شفايفك.. غمضي واتأملي..
لحظة ميلادك مهما كان مر وعسير
أنا جاي اغني وبعدها ماشي
حزين كقط بدون ونيس واحد
كان طير وقلّع.. طار ولاجاشي
يا مين يقوللي فين أرى الجاحد
اللي بنيتله الغية والمراجيح
واللي قنيته من الشتا والخوف
أول ما رفرف.. دمعته تماسيح
خاين ولا عمره حيلقى وليف
إسمع كلامي وحطه في الحلمة
الدنيا شر اشترّ في العتمة
إسمع كلامي وقطعه تفاصيل
دون عياني.. دي الحكاية فصول
أول كلامي والحكا كان شيء
والوقت ده بقى شيء طالعله شيء
كتقول ده جسم وده في قلبه الجرح
أو قول جنين عايم في ماء السفح
كتقول رصاصة ماعادش فيها رجوع
كالفاس في راس، والشعر في الممنوع
عالم قذارته تنضرب أمثال
ومالكش فيه غير المناهدة والخناق
اسمع حكايتي وافهم الأشياء
وحدك حتقدر ع الجبال السود
أسلاك وعصي ومحرقة وجنود
واللُغْم حي والاحتمال موجود
موجود لوحده قبل كل وجود
الحق.. سحر العالم المفقود
من أصل نور فايض على الموجود
بيجود وأصله في الأساس الجود
الحق شق في عتمة الأكوان
واما حلم.. خرج الخيال إنسان
حيوان ملايكي وفي طبيعته اثنين
خطيت وشالت بطنها الأخين
والخاطي كان الاوّل أبو الاثنين
اسمع كلامي وقلّب في الكلام واختار
من بعد غيبة قليلة نذكر المختار
أسمع صلاتك معايا ع الحبيب الزين
بالحق مرسل وكام مرسل بآية حق
لو آه تداويني ماقولشي غير اللأ
انا جاي اغني وان لزم أصرخ
الظلم ليّس وشها ولطخ
وخلق تنابلة تحرسه بصواريخ
مالكينها م القلعة إلى المريخ
والحق باصص والفؤاد ممزوع
على نوع بياكل عضم نوع
والنوح بينشر في السما بلواه
والطير بيرجف.. يشتهي مثواه
وعيال جواعى وكل عيل تاه
والأب غايب والعذارى شيوخ
والصلب يومي والطوفان هدار
اسمع حكايتي وصبرك لآخر المشوار
اسمع حكايتك معايا واشحذ المنشار
انا جاي اغني ويدّي فيها سيف بتار
خمسين سنة.. ألفين سنة.. مليون
والظلم غامر وشه وحده الكون
وآياته هي الصبر والمسكنة
مهما احتملنا في القلوب النار
الوعد ينبض في العروق ويفور
والحق ساري في الجنين بيمور
والحمل يكبر والبطون بتثور
ييجي الوليد اجمل.. وبرضه شيطان
من نسل نار وحديد وغاز خنّاق
الدنيا لاينة للي شرعه خناق
للي بيزني بالقمر والروح
واللي بيسرق من جنابنا اللوح
واللي بيقتل في الحنايا الدوح
الأرض لانت للي عاش سفّاح
والظلم ورّث للي جابه سْفاح
لا شرع فيكي ووهمك الأفراح
خمسين سنة جايين على الكوكب
دم وحرايق -يا مغيث- تحجب..
وش الوداعة والغنا والفجر
حتشوف عيالك يابن آدم صخر
ده قلبه حجّر وده اتحجّر ف جثمانه
يأس السجين حيحشّ سجانه
حتى الذليل حيموت وفي اسنانه..
لحم الفتوة.. والعروق شلال
خمسين سنة ماحيسكت الزلزال
واللي علي.. حتنجسه الأوحال
والقتل يبقى عبادة يومية
القتل دون تفكير.. بحرية
القتل دون وجع الضمير والندم
والعدل بدراعك ماهوش بالحكم
خمسين سنة والدنيا تبقى تمام
الظلم يُظلم والقوي ينضام
والحب ييجي لما ييجي الحر
والحر ييجي للحياة في السر
في القلعة يرعى وتوصله العلامات
جبريل يرصع جبهته يآيات
ويمسكه بدل الحسام رشاش
ويمد يده ف صدره بالإنعاش
اصحى يا آدم معايا واذكر الموجود
موجود ف قلبك يا جاهل نور وماله حدود
وعشان يعود خللي الدما فرقان
يفرق ما بين الضبع والإنسان
خمسين سنة جاية راكبها شيطان
حلال جنونك والجموح مغفور
من بعدها تبقى المحبة سرور
انت الخليفة والخلافة غرور
والبطش واجب والعما مسعور
والعقل عاجز والضمير حيران
مالك دليل غير انتقام مبرور
ولا حد يورد جنته من غير دبيح
عهد المسيح راح وانقضى.. ومفيش مسيح
والحق يعلى والدما بتسيح
وحدك يا آدم والرسالة اتيسرت
حش الرقاب القتل شرعك والقانون
سيب الشفاعة ودمر المضمون
عالم بياكل من كرامته حزين
مخصي وطالب من حريمه العون
زمن الولادة يوماتي بيستحيل إجهاض
ييجي الجنين باصم على عمره
البيعة سابقة والشرف مرهون
ابنك من الرحم النزيف غرقان
عايم ف دمه والدنس فياض
متشال لموته اللحم في المرحاض
مستني ايه ياابن الزنا والغصب؟؟
لو كات دي عيشة جنتك أفران
ادبح دراعك لو دراعك خان
واتغصّ وارجع دي الحياة بتفوت
الرملة زاحفة وحول منا سكوت
مليون سنة نبني ف جبال الموت
الشرع غايب والشريعة الغاب
لاشيء سواها في الخليقة كتاب
ولحد إمتى؟؟ لكل عمر كتاب
العمر واحد والشرف أوحد
والقتل لازم والدما أمجد
دجل البراءة والخطأ أخلد
ملعون وضايع والوطن أبعد
والطيبة ذنب ورقتك أنكد
مليون سنة معرفش رايح فين
لو دي الحياة يبقى الدنس أسعد
الطلقة هي قدرتك يا لعين
خمسين سنة جايين عليك بالدم
الدم عهد العالم المخدوع
بالدم نحيا ويبعث التطهير
ومفيش وجود إلا ف بطنه العدم
يا تكون ضحية أو تكون بلطة
اختار وهات من آخر الأشياء
العمر واحد.. والشرف ينداق

Saturday, November 18, 2006

البنت قالت للولد

البنت قالت للولد
الحلم مش بيت من رمال
الحلم بحر وللأبد
قارب وقارب في ارتحال
البنت قالت للولد
الحب مش هو الحنين
الحب عصفر إتولد
لما التقت عصافير حنون
البنت بصت للولد
كان الولد شارد شريد
واما التفت كانت اختفت
واما نداها اتبسمت فوق في السما
واما سعى يوصل لها
همست وكانت في الوريد
نايمة بتحلم.. بالولد

بكرة العيد

كل عام وانتم بخير
كل طير ف حضن طيره
كل طفل ف حضن أهله
كل فرد ف حضن غيره
كل عام وانتم جميعا واللي غايبين والجميع
سعدا وأحرار جميعا لا فيه قهر ولا خضوع
الأعادي تصطلح
والقساوة تنجرح
والبيوت تبعت لبعض ف كل يوم دعوة فرح
كل عام وانتم جميعا معازيم واصحاب فرح
الاسمراني والابيضاني والاصفراني والاحمراني
هندي مسلم أو يهودي أو مسيحي أو ياباني
كل عام وانتم جميعا قلبكم صافي وودود
اللي يتعب يغتني
والغني عالناس يجود
كل عام وانتم جميعا طيبين
أرض واحدة رب واحد أجمعين
كل عام وانتم بخير
كل طير ف حضن طيره
كل طفل ف حضن ناسه
كل فرد ف دار جيرانه
كل شعب ف أرض غيره.. بالمحبة وكل خير
كل عام وانتم بخير

ثوب الحسين

معرفش ليه
حاسس كأني حتة من ثوب الحسين
وغطسوني ف بحر زيف
وادوني سيف
وقالولي حارب في العراء
إكليل وتاج ووسام شهيد
مية معركة
معرفش ليه.. معرفش فين.. معرفش مين
مية ألف إيد
تغزل سجاجيد كربلاء
دمي بساط الريح بيرسى عالبلاط
وامي تبيع الفجل في سنباط
وتكفن الأولاد وتطلع بالقرص
لا نبض لا غنوة مراكبية
على المحطة شاورتلي ياخيّ
شقيت هدوم العسكرية وجيت اطير
رعد القنابل في القلوب كان لسه حيّ
لاشيء هناك لا ضي لا عتمة لا نار
ولا انتظار
الوقت نط ف كِلْوِتي
صرخت والله وحشتني يا بوي
كان هو راخر حتة من ثوب الحسين
وغطسوه ف بحر اليمن
على سد مأرب كسروا دماغه الصعيدي
على المحطة شاورتله بإيدي
عمي الصغير كان يدوب
بيعض في كم الحسين
أما بلغ زفوه بحاله وماله في حطين
وعلى المحطة شاورتله بمنديل
كانوا المغول بيفتشوا بغداد
بيقلّبوها في خريطة النيل

Tuesday, November 14, 2006

ابتهال

يا رب يا ملك الرحمة
إديني من صبرك نفحة
الظلم قادر في العالم
والرحمة مالعالم شاحة
إديني عود أخضر نابت
وزمزمية وفول نابت
واطلقني في أرضك صابر
وعلى المرار افضل ثابت
إديني قوة تدفيني
وتحط لي في قلبي الفرحة
واصفح يا ربي عن ذنبي
لو كان لي ذنب ف غير نفسي
واللي عملته أنا ف نفسي
إشرح لي ليه كنت أسيره
واشرح لي صدري بألحانك
واديني من فنك حبة
واديني عالشّيْطان قدرة
واكسر له سيفه ومناخيره
واوهبني من عندك شابة
تفهم فؤادي وتعبيره
وتخرج الخوف من جسمي
وتملا بيتي بمحبة
طمعان كمان فيك انا أكثر
طمعان كما العود الأخضر
إرويني أكبر ف رحابك
وقلبي يسعى ف ركابك
وأواجه الظلم السافل
بإيدين بتقدر وتقاتل
حدّ الضرورة ما تحوجني
واسترني ورا مليون ساتر
إكشفني بس لأحبابي
واكشف لي خطة أعاديا
واديني بدل السيف مية
وقبلهم هاتلي شبابي
وكمان أنا طمعان ثاني
فيك يا رحيمي يا رحماني
تديني رحمة بمهزومي
واملك فؤاده محبوبي
ويكون لي بيت وسط بلادك
وعيال ما تورثشي عيوبي
وأموت وانا مرتاح جدا
إني بقيت أبّاً جداً
وسبت في الدنيا علامة
ويقولوا كان راجل جداً

فيه حاجة

فيه حاجة حاجز ما بيننا ربما الفستان
أحمر كحزمة ورود بلدي ف ضي الحان
أو ربما بدلتي السودا سواد الجان
فزعت بياض الملايكة عالملاية الروز
فيه حاجة حاجز.. ردائك ليه يا أخت عنيد؟
فيه ألف حاجز.. بهائك ليه يا أم بعيد؟
الكون يحاجز وعاجز يا حبيبتي أكيد
أرفع صوابعي تموت.. أنظر بلا تمييز

باب التاريخ

فتح التاريخ بابه الحديد
دخل صفوف حبة ألوف
وقفل ف وش ألوف الوف
تربس ف بابه ونام سعيد
خبطت لم فتح التاريخ ولا حتى أصحابي القدام
فكرت انام عالبسطة لما الكون يقيد
ويدخل الحراس كلامي للملك
لكنّ كهان الفلك
نصحوني أروّح
واما اقتنعت وجيت اروح
ملقيتشي مطرح
لميت خيوط الحلم بعد ما سبتها تفرد وتتلولو كثير
وطويت جناحي لينكسر فلقيتني في الوجدان كسير
وحبست عصفوري اللي طاير عالمخاطر والأذى
لكن لقيتني وراه بطير
وبحن يوم عن يوم لفم المصيدة
وبمد احلامي مدى
وافرد شراعي وافرضه
واحضن بحرية المصير

دنيا فانيا

أرثيكي يا اختي وأرثي نفسي فيكي
القطر قاشش مهجتي وعينيكي
من بعد ما تملي المكان بالضحك
ييجي الأوان علشان ما نبكي عليكي
آهٍ يا دنيا يا بنت دين الدين
طلعتي ديننا يا قاتلة المساكين
الشر ناشع من حيطان البيت
والوهم طل ف قبضته سكين
مجرم بريء أصل البعيد مجنون
بقى هو برضه ولا كون مكنون؟
مقفول كأنه قوقعة عالبحر
ولا ينفعكش الا السلاح مسنون
بارانويا هو ده زيي عنيف وعدواني
ما الدنيا هي اللي طالبة الزغد والتلطيش
مهما تحنن صدرها انساني
مهما تغندر دي بودرة وسايحة عالورنيش
عشرات قتيلة كل يوم قشاش
تقولشي مشهد فظيع والضرب أمريكي
الحلوة يبكي شبابها ف غرفة الإنعاش
والموت غبي وبيفتري فيكي
أرثيكي ياختي وانا تعبان.. تعبان.. تعبان
شايف كلامك على الترابيزة مع مختار
طارق وعزة وباين كات هناك عيشة
وطبق سوداني وضحكتك عيشة
شايفك بتاخدي الناس بحضن كبير
وبنغزة طعمة وابتسامة حرير
طفلة وأم الشلة في الشدة
تاخد وتدي تقوم خافف ومطمن
من بعد ما كنت خايف يعني تطمن
وف مرة إديتني الحساب قبلين
قلتلها مزنوق قالتلي عيب بقى اطمن
قلت لها اكتب إيصال قالت لي عيب بعدين
تحب شغلك معاها كأنها بلكونة
طالة على النيل النبيل.. تنظر وتطمن
فانيا الجميلة اللي كانت لعبة للأطفال
فانيا الرقيقة اللي كانت تعشق المكرونة
دلوقتي فاضت واختفت في الكون
يمكن تكون دلوقتي شايفانا
بتقول لنا أنا رايحة عدولي
وبكرة اعدي عليكم في باحة الجريون
أو افرد على النادي اليوناني في المسا جناحين
ابقوا اشربوا واضحكوا ومزولي واستنظفوا
ده انا عشت عمري نسمة هيمانة
بحلم معاكم وأكثر بالجمال والحب
ورصاصة في القلب فجأة والنفر بيطب
معلش حزعل اذا عيطتوا وحياتي
مش عاوزة أكثر من كلامكم عني
افتكروا صوتي وضحكي يا صاحباتي
وسلمولي على كل أرمنّي
واما يزغزغ ذكرياتكم فني
زوروني في الفيديو وفي الألبوم
شايفاكو لسه بقولكو اطمنوا
جياتي أكثر برضه من رايحاتي :)

Monday, November 13, 2006

سلام للرقابة

بلدنا ست البلاد عالعلم رافعة الأدب
إسمع غناها وشوف أفلامها تلقى الأدب
ماما الرقابة وبابا تجعل لغانا أدب
عارفة الحرام والعيب حافظة العلوم والأدب
بس الصراحة اللي راحة تنعد قلة أدب
لو حتى كنا صيع برضه الصياعة أدب
أجدع سلام للرقابة ومية مسا عالأدب

القلب ساير وحداني

القلب ساير وحداني
لا كاني خبط ولا ماني
عدت عليا القمورة
وسابتلي في المنديل صورة
يارب كلمة منصورة
وأعدي للبر الثاني
القلب ساير وحداني
لا كاني خبط ولا ماني
واما العدا شافني رماني
نزلت دنيا مخمورة
عدت عليا المطيورة
أم قلب أحمر رماني
فركت فؤادي بضحكتها
وفرقتني على احزاني
القلب ساير وحداني
لا كاني خبط ولا ماني
عدت عليا اللي سابتني
قوت القلوب المهجورة
فرشت حنانها وآوتني
ورمتني عالبر البحري
الموج بيحبي على صدري
وف آخر البحر جزيرة
يحرسها مالجان اتناشر
يلزملهم دقة سوداني
القلب ساير وحداني
لا كاني خبط ولا ماني
عدت عليا ام ضوافر
شدت فؤادي من الحافر
وكل ما تعافر اعافر
لما اتعصرنا ف بعضينا
واترد روحي لجثماني
القلب ساير وحداني
لا كاني خبط ولا ماني
عدت عليا المسحورة
بعتت رياحها الشريرة
قريت عليها ميت سورة
من البيان القرآني
فتحت عينيها المغرورة
صابني الكلام الشيطاني
القلب ساير وحداني
لا كاني خبط ولا ماني
القلب ساير وحداني
لا كاني خبط ولا ماني
عدت عليا الفلاحة
ولاقتني في الزمن الراحة
غدتني ضحكة مرتاحة
ونيمتني ف أحضاني
صحاني خولي بجريدة
وداني على أرض بعيدة
القلب ساير قدامي
مطاطي راسه أيتامي
يابا العدا خطفوا يمامي
وجيت ازورك ردوني
وادوني كحكة وزمارة
عدت عليا ام أمارة
والنفس حلوة وأمّارة
حليت ف عيني الغندورة
إديتها كحكة وزمارة
شدتني عالأوضة الضلما
ورتني عالم مملوكي
قامت ادنت كل ديوكي
حطت صباعها على الوحمة
قام انفتح باب الرحمة
وسامحني قلبه الرباني

للعمر

وانا برضه بحلم شملنا يتلم
وعد الضوافر عرشها في اللحم
وعروق إيديا اليابسين صارخة
اللابسين بردة ضنا وبهتان
المحبوسين بين كبرياء العضم
متسلسلين من وجدهم عطشان
مليون وريد في الإيد غنا وهذيان
السلسبيل حِبي ونقطة دم
تسري ف سري تنكشف أسرار
والبور حينطق يسمعه الصبار
ويعود تجلي العقل في الأشياء
لون الفواكه زهزه البستان
والدم لم المدبحة واتلم
أصبح جسد عائد من الميدان
راجع بظهره وراجعة دمعة بنت
تدخل عينيها تقول أنا ما نزلت
عصافير ف قلبي يا أمة الراجعين
لو كان لقلبي أجنحة ما يطير
يفضل يرفرف يمسح الطباشير
وتعود وشوش الناس على الأعناق
مرفوعة قول مليون علم ف عناق
أحلف بقلبي اللي ف حجم الكف
إني حصافح يومها كف العمر
واكتب بعيش علشان بميل ليها
وعشان ف قلبي ألف سر وسر

أسد جريح

أسد جريح ملهوش في الكون
غير الضوافر والأنياب
أشباله هربت من طوعه
ومقفلة ف وشه الأبواب
ماشي في غابة دحلابة
قرودها تقدر عالأفيال
شجرها حيات وأفاعي
وميّها فخ وأغلال
أسد جريح مضروب بالسهم
أسد جريح في الروح والجسم
الأنثى خانت والأشبال
شغالة في السيرك المنصوب
والنمر أنبل أعداؤه
بقى نجم سيما ف فيلم سكوب
ومن الزرافة للخرتيت
يتسولوا اللقمة ف إعلان
أسد جريح ملك الغابة
وماعادش ملكه في الإمكان
جريح جريح يزأر يزأر
تضحك عليه كلاب الغابة
والوحل ينفض تماسيحه
تعض ديله وتتغابى
وتحاصره خنازير وحشية
والكثرة شاطرة وغلابة
مايخلصوش من وسطيهم
إلا فؤاده الضرغامي
جريح جريح بس غضنفر
حامي على الكون المايع
أنا ليث ف جلدي ومسامي
مهما تجوني بأسامي
فأنا الأسامة المتكبر
أموت ولا أهرب مالساح
أنا الوغى وأنا الرمّاح
لبيك يا أمسي المشبوب
يا كبريائي المسلوبة
جريح جريح يزأر يزأر
الغابة تخفي خنازيرها
وتلم بومها وثعابينها
وكلابها تنده أسيادها
بمصفحاتها وجنازيرها
جايين على السبع المجروح
إكمنه بيسلم في الروح
أسد جريح مايحسوهشي
غير صقر زاهد في الصحرا
لما الأصيل حس حصاره
حس بشجن شعلل ناره
نزل بضوفره ومنقاره
وانضم للسبع المجروح
انضم شهم لشهم صحيح
بقى مش مهم الجيش والريح
وقف المناضل والقناص
والغابة ولعت ضرب رصاص
لكن وسبحان العاطي
سبعين لوا خيل برية
هوجة كرامة وحرية
لبيك يا ملك الأحرار
سبعين لوا سمعوا زئيرك
ومع وزيرك ذو المنقار
سبعين لوا سبعين إعصار
لبيك يا تاج القبة
ملعون أبو الخوف والرهبة
بص الأسد للخيل والصقر
وقالهم ميت ميت
ميت ومش عشمان في النصر
قالوله مين سمعك يا كبير
الموت بقى أحلى من العمر
الكون بقى شيء مايسرش
أتفه ما فيه بقى يتحرش
والموت جوارك بيشرف
نموت لكن مانعيشّي ف عش
نموت لكن ما نتحرفش
وقف الجيشين برة الغابة
في الناحية دي كل الغابة
ومعاها ناس ثانية ديابة
برصاص وألفين دبابة
والناحية دي وقفوا الأصحاب
سنوا المخالب والأنياب
لحس الأسد شق جراحه
زأر ورد عليه الخيل
والصقر قام زاعق في الليل
يا مرحبا بالموت واقف
زي الشجر زي النخلات
هجموا على جيش البهوات
جريوا الكلاب من قدامهم
سابوا البطولة لأسيادهم
جريوا الديابة والخنازير
والدبابات داست في الوحل
والدم يطبع عالجنازير
مافضلش إلا صهيل وزئير
حتى الرصاص ماعادشي خطير
والمعركة دارت دارت
بقت الوحوش في الوحل عجين
والناس من الدهشة اتدارت
ومن الذهول على أناملها
وقف الزناد وسط الحلقة
خرست نيرانها وقنابلها
العركة حطت أهوالها
والفجر داخل على مهله
الغابة خليت من ناسها
ومن الشجر كشفت راسها
وطلت الشمس الجاية
لقت المكان غرقان في الدم
وعبير جديد في الغابة اتشم
نسيم من الطينة والدم
ريحة كرامة وحرية

ملاحظة عابرة



الوجوه تزيد تضاؤل
والعيون تزيد انكسارا
الأنوف محطمة تتوارى
والقلوب تقاتل

الخيول الجريحة

أنا لا أسلم سيفي
لأن الذي سلم السيف قبلي تعرى بهِ
ولا أطلب الحكم العدل بيني وبين معاويةٍ
من سيغسل قلبه من ذنبهِ؟
فإن ترفعوا مصحفا فوق حربة
سأصرخ لعبة
وأضرب أضرب حتى يطير الكلام الجميل إلى ربهِ
معاويةٌ أم عليٌ؟؟ أجيبُ
أحب الخيول التي تتكاثر فيها الندوبُ
أحب الطريق التي ليس منها هروبُ
أنا لا أسلم سيفي
ولو كان في كبريائي الصليبُ
أحب الخيول التي استشهدت في الغروبِ
وأهوى النساء التي حاصرتها الحروبُ

إنشاد

هذي أناشيدي الأخيرة ربما
أنجو بها أو ربما سأموتُ
هذا خلاص الروح أكشف مهجتي
كي لا يحس الغربة التابوتُ
الباب ثقب والعناكب في دمي
بيني وبيني وحشة وسكوتُ
الآن أشدو كي أطل على فمي
يرتج في زبد الردى ويفوتُ
فلقد يمر من النشيد يمامةً
ولقد يموت بصمته .. وأموتُ

هامش



من هذا الهامش من أعلى لحظات الضعف
يزحف شعري جيشا من نمل في عرش الأمس
من هذا الهمس
تتولد إيقاعات الزمن القادم
من هذا الركن الناعم
أشحذ نصل السيف
وأبايع نفسي

رؤيا (من ديوان نبي بلا أتباع 1995)

أحلم أني لم آت بعد
أحلم أني بعد جنين في رحم الفكرة
أحلم أن هنالك موسيقات تعزف لحن الخلد
وإلهي يمنحني صدره
لم أكفر بك
إذ أنك لم تؤمن بي يوماً
أبداَ أبداً
لم أكفر بك
إذ أنك تستعبدني حتى آخر قطرة كفر فيا
لم أكفر بك
إذ أنك لا تأبه بي
أبداً أبداَ
إطلاقا !!
لست شقيا أو مسرورا
إطلاقا.. إطلاقا
مشكلتي أكبر من هذين
مشكلتي أني لست هناك
إطلاقا..إطلاقا
من عينيك نزلت
فلماذا لا تبصرني الآن؟
من شفتيك نُطِقت
فلماذا لا تسمعني اليوم؟
(ولماذا لا تنقذني الآن من الصمم المعتم؟)
من قلبك كنت فكان الحب وفاضت أنهار الأحزان
فلماذا تقتلني الآن؟؟
أحلم أني لم آت بعد
أحلم أني بعد جنين في رحم الفكرة
أحلم أن هنالك موسيقات تعزف لحن الخلد
وإلهي يمنحني صدره

هي الروح

هي الروح من أمر روح سواها
كل روح لها بهجة في سنابل أخرى
حصادهما النبض والاشتهاء
هي وردة إذ تحنّ
هي شمعة في سريرتك المطمئنة..فيض من العري والجوع والاكتفاء
فالتحف بالتي هي أدفأ واشبع إذا شبع الفقراء
إنهم أنت.. فانظر إليك بهم.. وانفرج صوبهم
كما يفتح الزهر مهجته للهواء
علهم يغسلونك من موتك الشبحيّ ومن خوفك الهمجيّ
ومن ضعفك الشبقيّ ومن وهمك الأزليّ ومن بصمات الدماء

Sunday, November 05, 2006

افتتاحية


بالخط الاخضر بفتتح كراسي
ورق الشجر زاده وزوادي
وارسم عيونك ترتفع راسي
كما نخلة وارفة ف حضنك النادي

الحب آه قاتله الله!

"الحب آه قاتله الله"
في الحي كان راجل مهووس
ف إيد علم والتانية فانوس
داير يدق على الأبواب
وفي الحيطان ينطح راسه
كام باب عليه دمه العناب؟
مين ينسى شكله وأجراسه؟
"الحب آه قاتله الله"
رجعت حبيبتي من البستان
رجعت حبيبتي كراميللا
ف شعرها وردة وفلة
وف إيدها روحي وأشجاني
وقعدنا فين ريح الشجرة
اديتني لقمة وسقاية
وحكيتلي عن جوة البستان
سبحان من اللي من بذرة
بينبّت النخل الوارف
زي ابن آدم ما هو عارف
الحي من حي بيخرج
حتى السمك ساب المية
ايه الحياة؟ سألت هي
الأرض والبطن الحبلى
شجر شجر على بحر النيل
وعيال بترمح عالسكة
موسم حصاد لبست طرحة
ولبست أبيض وشبيكة
شبعت بلدنا بأفراحها
عاوزين نعيش مع بعضينا
ولا نفترق عن بعضينا
ويكون لنا من بعضينا
بنت وولد شبهي وشبهك
مدي ف حياتي أوصالك
مالك مابترديش مالك؟؟
حاضنك لكن باردة ف حضني
لا حاضنة بنتي ولا إبني
الحب آه آه آه
الحب آه قاتله الله !!

عشر حاجات

عشر زهور راحت مني
وفي البوكيه فاضل واحدة
دبلانة تبكي من الوحدة
عشر طيور طارت مني
وفي الفرنده فاضل واحدة
بردانة مالخوف والوحدة
عشر سنين عدت مني
عشر سنين خمرة وحريم
لما الحرملك ضاق مني
سن الجنون ده من سني
والقصر من جند لوزرا
واقفين على بابي الفيروز
وعجوز أرسطو بيسقيني
الحكمة مالدنيا بالكوز
وف حضني مهرة يونانية
بديها من لحمي الجملي
وقاعد لنا مايكل أنجلو
على السرير يرسم فينا
كندوز بيطحن ف بتلو
ناكل صوابعه ونحتله
وموزار على الكنبة التركي
بيشد في اللاي السحري
ويقوللي كونشرتو الأحزان
عشر جياد هربت مني
عربي وحرة ومختومة
بالنار وبلجامي الدهبي
ونزار بينزف أشعاره
على المخدة يسيل دمي
وسمعت موتي من الشباك
شعبي بيصرخ آه يا سبعي
وصحيت لقيت جثة ف حضني
عشر سيوف رشقت فيها
ومؤامرة في القصر بتعوي
حتى الجواري بالسكاكين
طالعين على العرش المسكين
عشر سنين شايلين أعلام
بونابرت نط ورا سريري
الثورة قايمة من الحمام
والدم كان ماشي لقدام
ثعبان ومتثبت طيري
وتتار بتكسر مناخيري
وتشد بغداد من تحتي
حتى الجواري الأندلسي
سرقتني ف سلاحي وفرسي
وسقطوا الداية اليمني
بيقولوا كات حامل مني
فين الأمين فين المأمون؟؟
فين هم أولادي الملاعين؟
عشر عيال ماتت مني
اللي اتطحن تحت بلاطي
واللي خنقته بملاياتي
واللي دفنته ف لحم امه
عشر عيال شردت مني
والغابة واسعة وغريبة
وان جزتها ألقى الصحرا
وان دستها بحر هيولي
وقراصنة حمر يبصولي
عشر حروب كسرت صيتي
كل الشعوب دخلت بيتي
تشرب وتزني على موتي
وحاولت اقوم مالقيت جسمي
نايم عجوز بين الشبان
عريان ومتقادة الحفلة
عشر شموع تضوي ضلوعي
وتحرق الشعر الشايب
واما المسيح حاول ينطق
صلبوه على باب الأوضة
مفيش نبي يتشفعلي
إلا ويدوله بالكوع
سحبوني من تاجي وشعري
ورموني قدام المأمور
يوناني طمعان ف هدومي
وروماني يورث ف حريمي
غجري ويهودي وأعرابي
بيسنوا نابهم على بابي
بارمين شنابهم عثمانلي
ووقفت احارب في العالم
وحدي كسبع ملوش صاحب
عشر جيوش حاصرت جسمي
وجابوني من ديلي المعقود
آسف على السم الهاري
آسف على بحر الأحزان
القلب صار حتة لحمة
مصلوبة على فرعين من زان
انا مش أنا وانا زي زمان
مستنظر الحب التايه
وبحب شيء مش في الإمكان

ونفسي اضمك سنة عالمئذنة الميري
واذيع بيان الهوى عالشعب يا طيري
ولما يطلع لنا الدراويش اقول طيري
يصلبني شيخ البلد عالمئذنة..وأطير:)

رسالة

مالكش حق تعيش يا واد
لو كنت محروم مالألم
وان لم يمس الحزن قلبك لم تكون إلا عدم
وان رق قلبك ولا لان ولا انقسم
تبقى صحيح يا واد بشر
وان هشّ عودك وانكسر
تبقى بديت تحبي وتحب
ده الكون ده كله كان محب بدون حبيب..حتى انفجر
وجريت يا واد في الأرض سابقت الشجر
وحاربت كل الموجودات
وحاربت كل الموجودين
الحزن دين
وانت اللي لازم تحمله
ومالكش حق انك تقدم الاستقالة
ومالكش قلب تعود ماوصلتش رسالة
الكون غرام..وانت اللي هايم في الألم
إن دق قلبك وابتسم
تبقى بقيت يا واد رجال
قادر قدارة على الفرس وعلى العيال
الكون غرام
والنفس لانت للجام
وانت اللي لازم يا ولد تضرب جرس
وتصحي كل الموجودات
وتصحي كل الموجودين
ماتخافش من لحظة فرح
ماتخافش من هفوة أنين
وان زقزقت أمة كناريا ف مهجتك ولا بكت
تبقى بقيت يا واد عجوز
تبقى استويت زي النخيل
زي العنب..زي السنين
ويبقى يابني حلال عليك
ترجع وتحلم باللعَب:)

براح

من طاقة أضيق مالألم
شايف كناريا ضحكتك
شايف ملَك
شايف علم وردي تحييه السكك
ويدقله الطبل الشجر
وتنفخ البوق الرياح

من طاقة أوسع مالعجب
شايف جمالك ملتهب
شايف لهب
شايف دهب مصهور على كتفك غدير
شايف بيوت مالياها ضحكات الصغار
شايفك بتحكي للولاد عن القمر
شايف قمر عدا وسلم في الصباح

من طاقة أبعد مالبصر ومن البصيرة
شايف سفر في الدم فاتح جبهة الليل المخيم عالجزيرة
يا تعدي بحر من الشرر
يا تبقي طول عمرك أسيرة

الجنيات الشريرات بيولعوا الموج النبيل
والساحرين المكارين بيبدلوا ضحكك عويل
ويبدلوا ضحكك زئير
ويبدلوا ضحكك فحيح
ويحولوكي غابة مالرعب الصريح
صرخ الشجر ف جنون غريب
رفعت سيفي عالهروب
شاب الغروب
ووقفت ابص من الجدار
شفتك حصار
بيضيق على سجني العتيق
وبيتولد فيا الخضار

كلام النفس


الكدب قال للصدق انا سلمت
آدي رايتي اهه سامح منيش كداب
ومد إيده ما مدهاش الصدق
قام باس صباعه وابتسم بعتاب
وهز كتفه وحب فوق راسه
والصدق كان ساكت كأنه كتاب
بلسان غريب كتبوه زمان الناس
وسابوه غريب ف بلاد بلا أحباب
ومين يا عين يقرا كلام النفس
ان كانش يفتح للمحبة الباب؟؟

الجزارين

الجزارين.. لهم برضه قلب
وبيعيشوا برضه ف قلب القطيع
وبينادوا برضه لو اتقيدوا
وبرضه بياكلهم سواهم من الكائنات
وبيقولوا لما يضيع الدبيح..عليه العوض
وبيموتوا لما يجيلهم أوان
الجزارين..لهم برضه قلب
ويبدو ان كل اللي في الكون بينبض وبيدق قلبه
عدا الكون لوحده..مالوش أي قلب

Wednesday, November 01, 2006

كل هؤلاء


حين أرى أولئك الذين يحبونني بحق
أفكر أحيانا أني تجاوزت الحدود كلها
وأنني قفزت سور الغرور إلى أرض الكراهية

حين أرى أولئك الذين لم يزالوا طيبين
أنظر للدنس الذي يحيطني من يسار ويمين
وأشعر أنني أريد البكاء كطفل في الرابعة
كل هؤلاء طاهرون مثل أمي
وصادقون مثلما أرادني أبي
ليس لهم مثل أختي غير وجه واحد لا غير
كل هؤلاء لم يوقعوا في دفتر الشيطان
يواجهون الله كل يوم ببساطة وعشم
كل هؤلاء ليس لهم كوابيس ولا وساوس
ليس لهم غل أو أحقاد أو هلاوس
كل هؤلاء يعبرون نفس الجسر المتآكل كل يوم
ويمشون في ثقة غامضة في اتجاه الحياة

النهوض الذي أحلم به

النهوض الذي أحلم الآن به
ليس مثله في الوجود شيء ما
ليس مثله تفتح البراعم الضاحكة
ولا الحمام في زرقة الفجر يرفرف
ليس مثله احتراق البحر في الظهيرة
ولا الزلزال في انتفاضه المكابر
النهوض الذي صرت أحلم به
ليس كأيام الخلق الستة أو يوم يبعثون
النهوض الذي أحلم الآن به
كون يزيح كونا طائشا بلا هدى
متمددا على أنقاضه المنكسة الحزينة

لست سعيدا هكذا

لا لست سعيدا هكذا
بعيدا ووحيدا في سعادة كاذبة
حرية وهمية وقصور في الفراغ
جبال من لا شيء وفضاء من عدم
نساء بلا وجوه وفرص هامشية
ثقوب معتمة في كبد السماء
وعكس خطوتي تمضي أعذب الأشياء

لا لست سعيدا هكذا
وليس هذا من أردت أن أكون
هائما على وجهه الهمجي يرحل في أراض شتائية
يحدها مربع الجنون
ليس هذا الصراخ ولا هذا الغموض في العيون
ليس هذا –طبعا- من أردت أن أكون

الشعر هاجرني كأنني معشوقة خائنة
والفن ينفضني كأنني جرب على جسمه المطهر
المال ينفر من وجودي
والأغنياء لا يهوون سلعتي
يستنكفون عطرها الدنس
وهؤلاء الذين كانوا أعظم تضحياتي
هؤلاء الفقراء الأنبياء والرسالة
هؤلاء الذين أحببتهم –ربما وحدهم- بحق
لا يفهمون ماذا يفعل الغبي بحياته المهدرة

النساء البديعة يأخذهن العتاة
والنساء المريضة هن نصيبي
كأنما العالم قسموه مرة وللأبد
كأن المجد كله محجوز لسواي
كأنني الوحيد الذي تجرأ وتخطى
وتمطى فتنبا
وامتلأ فأدلى
وارتحل فأقصى
وتملى فاستعلى
كأنني الوحيد الذي شذ هكذا
لا لست سعيدا قطعا هكذا

هل أنام الآن نومة الأبد؟
هل أصير ذاكرة أم لا أحد؟
ربما يبكيني أحد ما وربما لا أحد
أحدٌ أحد
مستوحد أنا في المولد واللحد
على وحدتي أبعث وعلى حزني الغائر
بئري التي جفت وصراخي فيها عبث
معطلة أعضائي.. مؤقت موتي أم حياتي المؤقتة؟
مؤرقة صامتة
مورقة كانت أصبحت يابسة
أكل البحر حدود اليابسة
يغرق الصفصاف والنخل تباعا
وحين يمسي العالم فخا والحقيقة عطنة
يصبح الرجال قنافذ والنساء عناكب

من هو؟

من هو الشيطان؟
إنه استبداد الجسد
شهوة الجنس التي لا تعرف كلا
النهم الحر المتوحش
وعبادة العضلات

من هو الجحيم؟
إنه وهن المرض
فاتورة الحساب التي يقدمها اللحم
من مصرف الأخلاق المفلس
إنه الندم المتدفق كالنزيف
كنتوء همجي في جبين الحضارة

من هو النعيم؟
هو اللذة التي لا تنقضي
والتي لا يتبعها الألم دائما
كظلال غامضة مرعبة

لابد من


لابد من حركة مباغتة
أراوغ الجميع بها
آخذهم في اتجاه ما
ثم كسهم ناري أطير
في اتجاه معاكس تماما

لابد من حركة مباغتة خطيرة
أكاد أكسر فيها عنقي
أكاد أخسر فيها حياتي القصيرة

لابد من حركة مباغتة بارعة
ألم بها كرامتي المنثورة
وأرد بها للحياة الصفعة

من أين يأكل الشعراء؟

من أين يأكل الشعراء يا ترى؟
من ذا الذي يدفع ثمن القهوة والسجائر
والتجارب الماجنة؟
من ذا يمول القصائد الفصيحة والتجارب الساخنة؟
ومن الذي يتبنى امتلاء البوق بالطنطنة؟
من أين يأكل الشعراء ويحتسون الخمر؟
ومن يا ترى يستهلك البضاعة الكاسدة؟
يتحدثون عن جموع لا تعرفهم
يخوضون في قصص لا تندمل
يكسرون الإيقاع ولا يأتون بالبديل
يرفضون أنفسهم كالكلاب الخارجة من النهر
يذوبون في فصام جماعي رائع
كانتحار الغزلان في بحيرة التماسيح
يمارسون الكلمات كأنها العادة السرية الأبدية
يجرحون أنفسهم ويستعذبون الحمى والسهر
يحررون روشتة العلاج دون أن يشخصوا المرض
يتحدثون للقتيل في اعتراف الآثم للقس
أو الاكتئابي للمعالج النفسي
ويدخلون في معارك وهمية طاحنة
يفقدون فيها الكرامة الباقية والرؤى الملونة
يغافلون الممرضين ويقطعون شرايينهم
متطهرين في غيبوبة داكنة

من أين يأكل الشعراء يا ترى؟
ومن المسكين الذي يدفع الثمن؟؟

ضلالة

ضلالة من بطن ضلالة
يومياتي تنسجها الأيام
أحلام ليس لها أب شرعيّ
ورؤى جميلة محتالة

كأنما الوجود كله ما كان يكفيني
سعيت في الحياة طائشا جسورا
بنيت للجسم محارة وللروح سورا
وانكببت على شيء واحد يعنيني

لذتي ألعقها من جير الحوائط
ذكراي مشوهة مشوشة أشعاري
جثتي أحمل.. كفني باهت

ضلالة من بطن ضلالة
تنمو أشجار البلوط والزان
غابة من الصمغ تبتلعني
تكفيرا عن ذنب.. لم أعد أذكره

حلم



أريد جسما خارقا
وروحا لا نهائية
أريد حبا غاضبا
يدك في جوانحي السلبية
أريد طفلا وبحرا صغيرا
وانتشارا في الكون
وسحر الأبدية
أريد شيئا طاهرا
فيه رائحة الرضيع
فيه هلوسة تتحقق
وتمدد في الأبجدية
كنت في البداية أكتب شعرا ساذجا
ولكنني كنت سعيدا بطفولتهِ
ثم صرت أكتب شعرا مكررا
ولكنني كنت سعيدا ببداوتهِ
ثم أصبحت أكتب شعرا رديئا
ولكنني كنت سعيدا ببساطته
ثم تعلمت أن أكتب شعرا مقعرا
ووقتها كنت سعيدا بسخافته
ثم فجأة توقفت ونظرت للوراء
ثم تلفت مليا شاخصا بالأمام
لم أجد نفسي سعيدا ولم أجد
ورقة واحدة من كتاب الشعر
على الإنسان دائما أن يفعل شيئا
كي يطرد البرودة من أوصاله الضعيفة
عليه أن يحرك أعضاءه دائما
ويجرب العضلات التي خدرها الزمن
على الإنسان أن يحاول الخروج من بحره الطينيّ
وأن يقاوم الخضوع للرمال الناعمة

ليس كافيا أن يكون المرء طيبا وعطوفا
ليس كافيا
أن يكون المرء امرءا لطيفا
لا ليس كافيا مطلقا
أن يعيش المرء في سلام مع الحياة
لابد من أن يفعل شيئا ولو صغيرا
كي تقدر الحياة بعدها بأسه العظيم
وكي يرحل الشر بعيدا عن شره المقيم

على الإنسان منا أن يفعل شيئا دائما
كي يثبّت في الأرض حقه ورايته
وكي يرفع في الأرض صوته وقبضته
عليه أن يضرب الحليب بذراعيه بقوة
كي يصنع القشدة التي يستريح عليها

Monday, October 30, 2006


لا تأخذنك بالعدو سماحةٌ
لو كان أنت.. لكنت أنت قتيلا
فاقتل عدوك عامدا متعمدا
القتل يبعث جسمك المقتولا
لا تخشينّ الموت إنك ميتٌ
والعار لم يكتب لنا تأجيلا
هذي حياتك.. حفنةٌ من رملها
فاقبض عليها واستعد رحيلا
أشهر سلاحك فهو كونٌ سافلٌ
لا يبصر الأشعار والتنزيلا
لغة الدماء وليس يقرأ غيرها
أتريد مجدا أم تريد وحولا؟
الشعر يصمت حين تحضر طلقةٌ
لو كان أجدى.. ما سقطتَ ذليلا

Sunday, October 29, 2006

حينما تهجم جيوش المحتل على البلاد وتنهار المقاومة الرسمية تنشأ مقاومة شعبية من الأهالي لا تسأل نفسها عن مبرر وجودها لأن المبرر واضح كالشمس..
وحينما تستبد الرأسمالية بالجماهير إذ تتوحش الاحتكارات وتوالي الأسعار ارتفاعها الجنوني والحكومة ساكتة أو عاجزة أو مشاركة في الجرم تنشط الحركات الأهلية للمقاطعة والاحتجاج على استبداد رأس المال..
حينما تنظم حملات التشهير بالمقدسات الدينية للجماهير المضطهدة وسط غياب رد الفعل الرسمي الملائم ينظم المضطهدون أنفسهم لمختلف أشكال الدفاع عن مقدساتهم بما يقتضيه ذلك من رد فعل مناسب..
حينما تحدث كوارث مفاجئة وتنهار العمارات في الزلزال أو تنقلب القطارات مثلا، ومع تأخر التلبية الرسمية تتحرك الأهالي بفرق دفاع مدني مرتجلة لرفع الانقاض دون ان تتساءل عن عاقبة ذلك من زاوية سلبية..
حينما يكون هناك لص في الحي يخرج له أهل الحي قبل الشرطة، وحينما تأتي مجموعة بلطجية من الأغراب لضرب شباب الحي العشوائي ينظم الشباب انفسهم للمواجهة لأن الحكومة غائبة في العشوائيات طبعا.. بل عندما تتعقد الحركة المرورية في عنق منطقة شعبية حيث لا رجال مرور ولا دياولو ينهض من الأهالي من يتطوع لتحقيق السيولة المرورية المطلوبة.
الخلاصة.. كلما خلت مساحة من الحضور الرسمي ملأتها الأهالي، وهكذا مثلا كونت البرجوازيات الصاعدة شرطتها الأهلية وميليشياتها الشعبية في زمن الاقطاع وهي تحرر بالتدريج هوامش عمرانية ضيقة في بلادها اتسعت تدريجيا.
ما الغريب إذن أن تتولى الأهالي تنظيم نفسها في كل ما تعجز السلطة عن تحقيقه لها؟ أم هل جل المطلوب منها أن تتألم وتعاني وتحلل وتنظّر وتدعو وتعظ؟؟
استعدوا من الآن لجنون العيد الكبير.. لموجة همجية جديدة تنتزع بالتدريج سند وجودها.. توحش القطيع المارق من جهة وسلبية القطيع الأكبر من جهة أخرى
(بقدر قوي حسن نصرالله عشان لا مقضيها تأمل ولا مستنى عمو ياخدله حقه)
"كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة"
(المليجي في فيلم الأرض)

Saturday, October 28, 2006

مواجهة السعار الجنسي

وماذا كنا ننتظر من سنوات تتم فيها تربية الانسان كالحيوان في البيت والمدرسة والجامعة والورشة والجيش والقسم والمصلحة الحكومية والشارع؟؟ماذا كنا ننتظر من نفاق اجتماعي سافل ينخر في عظامنا نخرا وادعاء مكشوف للتدين عمال على بطال بداعي وبدون داعي حتى صار الدين سلعة وصرت تحج بزيرو تسعمية؟!!وماذا كنا ننتظر من علاقات رديئة بين الجنسين يتم تشويهها يوميا من التلفزيون والجريدة والمجلة وأفكار الأهالي وحيل الصبيان على البنات والحيل المضادة وبيع الجسد ماديا وافتراضيا وعلاقات زوجية مشوهة تحكمها المصلحة وتتربى فيها أجيال لا ترى إلا حيوان هو الأب ينكح وينهر حيوانة هي الأم على مرأى ومسمع من حيوانات المجتمع والدولة؟ماذا كنا ننتظر الا أن تتحول الحيوانية والجبن والنفاق والغضب والأحقاد المتنوعة الى كيان مادي ملموس يأكل ما تبقى من نتف حضارية مزيفة عاهرة وقيم مبتذلة قوادة..ماذا غير هذا يمكن أن يحدث في محيط استبد به الجنون وتعمقت الفوضى وتحرش الضياع بالنفوس فخربت الأرواح والذمم؟أترك لزملائي الأفاضل مهمة البحث والتنقيب عما أوصلنا الى هذه الهاوية السحيقة وكلي ثقة في قدراتهم التحليلية على خلق سد ثقافي منيع في الغد القريب.. أما أنا فأرفع العصا وأتجاهل للأسف الشديد كل من يقدس "كل الشعب" تقديسا مطلقا مبررا للحيوان منه حيوانيته وللغلاظ غلظتهم.. أرفع العصا عاليا وأدعو لتشكيل كتائب الشوارع من الشباب القادر على القتال للمواجهة الفورية مع هذه الظاهرة بالتحديد.. نريد حماية شعبية تجد مبررها في هول الحدث نفسه.. وهل علاج العنف بالعنف مفيد؟ أحيانا طبعا.. حينما تملكت العصابات القذرة في نيويورك من رقاب الشوارع نهض لهم من سموا أنفسهم "ملائكة الشوارع" وهم شباب يتولون حماية الشوارع من العصابات طالما انه لا أمن ولا أمان .. هنا يحق القول فلا يفل الحديد الا الحديد ولا يفلق الحجر الا الفأس.. هذا الشارع الرخو الدنس يحتاج الى حزم لا نراه وحسم لا نعرفه وسيأتي من يفعل ذلك من اليسار او من اليمين فلنكن نحن جنوده. ارفع العصا وحطم عظام المتوحشين بنا.. يريدون ان يختصروا المسار الصعب لتغيير واقعهم الرديء.. يريدون ان يقفزوا على المواجهة المضنية مع مشاكلهم.. ان يفوزوا بقنص سهل في غيبة من السلطة واحتضار للكيان الاجتماعي الكبير.. بكل ما في قلوبنا من تفهم للدوافع والبواعث والأسباب وبكل ما في قلوبنا من حب للبشرية بجهلها وضياعها سوف نرفع العصا على هؤلاء قبل أن تتعرض النساء لضغوط مضاعفة من أهاليهم أصلا خوفا عليهن من ملاقاة التوحش في الشارع.. وقبل أن ينعم السلوك الهمجي بمشروعية خفية على الطريقة المصرية المنحطة أحيانا.. أبكي على ضياع هؤلاء الشباب وأنفطر حزنا على عظامهم التي ستتكسر ولكن حزني على ابتذال "نصف المجتمع" لهذه الدرجة أكبر بكثير، وغضبي فادح على النخوة المهدرة في رجالنا.. وشكرا لرجال الأمن الذين تمكنوا من صيانة أمن السلطة وتدشين هيبة الأقسام وإعلاء سطوة كروت التوصية على حساب أبسط مفردات العمران البشري الحضاري.. كرامة الجسد.. نعم هم شباب مقموع مكبوت مغدور في حياته من أولها لآخرها ولكن ومع كل تفهمنا لجذور أمراضه سوف نرفع العصا حيث لا ينفع وعظ ولا إرشاد.. وحتى يأتي يوم يدرك فيه المقموعون جميعا أن الحل في احترامهم لكرامتهم جميعا وليس في نقل الانتهاك الواقع عليهم الى مظلومين آخرين. فلنقطع عليهم هذه الفنتازيا المخدرة التي تهيء لهم أن القنص السريع ممكن وممتع .. يريدون أن ينكحوا كما يهتفون.. هكذا ببساطة !! وبهذه الكيفية.. إنهم يعلنون أنهم ملاك الشارع في عالم تتوجه البلطجة وتنعدم فيه النخوة والكبرياء.. فلنعلن نحن النداء المضاد.. الشارع لنا نحن.. لأولئك الذين يبحثون عن حل صعب المراس من أجل غد قريب كما نأمل تنمو فيه العلاقات بين البشر في حرية ونظافة وكرامة.. الشارع لنا وسنرفع فيه رايتنا.. بالحسم لا بالتراخي وبالشدة بمنتهى الشدة علها تكون بداية لإيجابية غائبة وتماسك جماعي على شيء محدد لا يحتمل التسويف.

Friday, October 27, 2006

أقولك إيه؟؟

أقولك إيه؟
لساني زمبلك ضاعت مفاتيحه على أعتاب بيبان الليل
ومخي مرتخي الأعصاب حمل كفنه على كفيه
ودمي الحامي متجمد، كسرته ف كاس ورجيته
قلبته وريقي كان ناشف وكان بدني قميص محني على كُمّيه
وشديته ما كلمني وجريته وجرجرني
ونمنا عالرصيف ساعة كوانا البرد كان البرد زي النار بيلسعني
أقوم ألقف على بدني
ألاقي الرغبة في نهديكي كيس من دم متحني بُه المقتول وكان بدني
وكان الدم متسرسب ما بين رجليه
أقولك إيه؟

غسلت البنطلون مني لقيت لوني ماعادلوش لون
حلقت الدقن حتى شفت شرخ الحيطة في ضهري
وسرحت البياض في الشعر قام واقع جدار البيت
رأيتني في المرايا بقيت دواير مالصابون والدم جيت أضحك
لقيت خطين من المعجون
سحبت البدلة والمنديل
شعرت بإيد على الرقبة بتخنقني .. كانت إيدي
ف ناحية زرار يبرقلي وناحية بتربط البابيون
لبست الجزمة كات أضيق
وحطيت الحزام عالكرش واتفتّق
ووردة ف عروتي تنطق بلون الجنس في ابريل
وحطيت الطبنجة فوق على قلبي وجيت أنزل
لا كان فيه باب ولا شباك ولا طاقة ولا طرقة
ولا إيدي بقت تطرق وانا بطرق
ولا رجليا شايلاني ولا سامع صراخي بكيت وجيت ألمس مكان فمي
لقيت كمي مفيهش إيدين حاولت انظر لقيت وشي بيتاكل
وراح واكل حبابي عينيه
أقولك إيه؟

أنا شايفك غسلت جسمك الكوكب بلون الزيت
وصار يلمع ويتبخر عليه الميّ
كجسم حصان بيرمح والعرق فضة
وفيه نجمين من الشباك بيختلسوا الدخول بالضيّ
وانا عارف بأن البطة بعد ما تنفض المية حتتمدد على البشكير وتتأمل ضوافرها
وانا حاسّك دهنت القشطة عالخدين ولون أحمر صبغ كتاكيتك العشرين
وبتراهني حتتربى على صدري وبكرة تطير
وشعرك ناعس النظرة على كتفك عشان يسهر
ويسبح في ربوع الليل ويصبح شال على دمي أحن إليه
أقولك إيه؟

صحيت اليوم لقيت اللذة مبتزّة من الضل اللي كان شاهر ف قلبي بلطته ووشه مفيش تقاطيع
مهوش ناسك ولا شيطان ولا ساحر وقام ماسك بطرف القلب واتشمر وراح نازل عليه تقطيع
سكبت السائل البني وفاجئني بملمس نار وريحته بارود
سقط لحمي حتت خضرا لقيت وشك بيتجمع على قدمي يبوس دمي
ويضحك وجهك الدامي بكا ويضيع وانا محني بلملم فيه
أقولك إيه؟

حنتقابل .. إذا يعني حنتقابل
حنشرب؟ إفرضي مثلا
حبوسك؟ ثم إيه يعني؟؟ مهوش فمي ولا خدّك
وحاخدك بين جناحيني واطير فيكي؟
على عيني.. مليش جناحين
وف إيديكي حيطلع لحمي ف إيديكي حيطلع لحمي مش عارف أقول إزاي
بحبك؟ مش أكيد أبدا
يجوز معرفش أقربلك سوا في الضلمة فيه زحمة على سريرنا مابيننا فيه ميتين ميت وألف جريح
ونفسي أبوح بسر الكون أنا عارفه ودافنه بين ركام الكبت والتصريح
وروحي تحوم على جسمك
(بحبك إنهضي يللا وحاوطيني بثوب الوجد فرد حمام على صدري وبيت عالقد نكبر فيه)
أقولك إيه؟؟؟
ضفيرة في الخيال محلولة في شعرك
شريطة حمرا مخمورة على خصرك
قلم أحمر كتبنا بيه على الشجرة .. على شفتيكي يتطوح صباع الروج
(صباع مقطوع! على شفتيكي يتطوح صباع مقطوع!!)
شاورنا بيه وقام طاير
خيالي فين مفاتيحه؟
وفستان روز
وكورة في الشراب الابيض وميت أراجوز
(بحبك إنهضي يللا)
ونضحك كي يعود لحمي
(بحبك إنهضي يللا وحاوطيني)
وابوس أمي .. تودعني بضحكتها على السلم
واقابلك كفي في كفك ونتحنجل
نروح لبعيد بعيد خالص ونفتح قبر أجسامنا
نلاقينا بنتمدد ف سن اليأس امسّ إيديكي لا تخافي وانا جنبك ولا تبكي
(أنا صاحبك وانا حِبِّك)
وازيحنا .. ألقى سر الكون
أنا عارفه .. ودافنه .. من زمان خالص بروحله لما احن إليه
أقولك إيه ؟
أقولك إيه ؟؟

على الصليب

أنا عالصليب وف كِلْوتي المسامير
وانا بس واحد من ضحايا كتير
متشعلقين إخواني حواليا
لافّانا نسمة هوا حرة.. ومرثية
وعلى دماغاتنا تشمشم العصافير

أنا عالصليب بنزف وبتألم
أنا مش يسوع.. أنا عبد واتكلم
بتحدى روما بكل أساطيلها
بالإف 16..
وبكل قنابلها
وبالجحافل دايرة تتسمم
من قوت عيالي.. من ضيا عيني
بيني وبينك.. مش أموت أرحم؟
انا ليه أعيش لو كنت مش بحلم؟
لو مش ف حضني حلم أفرح به..
يكبر كأنه حبو الضي عالحيطة
ملعون أبوه اللي وطى..
ملعون ولاعن عياله
مختوم وخاتم عليهم..
بالذل والانتظار

أنا عالصليب زي القمر بضوي
أعيش شهيد.. تمثال مفيش مانع..
ولا اكونشي يوم للمظلومين عبرة
أنا عالصليب وانت ف إيديك الفاس
إضرب عدوك دي الحكاية خلاص
الشر حاكم في البلاد والناس
والظلم واحد لو وشوشه كتير
إقتل بقى من مبدأ التغيير
مش كل مرة تتقتل وتقوم
مظلوم تعيش وبتتقتل مظلوم
طب ما تسايسها زي ما هي سايسة
إضرب جدورها.. هزّها واقسى
خليها تفتح باب جناينها
وتغرقك بالعطر والأسرار
هو السؤال وجوابه في المكتوب..
عاوز تموت غالب؟
ولا تعيش مغلوب؟

فضا


كسروا نايات المغني
كسروا سلاح المحارب
كسروا فؤاد المحبّ..

لا انا قادر اخرج واغني
ولا قادر اضرب واحارب
ولا قادر احلم واحبّ

موال عشان الأحبة

شجرة عيلتنا مفيش فيها ورق رسمي
خالتي فصول البكا أما الألم عمي
وجدي ثورة صِغار لما تُثار ترمي
ف وش أتخن تخان المدرسة الكراريس
وولاد عمومتي دموع حافية تشيل فوانيس
وتمد كف الأسى بالشعوذة ف رمضان
وابويا لمحة براءة ف سالف الأزمان
هزمت أمير المطر واتقدمت لامي

عيد ميلاد

في عامي الثالث والثلاثين
المسيح يصلب –أو يصعد- في موعده
ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر وثلاثة أيام
عمر الرسالة الدموية
ثالوث يحطم القصور والخوذات الرومانية
ثلاثة وثلاثون عاما عمر شاب الخليل
عمر العيون النبية
عمر موت وانتصار نبيل
ومولد للسنة الميلادية

ثلاثة وثلاثون عاما مضت
كان المسيح في عمري نجم البشرية
حتى قيود معصميه حوّرها سلاحا
والمسامير أضحت جيشا أبديا
كان المسيح صابرا كقبيلة من الإبل
وصامدا كسلسلة من جبال
كان المسيح في الثالثة والثلاثين يحمل صاغرا صليبه الخشبي
كان خاضعا .. وأبيا
لم يكن مثلي يجاهر بالإباء
ويغفو في خضوع
لم يكن مثلي الليلة أخشى عامي الرابع والثلاثين
أخشى ضياع المرتب والوظيفة الحكومية
لم يكن مثلي أسيرا
لكثير من عاداته السرية
وإذ استوى على ذاته وملذاته ومذلته
كان في عامه الثالث والثلاثين في ذروة محنته
رجلا فوق جميع الرجال
كان في شبابه حلما فغدا أمة ثورية
وأنا كالملايين ممن يتمون عامهم الثالث والثلاثين
يدنسني العرق الجاهلي الذي سد كل مسامي

(25/11/1996)

الحرب

الحرب بتهد البيبان
واحنا ف مكاننا مسمّرين
غلمان ف قصر الخليفة
خصيان أمير المؤمنين
مكتوب لنا دعك البلاط
وغسيل كعوب الجواري
وف حُق ضيق في الحرملك
عايشينها لت وعجين

الحرب هاجمة عالمكان
بتحش ما في وشها
واحنا ما فينا نخشها
متلطعين عالبيبان
زي الجراد بعد المطر
بنبص عالموت اللي طايح بالهبل
ونبص في الأرض بهوان

الحرب هايجة عالبيوت
غزلان بتجري من الخطر
وخيول تموت
واحنا ف قلب المعمعة
معششين في الصومعة
ندعي جيوش الموت تفوت

الحرب بتصحي الحياة
وبتخلق الناس من عدم
من بعد ما الحلم اتعدم
نرجع ونحلم بالحياة
الموت أهه! على بعد خطوة
الذل موت.. والدنيا شهوة
حارب عشان توصل لبرّ
وثور عشان تفضل نبي
من غير ما تدخل غمارها
وتدوق حلاوة مرارها
لا كنت وارث ديارها
ولا كنت أصلا بشر
أحلى ما فيها الخطر
ولا انعدام النخوة

Thursday, October 19, 2006

البنت دي

البنت دي أنا حبيتها
لله كده .. إستحليتها
وعينيها إيه يخرب بيتها
كاشفاني فشر السي آي إيه
لا حقول دليلة ولا عبلة
صحيتني على ضربة نبلة
بعتالي كيوبيد بنت الإيه
يديني على قد النية
أتاريه معاها وعليا
يرشقني سهم ابن الحية
ويسيبها سارحة في الملكوت
وغيرها واخد طلقة موت
وانِس معاها ابن القاسية
وهي أقسى خلق الله ..
يدوبه نني عينيها
مش بس صايداني وماشية
قال إيه كمان حاكمة عليا
إني أعيش ملك يمينها
معرفش ليه أنا حبيتها
مع إنها مش مع قلبي
لا وافقتها ولا وافقتني
لكني متشعبط فيها
من دي حجيب بنتي وإبني
وأقضّي عمري تناقرني
وادوق معاها حلاوة الروح
البنت دي غير السابقين
ويشهدوا كل السامعين
مفيش حاجات تجمع بيننا
لكن أشوفها معدية
ألقاها بتعدي ف بيتنا
مالسفرة جاية على الصالة
لابسة قصيرّ حرانة
بتغني مش حافظة الغنوة
وتبصلي كده حيرانة
ماسكة في طرف جونلتها
أموت انا على ضحكتها
وأسكّ على نشرة الاخبار
نلعب ونلعب لعب صغار
بعدين بيقلب لعب كبار
ونخش دنيا بدون أبواب
آدم وحوا ف أوضة نوم
عاملينها على ذوقهم همّا
لا فيه شيطان ولا فيه غمة
لا كدب لا فرقة ولا لوم
ولا بخل في الزاد الروحي
ولا روح سوى روحها لروحي
تقول منايا أقول روحي
على شرط من غير ولا كلمة
من بعد ما الإنسان كافح
وكتب رسالته ف صدر الكون
وبَدَر ف دنيا كان عابها
وكان يخاف من أنيابها
دنيا يوماتي بتمتحنك
واما تغالبها تفتحلك
وتدخلك عالم علوي
لا تقولي صوفي ولا علَوَي
بدراعك الكون ده بتاعك
ويابخته ياللي يبات غالب
وانا في الحياة دي لسه يادوب
مغلوب لكني بحدّف طوب
مستنظر اليوم المكتوب
إن ينصرك مين الغالب ؟
ارمي السلام وده شيء لله
واللي يقدم شوق بيداه
يلقاه كما كان يتمناه
من قلبي ده إتمنيتك
عاوز أنا عنوان بيتك
وحجيب انا بن محوج
وان كان ابوكي حيتشنج
حجيله ساهي ومتبنج
وان كانت امك مش راضية
حاوي وجيوبي مهيش فاضية
خليكي حد بيشفعلي
وكفاية غربة ف أراضيكي
على سنة الله ببغيكي
على سني ده ميت فيكي
وان كان ده كدب يا رب اهلك
قوليلي طيب هات أهلك
خللي امي تفرح يوم تاني
من بعد ما جابتني الدنيا
ماشافتش يوم ينصف فيا
آخر الكلام انا حبيتك
حبايبنا حابة تجاملنا
أهالينا عاوزة واد قمور
والحي ضلمة وطالب نور
جبت المزاهر والحنطور
وطلعت أجري على بيتك

اختيار

الحب جولة وجولة
وانا قلبي عاشق علَوْلَه
يكفيني شرك يا َلوْلا
ولا يوم ندمت ف غرامي
ولا عاف فؤادي المحاولة
ولّى شبابي مناولة
واديت حبابي عيوني
وجنوني خدني وحبا بي
يا احبابي صعب التلاقي
واصعب عليا المداولة
يا إما كوكب محبة
يا الحربة ديني وحبيبي
وصاحبي والحرب أولى

Wednesday, October 18, 2006

أي تلك الأشياء الآن أمتلك ؟
لا عيون حبيبة عندي ولا نظرية
ليس عندي كتيبة للشهادة
ولا كتاب يقلب الأبجدية
كل تلك الأوثان التي أحببتها
بجنونٍ في عصور جاهلية
هل عفى الزمان الآن عليها؟
ما الذي في يميني الآن من الأمس يسيل
غير نهر من خطية ؟
لا تسلني عن المرأة التي أحببتها
سلني عن المرأة التي أحبتني
أنا أحببت عشر نساء صدقني
وواحدةٌ منهن ما أحبتني
إلا واحدةٌ ربما .. وربما
لو عاد بها الزمان ما أحبتني

قسوة

تهاجمينني الآن لأني أكتب القسوة
فأين كنت حينما كهربوا أشعاري؟
تنفرين من وحشيتي .. من كرامتي المطعونة
كأنك قاضٍ مرتشٍ لا ينصت إلا لخصومي

تصنعين في رأسك التافه نموذجا مُعَلَّبا
تصنعين هيكلا من مكعبات الأطفال
تريدين أن تحشريني في رخاوة مخك
كأنني أخط عمري في رمال ناعمة

أخطائي جميعهن هن أخطائي أنا
وأنا وحدي الذي سأدفع الحساب
تلوحين لي بعذريتك المملة القاحلة
بينما ندمي صوفيٌّ .. وعذاباتي سرية

تسطحين حياتي تملأينها غثاء
لا لم أكن في ضلال .. لا لم أكن مسكينا
اخترت دربي وقادتني خيالاتي
فلا تخصيني في أحلامي حبا وكرامة

لأنك قاسية تركزين في جراحي
لأنك مذنبة ترتبين إعدامي
تنهرينني بالخطيئة كونك تحلمين بها
لا لأنك ترشدينني للصراط المستقيم

أريد وقتا

أريد وقتا للكتابة
وشايا وشمسا وحبيبة
وصغيرين وموسيقى قديمة
ووجوها من الماضي النبيل

أريد قوتي من سنين خمس
وتأملاتي في سن العشرين
أريد أن أبكي كثيرا
مثلما بكيت أول مرة

أريد وقتا طويلا نسبيا
ولا أريد مطلقا
أن أودّع أحدا

Monday, October 16, 2006

مشتاق لعصفورة


مشتاق لعصفورة
قطة وجنية
تفرد جناحيّا
وتضمني ليّا
تسكن ف أحضاني
وتدوب وتفنيني
لكن بحنية

مشتاق لعصفورة
لما أطيّّرها
تكتب على دارها
اسمي ف خواطرها
وتطير ما تنساني
وتعود تلاقيني
وتردني فيّا

مشتاق لعصفورة
مهرة محنية
تعشق ضفايرها
وتحلهم ليّا
عاشقة على ديني
تشرب وتسقيني
والكون على هولُه
لما يشرّدني
هي تغرّدني
نهرب سوا مرة
نغزل سما بكرة
نظرة ف نور نظرة
ماشبع ملاغية

وداع


ماتردينيش من غير غطا
وماتسرقيش مني الخطى
وسيبيني وحدي لو سمحتي أرددك
واعفيني حتى من السلام

ماتفتشيش جوة الرماد
وسيبيني راقد عاللهب
وماتفزعيش صمت الطيور
وماتضحكيش من غير سبب
وماتعمليش مالحبّة غيط طارح أنوثة
وماترسميش دمع المسيح على بسمتك
وماتخطفيش مني العروسة
وماتحزنيش
قادر أقوم وارمح واخطّي عاللهب
وف قلبي بوسة

ولدي


ولدي راح اجني عليك وانا اللي مجني عليه
من جاني مجني عليه ولده انا..وأبوه..
كان برضه لما جنى مجني على اللي جابوه
وازاي تقول ان انا..جاني..ومجني عليه؟؟؟

العيد


محني يا نور الضفاير
وحدي في كل الجنينة
عدوا عليا الأحبّة
هلت وشوشهم حزينة
ميلت الم المدامع
حطت إيديهم عليا
قالولي كل اللي بيا
عاشق ودايرة الدواير
حطوا على الكتف راسهم
باسهم فؤادي المدادي
صعبة عليا الحياة
لكن تواليني
لما تلين المحبة
واللي انتقاه يهواه
ويومها أندر فطاير
والبس هدوم العيد

حصان من نار

حصان من نار
ركبته طار
وخلاني
حصان من نار
بلون بمبي
ركبته طار
وخد قلبي
وخلاني
أشوف من فوق
حصان من نار
بلون بمبي
وشعر فانوس
ركبته طار
وخد قلبي
وسابني طاووس
وخلاني أشوف من فوق
وخلاني على ظهره
حصان من نار
بلون بمبي
ركبته طار
وشعر فانوس
وخد قلبي وخلاني
وسابني طاووس
وخلاني على ظهره
ولِع قلبي من الشهوة
أبوس إيدِك
هاتيني للحياة ثاني
وخلليني على صدرك..حصان من نار
وخلليني أشوف ثاني وادوق الروح
أيا مهرة
أدوقك ربما مرة..واعود إنسان
أعود مرة..حصان من نار
حصان من نار
ركبته طار
وخلاني
أدوق الروح
وخلاني أعود بكرة
حصان من نار
بلون بمبي وشعر فانوس
وخد قلبي..وسابني طاووس
حصان من نار

Friday, October 13, 2006

أستطبع أن أفعل الكثير


أستطيع أن أعمل الكثير
هذه الحياة التي تريد معركة
سأمنحها هذا الذي تهواه
في ترابها الأسمر أزرع صلبي
وفي جوفها العميق أثبت نطفتي
وفي هوائها المريض أنفث روحي

أستطيع أن أفعل الكثير
أنثر الفوضى في عواميد الأدب
وأنزع عن الفن قداسته الوهمية
أجعل الأشياء طبيعية وعادية
وأحول جدول الأفكار في اتجاه المحيط

أستطيع أن أفعل الكثير والكثير
أشعل الشك في التاريخ كله
وأصور البركان الذي نعيش فوقه
أستطيع أن أدمر الجمال البرجوازي الخسيس
وأن أستحدث القبح النبيل

سنقاتل

حين يفرض القتال علينا.. سنقاتل
أتفه الأشياء حولنا صالحة للمعركة
سكاكين الطعام والشوك
أنبوبة الغاز في شرفة الحمام المكركبة
أسلاك الكهرباء المدلاة خارج الشقة
حتى عصا المقشة المسوسة


وحين نصبح عزلا تماما سنقاتل
أصغر الأعضاء مصممة للمنازلة
حتى الضروس المحشوة والأظفار المقصّفة
وحينما يقيد الواحد منا سيقاتل
سيغمض العينين على الحقيقة الخالدة
يشحن ذاته من كهرباء الكون العمومية
وحين يملؤه الحق ببهجته المشمسة
سينفجر الواحد منا في وجوه آكليه
يفجر المكان بحقدهم وحقده النقيض
ويخلي الطرق الملبشة بالمتاريس
لبلسم البسمة الحرة المقبلة

Thursday, October 12, 2006

مؤكد هناك من

مؤكد هناك من تستحق هذه المشاعر
غير تلك المرأة النرجسية المتبلدة
تلك التي لها فم بلا أذنين
والتي ترى أخطاءها مغفورة سلفا
لكونها طفلة الكون الأثيرة

مؤكد هناك من تستحق هذه المشاعر
غير تلك المرأة الخبيثة الصفراء
تلك التي تبتسم لكي تغيظني
والتي كلما عصبتني عليها
خشيت أن تدس لي السم في الطعام

مؤكد هناك من تستحق هذه الدماء
غير تلك المرأة الحديدية المجوفة
تلك التي تقدس الندية حتى في الفراش
والتي تفرش حولنا الرمال والبازلت
وكلما احتضنتني أطفأتني من وهج

مؤكد هناك من تستحق هذا المنيّ البريء
غير تلك المرأة الفارعة اللوّنة
التي ترحب بالمغازلات الطارئة
كهرة بلا صاحب
كلبؤة جائعة
كسبيل لكل عابر
كممسحة..لا تُنظَّف أبدا

مؤكد..مؤكد هناك من تستحق
غير تلك المرأة المترفة المتأمركة
تلك التي تحتقر الجلاليب الزرقاء الكالحة
وتنتهك الحسابات وجدانها المسطح
فتجعلني أستخسر فيها
كل هذه الأنوثة المجلجلة

مؤكد هناك من تستحق حروفي الخافتة
غير تلك المرأة المذبذبة الخائفة
تلك التي تتكيء على وجودي الجريح
كدجاجة تتبع ديكها الروميّ

مؤكد هناك امرأة تستحق هذه الأشياء المقدسة
امرأة طيبة القلب والعينين
امرأة حرة تتوحد بي
دون أن ينفي الواحد منا توأمه
تحب الناس كلهم كطبيب في بلاد الطاعون
آمن معها الغفوة واليقظة واللحظة المحرمة
والتي في حضنها سوف أبكي بحرقة
ولو لمرة واحدة في حياتي

أولئك المطهرون

أولئك الذين يرقدون في المستشفيات الحكومية القذرة
كيف يصارعون الوجع اليومي والإهمال المزمن؟
وبشاعة المرحاض وابتزاز الممرضات البائسات؟
أي شيء هذا الذي يملكونه دوني
فيمنحهم الصبر والسلوان؟

أولئك الذين يعلقون في مسالخ المعتقل
كيف يقاومون الضرب والأسلاك المكهربة؟
وسماجة الضباط والمخبرين؟
كيف يقتلون الموت كلما اقترب؟
ويجددون البيعة للفريضة الغائبة؟

أولئك الذين يعيشون خلف الصحراء الكبرى
محاصرين بالمجاعة وبصلف البشرية
وبالمعونات التي تأتي كبقشيش من ضمير التنابلة
ممن يمنعون الماعون الحق ويكنزون النفط والسلاح
كيف يستطيع أولئك الجوعى أن يسامحوا الحياة
ويطلبوا المزيد منها في تفاؤل عجيب؟!

كل أولئك الذين يقاتلون الألم كالأنبياء
أي حق استقر فيهم كما اللؤلؤة في الصدفة؟
كيف يقاومون يوميا جحافل القنوط
وجراد الأيام القاحلة؟
كيف يروضون غطرسة الضعف على المنكوب
وكيف يصمدون على جمرتهم
لينسجوا الملاحم الأبدية المغدورة؟
تلك المسكوت عنها وسط ضجة البضائع الداعرة
الملاحم التي تتحرك في أحشائي
كجنين يتململ في رقدته
هؤلاء المقاومون المطهرون أركع حدهم
أقبل التراب الذي مشوا عليه
نادما على لحظات ضعفي التافهة
وكل أنة واهنة أئنّها وحيدا

سأعرف

سأعرف حين تكلمينه مرة أخرى
صدقيني سأعرف
ستومض لحظتها اللمبة الحمراء داخلي
في قاعي الدامس السحيق
سأشعر أنهم غافلوني في الجراحة
وانتزعوا كبدي بدل اللوزتين
سأشعر أنني يتيمٌ يأكل ميراثه زوج أمه
كأنني شعب فقير خانه الملوك والملاك
ومنظمة الأمم المتحدة
عندها سأوقن أنك اتصلت به
ولحظتها
أختفي
للأبد

Monday, October 09, 2006


تنتابني الرؤى الموحشة
والوجوه العفنة المتوحشة
وشعور بلانهائية جوفاء
ينتابني ظلام وغباء
وخلق خافت وسخيف
وطيور مزعجة
تنتابني الذكرى وأشلاء أسئلة ساذجة
ينتابني عبق الأيام السالفة النافلة
والسنون السافلة
أحب هذه الحياة رغم وجهها القبيح
ورغم أنها تخون
ورغم أنها مريضة وشاذة
سافلة تعاير الفقراء
وتنافق الغني والقوي والجميلة
ورغم أنها لا تحفظ الجميلا
وتصلب المسيح والثوار
ورغم أنها تعذب الجريح
وتستريح في البغاء والقمار
تعشق المخدرات.. تعشق القتل الهاديء الطموح
كالعاهرات لا تقسم إلا بالشرف
وكالمُلاك يستولدون من شقائنا الترف
ورغم أنها دنس ووضاعة
أحبها
لأنني مثلها
لا أعزف مقطوعة أحلى
من صرخاتنا المكلومة الرنانة
لا أعرف لغة منجزة في البلاغة
إلا لغة الأحلام الدموية

ليست الحياة سهلة


ليست الحياة سهلة مطلقاً
وليس شيءٌ في الحياة مثلها
لا نستطيع أبدا أن نشرح جوهرها المكنون
ولا أن نفلسف مهما سعينا عقلها المجنون

غريبة هي الحياة.. أغرب من كل شيء فيها
رهيبة.. جامدة.. جاحدة
حقودة.. زائفة.. معربدة
تعشق المستهين بها.. وتستهين بالعاشقين

لا تعرف الرحمة لا تتكلم لغة القلب
تكره الضعفاء تحتقر الأطفال الفقراء
كالنار تأكل كل ما في وجهها
وبالدم تطفيء شهوة القاتلين

وهمية هي الحياة.. عاهرة رخيصة
مكياجها ثقيل.. ملابسها الداخلية قديمة ممزقة
تريد رجلا شرانيا يأتيها من خلف
ينكحها بقسوة.. يسلبها النقود والسلسلة الذهبية

مريبة هي الحياة ضحكها ساخرُ
أنسها زائل.. متعتها نافقة
لا تحبذ الذين يحنون على عقيدة ما
تفخر بالنسب التتري ..
تتمسح في القراصنة

سادية هي الحياة.. مازوخية أيضا
وثنية.. تقدس البنكنوت والسلاح
تمنح المقدس فيها لمن يأكلون نيء اللحم
وتمنع الحليب عن الجرو الجائع في الطريق

صعبة هي الحياة لا يسهل شرحها
لا يصلح معها غير ان تعيشها
كفنك الملائكي على يدك اليسرى
وفي يدك اليمنى سلاحك الآليّ

ما العمل ؟؟

القضاة مرتشون
والضباط مجرمون
المهندسون يخطئون في الحساب
والعلماء يقتلون البشر
الأطباء يتاجرون في الأعضاء
والفنانون مخربون

رجال الدين يعبثون في التائبات
والمعلمون ينتهكون تلاميذهم
المحامون يبيعون موكلهم للخصوم
والملوك يسلمون شعوبهم للمصارف

الأرض كلها تعوم في القذارة
تطفح بالذنوب والدنس
في كل عام يُقتل المهديّ المنتظر
ويُعتقل الحواريون
يعمّر المؤمنون فيها مستشفيات الأمراض النفسية
ويمسح الأبطال فيها بلاط السجون

جف القلم


جف القلم
المشاعر كلها الآن قصدير وعدم
رمم تبرطع في الحياة فوق الرمم
أرأيت كيف تكاتلت الفقمات شحما بشحم؟
فجاج من نفاق وشعاب قذرة
عفن هواؤها وعيشها خطر
أما آن للإنسان أن يستقر؟
ما الذي يحمل القلب ويؤوي في خجل
والله لا يجديه اليوم أن يعترف
ما كذّب الإنسان إلا نفسه الحيرى وواراها التراب

إجابات متأخرة

متى كتبتُ كل هذا تسألين؟
حسنا يا آنستي المدللة
طوال تلك السنوات المنصرمة
لم اكن ألهو..وفقط
كنت كلما أغلق العالم بابا
تأملت في صدأ المزلاج برهة وانصرفت
لأفتح بيني وبيني دفتري المصفرّ
أغمس قلمي في ماء النار داخلي
وأسكب على الأوراق أوجاعي الحارقة
كنت أكتب مثل تلميذ معاقب
عبارة واحدة ولكن ألف مرة
(لن أستسلم مهما حاصرتني المزاليج)

كل تلك السنوات لم أبن بيتا
لأنني كنت أبني في السر ملحمتي المطولة
وأرتب في خطتي الحربية الطموح
أربي العساكر الفقراء في دمي
وأدرب فقراء المتطوعين المرابطين في الخلايا
لاصطياد فيروس العبودية القذر

لم أكن طوال تلك السنوات المنصرمة الجارحة
أعبث في الحرملك كما تتخيلين وفقط
كنت كلما ارتميت على عتبات امرأة متفردة
أغلقت في التو بوجهي باب سماحتها
وشرّاعة الحكمة الزجاجية..
أرتد للدفتر المصفرّ بحثا عن أم بديلة

لم أكن طوال تلك السنوات الذبيحة
أسكر وأهنكر مثلما تتوهمين في كسل
كنت أرشق السم بحلقي
كي ألامس الشريط الحدودي الملتهب
بين الموت..والحياة الميتة
أتخير بين السبيلين نهر حياة مؤقتا
يجرفني للجنوب البعيد
يخرجني من مأزق الوجود كله
ومن كارثة العدم المحققة

طوال تلك السنوات التي لم أبن فيها ثروة ولا جاها وجيها
طوال تلك السنوات التي لم أقابلك فيها
لم أكن أخضّر الأرض مثلما يفعل إخواني المزارعون
لم أكن أشيد الحضارة مثلما يصنع الرفاق من العمال
- أولئك المنسيون الخالدون-
لم أكن أقدم خدمة للأرض وما عليها
كنت مجرد آكلٍ من ثمارها
ومن بقولها وبصلها وقثائها
كنت آكل من لحمها
دون أن أمنح شيئا في المقابل
أرجوك لا تستكثري علي أن أتشارك معها جسدي
كل تلك الأسطر الطائشة
كل ذلك الذي كتبته وحدي في ظلام معتقلي الفسيح

أرجوك لا تستكثري علي
أن أرد لها الجميل
قبل أن أرحل نسيا منسيا
أحبك
دون لحم ودم
ودون أن أسمع صوتك أصلا
أحب حديثك الطويل المرح
أحب روحك التي تدركني
عبر هذه البللورة المسحورة
ومع زقزقة القلب حين ترسمين ابتسامة
أكاد أقبل شاشة الكمبيوتر

أنت وأنا
على موجة فضائية واحدة
نسخّر القمر الصناعي لنا
بعيدا عن حسابات سوق المال واختلالات العملة
وأخبار الحركات الليبرالية المتراجعة
وصفاقة الإعلانات الفضولية
نخدم البشرية إذ نحرر ألف ميجابايت
نحمّلها صوري في الطفولة
وإبداع الله في خلقك على هذه الشاكلة

أحبك أنت
تلك الروح التي تقرأ أفكاري الشاردة
تخطف الكلمات من دماغي
وتطبعها في فمي
أحبك انت
ذلك الوحي الهامس في بدني
(لست وحدك)

نريد أن نجتاز هذه المرحلة المادية بسرعة
كي نصل إلى المستويات الصوفية الأعلى
حيث تغمضين جفنيك هناك
فتحضنيني في التو هنا
(أنت لي)
نقرأ في سرنا الفاتحة
نعقد القران قبل أن ننام
وبعدما تأكلين الأرز مع الملائكة
أدخل بك في عميق المنام

Sunday, October 08, 2006



مفتوحة كتاباتي المقبلة
تفوح موسيقى فوضوية
وحده الذي يحب الارتجال
هو الذي سيحفظ النشيد
ويعبث في أوراقي التالية
أنا الآخر كانت لي جاهلية
وعهد جديد من التوحيد
كانت لي وحشية
وحضارات عظمى
وحبيبة على مقاسي

أنا الآخر –مثلك- كانت لدي إمارة
وبيت مال صغير
وجيوش من المرتزقة
كانت لدي أصنام وسبايا وأولاد سفاح
وكانت لدي كتب مقدسة -حرّمت بعدها-
وكان لي فتحٌ وكانت لي "أُُحُدٌ" قبلها

أنا الآخر مثلكم جميعا
كانت لدي هفوات تافهة
وكبائر لا يغفرها إلا الله
أنا الآخر كانت لي زيارة للموت
وأنا الآخر عدت كي أغني
للحياة الفانية
بمقدورك يا عزيزي أن تبلغ عني اتحاد الكتاب
أو شرطة الآداب
تستطيع أن تفتن للرقابة على المصنفات الأدبية
والمجامع اللغوية
تستطيع طبعا أن تقلب الدنيا عليا
ولكنك يا عزيزي لا تستطيع مطلقا
أن تجبرني على كتابة ما تريد

بمقدورك يا عزيزي أن تشهر بي
وأن تدمر قواربي
وأن تورطني في مواجهة مفتوحة مع التراث
أو مع شعراء وسط البلد
لكنك لا تستطيع مطلقا
أن تعمدني بمداد الكتابة الرسمية

لا ترفع صوتك يا عزيزي ولا تلوح لي بعصا الزمخشريّ
أنا يا عزيزي لا أهاب الزمخشري ولا سيبويه
ولا وجهك الأحمر المربرب
أنا لا أكتب في ذكرى أصداء أنت حفظتَها
أنا لا أكتب إلا رحمة بكياني
درءا للقتل وتسويفا للعملية الانتحارية

تستطيع أن تقابل ما أكتب باستهزاء وخمول
وتحجب عني شارة الشاعر المعتمَد
تستطيع أن تحرق الأوراق في تترية مؤصلة
ولكنك لن تعلق لي مطلقا.. عظمة وجرس
أصبحت الحياة ضيقة كثيرا
البيوت والملابس والطرقات
-والمحور والدائريّ-
والنفوس نفسها
حتى السماء الرائعة الشاهقة
أصبحت ضيقة
ضيقة كثيرا

أصبحت الحياة شائكة كالأسلاك
حدودها من هنا لهناك
ممنوعٌ الاقتراب منها والتصوير
أصبحت الحياة صعبة فعلا مثل الامتحان
يكرم المرء فيها قليلا
وكثيرا يهان
يرحل الفتى فيها من هوان لهوان
أصبحت الحياة فزورةً.. أسطورة وهمية
أصبحت الحياة كلها لا تطاق بالمرة
أراها في كل شيء حولي هائجة مستعرة
أراها أينعت
وحان طلقها
تلك الولود الحبلى بالثورة

معادلة

اذا افترضنا
أنني أصحو على رنة الهاتف الخلويّ
قرب صورتك المستكنة في فراشي
لأسمع صوتك المبحوح الرحيم
ومتى كان
من الصعب عليا كثيرا
أن أجد وردة تشبهك لحد ما
لأحملها إليك
ومن حيث
أن عينيك تمنحاني خليطا من المشاعر المدهشة
غير المفهومة غير المبررة
والتي لا يمكن التعبير عنها بتاتا
(وقد تأكدت من هذا بنفسي)
مع تسليمنا
بأن حياتي إن خلت منك
تعود نكتة مبتذلة
إذن
فأنا أحبك
(كما يقول العوام)
وهو المطلوب إثباته


تسألني صديقة قديمة
عن الشيء الذي أضعته في النهر
أجبتها بأنني ظمآن
تسألني الصديقة القديمة
عن الشيء الذي ربحته في البحر
أجبتها أحب الموج والهواء
تسألني صديقتي القديمة
عما جنيته من رحلة الصحراء
أجبتها بالليل والأجرام
تسألني عن الجلي
د
أجيبها بالشمس
تسألني عن الشلال والزلزال والبركان
أجيبها بالنخل في الأفق المفتوح
بالأراضي المزروعة في جزيرة الذهب
تسألني صديقتي عن ظلال تميل
وقبيلة تنقرض
وكوكب يختفي
أجيبها بالناي
برجع الصدى
وأغيب في المدي

ذلك الشيء التافه


نعم
أحتاج دائما ذلك الشيء التافه
كلما استيقظت راودني
كلما مشيت في الشوارع الشجرية
وكلما جلست قبالة النيل العظيم وحدي
وكلما نظرت للسماء في الغروب
فرأيت سربا من طيور مهاجرة
وكلما رأيت وجها عجوزا له يدان قويتان
وكلما رأيت طفلا يعاند كي يسير
وكلما رأيت امرأة حبلى تتساند بصلابة
وزهرة توشك أن تتفتح في ربيعها المخمليّ
وكلما رأيت الياسمين يفتح جفنيه للشمس والأطفال
وكلما سرت قرب الجامعة
ففارت الذكريات في المسام
وكلما شردت في نافذة الطائرة
وفكرت في بلاد بعيدة لم أزر
وكلما تعرفت توا لآنسة جميلة
وكلما نقصت كيلوجراما زائدا
وكلما أطفأت سيجارة راغبا في التوقف
وكلما وكلما
نعم أحتاج دائما ذلك الشيء التافه
ذلك الشيء الذي تستحيل حياتي بدونه
ذلك الشيء الذي له اسم مبتذل
ذلك الذي لا اسم له
سوى الأمل

وسهولِ قلبي
وجبالِ قلبك
ومياهِ قلبي
وصخورِ قلبك
وطفولتي
وأنوثتك
ما كنت أطلب لحظة دانيةًً ولا دنيّة
ولا طلبت تذوق الغامض عبثاً
ولا قرأت في عينيك طالعي مصادفة
ولا حلمت بالأنامل الرقيقة لغواً
ولا اشتهيت النوم بين الوسادين شراهةً ولا خطية

وحروف قلبي
وسكوت قلبك
وتخيلاتي كلها
والواقعية في حديثك
والضعف في رغبتي
والقمع في كلماتك المحافظة
ودموع قلبي الباهتة
وتدفق الكبرياء من عينيك
والحزن السماوي الذي يغلف هذه الحكاية المملة
ما كفرتِ إلا بالشيء الذي تجلى
رغبتي فيك حلوةٌ
ورغبتي في البوح أحلى

حييجي يوم

حييجي يوم.. والحب يكبر في الفؤاد
ويمد قدامه الطرق.. وينور السكك البعاد
ما يحده سور.. ولا الكلاب ولا النمور
ولا الحرس والكشافات
والكلابات
حييجي يوم.. ويتولد عمري اللي فات
حيجى يوم مهما يطول الانتظار
والحب يقدر عالجدار
ويطل من طاقته الجميع
يتهد سور الانتظار
فوق الوحوش الشرانية
تدبل على الدم الشظيّة
ويولد الحب انفجار
حييجي يوم.. ويولد الحب انفجار

Saturday, October 07, 2006

في الحادية عشر من عمري
نظمت أول جملتين
فخططت مستقبلي الغامض
في غمضة عين
استمعت لحظتها لنداء مخيف
استولدت الحزن من باطني
وتعقبتني لعنة الكلمات
ليت ذاك العالم السحري لم ينفتح
ليته .. ظل مغلقا دوني
من الواضح أن المجد لم يتعرف عليّ
من الجليّ أنني أسير بنصف موهبة
أعرف الكثيرين ممن أحبوا الشعر فلم يحبهم
ولم أكن أعرف .. أنني أحدهم !
لم يعد لي من الشعر غير الطنطنة
غير لحن الفقد وذلك الشيء المنتزع
أبعد كل تلك القصائد المطولة
أكتب الآن لنفسي؟!
عل من الأجدر أن أريح وأستريح
أيها الشعراء الذين عشقتهم
أيها العالم الموازي الرائع
أيها المرض المزمن المقاوم للزمن
أيتها الكائنات جميعا
أنا أختفي
لا أقرأ صوتي فيما كتبت
أكتب الأشياء والأشياء صامتة
لا يأبه لي إلا قلبي العاجز
وصدى الأسئلة المنصرمة
وزيف الرغبات العابرة

حسنا
وأنا أكتب الآن لنفسي
أحتاج شيئا واحدا فقط
أن أبكي بحرية لم أذقها
يغفرها من يقرؤني صدفة

الفقمة

واحد من ذكور الفقمة
راقد في الدفء والكسل
غارق في الدهن.. غارق في العسل
نعم له نابان.. نعم له شاربٌ
لكنه -ولنتذكر معا-
ليس أكثر من أنه
واحد من ذكور الفقمة
يستمد الحرارة من الأبدان المترهلة المتلاصقة
شارد في ظلام النفوخ
قابع في غباء أبديّ
تلك الجزيرة التي تقترب
ليست مسالمة كما يرى
تلك المياه النافرة حولها
ليست رذاذا منعشا بتاتاً
إنه الحوت الذي يقترب
أسرع من انتباه الفقمة

مثلما أكل السمكات الصغيرة
سيأكله الآن من هو أكبر
به يلهو الحوت في عرض البحر
ذلك الذي كان وطنا صديقا
يركله بكعبه فيطير
دون فهم.. دون كرامة
ويسقط في الماء كطير حقير

واحد من ذكور الفقمة
عاجز.. أسير
والغروب المعجز
يغلق فصلا
ويفتح فصلا جديدا
بعض ما تبقى الآن
قليل من وضوح ونزاهة
ورتوش إنسانية غامضة
هذا بعض بعضي
أستطيع أن أبدأ به
وأخوض الفصل الثاني
من المعركة الفاصلة

في البداية كنت وحيدا
أما الآن فاستجد عليّ
أني صرت وحيدا تماما

لمحة من القديم بقيت
ومضة الحزن الدفيء
نعم هناك رعشة للميت
وحمل في الصخور

أستطيع البدء حيث لم أهزم تماما
غافلت العالم عن نصره الزاعق
وبنفسي الجريحة انتحيت جانبا
عزفت لها العود وتمتمت بأشعاري
مثلت في المرآة ألف وجه
وبنيت كونا في الزجاج
هناك ما بقي عفوا
إرهاص بالقوة
واختلاج سعيد بلا سبب
ثمّ اندفاع لم يزل
لا سيما جار المنحدر
شيء من كل شيء مضى
ما زال في جسمي عبيره
شوارع المدينة الخالية المظلمة
والجلاليب السوداء المتمايلة
والشهوة القاتلة
ورغبة الفوز المستعرة
لآخر رمق سليب

Friday, October 06, 2006

أنا الذي.. والتي
وحدي.. بوحدتي

كم مرة

المرة الكم هذه المرة
أنجح في القرار وأفشل في التجربة ؟
كفليسوف أعمى
كحمار وحشيّ
كثور في الحلبة
يخدعه الأحمر المراوغ
ويقتله حماسه الغبيّ

المرة الكم هذه المرة
أرقد في بئر روحي وحيدا ؟
أحلم بالصعود.. أحلم بالعالم
أنكمش في الجير والحجارة
أتوسل من أسفل للنُّظارة
والجميع عابرون

المرأة الكم هذه المرأة
بسحرها الوثني الغامض
بنحتها الحر النابض
بعطرها المجوسي الغريب
بوعدها الذي يقطر من عينيها
بصدرها الحليب ؟

المرة الكم هذه المرة
أرقد في السرداب
أحلم بالحرب ؟

صور للموت

كيف يموت الفارس؟
يموت الفارس في ميدان الطعان
بعدما يقتل عشرات العاديين
لا يقتله إلا فارس أشجع
أو سهمٌ طائش محظوظ

كيف يموت النبي؟
يموت النبي شهيدا
يقتله واجبه القدسي
يقضي عليه الكافرون والإجهاد
يرمي على الأرض ظله الميمون
واحةً من المؤمنين

كيف يموت الفنان؟
يموت الفنان شريدا في الظل
يأفل النجم وينتحر البريق
يجهله الجمهور ولا يشتريه أحد
يموت الفنان تاركا أصابعه الساحرة
وحدها خالدة

كيف يموت الساموراي؟
يموت الساموراي حين ينهزم
يرشق خنجره العظيم في جنبه الشمال
ويسير به إلى أقصى اليمين
يموت الساموراي كي لا يخضع للمنتصر

كيف يموت الزعيم؟
يموت الزعيم باغتيال رخيص
بطلقة جبانة أو سم خائن
يموت الزعيم صامتا مذهولا
كأنه لم يملأ الدنيا صياحا

كيف يموت الملياردير؟
يموت الملياردير متخما ومريضا
ممنوعا في أيامه الأخيرة من لذيذ الطعام
يموت بالكحول والضغط العصبيّ
ويترك المشاريع التي راكمها
بالعرق والجرائم المستترة
يترك القصر واليخت والحرملك
وينزل مثل الجميع لبيت الظلام

كيف يموت الرجل العاديّ؟
يموت الرجل العادي بالأقساط والقلق
يورث أبناءه الديون والمذلة
أبناءه الذين لم يفعل شيئا مطلقا إلا لهم
لم يفعل شيئا مطلقا لهم
ما الذي كان يفعل يا ترى
غير أن ينجب الأبناء
ويحلم لهم ؟!

يرحلون تباعا


يرحلون جميعا
منصور
عمرٌ ومجدي
مصطفى وهشام
يرحلون تباعا
في منتصف الثلاثين

يرحلون جميعا في منتصف الطريق
نفس الأعراض نفس الألم
كان الواحد منهم يشكو صدره
عطشانا قبل الأفول
يقول لي كلاما غامضا
يقص عن تعب في مفاصل الوجود
يحلم بالراحة الخالدة
وكلهم قبل الرحيل قالوا
(نريد اللقاء قريبا)

جميعهم كانوا يدخنون
ويحتسون بعض الشراب
يعشقون الفن والقفشة الذكية
وكلهم قبلها بليلة واحدة كانوا ..
يخططون للسنة القادمة
حسنا فليكن
خربتها تماما
وعلى تلها جلست وحيدا
أعبث بالوحل والدنس
لم أشأ أن تسير الأمور هكذا
إنما ..
حسنا فليكن
خسرت الدور إني أعترف
خططت خطة رائعة قتلتني
ماذا يفعل المهزوم إذن ؟
أيحمل رأسه للمنتصر
كي يغتصب البقية من شرف ؟
أينضم صاغرا للقطيع المخصيّ ؟
شجاعة الفارس اختفت
لم يبق إلا كبرياء الساموراي