Monday, October 30, 2006


لا تأخذنك بالعدو سماحةٌ
لو كان أنت.. لكنت أنت قتيلا
فاقتل عدوك عامدا متعمدا
القتل يبعث جسمك المقتولا
لا تخشينّ الموت إنك ميتٌ
والعار لم يكتب لنا تأجيلا
هذي حياتك.. حفنةٌ من رملها
فاقبض عليها واستعد رحيلا
أشهر سلاحك فهو كونٌ سافلٌ
لا يبصر الأشعار والتنزيلا
لغة الدماء وليس يقرأ غيرها
أتريد مجدا أم تريد وحولا؟
الشعر يصمت حين تحضر طلقةٌ
لو كان أجدى.. ما سقطتَ ذليلا

Sunday, October 29, 2006

حينما تهجم جيوش المحتل على البلاد وتنهار المقاومة الرسمية تنشأ مقاومة شعبية من الأهالي لا تسأل نفسها عن مبرر وجودها لأن المبرر واضح كالشمس..
وحينما تستبد الرأسمالية بالجماهير إذ تتوحش الاحتكارات وتوالي الأسعار ارتفاعها الجنوني والحكومة ساكتة أو عاجزة أو مشاركة في الجرم تنشط الحركات الأهلية للمقاطعة والاحتجاج على استبداد رأس المال..
حينما تنظم حملات التشهير بالمقدسات الدينية للجماهير المضطهدة وسط غياب رد الفعل الرسمي الملائم ينظم المضطهدون أنفسهم لمختلف أشكال الدفاع عن مقدساتهم بما يقتضيه ذلك من رد فعل مناسب..
حينما تحدث كوارث مفاجئة وتنهار العمارات في الزلزال أو تنقلب القطارات مثلا، ومع تأخر التلبية الرسمية تتحرك الأهالي بفرق دفاع مدني مرتجلة لرفع الانقاض دون ان تتساءل عن عاقبة ذلك من زاوية سلبية..
حينما يكون هناك لص في الحي يخرج له أهل الحي قبل الشرطة، وحينما تأتي مجموعة بلطجية من الأغراب لضرب شباب الحي العشوائي ينظم الشباب انفسهم للمواجهة لأن الحكومة غائبة في العشوائيات طبعا.. بل عندما تتعقد الحركة المرورية في عنق منطقة شعبية حيث لا رجال مرور ولا دياولو ينهض من الأهالي من يتطوع لتحقيق السيولة المرورية المطلوبة.
الخلاصة.. كلما خلت مساحة من الحضور الرسمي ملأتها الأهالي، وهكذا مثلا كونت البرجوازيات الصاعدة شرطتها الأهلية وميليشياتها الشعبية في زمن الاقطاع وهي تحرر بالتدريج هوامش عمرانية ضيقة في بلادها اتسعت تدريجيا.
ما الغريب إذن أن تتولى الأهالي تنظيم نفسها في كل ما تعجز السلطة عن تحقيقه لها؟ أم هل جل المطلوب منها أن تتألم وتعاني وتحلل وتنظّر وتدعو وتعظ؟؟
استعدوا من الآن لجنون العيد الكبير.. لموجة همجية جديدة تنتزع بالتدريج سند وجودها.. توحش القطيع المارق من جهة وسلبية القطيع الأكبر من جهة أخرى
(بقدر قوي حسن نصرالله عشان لا مقضيها تأمل ولا مستنى عمو ياخدله حقه)
"كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة"
(المليجي في فيلم الأرض)

Saturday, October 28, 2006

مواجهة السعار الجنسي

وماذا كنا ننتظر من سنوات تتم فيها تربية الانسان كالحيوان في البيت والمدرسة والجامعة والورشة والجيش والقسم والمصلحة الحكومية والشارع؟؟ماذا كنا ننتظر من نفاق اجتماعي سافل ينخر في عظامنا نخرا وادعاء مكشوف للتدين عمال على بطال بداعي وبدون داعي حتى صار الدين سلعة وصرت تحج بزيرو تسعمية؟!!وماذا كنا ننتظر من علاقات رديئة بين الجنسين يتم تشويهها يوميا من التلفزيون والجريدة والمجلة وأفكار الأهالي وحيل الصبيان على البنات والحيل المضادة وبيع الجسد ماديا وافتراضيا وعلاقات زوجية مشوهة تحكمها المصلحة وتتربى فيها أجيال لا ترى إلا حيوان هو الأب ينكح وينهر حيوانة هي الأم على مرأى ومسمع من حيوانات المجتمع والدولة؟ماذا كنا ننتظر الا أن تتحول الحيوانية والجبن والنفاق والغضب والأحقاد المتنوعة الى كيان مادي ملموس يأكل ما تبقى من نتف حضارية مزيفة عاهرة وقيم مبتذلة قوادة..ماذا غير هذا يمكن أن يحدث في محيط استبد به الجنون وتعمقت الفوضى وتحرش الضياع بالنفوس فخربت الأرواح والذمم؟أترك لزملائي الأفاضل مهمة البحث والتنقيب عما أوصلنا الى هذه الهاوية السحيقة وكلي ثقة في قدراتهم التحليلية على خلق سد ثقافي منيع في الغد القريب.. أما أنا فأرفع العصا وأتجاهل للأسف الشديد كل من يقدس "كل الشعب" تقديسا مطلقا مبررا للحيوان منه حيوانيته وللغلاظ غلظتهم.. أرفع العصا عاليا وأدعو لتشكيل كتائب الشوارع من الشباب القادر على القتال للمواجهة الفورية مع هذه الظاهرة بالتحديد.. نريد حماية شعبية تجد مبررها في هول الحدث نفسه.. وهل علاج العنف بالعنف مفيد؟ أحيانا طبعا.. حينما تملكت العصابات القذرة في نيويورك من رقاب الشوارع نهض لهم من سموا أنفسهم "ملائكة الشوارع" وهم شباب يتولون حماية الشوارع من العصابات طالما انه لا أمن ولا أمان .. هنا يحق القول فلا يفل الحديد الا الحديد ولا يفلق الحجر الا الفأس.. هذا الشارع الرخو الدنس يحتاج الى حزم لا نراه وحسم لا نعرفه وسيأتي من يفعل ذلك من اليسار او من اليمين فلنكن نحن جنوده. ارفع العصا وحطم عظام المتوحشين بنا.. يريدون ان يختصروا المسار الصعب لتغيير واقعهم الرديء.. يريدون ان يقفزوا على المواجهة المضنية مع مشاكلهم.. ان يفوزوا بقنص سهل في غيبة من السلطة واحتضار للكيان الاجتماعي الكبير.. بكل ما في قلوبنا من تفهم للدوافع والبواعث والأسباب وبكل ما في قلوبنا من حب للبشرية بجهلها وضياعها سوف نرفع العصا على هؤلاء قبل أن تتعرض النساء لضغوط مضاعفة من أهاليهم أصلا خوفا عليهن من ملاقاة التوحش في الشارع.. وقبل أن ينعم السلوك الهمجي بمشروعية خفية على الطريقة المصرية المنحطة أحيانا.. أبكي على ضياع هؤلاء الشباب وأنفطر حزنا على عظامهم التي ستتكسر ولكن حزني على ابتذال "نصف المجتمع" لهذه الدرجة أكبر بكثير، وغضبي فادح على النخوة المهدرة في رجالنا.. وشكرا لرجال الأمن الذين تمكنوا من صيانة أمن السلطة وتدشين هيبة الأقسام وإعلاء سطوة كروت التوصية على حساب أبسط مفردات العمران البشري الحضاري.. كرامة الجسد.. نعم هم شباب مقموع مكبوت مغدور في حياته من أولها لآخرها ولكن ومع كل تفهمنا لجذور أمراضه سوف نرفع العصا حيث لا ينفع وعظ ولا إرشاد.. وحتى يأتي يوم يدرك فيه المقموعون جميعا أن الحل في احترامهم لكرامتهم جميعا وليس في نقل الانتهاك الواقع عليهم الى مظلومين آخرين. فلنقطع عليهم هذه الفنتازيا المخدرة التي تهيء لهم أن القنص السريع ممكن وممتع .. يريدون أن ينكحوا كما يهتفون.. هكذا ببساطة !! وبهذه الكيفية.. إنهم يعلنون أنهم ملاك الشارع في عالم تتوجه البلطجة وتنعدم فيه النخوة والكبرياء.. فلنعلن نحن النداء المضاد.. الشارع لنا نحن.. لأولئك الذين يبحثون عن حل صعب المراس من أجل غد قريب كما نأمل تنمو فيه العلاقات بين البشر في حرية ونظافة وكرامة.. الشارع لنا وسنرفع فيه رايتنا.. بالحسم لا بالتراخي وبالشدة بمنتهى الشدة علها تكون بداية لإيجابية غائبة وتماسك جماعي على شيء محدد لا يحتمل التسويف.

Friday, October 27, 2006

أقولك إيه؟؟

أقولك إيه؟
لساني زمبلك ضاعت مفاتيحه على أعتاب بيبان الليل
ومخي مرتخي الأعصاب حمل كفنه على كفيه
ودمي الحامي متجمد، كسرته ف كاس ورجيته
قلبته وريقي كان ناشف وكان بدني قميص محني على كُمّيه
وشديته ما كلمني وجريته وجرجرني
ونمنا عالرصيف ساعة كوانا البرد كان البرد زي النار بيلسعني
أقوم ألقف على بدني
ألاقي الرغبة في نهديكي كيس من دم متحني بُه المقتول وكان بدني
وكان الدم متسرسب ما بين رجليه
أقولك إيه؟

غسلت البنطلون مني لقيت لوني ماعادلوش لون
حلقت الدقن حتى شفت شرخ الحيطة في ضهري
وسرحت البياض في الشعر قام واقع جدار البيت
رأيتني في المرايا بقيت دواير مالصابون والدم جيت أضحك
لقيت خطين من المعجون
سحبت البدلة والمنديل
شعرت بإيد على الرقبة بتخنقني .. كانت إيدي
ف ناحية زرار يبرقلي وناحية بتربط البابيون
لبست الجزمة كات أضيق
وحطيت الحزام عالكرش واتفتّق
ووردة ف عروتي تنطق بلون الجنس في ابريل
وحطيت الطبنجة فوق على قلبي وجيت أنزل
لا كان فيه باب ولا شباك ولا طاقة ولا طرقة
ولا إيدي بقت تطرق وانا بطرق
ولا رجليا شايلاني ولا سامع صراخي بكيت وجيت ألمس مكان فمي
لقيت كمي مفيهش إيدين حاولت انظر لقيت وشي بيتاكل
وراح واكل حبابي عينيه
أقولك إيه؟

أنا شايفك غسلت جسمك الكوكب بلون الزيت
وصار يلمع ويتبخر عليه الميّ
كجسم حصان بيرمح والعرق فضة
وفيه نجمين من الشباك بيختلسوا الدخول بالضيّ
وانا عارف بأن البطة بعد ما تنفض المية حتتمدد على البشكير وتتأمل ضوافرها
وانا حاسّك دهنت القشطة عالخدين ولون أحمر صبغ كتاكيتك العشرين
وبتراهني حتتربى على صدري وبكرة تطير
وشعرك ناعس النظرة على كتفك عشان يسهر
ويسبح في ربوع الليل ويصبح شال على دمي أحن إليه
أقولك إيه؟

صحيت اليوم لقيت اللذة مبتزّة من الضل اللي كان شاهر ف قلبي بلطته ووشه مفيش تقاطيع
مهوش ناسك ولا شيطان ولا ساحر وقام ماسك بطرف القلب واتشمر وراح نازل عليه تقطيع
سكبت السائل البني وفاجئني بملمس نار وريحته بارود
سقط لحمي حتت خضرا لقيت وشك بيتجمع على قدمي يبوس دمي
ويضحك وجهك الدامي بكا ويضيع وانا محني بلملم فيه
أقولك إيه؟

حنتقابل .. إذا يعني حنتقابل
حنشرب؟ إفرضي مثلا
حبوسك؟ ثم إيه يعني؟؟ مهوش فمي ولا خدّك
وحاخدك بين جناحيني واطير فيكي؟
على عيني.. مليش جناحين
وف إيديكي حيطلع لحمي ف إيديكي حيطلع لحمي مش عارف أقول إزاي
بحبك؟ مش أكيد أبدا
يجوز معرفش أقربلك سوا في الضلمة فيه زحمة على سريرنا مابيننا فيه ميتين ميت وألف جريح
ونفسي أبوح بسر الكون أنا عارفه ودافنه بين ركام الكبت والتصريح
وروحي تحوم على جسمك
(بحبك إنهضي يللا وحاوطيني بثوب الوجد فرد حمام على صدري وبيت عالقد نكبر فيه)
أقولك إيه؟؟؟
ضفيرة في الخيال محلولة في شعرك
شريطة حمرا مخمورة على خصرك
قلم أحمر كتبنا بيه على الشجرة .. على شفتيكي يتطوح صباع الروج
(صباع مقطوع! على شفتيكي يتطوح صباع مقطوع!!)
شاورنا بيه وقام طاير
خيالي فين مفاتيحه؟
وفستان روز
وكورة في الشراب الابيض وميت أراجوز
(بحبك إنهضي يللا)
ونضحك كي يعود لحمي
(بحبك إنهضي يللا وحاوطيني)
وابوس أمي .. تودعني بضحكتها على السلم
واقابلك كفي في كفك ونتحنجل
نروح لبعيد بعيد خالص ونفتح قبر أجسامنا
نلاقينا بنتمدد ف سن اليأس امسّ إيديكي لا تخافي وانا جنبك ولا تبكي
(أنا صاحبك وانا حِبِّك)
وازيحنا .. ألقى سر الكون
أنا عارفه .. ودافنه .. من زمان خالص بروحله لما احن إليه
أقولك إيه ؟
أقولك إيه ؟؟

على الصليب

أنا عالصليب وف كِلْوتي المسامير
وانا بس واحد من ضحايا كتير
متشعلقين إخواني حواليا
لافّانا نسمة هوا حرة.. ومرثية
وعلى دماغاتنا تشمشم العصافير

أنا عالصليب بنزف وبتألم
أنا مش يسوع.. أنا عبد واتكلم
بتحدى روما بكل أساطيلها
بالإف 16..
وبكل قنابلها
وبالجحافل دايرة تتسمم
من قوت عيالي.. من ضيا عيني
بيني وبينك.. مش أموت أرحم؟
انا ليه أعيش لو كنت مش بحلم؟
لو مش ف حضني حلم أفرح به..
يكبر كأنه حبو الضي عالحيطة
ملعون أبوه اللي وطى..
ملعون ولاعن عياله
مختوم وخاتم عليهم..
بالذل والانتظار

أنا عالصليب زي القمر بضوي
أعيش شهيد.. تمثال مفيش مانع..
ولا اكونشي يوم للمظلومين عبرة
أنا عالصليب وانت ف إيديك الفاس
إضرب عدوك دي الحكاية خلاص
الشر حاكم في البلاد والناس
والظلم واحد لو وشوشه كتير
إقتل بقى من مبدأ التغيير
مش كل مرة تتقتل وتقوم
مظلوم تعيش وبتتقتل مظلوم
طب ما تسايسها زي ما هي سايسة
إضرب جدورها.. هزّها واقسى
خليها تفتح باب جناينها
وتغرقك بالعطر والأسرار
هو السؤال وجوابه في المكتوب..
عاوز تموت غالب؟
ولا تعيش مغلوب؟

فضا


كسروا نايات المغني
كسروا سلاح المحارب
كسروا فؤاد المحبّ..

لا انا قادر اخرج واغني
ولا قادر اضرب واحارب
ولا قادر احلم واحبّ

موال عشان الأحبة

شجرة عيلتنا مفيش فيها ورق رسمي
خالتي فصول البكا أما الألم عمي
وجدي ثورة صِغار لما تُثار ترمي
ف وش أتخن تخان المدرسة الكراريس
وولاد عمومتي دموع حافية تشيل فوانيس
وتمد كف الأسى بالشعوذة ف رمضان
وابويا لمحة براءة ف سالف الأزمان
هزمت أمير المطر واتقدمت لامي

عيد ميلاد

في عامي الثالث والثلاثين
المسيح يصلب –أو يصعد- في موعده
ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر وثلاثة أيام
عمر الرسالة الدموية
ثالوث يحطم القصور والخوذات الرومانية
ثلاثة وثلاثون عاما عمر شاب الخليل
عمر العيون النبية
عمر موت وانتصار نبيل
ومولد للسنة الميلادية

ثلاثة وثلاثون عاما مضت
كان المسيح في عمري نجم البشرية
حتى قيود معصميه حوّرها سلاحا
والمسامير أضحت جيشا أبديا
كان المسيح صابرا كقبيلة من الإبل
وصامدا كسلسلة من جبال
كان المسيح في الثالثة والثلاثين يحمل صاغرا صليبه الخشبي
كان خاضعا .. وأبيا
لم يكن مثلي يجاهر بالإباء
ويغفو في خضوع
لم يكن مثلي الليلة أخشى عامي الرابع والثلاثين
أخشى ضياع المرتب والوظيفة الحكومية
لم يكن مثلي أسيرا
لكثير من عاداته السرية
وإذ استوى على ذاته وملذاته ومذلته
كان في عامه الثالث والثلاثين في ذروة محنته
رجلا فوق جميع الرجال
كان في شبابه حلما فغدا أمة ثورية
وأنا كالملايين ممن يتمون عامهم الثالث والثلاثين
يدنسني العرق الجاهلي الذي سد كل مسامي

(25/11/1996)

الحرب

الحرب بتهد البيبان
واحنا ف مكاننا مسمّرين
غلمان ف قصر الخليفة
خصيان أمير المؤمنين
مكتوب لنا دعك البلاط
وغسيل كعوب الجواري
وف حُق ضيق في الحرملك
عايشينها لت وعجين

الحرب هاجمة عالمكان
بتحش ما في وشها
واحنا ما فينا نخشها
متلطعين عالبيبان
زي الجراد بعد المطر
بنبص عالموت اللي طايح بالهبل
ونبص في الأرض بهوان

الحرب هايجة عالبيوت
غزلان بتجري من الخطر
وخيول تموت
واحنا ف قلب المعمعة
معششين في الصومعة
ندعي جيوش الموت تفوت

الحرب بتصحي الحياة
وبتخلق الناس من عدم
من بعد ما الحلم اتعدم
نرجع ونحلم بالحياة
الموت أهه! على بعد خطوة
الذل موت.. والدنيا شهوة
حارب عشان توصل لبرّ
وثور عشان تفضل نبي
من غير ما تدخل غمارها
وتدوق حلاوة مرارها
لا كنت وارث ديارها
ولا كنت أصلا بشر
أحلى ما فيها الخطر
ولا انعدام النخوة

Thursday, October 19, 2006

البنت دي

البنت دي أنا حبيتها
لله كده .. إستحليتها
وعينيها إيه يخرب بيتها
كاشفاني فشر السي آي إيه
لا حقول دليلة ولا عبلة
صحيتني على ضربة نبلة
بعتالي كيوبيد بنت الإيه
يديني على قد النية
أتاريه معاها وعليا
يرشقني سهم ابن الحية
ويسيبها سارحة في الملكوت
وغيرها واخد طلقة موت
وانِس معاها ابن القاسية
وهي أقسى خلق الله ..
يدوبه نني عينيها
مش بس صايداني وماشية
قال إيه كمان حاكمة عليا
إني أعيش ملك يمينها
معرفش ليه أنا حبيتها
مع إنها مش مع قلبي
لا وافقتها ولا وافقتني
لكني متشعبط فيها
من دي حجيب بنتي وإبني
وأقضّي عمري تناقرني
وادوق معاها حلاوة الروح
البنت دي غير السابقين
ويشهدوا كل السامعين
مفيش حاجات تجمع بيننا
لكن أشوفها معدية
ألقاها بتعدي ف بيتنا
مالسفرة جاية على الصالة
لابسة قصيرّ حرانة
بتغني مش حافظة الغنوة
وتبصلي كده حيرانة
ماسكة في طرف جونلتها
أموت انا على ضحكتها
وأسكّ على نشرة الاخبار
نلعب ونلعب لعب صغار
بعدين بيقلب لعب كبار
ونخش دنيا بدون أبواب
آدم وحوا ف أوضة نوم
عاملينها على ذوقهم همّا
لا فيه شيطان ولا فيه غمة
لا كدب لا فرقة ولا لوم
ولا بخل في الزاد الروحي
ولا روح سوى روحها لروحي
تقول منايا أقول روحي
على شرط من غير ولا كلمة
من بعد ما الإنسان كافح
وكتب رسالته ف صدر الكون
وبَدَر ف دنيا كان عابها
وكان يخاف من أنيابها
دنيا يوماتي بتمتحنك
واما تغالبها تفتحلك
وتدخلك عالم علوي
لا تقولي صوفي ولا علَوَي
بدراعك الكون ده بتاعك
ويابخته ياللي يبات غالب
وانا في الحياة دي لسه يادوب
مغلوب لكني بحدّف طوب
مستنظر اليوم المكتوب
إن ينصرك مين الغالب ؟
ارمي السلام وده شيء لله
واللي يقدم شوق بيداه
يلقاه كما كان يتمناه
من قلبي ده إتمنيتك
عاوز أنا عنوان بيتك
وحجيب انا بن محوج
وان كان ابوكي حيتشنج
حجيله ساهي ومتبنج
وان كانت امك مش راضية
حاوي وجيوبي مهيش فاضية
خليكي حد بيشفعلي
وكفاية غربة ف أراضيكي
على سنة الله ببغيكي
على سني ده ميت فيكي
وان كان ده كدب يا رب اهلك
قوليلي طيب هات أهلك
خللي امي تفرح يوم تاني
من بعد ما جابتني الدنيا
ماشافتش يوم ينصف فيا
آخر الكلام انا حبيتك
حبايبنا حابة تجاملنا
أهالينا عاوزة واد قمور
والحي ضلمة وطالب نور
جبت المزاهر والحنطور
وطلعت أجري على بيتك

اختيار

الحب جولة وجولة
وانا قلبي عاشق علَوْلَه
يكفيني شرك يا َلوْلا
ولا يوم ندمت ف غرامي
ولا عاف فؤادي المحاولة
ولّى شبابي مناولة
واديت حبابي عيوني
وجنوني خدني وحبا بي
يا احبابي صعب التلاقي
واصعب عليا المداولة
يا إما كوكب محبة
يا الحربة ديني وحبيبي
وصاحبي والحرب أولى

Wednesday, October 18, 2006

أي تلك الأشياء الآن أمتلك ؟
لا عيون حبيبة عندي ولا نظرية
ليس عندي كتيبة للشهادة
ولا كتاب يقلب الأبجدية
كل تلك الأوثان التي أحببتها
بجنونٍ في عصور جاهلية
هل عفى الزمان الآن عليها؟
ما الذي في يميني الآن من الأمس يسيل
غير نهر من خطية ؟
لا تسلني عن المرأة التي أحببتها
سلني عن المرأة التي أحبتني
أنا أحببت عشر نساء صدقني
وواحدةٌ منهن ما أحبتني
إلا واحدةٌ ربما .. وربما
لو عاد بها الزمان ما أحبتني

قسوة

تهاجمينني الآن لأني أكتب القسوة
فأين كنت حينما كهربوا أشعاري؟
تنفرين من وحشيتي .. من كرامتي المطعونة
كأنك قاضٍ مرتشٍ لا ينصت إلا لخصومي

تصنعين في رأسك التافه نموذجا مُعَلَّبا
تصنعين هيكلا من مكعبات الأطفال
تريدين أن تحشريني في رخاوة مخك
كأنني أخط عمري في رمال ناعمة

أخطائي جميعهن هن أخطائي أنا
وأنا وحدي الذي سأدفع الحساب
تلوحين لي بعذريتك المملة القاحلة
بينما ندمي صوفيٌّ .. وعذاباتي سرية

تسطحين حياتي تملأينها غثاء
لا لم أكن في ضلال .. لا لم أكن مسكينا
اخترت دربي وقادتني خيالاتي
فلا تخصيني في أحلامي حبا وكرامة

لأنك قاسية تركزين في جراحي
لأنك مذنبة ترتبين إعدامي
تنهرينني بالخطيئة كونك تحلمين بها
لا لأنك ترشدينني للصراط المستقيم

أريد وقتا

أريد وقتا للكتابة
وشايا وشمسا وحبيبة
وصغيرين وموسيقى قديمة
ووجوها من الماضي النبيل

أريد قوتي من سنين خمس
وتأملاتي في سن العشرين
أريد أن أبكي كثيرا
مثلما بكيت أول مرة

أريد وقتا طويلا نسبيا
ولا أريد مطلقا
أن أودّع أحدا

Monday, October 16, 2006

مشتاق لعصفورة


مشتاق لعصفورة
قطة وجنية
تفرد جناحيّا
وتضمني ليّا
تسكن ف أحضاني
وتدوب وتفنيني
لكن بحنية

مشتاق لعصفورة
لما أطيّّرها
تكتب على دارها
اسمي ف خواطرها
وتطير ما تنساني
وتعود تلاقيني
وتردني فيّا

مشتاق لعصفورة
مهرة محنية
تعشق ضفايرها
وتحلهم ليّا
عاشقة على ديني
تشرب وتسقيني
والكون على هولُه
لما يشرّدني
هي تغرّدني
نهرب سوا مرة
نغزل سما بكرة
نظرة ف نور نظرة
ماشبع ملاغية

وداع


ماتردينيش من غير غطا
وماتسرقيش مني الخطى
وسيبيني وحدي لو سمحتي أرددك
واعفيني حتى من السلام

ماتفتشيش جوة الرماد
وسيبيني راقد عاللهب
وماتفزعيش صمت الطيور
وماتضحكيش من غير سبب
وماتعمليش مالحبّة غيط طارح أنوثة
وماترسميش دمع المسيح على بسمتك
وماتخطفيش مني العروسة
وماتحزنيش
قادر أقوم وارمح واخطّي عاللهب
وف قلبي بوسة

ولدي


ولدي راح اجني عليك وانا اللي مجني عليه
من جاني مجني عليه ولده انا..وأبوه..
كان برضه لما جنى مجني على اللي جابوه
وازاي تقول ان انا..جاني..ومجني عليه؟؟؟

العيد


محني يا نور الضفاير
وحدي في كل الجنينة
عدوا عليا الأحبّة
هلت وشوشهم حزينة
ميلت الم المدامع
حطت إيديهم عليا
قالولي كل اللي بيا
عاشق ودايرة الدواير
حطوا على الكتف راسهم
باسهم فؤادي المدادي
صعبة عليا الحياة
لكن تواليني
لما تلين المحبة
واللي انتقاه يهواه
ويومها أندر فطاير
والبس هدوم العيد

حصان من نار

حصان من نار
ركبته طار
وخلاني
حصان من نار
بلون بمبي
ركبته طار
وخد قلبي
وخلاني
أشوف من فوق
حصان من نار
بلون بمبي
وشعر فانوس
ركبته طار
وخد قلبي
وسابني طاووس
وخلاني أشوف من فوق
وخلاني على ظهره
حصان من نار
بلون بمبي
ركبته طار
وشعر فانوس
وخد قلبي وخلاني
وسابني طاووس
وخلاني على ظهره
ولِع قلبي من الشهوة
أبوس إيدِك
هاتيني للحياة ثاني
وخلليني على صدرك..حصان من نار
وخلليني أشوف ثاني وادوق الروح
أيا مهرة
أدوقك ربما مرة..واعود إنسان
أعود مرة..حصان من نار
حصان من نار
ركبته طار
وخلاني
أدوق الروح
وخلاني أعود بكرة
حصان من نار
بلون بمبي وشعر فانوس
وخد قلبي..وسابني طاووس
حصان من نار

Friday, October 13, 2006

أستطبع أن أفعل الكثير


أستطيع أن أعمل الكثير
هذه الحياة التي تريد معركة
سأمنحها هذا الذي تهواه
في ترابها الأسمر أزرع صلبي
وفي جوفها العميق أثبت نطفتي
وفي هوائها المريض أنفث روحي

أستطيع أن أفعل الكثير
أنثر الفوضى في عواميد الأدب
وأنزع عن الفن قداسته الوهمية
أجعل الأشياء طبيعية وعادية
وأحول جدول الأفكار في اتجاه المحيط

أستطيع أن أفعل الكثير والكثير
أشعل الشك في التاريخ كله
وأصور البركان الذي نعيش فوقه
أستطيع أن أدمر الجمال البرجوازي الخسيس
وأن أستحدث القبح النبيل

سنقاتل

حين يفرض القتال علينا.. سنقاتل
أتفه الأشياء حولنا صالحة للمعركة
سكاكين الطعام والشوك
أنبوبة الغاز في شرفة الحمام المكركبة
أسلاك الكهرباء المدلاة خارج الشقة
حتى عصا المقشة المسوسة


وحين نصبح عزلا تماما سنقاتل
أصغر الأعضاء مصممة للمنازلة
حتى الضروس المحشوة والأظفار المقصّفة
وحينما يقيد الواحد منا سيقاتل
سيغمض العينين على الحقيقة الخالدة
يشحن ذاته من كهرباء الكون العمومية
وحين يملؤه الحق ببهجته المشمسة
سينفجر الواحد منا في وجوه آكليه
يفجر المكان بحقدهم وحقده النقيض
ويخلي الطرق الملبشة بالمتاريس
لبلسم البسمة الحرة المقبلة

Thursday, October 12, 2006

مؤكد هناك من

مؤكد هناك من تستحق هذه المشاعر
غير تلك المرأة النرجسية المتبلدة
تلك التي لها فم بلا أذنين
والتي ترى أخطاءها مغفورة سلفا
لكونها طفلة الكون الأثيرة

مؤكد هناك من تستحق هذه المشاعر
غير تلك المرأة الخبيثة الصفراء
تلك التي تبتسم لكي تغيظني
والتي كلما عصبتني عليها
خشيت أن تدس لي السم في الطعام

مؤكد هناك من تستحق هذه الدماء
غير تلك المرأة الحديدية المجوفة
تلك التي تقدس الندية حتى في الفراش
والتي تفرش حولنا الرمال والبازلت
وكلما احتضنتني أطفأتني من وهج

مؤكد هناك من تستحق هذا المنيّ البريء
غير تلك المرأة الفارعة اللوّنة
التي ترحب بالمغازلات الطارئة
كهرة بلا صاحب
كلبؤة جائعة
كسبيل لكل عابر
كممسحة..لا تُنظَّف أبدا

مؤكد..مؤكد هناك من تستحق
غير تلك المرأة المترفة المتأمركة
تلك التي تحتقر الجلاليب الزرقاء الكالحة
وتنتهك الحسابات وجدانها المسطح
فتجعلني أستخسر فيها
كل هذه الأنوثة المجلجلة

مؤكد هناك من تستحق حروفي الخافتة
غير تلك المرأة المذبذبة الخائفة
تلك التي تتكيء على وجودي الجريح
كدجاجة تتبع ديكها الروميّ

مؤكد هناك امرأة تستحق هذه الأشياء المقدسة
امرأة طيبة القلب والعينين
امرأة حرة تتوحد بي
دون أن ينفي الواحد منا توأمه
تحب الناس كلهم كطبيب في بلاد الطاعون
آمن معها الغفوة واليقظة واللحظة المحرمة
والتي في حضنها سوف أبكي بحرقة
ولو لمرة واحدة في حياتي

أولئك المطهرون

أولئك الذين يرقدون في المستشفيات الحكومية القذرة
كيف يصارعون الوجع اليومي والإهمال المزمن؟
وبشاعة المرحاض وابتزاز الممرضات البائسات؟
أي شيء هذا الذي يملكونه دوني
فيمنحهم الصبر والسلوان؟

أولئك الذين يعلقون في مسالخ المعتقل
كيف يقاومون الضرب والأسلاك المكهربة؟
وسماجة الضباط والمخبرين؟
كيف يقتلون الموت كلما اقترب؟
ويجددون البيعة للفريضة الغائبة؟

أولئك الذين يعيشون خلف الصحراء الكبرى
محاصرين بالمجاعة وبصلف البشرية
وبالمعونات التي تأتي كبقشيش من ضمير التنابلة
ممن يمنعون الماعون الحق ويكنزون النفط والسلاح
كيف يستطيع أولئك الجوعى أن يسامحوا الحياة
ويطلبوا المزيد منها في تفاؤل عجيب؟!

كل أولئك الذين يقاتلون الألم كالأنبياء
أي حق استقر فيهم كما اللؤلؤة في الصدفة؟
كيف يقاومون يوميا جحافل القنوط
وجراد الأيام القاحلة؟
كيف يروضون غطرسة الضعف على المنكوب
وكيف يصمدون على جمرتهم
لينسجوا الملاحم الأبدية المغدورة؟
تلك المسكوت عنها وسط ضجة البضائع الداعرة
الملاحم التي تتحرك في أحشائي
كجنين يتململ في رقدته
هؤلاء المقاومون المطهرون أركع حدهم
أقبل التراب الذي مشوا عليه
نادما على لحظات ضعفي التافهة
وكل أنة واهنة أئنّها وحيدا

سأعرف

سأعرف حين تكلمينه مرة أخرى
صدقيني سأعرف
ستومض لحظتها اللمبة الحمراء داخلي
في قاعي الدامس السحيق
سأشعر أنهم غافلوني في الجراحة
وانتزعوا كبدي بدل اللوزتين
سأشعر أنني يتيمٌ يأكل ميراثه زوج أمه
كأنني شعب فقير خانه الملوك والملاك
ومنظمة الأمم المتحدة
عندها سأوقن أنك اتصلت به
ولحظتها
أختفي
للأبد

Monday, October 09, 2006


تنتابني الرؤى الموحشة
والوجوه العفنة المتوحشة
وشعور بلانهائية جوفاء
ينتابني ظلام وغباء
وخلق خافت وسخيف
وطيور مزعجة
تنتابني الذكرى وأشلاء أسئلة ساذجة
ينتابني عبق الأيام السالفة النافلة
والسنون السافلة
أحب هذه الحياة رغم وجهها القبيح
ورغم أنها تخون
ورغم أنها مريضة وشاذة
سافلة تعاير الفقراء
وتنافق الغني والقوي والجميلة
ورغم أنها لا تحفظ الجميلا
وتصلب المسيح والثوار
ورغم أنها تعذب الجريح
وتستريح في البغاء والقمار
تعشق المخدرات.. تعشق القتل الهاديء الطموح
كالعاهرات لا تقسم إلا بالشرف
وكالمُلاك يستولدون من شقائنا الترف
ورغم أنها دنس ووضاعة
أحبها
لأنني مثلها
لا أعزف مقطوعة أحلى
من صرخاتنا المكلومة الرنانة
لا أعرف لغة منجزة في البلاغة
إلا لغة الأحلام الدموية

ليست الحياة سهلة


ليست الحياة سهلة مطلقاً
وليس شيءٌ في الحياة مثلها
لا نستطيع أبدا أن نشرح جوهرها المكنون
ولا أن نفلسف مهما سعينا عقلها المجنون

غريبة هي الحياة.. أغرب من كل شيء فيها
رهيبة.. جامدة.. جاحدة
حقودة.. زائفة.. معربدة
تعشق المستهين بها.. وتستهين بالعاشقين

لا تعرف الرحمة لا تتكلم لغة القلب
تكره الضعفاء تحتقر الأطفال الفقراء
كالنار تأكل كل ما في وجهها
وبالدم تطفيء شهوة القاتلين

وهمية هي الحياة.. عاهرة رخيصة
مكياجها ثقيل.. ملابسها الداخلية قديمة ممزقة
تريد رجلا شرانيا يأتيها من خلف
ينكحها بقسوة.. يسلبها النقود والسلسلة الذهبية

مريبة هي الحياة ضحكها ساخرُ
أنسها زائل.. متعتها نافقة
لا تحبذ الذين يحنون على عقيدة ما
تفخر بالنسب التتري ..
تتمسح في القراصنة

سادية هي الحياة.. مازوخية أيضا
وثنية.. تقدس البنكنوت والسلاح
تمنح المقدس فيها لمن يأكلون نيء اللحم
وتمنع الحليب عن الجرو الجائع في الطريق

صعبة هي الحياة لا يسهل شرحها
لا يصلح معها غير ان تعيشها
كفنك الملائكي على يدك اليسرى
وفي يدك اليمنى سلاحك الآليّ

ما العمل ؟؟

القضاة مرتشون
والضباط مجرمون
المهندسون يخطئون في الحساب
والعلماء يقتلون البشر
الأطباء يتاجرون في الأعضاء
والفنانون مخربون

رجال الدين يعبثون في التائبات
والمعلمون ينتهكون تلاميذهم
المحامون يبيعون موكلهم للخصوم
والملوك يسلمون شعوبهم للمصارف

الأرض كلها تعوم في القذارة
تطفح بالذنوب والدنس
في كل عام يُقتل المهديّ المنتظر
ويُعتقل الحواريون
يعمّر المؤمنون فيها مستشفيات الأمراض النفسية
ويمسح الأبطال فيها بلاط السجون

جف القلم


جف القلم
المشاعر كلها الآن قصدير وعدم
رمم تبرطع في الحياة فوق الرمم
أرأيت كيف تكاتلت الفقمات شحما بشحم؟
فجاج من نفاق وشعاب قذرة
عفن هواؤها وعيشها خطر
أما آن للإنسان أن يستقر؟
ما الذي يحمل القلب ويؤوي في خجل
والله لا يجديه اليوم أن يعترف
ما كذّب الإنسان إلا نفسه الحيرى وواراها التراب

إجابات متأخرة

متى كتبتُ كل هذا تسألين؟
حسنا يا آنستي المدللة
طوال تلك السنوات المنصرمة
لم اكن ألهو..وفقط
كنت كلما أغلق العالم بابا
تأملت في صدأ المزلاج برهة وانصرفت
لأفتح بيني وبيني دفتري المصفرّ
أغمس قلمي في ماء النار داخلي
وأسكب على الأوراق أوجاعي الحارقة
كنت أكتب مثل تلميذ معاقب
عبارة واحدة ولكن ألف مرة
(لن أستسلم مهما حاصرتني المزاليج)

كل تلك السنوات لم أبن بيتا
لأنني كنت أبني في السر ملحمتي المطولة
وأرتب في خطتي الحربية الطموح
أربي العساكر الفقراء في دمي
وأدرب فقراء المتطوعين المرابطين في الخلايا
لاصطياد فيروس العبودية القذر

لم أكن طوال تلك السنوات المنصرمة الجارحة
أعبث في الحرملك كما تتخيلين وفقط
كنت كلما ارتميت على عتبات امرأة متفردة
أغلقت في التو بوجهي باب سماحتها
وشرّاعة الحكمة الزجاجية..
أرتد للدفتر المصفرّ بحثا عن أم بديلة

لم أكن طوال تلك السنوات الذبيحة
أسكر وأهنكر مثلما تتوهمين في كسل
كنت أرشق السم بحلقي
كي ألامس الشريط الحدودي الملتهب
بين الموت..والحياة الميتة
أتخير بين السبيلين نهر حياة مؤقتا
يجرفني للجنوب البعيد
يخرجني من مأزق الوجود كله
ومن كارثة العدم المحققة

طوال تلك السنوات التي لم أبن فيها ثروة ولا جاها وجيها
طوال تلك السنوات التي لم أقابلك فيها
لم أكن أخضّر الأرض مثلما يفعل إخواني المزارعون
لم أكن أشيد الحضارة مثلما يصنع الرفاق من العمال
- أولئك المنسيون الخالدون-
لم أكن أقدم خدمة للأرض وما عليها
كنت مجرد آكلٍ من ثمارها
ومن بقولها وبصلها وقثائها
كنت آكل من لحمها
دون أن أمنح شيئا في المقابل
أرجوك لا تستكثري علي أن أتشارك معها جسدي
كل تلك الأسطر الطائشة
كل ذلك الذي كتبته وحدي في ظلام معتقلي الفسيح

أرجوك لا تستكثري علي
أن أرد لها الجميل
قبل أن أرحل نسيا منسيا
أحبك
دون لحم ودم
ودون أن أسمع صوتك أصلا
أحب حديثك الطويل المرح
أحب روحك التي تدركني
عبر هذه البللورة المسحورة
ومع زقزقة القلب حين ترسمين ابتسامة
أكاد أقبل شاشة الكمبيوتر

أنت وأنا
على موجة فضائية واحدة
نسخّر القمر الصناعي لنا
بعيدا عن حسابات سوق المال واختلالات العملة
وأخبار الحركات الليبرالية المتراجعة
وصفاقة الإعلانات الفضولية
نخدم البشرية إذ نحرر ألف ميجابايت
نحمّلها صوري في الطفولة
وإبداع الله في خلقك على هذه الشاكلة

أحبك أنت
تلك الروح التي تقرأ أفكاري الشاردة
تخطف الكلمات من دماغي
وتطبعها في فمي
أحبك انت
ذلك الوحي الهامس في بدني
(لست وحدك)

نريد أن نجتاز هذه المرحلة المادية بسرعة
كي نصل إلى المستويات الصوفية الأعلى
حيث تغمضين جفنيك هناك
فتحضنيني في التو هنا
(أنت لي)
نقرأ في سرنا الفاتحة
نعقد القران قبل أن ننام
وبعدما تأكلين الأرز مع الملائكة
أدخل بك في عميق المنام

Sunday, October 08, 2006



مفتوحة كتاباتي المقبلة
تفوح موسيقى فوضوية
وحده الذي يحب الارتجال
هو الذي سيحفظ النشيد
ويعبث في أوراقي التالية
أنا الآخر كانت لي جاهلية
وعهد جديد من التوحيد
كانت لي وحشية
وحضارات عظمى
وحبيبة على مقاسي

أنا الآخر –مثلك- كانت لدي إمارة
وبيت مال صغير
وجيوش من المرتزقة
كانت لدي أصنام وسبايا وأولاد سفاح
وكانت لدي كتب مقدسة -حرّمت بعدها-
وكان لي فتحٌ وكانت لي "أُُحُدٌ" قبلها

أنا الآخر مثلكم جميعا
كانت لدي هفوات تافهة
وكبائر لا يغفرها إلا الله
أنا الآخر كانت لي زيارة للموت
وأنا الآخر عدت كي أغني
للحياة الفانية
بمقدورك يا عزيزي أن تبلغ عني اتحاد الكتاب
أو شرطة الآداب
تستطيع أن تفتن للرقابة على المصنفات الأدبية
والمجامع اللغوية
تستطيع طبعا أن تقلب الدنيا عليا
ولكنك يا عزيزي لا تستطيع مطلقا
أن تجبرني على كتابة ما تريد

بمقدورك يا عزيزي أن تشهر بي
وأن تدمر قواربي
وأن تورطني في مواجهة مفتوحة مع التراث
أو مع شعراء وسط البلد
لكنك لا تستطيع مطلقا
أن تعمدني بمداد الكتابة الرسمية

لا ترفع صوتك يا عزيزي ولا تلوح لي بعصا الزمخشريّ
أنا يا عزيزي لا أهاب الزمخشري ولا سيبويه
ولا وجهك الأحمر المربرب
أنا لا أكتب في ذكرى أصداء أنت حفظتَها
أنا لا أكتب إلا رحمة بكياني
درءا للقتل وتسويفا للعملية الانتحارية

تستطيع أن تقابل ما أكتب باستهزاء وخمول
وتحجب عني شارة الشاعر المعتمَد
تستطيع أن تحرق الأوراق في تترية مؤصلة
ولكنك لن تعلق لي مطلقا.. عظمة وجرس
أصبحت الحياة ضيقة كثيرا
البيوت والملابس والطرقات
-والمحور والدائريّ-
والنفوس نفسها
حتى السماء الرائعة الشاهقة
أصبحت ضيقة
ضيقة كثيرا

أصبحت الحياة شائكة كالأسلاك
حدودها من هنا لهناك
ممنوعٌ الاقتراب منها والتصوير
أصبحت الحياة صعبة فعلا مثل الامتحان
يكرم المرء فيها قليلا
وكثيرا يهان
يرحل الفتى فيها من هوان لهوان
أصبحت الحياة فزورةً.. أسطورة وهمية
أصبحت الحياة كلها لا تطاق بالمرة
أراها في كل شيء حولي هائجة مستعرة
أراها أينعت
وحان طلقها
تلك الولود الحبلى بالثورة

معادلة

اذا افترضنا
أنني أصحو على رنة الهاتف الخلويّ
قرب صورتك المستكنة في فراشي
لأسمع صوتك المبحوح الرحيم
ومتى كان
من الصعب عليا كثيرا
أن أجد وردة تشبهك لحد ما
لأحملها إليك
ومن حيث
أن عينيك تمنحاني خليطا من المشاعر المدهشة
غير المفهومة غير المبررة
والتي لا يمكن التعبير عنها بتاتا
(وقد تأكدت من هذا بنفسي)
مع تسليمنا
بأن حياتي إن خلت منك
تعود نكتة مبتذلة
إذن
فأنا أحبك
(كما يقول العوام)
وهو المطلوب إثباته


تسألني صديقة قديمة
عن الشيء الذي أضعته في النهر
أجبتها بأنني ظمآن
تسألني الصديقة القديمة
عن الشيء الذي ربحته في البحر
أجبتها أحب الموج والهواء
تسألني صديقتي القديمة
عما جنيته من رحلة الصحراء
أجبتها بالليل والأجرام
تسألني عن الجلي
د
أجيبها بالشمس
تسألني عن الشلال والزلزال والبركان
أجيبها بالنخل في الأفق المفتوح
بالأراضي المزروعة في جزيرة الذهب
تسألني صديقتي عن ظلال تميل
وقبيلة تنقرض
وكوكب يختفي
أجيبها بالناي
برجع الصدى
وأغيب في المدي

ذلك الشيء التافه


نعم
أحتاج دائما ذلك الشيء التافه
كلما استيقظت راودني
كلما مشيت في الشوارع الشجرية
وكلما جلست قبالة النيل العظيم وحدي
وكلما نظرت للسماء في الغروب
فرأيت سربا من طيور مهاجرة
وكلما رأيت وجها عجوزا له يدان قويتان
وكلما رأيت طفلا يعاند كي يسير
وكلما رأيت امرأة حبلى تتساند بصلابة
وزهرة توشك أن تتفتح في ربيعها المخمليّ
وكلما رأيت الياسمين يفتح جفنيه للشمس والأطفال
وكلما سرت قرب الجامعة
ففارت الذكريات في المسام
وكلما شردت في نافذة الطائرة
وفكرت في بلاد بعيدة لم أزر
وكلما تعرفت توا لآنسة جميلة
وكلما نقصت كيلوجراما زائدا
وكلما أطفأت سيجارة راغبا في التوقف
وكلما وكلما
نعم أحتاج دائما ذلك الشيء التافه
ذلك الشيء الذي تستحيل حياتي بدونه
ذلك الشيء الذي له اسم مبتذل
ذلك الذي لا اسم له
سوى الأمل

وسهولِ قلبي
وجبالِ قلبك
ومياهِ قلبي
وصخورِ قلبك
وطفولتي
وأنوثتك
ما كنت أطلب لحظة دانيةًً ولا دنيّة
ولا طلبت تذوق الغامض عبثاً
ولا قرأت في عينيك طالعي مصادفة
ولا حلمت بالأنامل الرقيقة لغواً
ولا اشتهيت النوم بين الوسادين شراهةً ولا خطية

وحروف قلبي
وسكوت قلبك
وتخيلاتي كلها
والواقعية في حديثك
والضعف في رغبتي
والقمع في كلماتك المحافظة
ودموع قلبي الباهتة
وتدفق الكبرياء من عينيك
والحزن السماوي الذي يغلف هذه الحكاية المملة
ما كفرتِ إلا بالشيء الذي تجلى
رغبتي فيك حلوةٌ
ورغبتي في البوح أحلى

حييجي يوم

حييجي يوم.. والحب يكبر في الفؤاد
ويمد قدامه الطرق.. وينور السكك البعاد
ما يحده سور.. ولا الكلاب ولا النمور
ولا الحرس والكشافات
والكلابات
حييجي يوم.. ويتولد عمري اللي فات
حيجى يوم مهما يطول الانتظار
والحب يقدر عالجدار
ويطل من طاقته الجميع
يتهد سور الانتظار
فوق الوحوش الشرانية
تدبل على الدم الشظيّة
ويولد الحب انفجار
حييجي يوم.. ويولد الحب انفجار

Saturday, October 07, 2006

في الحادية عشر من عمري
نظمت أول جملتين
فخططت مستقبلي الغامض
في غمضة عين
استمعت لحظتها لنداء مخيف
استولدت الحزن من باطني
وتعقبتني لعنة الكلمات
ليت ذاك العالم السحري لم ينفتح
ليته .. ظل مغلقا دوني
من الواضح أن المجد لم يتعرف عليّ
من الجليّ أنني أسير بنصف موهبة
أعرف الكثيرين ممن أحبوا الشعر فلم يحبهم
ولم أكن أعرف .. أنني أحدهم !
لم يعد لي من الشعر غير الطنطنة
غير لحن الفقد وذلك الشيء المنتزع
أبعد كل تلك القصائد المطولة
أكتب الآن لنفسي؟!
عل من الأجدر أن أريح وأستريح
أيها الشعراء الذين عشقتهم
أيها العالم الموازي الرائع
أيها المرض المزمن المقاوم للزمن
أيتها الكائنات جميعا
أنا أختفي
لا أقرأ صوتي فيما كتبت
أكتب الأشياء والأشياء صامتة
لا يأبه لي إلا قلبي العاجز
وصدى الأسئلة المنصرمة
وزيف الرغبات العابرة

حسنا
وأنا أكتب الآن لنفسي
أحتاج شيئا واحدا فقط
أن أبكي بحرية لم أذقها
يغفرها من يقرؤني صدفة

الفقمة

واحد من ذكور الفقمة
راقد في الدفء والكسل
غارق في الدهن.. غارق في العسل
نعم له نابان.. نعم له شاربٌ
لكنه -ولنتذكر معا-
ليس أكثر من أنه
واحد من ذكور الفقمة
يستمد الحرارة من الأبدان المترهلة المتلاصقة
شارد في ظلام النفوخ
قابع في غباء أبديّ
تلك الجزيرة التي تقترب
ليست مسالمة كما يرى
تلك المياه النافرة حولها
ليست رذاذا منعشا بتاتاً
إنه الحوت الذي يقترب
أسرع من انتباه الفقمة

مثلما أكل السمكات الصغيرة
سيأكله الآن من هو أكبر
به يلهو الحوت في عرض البحر
ذلك الذي كان وطنا صديقا
يركله بكعبه فيطير
دون فهم.. دون كرامة
ويسقط في الماء كطير حقير

واحد من ذكور الفقمة
عاجز.. أسير
والغروب المعجز
يغلق فصلا
ويفتح فصلا جديدا
بعض ما تبقى الآن
قليل من وضوح ونزاهة
ورتوش إنسانية غامضة
هذا بعض بعضي
أستطيع أن أبدأ به
وأخوض الفصل الثاني
من المعركة الفاصلة

في البداية كنت وحيدا
أما الآن فاستجد عليّ
أني صرت وحيدا تماما

لمحة من القديم بقيت
ومضة الحزن الدفيء
نعم هناك رعشة للميت
وحمل في الصخور

أستطيع البدء حيث لم أهزم تماما
غافلت العالم عن نصره الزاعق
وبنفسي الجريحة انتحيت جانبا
عزفت لها العود وتمتمت بأشعاري
مثلت في المرآة ألف وجه
وبنيت كونا في الزجاج
هناك ما بقي عفوا
إرهاص بالقوة
واختلاج سعيد بلا سبب
ثمّ اندفاع لم يزل
لا سيما جار المنحدر
شيء من كل شيء مضى
ما زال في جسمي عبيره
شوارع المدينة الخالية المظلمة
والجلاليب السوداء المتمايلة
والشهوة القاتلة
ورغبة الفوز المستعرة
لآخر رمق سليب

Friday, October 06, 2006

أنا الذي.. والتي
وحدي.. بوحدتي

كم مرة

المرة الكم هذه المرة
أنجح في القرار وأفشل في التجربة ؟
كفليسوف أعمى
كحمار وحشيّ
كثور في الحلبة
يخدعه الأحمر المراوغ
ويقتله حماسه الغبيّ

المرة الكم هذه المرة
أرقد في بئر روحي وحيدا ؟
أحلم بالصعود.. أحلم بالعالم
أنكمش في الجير والحجارة
أتوسل من أسفل للنُّظارة
والجميع عابرون

المرأة الكم هذه المرأة
بسحرها الوثني الغامض
بنحتها الحر النابض
بعطرها المجوسي الغريب
بوعدها الذي يقطر من عينيها
بصدرها الحليب ؟

المرة الكم هذه المرة
أرقد في السرداب
أحلم بالحرب ؟

صور للموت

كيف يموت الفارس؟
يموت الفارس في ميدان الطعان
بعدما يقتل عشرات العاديين
لا يقتله إلا فارس أشجع
أو سهمٌ طائش محظوظ

كيف يموت النبي؟
يموت النبي شهيدا
يقتله واجبه القدسي
يقضي عليه الكافرون والإجهاد
يرمي على الأرض ظله الميمون
واحةً من المؤمنين

كيف يموت الفنان؟
يموت الفنان شريدا في الظل
يأفل النجم وينتحر البريق
يجهله الجمهور ولا يشتريه أحد
يموت الفنان تاركا أصابعه الساحرة
وحدها خالدة

كيف يموت الساموراي؟
يموت الساموراي حين ينهزم
يرشق خنجره العظيم في جنبه الشمال
ويسير به إلى أقصى اليمين
يموت الساموراي كي لا يخضع للمنتصر

كيف يموت الزعيم؟
يموت الزعيم باغتيال رخيص
بطلقة جبانة أو سم خائن
يموت الزعيم صامتا مذهولا
كأنه لم يملأ الدنيا صياحا

كيف يموت الملياردير؟
يموت الملياردير متخما ومريضا
ممنوعا في أيامه الأخيرة من لذيذ الطعام
يموت بالكحول والضغط العصبيّ
ويترك المشاريع التي راكمها
بالعرق والجرائم المستترة
يترك القصر واليخت والحرملك
وينزل مثل الجميع لبيت الظلام

كيف يموت الرجل العاديّ؟
يموت الرجل العادي بالأقساط والقلق
يورث أبناءه الديون والمذلة
أبناءه الذين لم يفعل شيئا مطلقا إلا لهم
لم يفعل شيئا مطلقا لهم
ما الذي كان يفعل يا ترى
غير أن ينجب الأبناء
ويحلم لهم ؟!

يرحلون تباعا


يرحلون جميعا
منصور
عمرٌ ومجدي
مصطفى وهشام
يرحلون تباعا
في منتصف الثلاثين

يرحلون جميعا في منتصف الطريق
نفس الأعراض نفس الألم
كان الواحد منهم يشكو صدره
عطشانا قبل الأفول
يقول لي كلاما غامضا
يقص عن تعب في مفاصل الوجود
يحلم بالراحة الخالدة
وكلهم قبل الرحيل قالوا
(نريد اللقاء قريبا)

جميعهم كانوا يدخنون
ويحتسون بعض الشراب
يعشقون الفن والقفشة الذكية
وكلهم قبلها بليلة واحدة كانوا ..
يخططون للسنة القادمة
حسنا فليكن
خربتها تماما
وعلى تلها جلست وحيدا
أعبث بالوحل والدنس
لم أشأ أن تسير الأمور هكذا
إنما ..
حسنا فليكن
خسرت الدور إني أعترف
خططت خطة رائعة قتلتني
ماذا يفعل المهزوم إذن ؟
أيحمل رأسه للمنتصر
كي يغتصب البقية من شرف ؟
أينضم صاغرا للقطيع المخصيّ ؟
شجاعة الفارس اختفت
لم يبق إلا كبرياء الساموراي
ساحة في قلب مدريد القديمة
شمس مذبوحة وثيران هائجة
ملء الحلوق صياح وسباب
والعيون جاحظة سافلة
"اقتلوه! اقتلوه!"
ذلك الرجل المقيد في الحطب
سوف يشتعل الآن في لمح البصر
وسيغدو في الصباح أكل الجوارح
النساء الجميلة تهتف قبل الرجال الغلاظ
"اقتلوا الممثل! اقتلوا الشيطان!!"

أنتِ ..
مثل هذا التاريخ الدموي
مثل كل ما لُقِّنا في كهوف المدارس
مثل كل شائعات الزواج والطلاق في مجلات النجوم
مثل دردشة تحت طاسة الكوافير
مثل هرة فارسية سمينة مولودة بالقصر
أنت مثل هؤلاء جميعا
بليدة الإحساس بالعالم المحموم
لا تنظرين بعين العطف المفقود إلى أحد
أنت أيضا مثل هؤلاء جميعا
تمسكين بالكتب المقدسة مثلما تمسكين بالمروحة
تلوحين يمنة ويسارا بالحكمة ونقاء العنصر
تقررين معهم حرق السحرة والكفرة والممثلين
تريدين أن تجاملي الله في رقاب المارقين !
تظنين الله يبحث عن أمثالك من القتلة المأجورين
تظنين الحق قفازا في يد المفتيّ
تظنين من يفضحون مكنوناتهم حمقى
ومن يقاتل في سبيل الناس لا يحب النبيّ
ومن يريد قلب العالم عقبا على رأس
ليس أكثر من حقود فوضوي
أنت أيضا أيتها الوردة الزرقاء السماوية
أنت أيضا أيتها العملة النادرة
ترغبين بحرقي ؟!

خاطرة

هناك تناقض أكثر حدة وشراسة
يدور في جنح الظلام
ما بين الأبيض والأحمر
الفقير والقويّ
الجميل والمهان

في المرة القادمة

حين أجيء في المرة القادمة
وغدا ضائعا لن أكون
عشرين عاما حائر انا
مبددة طاقتي.. كاشتعال بئر في الخليج
مبعثرة أحلامي كالكلمات المتقاطعة
مشتت الذهن كمخبول بلا بيت
حزين كحداد لا ينتهي
ينزع الفقد قلبي
كأرمل في شرخ الشباب
مقلقلٌ ليس لي ارتكاز بموضع
كمصباح يضيء وينطفيء مرارا
مهتزة أعصابي كارتجاف الجفون المخدرة
سابح في عالم يلفظني
كأم لا تريد احتضان الرضيع

في المرة القادمة
مفلسا سافلا لن أكون
عاديا بهذه الحقارة والمساومة
بهذا التوسط الرديء المخزي
بهذه النظرة التي تتمسح بالأقوياء
والبسمة التي تنافق الغواني
وهذه الوضاعة التي تغلف الشتاء
شتويا وكئيبا ورخيصا.. لن أكون

في المرة القادمة
سأذكر أن همستِ بأذني بسر الوجود
بدفتر الشيكات والمسدس
(لندن 1998)

Thursday, October 05, 2006


سأكتب
سأكتب حتى أراني
ولو كنت أكتب نبش الفراخ
سأكتب لو لم أكن شاعرا محدثا أو أصيلا
سأكتب حتى أذكّر نفسي بأني أنا
وحتى أحب حياتي قليلا
أحتاج صوتا أنثويا في الهاتف الليليّ
وعيونا تنزع الجمود عن قلبي الهمجيّ
أحتاج حضنا ليس فيه تراجع وكبرياء
تغتالينني بالتجاهل
تذبحينني بالاحتقار
تنفضين عنك نظراتي بفزع وسعار
تصفعينني بالنظرة الرافضة
وبابتسامة أطمع في امتلاكها
تبالغين في الاعتذار
لا لست آسفةً مطلقا
بل أنا

شيء في قلبي ذهبيٌّ
لا يأكله صدأ الأيام
شيءٌ كالحب العذري
كقصيدة صوفيٍّ ذائب
كرسالة جندي غائب
كشهيد في فجر الإسلام
شيء في قلبي يتحدى
يتكتل في وجه السنوات
أكبر .. لا يكبر
أسقط .. لا يسقط
أتلوث وأدنس نفسي
والشيء الذهبي الخالد
يغفو في زي الإحرام
يمسح بالعينين الهادئتين جفوني
ويزين لي خاتمتي رغم الشهوة والإجرام
آه من هذا الشيء بقلبي
آه من هوس الأحلام !!
انتهت الاعتبارات جميعا وأصبح المرء وحشا نموذجيا
يتساوى في عينيه الضعف والموت
كل شخص فريسة
كل شيء هدف
مجند كل امريء في الأرض الآن في عنابر العولمة
يعرج على عكاز المنفعة المنحطة
يداري ضعفه السحيق بالصراخ والمناورة
يداري الألم الكامن بالتعامي والثرثرة
ذاويا في فضاء نهم
لا يبقي ولا يذر
المشخصاتي الواقف الآن على الخشبة
يبحث في أنحائه عن ملامح الشخصية المفضوحة
وحينما يعيش في حياته الجديدة المزيفة
يفقد نفسه الأولى
ويبات في الفراغ

Wednesday, October 04, 2006

الكهنة الذين يملأون أرضك يستجدون الموت الآن على يدي
أغمضي عينيك يا حبيبة عمري
فعمري رهينٌ بأن أنجز الوعد في موعدي
لي مع القمع قمع ..
سأفترس الذين طغوا علي وسوف أمثّل بالمعتدي
هذه أغنيتي الهابطة لأني اليوم لا أعرف الشعر ولا أهتدي
إنني في الدرك الأسفل من جحيم الحياة
أصبو في حنق إلى غدي
فاذكري موعدي
أفسحوا!
إنني قادمٌ
تريدون معركةً؟
سوف أجعلكم تطفحون الصديد الذي رضعتم
عبرةً سوف أجعلكم؟
لست وحدي
فإن معي قبسا من دم الفقراء ومن ثورة العاجزين والعجزة
قابلوني..
فإني أفتش عن جثة طازجة
عن مبرر للقتل أبحث
عن سبب للجنون
اشتروا انفسكم واستسلموا
فأنا قادمُ
ومعي سر انتصار رهيب
لكم ضايقتني هذه اللغة
سئمت الدم الأسود والشموع الخانقة
الليل مملكة الكلاب .. والعاهرات مشنقة
سئمت اللحم الخائف والنهود الخاوية
سئمت الرائحة الحارة ولزوجة الجسد ..
وشحم الأيام الباردة

أريد الحديث عن أشياء أخرى وألوان جديدة
عما يكمن داخل الأشياء الصغيرة
تلك الشويئات الخافتة المنيرة
لامعة مرتعشة ..
متلألئة تشغي بحنوٍّ دافق
بالأبيض السحبي
وبالأفق الفيروز الشاهق

كفى !
لا أريد الآن غموض الكوابيس ولا كذب الأحلام
أريد وضوحا ساطعا ..
كوضوح الشباب في الجسد ..
كالعيون العاشقة

Tuesday, October 03, 2006

نادرة لحظات الأمان
فردوس مؤقت مراوغ
بطل من رما ل ..
ملحمة من دخان !
نصف ساعة أخرى سوف أنتظر
ربما تركبين الآن تاكسي العاصمة
ربما لا تسمعين محمولك المخفي في الحقيبة القماشية
ربما.. ربما..
إنما..
نصف ساعة أخرى سأنتظر
أو ساعة أخرى.. أو ساعتين ربما!

قضي الأمر واستحكم الشغب
تملأ الغوغاء حارات قلبي وتدفق في شرايين العاصمة
تمزق لافتاتي النيون
تحطم الواجهات الزجاجية الغالية
تضرب شرطتي بالطوب والقنابل الحارقة
تتجمهر المشاعر الخرقاء في مياديني
تنعتني بأقذع الأوصاف
يسخر الجميع من خطاب التنحي الذي ألقيته عقب التمرد
تخترق الطلقات سمائي تعبيرا عن فرحة الشعب بانهيار الطاغية
تتشكل المجالس الشعبية في جميع أنحائي وتزدوج السلطات
تتواجه الأشياء بالأشياء والضلالات بالضلالات والحسنات بالسيئات والشعارات بالهراوات
أتضاءل في قصري الشمعي منتظرا معجزة
وحينما تقتحمين غرفة نومي
يمر في عيني شريط حياتي الوثائقي
أشاهد الجرائم التي ارتكبتها
وأشتمُّ ما وراءها من دماء باردة
أذكر قتلاي عشيقة عشيقة
أذكر اللواتي اضطهدتهن في الفراش المرتبك
وأسلم عنقي للسياف الذي تتنكرين في ملابسه
تنكس الأعلام في نوافذ قلبي
تعلق الشارات السوداء على قمصان الأولاد المدرسية
ويعلن الحداد الرسمي على الطاغية الأعزب الذي كنته!

مدونون نحن رغم أنف الكهنة
نكتب الشارد والوارد والمسكوت عنه
نشرح ما خفي من قواقعنا المغلقة
نبحث عن أذن تسمعنا بلا وصاية
عن روح تؤمن مثلنا بثورية التعري
عن خلايا تصارع النضوب والتحريف

مدونون نحن .. مدانون ونحن الدائنون
مدن خربة ألقت بنا للفضاء
حيث لا رحمة إلا في رفاق لا نعرف
وهمسات بلا ملامح

مدونون نحن .. حائط صد في الخيال
نقاوم الوضوح المزيف بالتخفي الساطع
وبين فحيح البوليس السري المتربص في الجو
وضجيج المزايدين الزائدين عن حاجة الأرض
ندون دون كلل تاريخنا السري
خالد الصاوي

الثانية والأربعون تحضر ..
قيام!
الثانية والأربعون تحضر ..
لا تُحضر شيئا من هدايا الحكمة الموعودة
يتزايد الغباء.. تتأصل الفحولة المكابرة
تورطت في رداء فخيم لم يبهر غيري !
أبليت بلاء حسنا في معارك لم تحدث
أوقعت الأسرى والغنائم في خيال مريض
تمتعت بالسبايا في حرملك المخدرات
وعلى غبار مكتبي خططت عالما فضيلا
استمناءٌ في استمناءٍ في استمناء
ماذا أفعل في هذا الداء ؟

قلبي الذي ينوح الان مثل كلب ليلي صغير.. وبعيد
مثله جائع.. خائف.. يتوهم الدفاع عن حماه
طلقة الليل التي أُطلقت.. أنجزت
استرد الليل قدسية الصمت
واسترحت أنا !

يا خلاص الروح يا فرح الطريق
يا انتفاضة الجنين في مستقر عميق
يا مولّد الطاقة في مصانع قلبي
ويا سلاح فقراء الفلاحين في ساحاتي القفر
يا فرصة اخيرة أقطفها أو يقطفني ضجر الأيام الشاحبة القادمة
انزعيني من حقل ألغامي ومن رمالي الناعمة
اذبحي عرقي وطهري دمي المراق
امنحيني السم والترياق حتى أكتب المعادلة الخالدة
عالجيني كما يعالجون النفط ومخلفاته النارية
اقرئي فوقي كلاما ربانيا يقهر الوساوس والأبالسة
عذبيني قليلا حتى أعود إنسيا ثم ارحميني
واذكريني ولو كنت نسيا منسيا
وإن أتى علي حين من الدهر لم أك شيئا مذكورا
سامحيني.. واحرقي جثتي .. وانثريني
وازرعي جواري الموالح والياسمين وبعض البنفسج

أحبك منذ احتضنتك أول مرة
مع أول قبلة أبوية على جبهتك الصغيرة
بأول ارتعاشة للشفاه الجريحة المتوجسة
منذ أول آه نطقت بها
منذ أول صبح أضاء علينا الفراش
فأضاء حياتي المكمكمة

نعم سيدي
أنت تدفع الثمن
الرجل الذي كنته يتبعك الآن
كذنب يطارد القاتل
الدسم الذي التهمت ينفخ فيك البلادة
والنبيذ اللذيذ صار تحت عينيك أرقا
والحشيش الذي سرى في رئتيك استحال خوارا
والنساء الكثيرة قد حولتك لذئب شره

كل ادعاء لك له الآن طعن عليك
ثمن الكسل الدافيء تدفع
ثمن التجول بين أثينا وطيبة
ثمن النيل والشعوذة

أنا الذي كنت سيد نفسي.. صرت عبدا لها
ناطحت الرجال وانحنيت للغواني
لثمت من مسامها الحقيقة المرعبة
وقرب الجنين غفوت ورحت أفكر في المبتدا
في البحر.. في اللذة العابرة
في خلود العظام ..
وفناء العضل
في سيمفونية العرق المنهمر
في حضن من فراغ لم أسترح
وفي مرايا الروح كسرت صورتي



الآن أحس بأني أتفه من دابة
وبأني أجهل من ذي قبل
حتى كلماتي لن تُقرأ
صوتي لن يخرج من بيتي
وبكائي لن يلمس قلباً
وجنوني لن يدرك شطًا ..
أبدا..أبداً

ماذا أفعل؟
قلبي يملكني .. يستعبدني الكلب !
يحني ظهري وملامح وجهي
يقهر صوتي وأدائي
يختم صط وفاتي الفعلية ..
وحضوري الزائف فعلاً
ماذا أفعل ؟
ولماذا لا أفعل شيئا مذ جئت إلى هذي الدنيا
إلا أن أسأل نفسي نفس الشيء التافه ..
ماذا أفعل ؟؟
والله إني لا أفعل أبداً شيئا يذكر !

Monday, October 02, 2006

ماذا تفعل ؟
تقتلني كونك لا تحب كتابي ؟
حسنا.. لا يهمني الأمر كثيرا ..
ماذا تفعل؟؟
أنت تصادر كتابي ؟؟
أنا أحصد رأسك !

نحو تحرير المسرح

نشطت الفرق المسرحية الحرة (المستقلة) في مصر في منتصف الثمانينات بعد فترة طويلة من هيمنة البيروقراطية على النشاط الأهلي في مختلف المجالات ومن بينها مجال الفنون، وقد تكونت هذه الفرق كإجابة على المأزق المسرحي الذي تمثل في وجود قطاعين مأزومين -كل بطريقة- هما قطاع مسرح الدولة وقطاع المسرح التجاري.

وتتمثل أزمة القطاع الأول في البيروقراطية التي تخنق الإبداع والتي تستفيد من الامتيازات الإدارية دون أن تهدف لإفادة الفن ودون أن تبني علاقة متينة مع الجماهير.أما القطاع الثاني فتتمثل أزمته في مستوى عروضه تأسيسا على نوعية علاقته الخاصة بمشاهديه والتي لا تحكمها إلا قيم الربح المجردة أيا ما كانت النتيجة الفنية.

وفي سبتمبر من عام 1990، أعلنت الفرق المسرحية الحرة عن وجودها مع تعثر المهرجان التجريبي الحكومي إبان أزمة الخليج، وأقيم لقاؤنا الأول وسط ترقب الوسط المسرحي الذي اضطرت كوادره الرسمية إلى الاعتراف بنا على مضض انتظارا منها لاحتوائنا فيما بعد، وهو ما حدث فعليا في صيف عام 1994عقب إعلاننا عن اتحادنا الأهلي للفرق المسرحية الحرة والذي صار يضم عددا من الفرق على مستوى الجمهورية، وبعد عدد من المهرجانات السنوية للمسرح الحر والتي ظهرت بها إبداعات تؤشر لوجود نواة جديدة فاعلة وينتظر منها الكثير.

وحيث تتالت الضغوط على المسرح الحر، فقد تجمد اتحادنا فترة طويلة لعدم وجود شكل قانوني حر يحتويه من جانب، ولانعدام الموارد التي ترشحنا للتكون في شكل شركة تضارب على الربح المجرد من جانب آخر، وللضعف والانتهازية التي ظهرت في بعضنا مع ازدياد الضغط علينا من جانب ثالث وهي الأمراض الواردة لكل شكل أهلي جنيني يطرح مبادئ تضعه في تناقض مع قوى أكبر.

وبالرغم من كل ذلك، صممت بعض الفرق على الصمود وقاومت الفناء بكل قواها محافظة على اسمها واستقلالها وتماسك عناصرها، وهو ما جعل وزارة الثقافة -مع كل ضغط نقدي عليها- تسارع برفع راية المسرح الحر معلنة عن رغبتها في تنشيط الواقع المسرحي، فأعلنت عن استعدادها لدعم عدد من الفرق المسرحية الحرة، ومع الوقت، ثبت أنها دعاية لا أكثر.

ولا زالت الفرق الحرة المؤسسة لهذا الاتجاه والعاملة فعليا عكس التيار تعمل جاهدة كي تلتئم من جديد حيث ثبت بالتجربة أن في اتحادها مكاسب لا تستطيع فرقة واحدة تحقيقها.

وهناك عناصر أساسية تشكل معا دعامات زرع تيار المسرح المستقل في مصر من وجهة نظرنا، فالمقر الممكن استخدامه للإدارة والاجتماع والتدريب وللعروض الصغيرة أيضا هو مطلب ملح للغاية في ظروفنا الراهنة، إضافة إلى دعم القدرة المؤسسية لهذا التيار حتى يقف على قدميه بأشكاله الإدارية والتنظيمية، كما أن بناء هذا التيار لا يمكن أن يتم دون دعم العروض المسرحية لفرقه والتي تشكل الأرضية الفعلية له، ومن جهة ثالثة فإن المهرجان السنوي والنشرة المنتظمة هي أيضا فعاليات جوهرية لتأصيل التيار المسرحي الجديد.

وتدعو فرقة الحركة المسرحية الحرة جميع الفرق المصرية الحرة (والمستقلة) -المكونة فعليا والتي هي تحت التكوين- إلى عقد المؤتمر التأسيسي لاتحاد الفرق الحرة والذي يهدف إلى تنظيم تكاتفنا جميعا من أجل الحصول على مكاسبنا المأمولة بما يؤمّن التقدم لتيارنا الذي هو السبيل الوحيد لهيمنة الفنان على فنه مقابل صلف وتخلف المؤسسات الإدارية والتجارية التي تخنقه، وهو الذي تنعقد عليه الآمال في خلق مناخ مسرحي خال من أمراض المناخ المسرحي الحالي.

ولكي نندفع في اتجاهنا التضامني بقوة لابد من تنقية تيارنا من الانتهازية التي بدأت تنخر جسده والتي جعلت البعض يتوهم أن من حقه امتطاء موجة المسرح الحر تحقيقا لمكاسب فردية، وينبني على ذلك مواجهة أسلوب الوصاية الذي يريد البعض فرضه على تيارنا.
إن اختيارنا الثابت في الحركة هو المضي في المسار القاعدي الواسع لجميع فرق الجمهورية داعين لتوحيد كافة الفرق الحرة في مصر والتي ندعو ألا يشترط للاعتراف بها إلا أن تكون مجموعة مسرحية قد قررت العمل معا على مشروع فني هو مجال بحثها المسرحي الذي تسعى لتطويره بخبرة السنين، وبعناصر أساسية ثابتة تتبنى منهج العمل الجماعي، وباسم لا تتنازل عن وضعه على عرضها في مقابل كافة المؤسسات.

وترى الحركة أن الاستقلال الحقيقي للمسرح الحر لن يتأتى إلا عبر شباك التذاكر، ولكن لا يعني ذلك انسحاب الدولة من دورها المفترض في دعمنا سنويا كما تفعل دول العالم المختلفة على الأقل لمدة يتفق عليها، كما أنه لا ينفي حق كل فرقة في الحصول على دعم لمشاريعها من جهات متعددة طبقا للقواعد التي سنضعها معا وبشرط عدم تسلق جهودنا المستميتة لتحقيق مكاسب لا تعود بالفائدة على التيار ككل.

المسرح الحر الذي ندعو إليه ليس نزهة في فضاء مترف بل هو نضال أهلي مشروع للحصول بالضغط على ما لا يأتي به التسول.
معا من أجل تحرير الإبداع
فرقة الحركة
خالد الصاوي
http://www.rezgar.com/m.asp?i=801

Sunday, October 01, 2006

كل هذه الوحدة في هذا القلب الصغير؟!
كل هذه الدروب المقفرة؟
كل هذه الشوارع الجليدية.. والحواري الموحلة؟
كل هذه المساحات الجرداء والمسافات الضائعة؟
كل هذه الميادين الخالية؟
كل هذه الحوانيت المغلقة؟
كل هذه البيوت المتصدعة؟
كل هذه الوجوه.. كل هذه الوحدة.. كل هذا الخلاء؟!
ها أنا قد صرت الآن
مطرودا من جناتك
ملعونة ذكراي
مرفوضة صورتي
معلما على اسمي بعظمتين وجمجمة
مقلمة أظفاري
محاصرة كلماتي
محدودا تأثيري
محروما من حضورك النبيل

نداء

نداء نداء
لكل طير
ولكل موجة
ولكل طفل..
ولكل حاجة
دنيا عوجة
يالله هوجة!

اخرجوا في الأرض موجة
كسروا كل الحواجز
دشدشوا كل النوافذ
دغدغوا كل الحاجات
دنيا عوجة
يالله هوجة

اقلعوا كل الحواري والنجوع
دنيا جوع
دنيا نوع ياكل ف نوع
دنيا عوجة
يالله هوجة

نداء نداء
كل طقل وكل حاجة
يالله هوجة
يالله هوجة!

كلام مرسل

أنا جاي أغني وفي النبي عشمان
من بيت أعالي.. وللغلابة فقير
من طرف ثوبه أمة الإنسان
وف كمه بسته وفي المنام عصافير..
بتطير وتعلى وتنشر الألحان
أنا قلت جاني من حبيبي بشير
--------------
خمسين سنة مروا على جرحي
والصبر طيب.. والطيابى كثار
من وقتها صابر على فرحي
لو قلبي دق.. بدقدقه بمسمار
مرسل لدنيا يقولها إصحي
أزكى صلاتنا ع النبي المختار
--------------
بالبسملة ملّي الودان والعين
حصوة ف عينك ياللي تتكبر
الحب واحد.. يحتاجوه الاثنين
لو كنت ظالم.. فالحنان أكبر
خمسين سنة معرفش رايح فين
إسعى وصللي ع النبي وكبر
--------------
الله أكبر ع البلاد والناس
وعلى اللي ظالم نفسه قبل الغير
دور لي بالك ده الكلام إحساس
وقيم فؤادك قبلته للخير
من نعمته بنسكت الوسواس
وفي الصدور تبني عششها الطير
--------------
أبدي كلامي بالصلاة ع الزين
من قوم بداوة قام بنى إنسان
الفرس اهم.. والروم على الجنبين..
كل ابن آدم في الوغى بيبان
آدي الجبان اللي ملوش إسمين
وآدي اللي دايق نشوة الإيمان
--------------
خمسين سنة مروا على المهجة
مظلوم وساعي في حمى الحرمين
أبكي لوحدي وفي العلن بهجة
واشكي برقة، وبانكسار العين
الحي خانع والوطن بقجة
والشاب أبّ ف جتته نهدين!
--------------
خمسين سنة مروا على بابي
أفتح يوماتي وانتظر عزريل
منها وإليها الأرض عنابي
الدم ساقية ومسقى للمواويل
مهما ابن آدم يشتعل.. خابي
قبضة تراب تتصر في المنديل
--------------
قال الفتى.. والعهدة ع القصّاص
ده يوم قصاص فيه حياة لنفوس
شمر دراعه والحصان رقاص
مشتاق لموته يحضنه ويبوس
أنا جيش لوحدي والكرامة رصاص
والحب هو في الأخير حيسوس
--------------
هكسوس وعدوا والحياة ف غفلة
ماسابوشي غير الغلّ في الأعناق
طب حنلاقيها من ملوك سافلة
ولا يا ربي من عفن الاشياء؟!
مولد وصاحبه عضمته غافلة
لكن بحسه.. بحسه في الأنحاء
--------------
ميلت يمك يا نبي في الطيف
ورأيت عيونك ملوها اطمئنان
حسيت بيدك في يميني سيف
ولقيت حبايبك من وراك ألوان
وانا زي ايه؟ انا زي صاحب كيف..
الراس مونون والفؤاد فرحان
--------------
حطيت دماغي ع الحصيرة الخضرا..
فرش الغيطان، وقعدت اقيس السما
رتبت من ثاني النجوم والقدرة
وطلبت منه بلسمي والحمى
طه الرسول صاحب الشفاعة الحاضرة
كل ابن آدم قبلته المرحمة
--------------
عليك تكالي يا كريم والنبي
ماتحطنيش من ثاني في الواطي
الحب ديني والغرام مذهبي
ولغير جمالك والنبي ما نطاطي
آدي الرسالة شكوتي ومطلبي
سبحانه هو من البداية العاطي
--------------
انا كان لي حتة صغيرة ع التل
أتملى منها المرحمة والكون
حبيت حداها واكتشفت الفل
ومليت عيوني والعصب باللون
لو تخلعوني من الجذور.. لو قتل..
انا بكرة جايلي من الأحبة العون
--------------
أنا بالقليل راضي.. كده طبعي
خمسين سنة راضي بأرزائي
كبير وبصغر للكلاب شرعي
واجمع قيودي واقول دي أرزاقي
خمسين سنة حاطط انا صبعي..
في الشق بحفر وجه أعدائي
--------------
مهزوز انا إكمني دقت حياة
فيها الميزان طابب ومتحجر
العدل هو ومية المحياة
ومافيشي ظلم إلا ومتسطر
رمى إبراهيم في النار وعاد نجاه
أسمع صلاة ع المصطفى الأسمر
--------------
من نسل واحد كان قابيل وهابيل
سيدنا آدم والخطية الأولى
الست حوا نسلها أباطيل
غلطة وصارت في الوجود مفعولة
من نسل قاتل كلنا مقاتيل
الأصل واحد والصور منقولة
--------------
يا إما ظالم بالدراع عياش
يا إما ساكت ع اللي إسمه الحق
الحق هو، واللي ساكت عاش
الحلق صامت والكلام في الحلق
والحق ساكت.. بس ما ينحاش
حسيت بشايره لما قلت اللأ
--------------

غنوة لكفاية

من يوم ما بنتولد
نتباع ونتجلد
لما كرهنا البلد
وكرهنا نفسنا

مش طالبة جبن تاني
الخوف قتل حصاني
عايش ميت بعاني
بقالي ميت سنة

كفاية كفاية

ياللي سامعين ندانا
هاتوا ايديكم معانا
نحطم المهانة
ننصر حواريها

كفاية كفاية

يحرم عليا النوم
لو كنت أبات مظلوم
وازاي أعيش محروم
وأنا اللي بانيها ؟!

كفاية كفاية
خالد الصاوي