Sunday, April 29, 2007

تعليق كتبته على فيلم ألماسة الدم ونشر في الدستور


من من منا تصور حين شاهد لأول مرة ذلك الشاب الصغير ذا الخصلة الطويلة على جبهته في تيتانيك أنه سيقدم فيما بعد أدواره الخشنة في عصابات نيويورك أو الراحلون أو ألماسة الدم؟ لقد صار ديكابريو رجلا ناضجا، وكما فرضت الرجولة شكلها على الشاب الرقيق، فرض النضج مسئولياته أيضا، ليصبح التمثيل فرصة -ليس للنجومية والإثراء فحسب- بل للقتال ضد ما يؤمن الممثل بأنه شر في العالم، وهنا يأتي دور ثقافة الممثل ورؤيته الإنسانية في تحديد ما هو هذا الشر.

في ألماسة الدم يلعب ديكابريو دور داني أرتشر مهرب ألماس إفريقي المولد والمعاش من فلول الأقلية الأوروبية التي حكمت افريقيا قرونا ذابحة أهلها، ناهبة ثرواتها، ملقية بها في جهنم الجوع والتناحر القبلي والقمع الدموي والتفاوت الطبقي المرعب.

وفي الجهة الأخرى يعيش سولومون فاندي صياد افريقي كابوسا رهيبا حيث اختطفه المتمردون على السلطة –والجهتان متساويتان في القذارة- للعمل العبودي في استخراج الماس من أجل تهريبه لشراء السلاح اللازم لما سمي زورا "بالثورة الشعبية!"

وثالث الزوايا في مربع الأحداث مادي بوين صحفية من الغرب تتعقب رحلة الماس من مناجم افريقيا إلى متاجر العواصم الكبرى وفي رأسها سؤال محير: كيف تحتوي أغنى الدول بالماس على أفقر الجماهير؟؟

وينغلق المربع بشخصية القائد العسكري الأبيض كولونيل كويتزي الذي خدم تحت إمرته ديكابريو فيما مضى حين كان الاثنان أنظف روحا، أيام الإيمان بالقتال ضد العنصرية، وكما انحرف ديكابريو الجندي السابق إلى مستنقع التهريب الصغير، انحرف قائده السابق إلى هاوية التهريب الكبير وصار مسئولا عن الجسر الذي يربط بين ماس سيراليون ومقاولي جنوب افريقيا وسماسرة لندن.

مسرح الأحداث إذن في افريقيا ولكن الكوليس تتسع للسوق الرأسمالية القذرة التي لا تقدس إلا الأرباح بغض النظر عن مشروعيتها أو عدالتها أو كم الأرواح التي تبذل فداء لها.

وكما يحدث في العالم لا يحرك الأحداث خطف الصياد وابنه ولا قتل واعتقال غلابة البشر، ولكن الأحداث تتدافع ونلهث معها فور وقوع هذا الصياد صدفة على ألماسة ضخمة في معسكر العمل، لتتشابك الخيوط والأهداف، وتشتبك الشخصيات كل وله وجهة قد يموت من أجلها..

فالصياد يريد أن يسترد أسرته التي فرقتها الحرب الأهلية بهذه الألماسة الحقيرة، بينما يريدها ديكابريو لتكون آخر قذاراته قبل الهجرة والاعتزال، أما الصحفية فهي من إعلاميين قلائل يريدون فضح لاعبي العرائس في النظام الاقتصادي العالمي باعتبارهم أساسا لأغلب شرور الإنسانية، أما قائد ديكابريو السابق فيريد الصفقة ولو راح مقابلها الجميع.

وبلغة الطهي، لدينا العناصر الطيبة لوجبة شهية، فكل شخصية لابد لها أن تقاتل من أجل هدفها، والجميع ترتبط أحلامهم بشيء واحد هو تلك الألماسة الملعونة، وما عليك إلا أن تمد الخطوط على استقامتها لترى أحد أمرين: أن تتفق الأطراف الأربعة على الصفقة بحيث يعطي الصياد ألماسته الخبيئة للمهرب الصغير الذي يمررها للقائد السابق ليمررها بدوره لكبار لاعبي الألماس وتصمت الصحفية لقاء بعض المال لتستمر المؤامرة علينا جميعا، أو يتمسك كل طرف بأهدافه التي تتعارض في كل لحظة مع أهداف الآخرين خاصة مع عدم ثقة كل منهم في الباقين فتتحتم بالتالي حرب الواحد ضد الجميع.. ما الشيء الذي لا نتوقعه إذن؟ أن يغير أحد الأطراف اولوياته طبعا، هنا تتغير المعادلة كليا، وينشأ حلف آخر غير ما تحققه صفقة المؤامرة، وتتوجب التضحية ولكن ليس بنا هذه المرة بل بجانب من أسباب الشر وأدواته.. وهذا هو ما تشاهده بنفسك ولا أفسده عليك.

يشارك ديكابريو البطولة دجيمون هونسو وجنيفر كونيللي وأرنولد فوسلو، الإخراج لإدوارد زويك والسيناريو لتشارلز ليفيت، زمن الفيلم ساعتان و11 دقيقة، أنتج في 8 ديسمبر 2006 إنتاج أمريكي لفيرتشوال ستوديوز وبدفورد فولز وسبرنج كريك. وقد صور الفيلم بالولايات المتحدة، موزمبيق، وجنوب افريقيا. رشح لخمس جوائز أوسكار، وحصل على عدة جوائز أخرى من النقاد والجمعيات السينمائية وصنف كواحد من أفضل عشرة أفلام أنتجت خلال 2006.

تعليق كتبته على فيلم أبوكاليبتو ونشر في الدستور


بعد غوصه العنيف والجذاب معا في سكوتلنده القلب الشجاع وفلسطين السيد المسيح، ها هو ميل جيبسون يقدم لنا ملحمته العنيفة والجذابة الجديدة أبوكاليبتو في زمن وبلغة "المايا الأصلية"، والمايا حضارة قامت شمال جواتيمالا وأجزاء من المكسيك وهندوراس والسلفادور، بلغت أوجها سنة 700ق.م. وكان وصول الأسبان والأوروبيين إلى الأمريكيتين سببا في تدميرها. فما الذي يريده ميل جيبسون؟
ولماذا بعد أن يبلغ نجم التمثيل الهوليوودي الكبير القمة المترفة
ينجذب ويجذبنا معه إلى ملاحمه البطولية الدموية؟
يتصور الكثيرون أن الممثل عروسة خاوية يملؤها المؤلف والمخرج بالأفكار،
أما الممثلون أنفسهم، فكسائر المواطنين يمتلكون طبعا رؤية ما للعالم ومشكلاته، ولكن حرفتهم لا تمكنهم من طرح أفكارهم، وحتى اختياراتهم الفنية لا تعكس حقيقة رؤاهم طوال الوقت.. فهم لا يختارون الأعمال التي يشاركون فيها بكل حرية، بل هم كسائر المواطنين تروس في آلة إنتاج عملاقة لا تهتم بآراء عناصرها بل بأرباح مالكيها.. إن عمل الممثل من وجهة نظر السوق الفنية هي أن يمثل لا أن يطرح رؤاه.
ولكن جيبسون هو أحد الممثلين القلائل الذين حملوا خبرتهم لميدان التأليف والإخراج لنشعر معه بتمرد العروسة صارخة: "أنا كيان يفكر ويحس ولديه رؤية.. فاسمعوني!".. في القلب الشجاع طرح جيبسون رؤيته الحماسية العنيفة وتمجيده للبطل السكوتلندي القديم الذي يناضل من أجل شرفه، ورغم أنه لم يكن فيلم حركة عاديا يلجأ للتاريخ طلبا للتنويع في المناظر والأزياء فقط، إلا أنه لم يكن كافيا لكي يطرح جيبسون الإنسان رؤيته الحماسية العنيفة بعمق.
وبعد سنوات جاء فيلمه الصاخب المثير للجدل عن عذابات السيد المسيح مضمنا إياه خليطا من الحرقة والعنف والبطولية، وقد ناضل جيبسون نفسه لصنعه عكس توجهات إمبراطورية هولييود كلها.
ثم جاء أخيرا فيلمه أبوكاليبتو مسافرا بنا إلى عالم بدائي حار وبالطبع حماسي وبطولي وعنيف وشديد الإبداع والجاذبية أيضا.. حيث تحتل الصورة والموسيقى المساحة الأكبر وحيث لغة المايا لا الانجليزية هي لغة الفيلم، وجميع أبطاله من هنود أمريكا اللاتينية، مهاجما لا للمجتمع العبودي فقط.. بل لكل عالم فيه استعباد.. وطريقة صنعه نفسها تعكس محاولة جيبسون المستميتة للتحرر من النمط الهوليوودي الطاغي حيث يتم تهميش كل الأعراق غير البيضاء بشكل أو بآخر.
في البدء نعيش مع عشيرة بدائية تستوطن غابة ما، وبمجرد أن نشعر بالألفة مع شخصياتها حتى تأتي مجموعة أخرى توسعم تقتيلا واغتصابا ثم تأسر عددا منهم وترحل بهم إلى مملكة مجاورة من ذلك العصر -المايا- حيث تباع النساء ويساق الرجال للاستعباد ولتشييد الأبهة المعمارية، ويساق بعضهم -ومنهم بطلنا ومجموعته- إلى المذبح حيث الملك السفاح بارد الوجه، تهلل العامة مع شعوذة الكهنة ترضية لإله الشمس، ويقدم الأسرى قرابين بشرية.
وبنجاة بطلنا من موت محقق فإنه يندفع ليناضل بصلابة من أجل إنقاذ امرأته وطفله ورضيعه المولود في خضم الأحداث.. وهذه الصلابة اكتسبها البطل تباعا حيث التأكيد مرارا على ضرورة قهر المرء لخوفه بيديه.
ينجح بطلنا الشاب في إنقاذ نفسه وأسرته ليدخل بها الغابة التي ورثها عن أسلافه بينما سفن الغزاة الأوروبيين تتقدم إلى الشاطيء منذرة بظلم أكبر سوف يقع على الحضارة الظالمة.. وتأكيدا للعبارة التي صدر بها جيبسون فيلمه:
"ما من حضارة تداعت إلا وكانت تحمل داخلها سلفا عوامل انهيارها".
جميع العناصر الفنية في الفيلم تستحق الوقوف طويلا، ولكن يتقدمها جميعا ميل جيبسون نفسه الذي ضحى عن طيب خاطر بالتمثيل في هذا الفيلم أيضا لكي يعرض رؤيته بصدق كما نتلقاها.. مؤلفا مشاركا ومخرجا مبدعا، وقبل هذا وذاك.. متمردا يمجد النموذج البطولي في كل البشر سواء.

معلومات:
زمن الفيلم ساعتين وثلث/ إنتاج ديسمبر 2006/ تم التصوير بالمكسيك/ وقدحقق لدى عرضه بأمريكا 51 مليون دولار.
تم ترشيحه لأوسكار 2006 لأحسن مكياج/ أحسن مونتاج صوت/ أحسن ميكساج صوت.. وللأسف، لم يفز رغم إبداعه الصادق فإنه إلا في مهرجانين محدودين بأحسن تصوير فقط.

تعليق كتبته على فيلم 300 اسبرطي ونشر مؤخرا في جريدة الاشتراكي


هل تذكرون حين كان عبد المنعم إبراهيم مع زينات صدقي في مستشفى الأمراض النفسية؟ هل تذكرون صدمتها حين وقف فاكتشفت أنه في نصفه الأعلى وقور ببدلة ولكنه في النصف الأسفل لا يرتدي إلا اللباس الشورت؟ هذا هو بالضبط ما أحسسته مع فيلم "300" بصراحة!

في البداية أنت في حالة رائعة.. يخطفك الجو العام وكأنك تسافر على جناحي التاريخ والأسطورة إلى عالم سحري.. صوت الراوي يحكي عن إسبرطة القديمة، تلك الدويلة التي ختمت على عصر النهضة الإغريقية ببصمة عسكرية لا تنسى.. الفيلم يأخذك هناك حيث يولد مواطن إسبرطة ليصير محاربا قُدّ من صخر.. تربية قتالية صارمة تقسو على الطفل كي لا يعرف الضعف أو الرحمة حتى مماته، ويتم تلقينه الصلابة وحرمانية الانسحاب والاستسلام.. وقبلهما طبعا.. الخوف.

ولكي يستحق الملك عرشه، فلابد من تربية أشد قسوة، وهكذا تربى بطل الفيلم الذي اجتاز اختبار الشباب وحيدا في العراء مقاتلا ذئبا عملاقا حتى صرعه، تمر السنوات ونرى الملك يدرب طفله نفس التدريب العنيف، ونرى زوجته التي تماثله في الثبات وقوة الشخصية من منطلق أن أمهات هؤلاء الرجال الصخريين حجريات مثلهم.

يأتي رسول بلاد فارس –إمبراطورية ذلك الزمان- ليلقي بالجماجم عند قدمي الملك ناقلا رسالة كسرى ومفادها أن اخضعوا كما خضع الجميع أو تبادون، فيجيبه الملك بأن إسبرطة ليست كبقية البلدان بما فيها الشعوب اليونانية الأخرى، كلمة من هنا.. كلمة من هناك.. قتل الملك الرسول!! ثم يلقي الملك كلمات نارية وكأنها اللحظة التي ينتظرها طول حياته لتأديب الفرس وحث اليونانيين الآخرين على اتباع طريق المواجهة والمجد وترسيخ قيم الشجاعة والحرية في العالم وفي التاريخ.

وينطلق الملك للحرب ومعه 300 محارب فقط ضد جيش الفرس وقوامه 120 ألفا (!!) رغم معارضة مجلس شيوخ العشائر –البرلمان- بل ورغم معارضة القوى الدينية والأسطورية التي تشاءمت بقراءة الطالع، فالملك لديه خطة ولا تنقصه الشجاعة ومعه خيرة رجال إسبرطة ممن يشبهونه في العضلات والبطولية، ولا يهمه بالتالي أن مجلس الشيوخ يمنع بقية المواطنين من الانضمام إليه.

وتدور خطة الملك حول إجبار جيش كسرى على ملاقاتهم في ممر ضيق بين الجبل والبحر كي يضطر الفرس إلى المواجهة بكتائب محدودة يفنيها الإسبرطيون تباعا.. وهنا بالتحديد يقف عبد المنعم إبراهيم ليظهر أنه المجنون لا الطبيب!

فالفيلم بكامله تقريبا يدور في الستوديو وبتقنية الكروما –مثل الفوازير زمان- والقتال ساذج لا يبهر إلا الأطفال، الخطب الحماسية تخنقنا، ممثلون لم يتم اختيارهم إلا لبروز عضلاتهم، وتصور العدو الشرقي عبيط أكثر من اللازم.. فالفرس هنا لهم ملامح زنجية -خلاف الحقيقة- يلبسون على الطريقة العربية بحيث يضمن الفيلم إثارة أكبر كم عداء عنصري كامن في القاعدة الشعبية الأمريكية المخدوعة دائما، كسرى الفرس أطول من أسطورة السلة الأمريكي عبد الجبار، جيشه يحتوي على خرتيت عملاق وسفاحين من الأقزام المقنعين.. ناهيك عن عدم منطقية الأحداث طبعا.

ففي المدينة هناك محاولات الملكة لإقناع المجلس بدعم المحاربين بالرجال (بما يذكرنا بحملة بوش لإقناع الكونجرس بدعم حروبه القذرة)، وهي في سبيل ذلك تسلم جسمها لأبرز قادة المجلس (!!) ثم ترتد عليه وتقتله ثم نكتشف أنه أساسا من عملاء العدو!

ما الذي حدث إذن لينهار فيلم بدأ بداية موفقة؟ لا شيء غير أنه كشف نفسه وهدفه الحقيقي بطريقة عكست ضحالة فكره وقذارة مراميه معا.

فالفيلم لم يصنع كاستجابة وجدانية لموضوع له أصل تاريخي -تم تشويهه طبعا- وهو انتصار الإغريق على الفرس عكس كل الحسابات وقتها، ولكنه مجرد استثمار منحط للحظة حرب تخوضها الطبقات الحاكمة في البلدان الغنية -تحت قيادة اليمين الأمريكي المتطرف- على كل الغلابة في العالم ممن ساقتهم أقدارهم الرهيبة إلى التواجد في مناطق نفوذها وأطماعها، وصدى للصفعات المتتالية التي يتلقفها الجنود الأمريكيون في أفغانستان والعراق والصومال، وتعبير عن الذعر من قدرات إيران النووية والشعبية، وتحقير للآخر في الشرق والذي كان فيما مضى عدوا سوفييتيا وصار عدوا إسلاميا وسيصبح غدا عدوا صينيا.. وإعلاء فارغ من شأن الشخصية القومية الغربية باعتبارها حارسة لقيم التحرر والديمقراطية والحضارة.. واستثمار لبكاء الثكالى والأرامل على الشباب الأمريكي المخدوع تحت ستار رفع الروح المعنوية للشعب والجيش، وتقارب مع القيادة السياسية والسلطة الاجتماعية التي تلهث وراء دعم الجماهير والبرلمان لمخططات بوش الدموية.. وتعبئة للشعب على ضلال.
وهكذا تتلاقى في هذا الفيلم الوضيع الرغبات الضالة لمنتجين وموزعين يصيدون في المياه العكرة جنيا للأرباح بأهداف السياسيين والاقتصاديين السفاحين الذين لا يعرفون -مثل رجال إسبرطة القديمة كما صوروهم هنا- لا رحمة ولا شفقة.

الترجمة المبدعة للأستاذ حازم عزمي لموضوع ليزستراتا

How Fares Lysistrata Today?

Written by Khaled El Sawy – Playwright, director and actor, Egypt
Translated by Hazem Azmy


Setting: A mélange of New York City, Washington D.C., Las Vegas, Hollywood, along with elements of the classic American country.

Time: now and the near future.

Form: A musical comedy (sometimes teetering towards the tragic) – a rock opera along the lines of the 1970's rebellious classics, such as Hair and Jesus Christ Superstar. However, as the action unfolds, the play will also break into various theatrical forms such as clown theatre, video performances, and Epic theatre.

Form and content are of course inseparable: In addition to making use of half-documentary film, the stage will feature a cubist structure that combines all the icons of American Nationalism: the Statue of liberty, the White House, the Capitol Building, …etc. The multi-tiered stage then descends gradually into the audience's space, thus invoking the feel of the Colosseum and thereby emphasizing the spirit of the popular convention à la the ritual gatherings in the ancient cities of Athens, Rome, and Thebes. It is as if everyone in the theatre were part of an anti-war demonstration taking place in front of the White House.

The play harbors within it a certain intentional naïveté: This is because, all considered, every effort should be made to return the audience to the childlike frenzy that was once the hallmark of the theatrical experience in ancient times, and which allowed intimacy with the opposite sex to take precedence over almost everything else. This frenzy is balanced with deeper intellectual and ideological insights thanks to the Chorus as well as to the huge projection screen that is never too squeamish to throw gory truths right in the viewers' faces.

Throughout the performance's time and space, masculine and feminine symbols come together and intersect. Their contrasting yet complimentary nature serves to highlight the comedy arising out of the difference between the two worlds, but also suggests the inner link that renders the two indispensable to each other: They are bound to unite, we realize as the play goes on.

The Plot: American men in uniform march into the capitals of the globe and fight deadly wars to protect the interests of, you guessed it, super-powerful plutocrats.

Our American Lysistrata is a struggling commoner whose Marine husband is stationed at the "Yellow" front (East Asia). A kind-hearted and pleasantly plump woman who enjoys a natural rustic beauty, She exudes a guiltless femininity and a natural motherly instinct, along with ample wit and a biting sense of humor. The clever plan she devises serves two interrelated goals: A genuine equality between the two sexes and an immediate end to the War. The two causes are interrelated in that, she discovers, they both hark back to the selfsame aggressive masculinity.

The women who come to meet with Lysistrata in the beginning of the play are a mixture of American female types as imagined by Hollywood: The Sluttish Blonde, the Sentimental Fattie, the High-Strung Black Housewife… you name it.

The two song-and-dance choruses, one male and the other female, comment on the action, intervene in it as warranted, all the while forging and maintaining a link with the audience throughout the performance.

In addition to The Chorus of Women, composed of poor and downtrodden types (including widows and African-Americans), we are also treated to another song-and-dance female group including a student who moonlights as a waitress, an aspiring artiste, a homeless prostitute, a lesbian couple, and a war-injured woman Marine.

The Chorus of Men, by contrast, is an assortment of money moguls, arm dealers and politicians. It is at once a mixture of comic and devious types, à la the screen personas of Walter Matthew, Jack Lemon, Marlon Brando, Jack Nicholson, and Nicholas Hopkins. Yet this odd lot eventually strikes a tragicomic note: It is a painful reminder of how this vulture-like breed of masculinity can bring down any civilization before one can say Halliburton.

The character of the head of the state combines in one breath elements of the sitting President, Arnold Schwarzenegger, and ancient Roman Emperors along the lines of Nero and Caligula.

Peace-seeking delegates arrive from China – which is the site of the next war – only to be joined by representatives from all over the globe. The situation highlights the Performance's pivotal question: Is it possible for "Us" to exist without the "Other"?

Before we know it, the fanfare and fireworks celebrating peace and global harmony turn into earsplitting war sirens and fierce explosions bombarding the audience's space. These are accompanied by a gradual crescendo of sound bites featuring the rulers of the Rich World unleashing on us their signature politico-military slogans -- as if the moneyed few had declared war against the rest of humanity. Images of bloodshed, destruction and barbarity run frantically on the screen. The whole stage scene is now in shambles, and all those onstage step outside their characters to sing the Anthem of the World Front Against War and Globalization: It is the Anthem of the freedom yet to come.

823 words

Postscript, in response to the questions included in the Project Statement:

Lysistrata is a play about sex and war at once: It deals with the forces of life and destruction in all of us.

The vexed issue of women’s liberation, which the play raises, is a tricky one. To put it plainly, the liberation of Arab women (socially, emotionally, and sexually) is a natural subset of liberating the Arab Masses at large from the yoke of their masters at home and abroad. Now caught between the rock of poverty under patriarchally oppressive local regimes and the hard place of racist-oriented foreign occupation pretending to democracy and civilization, the Arab masses – of both sexes- are as eager as ever to mount a resistance – a fact that I came to see firsthand in the reception of my play Messing with the Mind.*

In other words, my version of Lysistrata may attempt a universal and world-wide appeal (providing, of course, that it proves technically and aesthetically sound), yet to fabricate an Arab clone, by setting the play in a local context, is most unlikely to deliver. To preach a message of peace to today's Arab audiences is tantamount to instructing the victims to accept sheepishly the dictates of their arrogant oppressors.

Yet the war depicted here has never been one between civilizations or religions, the enemy being none other than the oppressive Capitalist System, regardless of its country of origin. Indeed, the Arab masses need to join hands with their very American counterparts so that all can subvert the tyranny of the fat few.

The struggle for the freedom of artistic expression is in itself another facet of the larger struggle for social justice and spiritual and material progress.
Since it still needs to take shape materially, it is too early to determine how the play will be received. However, given the play's emancipatory message, the Censor is unlikely to see kindly to it, all the more so because of the rise of right-wing reactionism all over the world.



* Note by the Translator: The 2004 Al La'eb fi al Dimagh ("Messing with the Mind") is the latest and most successful work thus far by Khaled El Sawy (b 1963), himself a theatre firebrand who came to attention in the early 1990s as a poster child of the “Free” Theatre movement (that is, presumably free of State control as well as of the dictates of commercial theatre) This "revolutionary" image was bolstered when El Sawy played the role of the legendary anti-colonial Egyptian President Gamal Abdel-Nasser in an eponymous movie directed by Anwar Kawadri in 1998. Be that as it may, many of the founding figures of the Free theatre movement itself, now well into their mid thirties or older, continued be dismissed by the hegemonic cultural establishment as Young Turks yet to come into their own. "Messing with the Mind” may have already forced a sea change in this perception. The play was performed by El Sawy’s Al-Haraka (“Movement”) fringe group at Al-Hanager small experimental theatre (what one American reviewer rightly compares to an off-Broadway setting) Most unusually for an Egyptian play with this cultural positioning (or, indeed, for any Egyptian play at all since Lenin El Ramly’s 1992 In Plain Arabic), the play's anti-globalization/anti-Bush content has managed to attract international media attention, to say nothing of its unprecedented box office success and critical acclaim in Egypt and much of the Arab World.

For some English-language reviews of the play, see:

Abou El-Magd, Nadia. " Egyptian play becomes a hit by condemning U.S. designs on Middle East and its occupation of Iraq" Associated Press. March 13, 2004.
El-Bakry, Rehab. "Mind Games" Egypt Today. April 2004. Available Online at <
http://www.egypttoday.com/0404/arttemplate.asp?id=et0404-4510111671117105100101-52458311697103101>
MacFarquhar, Neil. "Who Messes With Egyptian Minds? Satirist Points at U.S" The New York Times. March 18, 2004. Section A; Column 3; Foreign Desk; Pg. 4.
Selaiha, Nehad. "The Art of Distortion" Al-Ahram Weekly. Feb. 5, 2004. Available online at <
http://weekly.ahram.org.eg/2004/676/cu1.htm>

Wednesday, April 25, 2007

مساؤكم عنبر


الأصدقاء الأعزاء
هذا تمهيد للبوست القادم حيث موضوع "كيف تعيش ليزستراتا اليوم"؟ وقد نشر في جريدة P A J البريطانية -جريدة متخصصة في فنون العرض- في مايو 2006 مترجما بالانجليزية -ترجمه باقتدار الزميل العزيز الأستاذ حازم عزمي- والموضوع عبارة عن شقين:
1. تساءلت الأستاذة مارينا كوتزوماني اليونانية الأمريكية عن إمكانية تقديم ليزستراتا الإغريقية في ثوب معاصر، ولو كنت ستقدمها فماذا لديك؟ وكيف ستقدمها كليزستراتا عربية تحشد نساء الجنود للضغط عليهم من أجل نبذ الحرب والعودة لديارهم.. أي الضغط بقوة الليبيدو -غريزة الحب والجنس- ضد غريزة القتل. وهكذا قدم بعض من مؤلفي المسرح بالعالم العربي -وأنا منهم- ردودهم.. وهذا هو الشق الأول من الموضوع.. كيف أتخيل ليزستراتا اليوم؟
ملحوظة: علقت في البداية قائلا: "ولكن من نحتاج لجهودهن من أجل وقف الحرب العدوانية هن نساء أمريكا وبريطانيا لأننا هنا ندافع بالأساس".. فردت برحابة صدر.. "اعرض وجهة نظرك".. فقلت:" سأجعلها ليزستراتا أمريكية وسأحاول ان أشتبك مع القضايا العالمية المرتبطة بالموضوع، وسأجيب على أسئلتك معا" .. فقالت لي: "دعنا نر النتيجة".. وهذا ما تقرأونه هنا.
2. ثم هناك مجموعة أسئلة محددة سألتها السيدة مارينا تخص مشكلات المرأة العربية في ارتباطها بهذا الطرح.. وقد أجبت عليها عقب عرضي لرؤيتي المسرحية كما سلف.
شكرا جزيلا على المتابعة وفي انتظار تعليقاتكم واقتراحاتكم
محبتي واحترامي
خالد

كيف تعيش ليزستراتا اليوم؟

المكان: خليط من نيويورك, واشنطن العاصمة, لاس فيجاس, هوليوود وجانب من الريف الأمريكي التقليدي.
الزمان: الآن والغد القريب.
القالب: كوميديا موسيقية (مأساوية أحيانا)- روك أوبرا على غرار الأعمال المتمردة في السبعينيات أمثال "هير" (شعر) و"يسوع المسيح النجم الكبير", تختلط فيها السينما نصف التسجيلية بالخشبة المسرحية التي تمتد لتشمل الجمهور وكأنه مؤتمر شعبي فيه رائحة التجمعات الطقسية بأثينا القديمة وروما وطيبة المصرية.
الرجال الأمريكيون يملأون عواصم الأرض جنودا في جيش الإمبراطورية الأمريكية ومتورطين في حروبها الضروس التي تحركها القلة الغنية.
ليزستراتا امرأة من سواد الشعب محدود الدخل وزوجة لأحد المارينز الذين يحاربون على الجبهة الصفراء (شرق آسيا)، امرأة طيبة بضة تتمتع بجمال ريفي عفوي مؤمنة ببيتها ومعتقداتها البسيطة تفيض أنوثة بريئة وأمومة طبيعية ولا تخلو من روح السخرية اللاذعة تضع خطتها النسائية لتحقيق هدفين مترابطين: مساواة حقيقية وعميقة للمرأة بالرجل ووقف الحرب التي صار واضحا للجميع أنها ليست إلا من أجل مراكمة أرباح الرأسماليين.
ومصدر الترابط بين الهدفين -من وجهة نظرها الخاصة- هو أن النزال الدموي بين البشر يتم على أرضية الذكورية المتوحشة.
ولأنه لا يمكن فصل المضمون عن الشكل، فلابد من تصور تركيبة تكعيبية على الخشبة تجمع الرموز القومية الأمريكية من تمثال الحرية للبيت الأبيض لمبنى الكونجرس.. الخ على الخشبة بينما تتدرج المستويات نزولا لتشمل أمكنة المشاهدين واستحضار روح الكولوسيوم والتأكيد على جو المؤتمر الشعبي وكأن الجميع جزء من تظاهرة أمام البيت الأبيض ضد الحرب.
وتلعب مجموعتا الكورس الاستعراضيتان -حلقة الوصل بين المشاهدين والجمهور- وظائف هامة تعليقية ودرامية وهما مجموعة للنساء الفقيرات والأرامل والملونات ونساء الطبقة العاملة ومجموعة للرجال من شيوخ المال والعسكرية بالأساس.
تتجاور الرموز الذكرية والأنثوية وتتقاطع معا على امتداد ساحة العرض وزمنه، ويؤدي تضادهما وتكاملهما وظيفتين: تأكيد للطرافة في تناقض العالمين، وتحقيق ربط داخلي عميق بينهما يشعرنا تراكمه المستمر طوال العرض أننا عنصران لازمان لبعضنا البعض لزوما محتما وكأننا نصفان هدفهما الأعلى هو الاتحاد معا.
ومع أن القالب الذي يحتوي العرض يذكرنا بكلاسيكيات الروك أوبرا إلا أن هناك لحظات مسرحية مفاجئة تقفز بنا تباعا لطرز مسرحية متنوعة كمسرح المهرجين ومسرح الفيديو والمسرح الملحمي.
هناك سذاجة واضحة في الطرح لا نخفيها بل نؤكدها ونغازل من خلالها روح المشاهدة في العصور القديمة وكأننا نرد المشاهدين لطور طفولي يكون فيه لقاء الجنس الآخر أعلى شأنا من التقاتل مع شخص من جنسنا، أما المسئول عن الارتقاء بحالة المشاهدة إلى مستوى فكري وأيديولوجي أعمق فهو الكورس وشاشة العرض الكبيرة التي تلقي بالحقائق الجارحة في وجهنا حين يتحتم ذلك.
النساء اللاتي يقابلن ليزستراتا في البداية هن خليط من نساء المجتمع الأمريكي كما نمطتهن السينما الأمريكية كالشقراء عاشقة الرجال والسمينة العاطفية وربة المنزل السوداء العصبية.. إلخ.
هناك بالإضافة للكورس النسائي الذي يحتوي على النساء الفقيرة والمضطهدة مجموعات استعراضية نلمح بينهن الطالبة التي تعمل نادلة والفنانة الباحثة عن فرصة والعاهرة المتشردة السكيرة وزوج من المثليات وامرأة مارينز مصابة في الحرب.
رجال الكورس خليط من الأنماط الخبيثة والمرحة معا كما نذكرها مع وولتر ماثاو وجاك ليمون وبراندو ونيكلسون وهوبكنز وكأنها الصورة المرعبة لرجل المال والسلاح والسياسة، صورة تراجيكوميك -إن جاز التعبير- تشعرنا بأن هذا النوع من التوحش الذكوري القناص هو أقصر الطرق لانهيار الحضارة.
الحاكم خليط من شخصية الرئيس الحالي وأرنولد شوارزنجر والقياصرة الرومان خاصة كاليجولا ونيرون.
القادمون لعقد الصلح آتون من الصين –باعتبارها ساحة المعركة القادمة- ثم ينضم لهم وافدون من بقية الشعوب، وهنا يطرح السؤال الأعمق للعرض: هل يمكن لأحدناالعيش دون الآخر؟ وفي لحظة خاطفة ينقلب المشهد من استعراض مبهج لتمجيد الحب والسلام إلى صافرات إنذار مرعبة وانفجارات وسط المشاهدين مع علو الخطاب السياسي-العسكري لحكام الدول الغنية والقوية وكأن الأقلية المترفة المسلحة تعلن الحرب على البشرية كلها مع تتالي المجازر على الشاشة ومشاهد الخراب والهمجية فيتم تدمير المشهد المسرحي ويتكتل الجميع خارجين من حدود أدوارهم لينشدوا نشيد الجبهة العالمية المناهضة للحرب وللعولمة الرأسمالية.. نشيد الخلاص.


إجاباتي على الأسئلة المطروحة:
-ليزستراتا مسرحية عن الحرب والجنس معا أو عن طاقة الحياة وطاقة التدمير فينا.
-المشاركة العادلة للمرأة في السلطة مستحيلة في ظل النظام الطبقي الذي يحكم العالم، لكي تتحرر المرأة حقيقة –والمضطهدون جميعا- لابد من تدمير النظام الرأسمالي لأن بقاءه يؤدي لاستمرار كل أشكال الإفقار والاضطهاد معا.
-استعمار العراق هو واحد من حلقات المشروع الإمبريالي للعولمة الرأسمالية التي تسعى لتطويق الكوكب باحتكار كل شيء وفي المقدمة طبعا منابع النفط وتجارة القمح وسلاح الدمار الشامل، وهي ككل الحروب الاستعمارية واحدة من طرق تجاوز الرأسمالية لأزماتها المتكررة والناتجة عن الفوضى الكلية في الإنتاج والظلم في التوزيع والتناحر الدموي حول تراكم الربح وما زاد على ذلك الآن من التركيز المذهل للاحتكارات العالمية، ومن جانبي فلا أستطيع توجيه دعوة السلام إلى الجماهير العربية الواقعة بين سندان الفقر والنظم الاستبدادية المتهالكة ومطرقة الاحتلال والذل العنصري إلا بعد انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي العربية في العراق وفلسطين وسورية، وتصفية القواعد العسكرية الإمبريالية في الخليج أساسا، إن رسالتي الوحيدة في الظروف الحالية هي "السلام للمسالم والقتال للمعتدي"، ولكن من جهة أخرى فلابد لي من التأكيد دائما على أنها لم تكن مطلقا حروب أديان أو ثقافات أو أعراق في العصر الرأسمالي بل هي حروب استغلال تتلبس كل عباءة ممكنة من دين أو قومية، ودور الفنان الثوري في رأيي هو التنبيه على أن العدو الحقيقي هو من ينعم بشقاء إخوته من البشر، والجماهير العربية تحتاج للجماهير الأمريكية المظلومة هي الأخرى حتى يتحرر الجميع من بؤس الاستغلال الدموي العالمي.
-تحرير العمل الفني من الرقابة يحتاج لمعركة كبرى في المجتمعات العربية والإسلامية، وعلى الفنانين المتمردين مواجهة هذا القيد المتخلف طبعا ولكنهم لن ينتصروا إلا بربط هذا المطلب بالمطالب الجماهيرية في التحرر والعدل الاجتماعي والتقدم الشامل ماديا وروحيا، وعلى أن يتم ذلك في خضم حركة جماهيرية صاعدة على غرار حركات الجماهير في 1968.
-تقديم العرض بالطريقة التي أتخيلها ستكون مستفزة لكل الطبقات المتعيشة على الاستغلال والاضطهاد والاستعمار من كل القوميات وأنصار العرض المحتملون هم المتمردون على العالم الظالم والمعانون منه، ولا يمكن التنبؤ برد فعل الجمهور إلا بصياغة العمل فنيا بشكل نهائي لأنني لا أستطيع فصل المضمون عن الشكل، أما أجهزة الرقابة فهي تنتعش الآن في كل العالم -من اليمن لأمريكا- على مستوى مراقبة الأفكار السياسية بعلو بوق اليمين، وفي بلادنا يوجد مثلث من التابوهات: السلطة-الدين-الجنس، وعلى حسب الصياغة النهائية ستكون درجة استنفار جهاز الرقابة ضدالعرض.
-المكان هو الساحة التي يحتشد فيها الشعب قبالة السلطة، ولهذا يمتزج الجمهور بالممثلين والعارضين.
-المرجعية المسرحية الأساسية للعرض هي الكوميديا الموسيقية مع وجود كولاج عام من الأساليب المسرحية المتنوعة التي تخدم هدف التمرد بالعمل أو بالأدق هناك استضافة للعناصر المتمردة من الطرز المسرحية المختلفة كالبريختية والتسجيلية والعبث..إلخ بحيث يبقى وعي المشاهد متحفزا للوصول للحقيقة والتمرد على الوضع القائم ولكن في جو تغلب عليه بهجة المشاهدة الطفولية وطزاجة اللقاء بالحقائق.
-قضية المرأة العربية هي مركب قضيتين: قضية المرأة وقضية العرب، وتحرير المرأة العربية رهين بتحرر العرب من أسيادهم سواء كانوا عربا – رجعيين وذكوريين بالتالي- أو استعماريين يدعون الديمقراطية والتحضر، ومحاولة إلباس ليزستراتا ثوبا عربيا الآن معناه توجيه رسالة لجماهير العالم العربي –بما في ذلك النساء العربية المقموعة- مفادها الخنوع للمحتل وهو تكريس لخنوع كل مضطهد قبالة من يضطهده بما في ذلك المرأة العربية تجاه الذكورية العربية، ولهذا ففي عربية ليزستراتا إضعاف لقضيتها لأن فيها إضعافا لروح مقاومة الغاصب والمستبد عموما ولا يمكن تأسيس تحرر المرأة –بما في ذلك تحررها العاطفي والجنسي- على تبنيها لراية الخضوع.
-تقديم العرض بالطريقة التي أتخيلها يجعل منه عرضا عالميا في تقديري (بافتراض حسن فنيّاته طبعا)، أما تقديم استنساخ عربي لليزستراتا فسيدفن العرض لأنه سيعدّ في عيون المشاهدين التواقين في غالبيتهم للمقاومة -كما لمست بنفسي في عرضي "اللعب في الدماغ"- عرضا متواطئا يطالب الضحية -لا السفاح- بحمل راية السلام، مع التأكيد دائما على أن هذا السفاح ليس هو الشعب الأمريكي الذي يعاني مثلنا من قذارات الرأسمالية -التي تأكل شبابنا وشبابه- بل هو النظام الرأسمالي نفسه أينما وجد.. خاصة حين يصبح السلاح الفتاك والزيف الإعلامي سنديه الرئيسيين كما هو حال الطبقة الحاكمة في أمريكا التي انتزعت روح الثورة الأمريكية وغرست مكانها جنون الإمبراطوريات الظالمة التي كنستها ثورات الجياع والمضطهدين على مر العصور.

Monday, April 23, 2007

سكتش المصنع والعمال من مسرحية الميلاد.. تأليفي

(نحن في مصنع ما حيث يكد العمال.. أغنية تعبر عن حالهم من عينة دار الماتور يا صنايعية للشاعر نجيب سرور مثلا.. ثم تدخل مذيعة البرنامج ومعها طاقم التصوير التلفزيوني)..
المذيعة (بطريقة مصطنعة): ستوب! سيداتي آنساتي سادتي برنامج ستوب بيتوقف النهاردة في مصنع "الفرافيري".. مصنع الفرافيري أحدث المصانع التي افتتحها السيد الوزير المرح اللذيذ.. اللي كان لينا معاه هذا اللقاء المطول
الوزير (بضحك برخامة): بالنسبة لمصنع الفرافيري فده طبعًا عملّي مشكلة كبيرة لأن أغلب الناس اعتقدوا خطأ إن أنا عشان اسمي محمد علي الفرافيري والمصنع اسمه مصنع الفرافيري إن المصنع يقربلي.. وده غير صحيح بالمرة يا جماعة.. لأن اسمي محمد علي فؤاد سعيد الفرافيري والمصنع اسمه مصنع الفرافيري للأغذية.. يعني أنا من عيلة الفرافيري والمصنع من عيلة للأغذية!!
(يضحك الجميع ضحك مجاملة ثقيل الظل)..
المذيعة: وزي ما احنا عارفين، مصنع الفرافيري بيقدم للبلد أهم المنتجات الغذائية.. وبخصوص هذا الموضوع كان لنا لقاء مع مدير المصنع الأستاذ زكي الفرافيري
زكي: في الواقع.. أنا أسندت إلى إدارة هذا المصنع لثلاث أسباب أساسية
الجميع: أولاً
زكي: لأن أنا من عيلة الفرافيري.. وجحا أولى بلحم ثوره!
الجميع: وثانيًا؟
زكي: لأن دراستي كانت في إدارة الأعمال.. تخصص مصانع
الجميع: وثالثًا؟
زكي: لأن خبرتي الطويلة في مجال البزنس مكنتني من إقناع حمايا بكفاءتي النادرة وذكائي الفطري
المذيعة: وده طبعًا خد مجهود من سعادتك!
زكي: والله يا مدام
المذيعة: (مصححة ينعومة) آنسة!
زكي: أوه سوري! والله يا آنسة.. حقولك.. الإقناع فن.. يعني أنا مثلاً قدرت أقنع حمايا بإدارة المصنع ليه؟
المذيعة: ليه؟؟
زكي: لأن أنا قبل كده قدرت أقنعه بالجواز من بنته! وأنا أقنعته بالجواز من بنته ليه..
المذيعة: ليه؟
زكي (تتغير نبرته وتصير اكثر سوقية): لأن اللي يتلسع م الشوربة ينفخ في الزبادي.. واللي داق الفقر والنوم ع الأرصفة لازم يتعلم ياكلها والعة.. واللي اتكحرت لما الرصيف كل منه حتة لازم جتته تنحّس وباله يطول!
الله.. حكم.. يا سلام! (ينصرف زكي وينصرف كل إلى عمله)..
المذيعة: وكان لنا أيضًا لقاء مع المهندس المسئول عن أهم العنابر... عنبر التعليب.. المهندس أكرم الفرافيري تقدر تكلمنا عن الهندسة؟
أكرم: الهندسة أصعب العلوم.. والدليل على ذلك إني قعدت في كلية الهندسة 13 سنة بسقط في إيه تفتكري؟
المذيعة: في إيه؟
أكرم: في الهندسة!
الجميع: ياه.. يا سلام.. عجيب!
المذيعة: طيب المهندس أكرم الفرافيري يا ترى.. مرتبط؟
أكرم: في الحقيقة يا مدام
المذيعة: (بدلع): آنسة!
أكرم: أوه سوري! في الحقيقة يا آنسة.. الجواز ده قسمة ونصيب.. وبعدين النسوان دلوقتي ما بقوش زي زمان!
المخرج: ستوب! يا باشمهندس بلاش "نسوان" دي لو سمحت
أكرم: حاضر.. آسف.. حقول الستات
المخرج: اتفضل.. دور..
المصور: داير..
المخرج: اتفضلي يا آنسة..
المذيعة: طب المهندس أكرم الفرافيري يا ترى مرتبط؟
أكرم: في الحقيقة يا مدام..
المذيعة: (بدلع أقل): آنسة!
أكرم: في الحقيقة يا آنسة الجواز ده قسمة ونصيب.. النهاردة النسوان ما بقوش..
المخرج: ستوب! يا باشمهندس أكرم حضرتك برضه قلت "النسوان" مش الستات!
أكرم (بغباء شديد): إيه ده والله؟! طيب سوري!! (يحفظ نفسه) الستات.. الستات!!
المخرج: دور
المصور: داير
المخرج: اتفضلي يا مدام!
المذيعة: آنسة!
المخرج (منفجرا فيها): اتفضلي يا بنت ال.. (زمارة طويلة مكان السباب!)
المذيعة: طيب المهندس أكرم الفرافيري يا ترى مرتبط؟
أكرم: الحقيقة يا آنسة..
المذيعة: مدام!
أكرم: أوه سوري! في الحقيقة يا مدام الجواز ده قسمة ونصيب.. النهاردة النسوان ما بقوش زي زمان.. (المخرج يبصق عليه وينصرف تاركا الطاقم!)
أكرم (يستكمل بعشم): هو الراجل مننا عاوز إيه غير واحدة بنت ناس تعمر له البيت؟ صحيح؟ بعدما الراجل هلس وعاش وشاف مزز وحِرَش ومكن.. عاوز إيه في النهاية غير واحدة تسعده وتعيشه في نظام مية مية؟ المكن مثلاً ليه بيعيش أكتر من الإنسان؟! لأن الماكينة ما بتفكرش والفكر أصلاً بيتعب القلب! والنسوان اللي ما يكونش قلبها على جوازها تستاهل الحرق!! (بعض الرجال يصفقون وينصرف أكرم منتشيا بنفسه!)
المذيعة: وفي نهاية زيارتنا للمصنع كان لنا لقاء مع السيد مصطفى الفرافيري صاحب المصنع.. صاحب الملايين.. (تقدمه) السيد مصطفى الفرافيري
(بقعة ضوء تستقبله بالموسيقى، يدخل مصطفى –عملاق قوي يلبس ملابس شيك جدا- ومعه شخص يبخره وأمامه رجل يفرد بساطًا وآخر يفرد بساطًا آخر.. العمال يعطونه تحية عسكرية.. بقية أقربائه يرتصون في شرف استقباله)
المذيعة: (بانبهار شديد): السيد الأستاذ مصطفى الفرافيري.. تقول إيه لبرنامج ستوب؟
مصطفى (مستظرفا): أقوله.. ستوب!
(يضحك الجميع مجاملة)
المذيعة: عرفنا بنفسك.. ولو أنك مش محتاج تعريف!
مصطفى (بادعاء جم): أنا.. أنا دمعة في فراغ المنى.. أنا سوسنَة.. أنا.. ما أنا؟ ما أنا؟! (يصفقون رياء)..
المذيعة: السيد مصطفى الفرافيري.. احكيلنا قصة كفاحك
مصطفى: كنت في سنة خامسة لما والدي اتوفى.. عبد الرزاق باشا الفرافيري..
(تنزل على شاشة في الخلفية شرائح مصورة تبين طفولة شباب ورجولة وكهولة مصطفى، وهو بالضبط عكس ما يقوله تماما! فنحن نرى صورة والده البلطجي الآن)..
مصطفى: كانت والدتي نازلي هانم الفرافيري شابة صغيرة.. وكانت موهوبة.. واحترفت الفن
(على الشاشة صورة أمه الراقصة العاهرة وسط رجال منحطين)
مصطفى: وكانت الجماهير تأتيها من كل صوب..
(صورة لمجموعة من السفلة يراقصون أمه)
مصطفى: كانت الله يرحمها بتدافع عن وجودي.. ومن هنا كانت البداية..
(صورة لمصطفى الصغير ينشل أحد الزبائن في الزحام)
مصطفى: اتعلمت طريق الفن.. وبقيت أصطحب والدتي في كل المجتمعات..
(صورة لمصطفى الشاب يحمل مطواة وأمه ترقص مع زبون، إنه الآن فتوتها الخاص)
مصطفى: الدراسة مش كل حاجة.. الحياة أكبر مدرسة..
(صورة لمصطفى يدق أعناق زبائن أمه)
مصطفى: وفجأة ماتت والدتي.. كانت بتجهد نفسها كثير
(صورة لأمه الميتة بجرعة مخدرات وحولها يبكي عشاقها من الصيع)
مصطفى: ولقيت نفسي وحيد في مواجهة الحياة
(صورة لمصطفى يهرب من الشرطة)
مصطفى: أستسلم؟ أتضايق؟ أعمل إيه؟
الجميع: اضحك.. طبعًا نضحك.. يللا نضحك.. هاهاهاهاها!!
مصطفى (يحمل المذيعة ويهدهدها): مرت سنين وسنين وبدأت مشروع صغير.. وكان أملي في نجاحه كبير
(صورة في شبابه يبيع مخدرات)
مصطفى: ولأن مشروعي الصغير شد الشباب.. التفت حولي الجموع الغفيرة
(صورة لشباب كثيرين يدمنون على يديه)
مصطفى: كانت البضاعة اللي أجيبها الصبح.. تخلص بالليل!
(صورة لشباب مدمنين يموتون أمام بابه)
مصطفى: وفي النهاية كبر المشروع وبقى في مقدوري إني أحج لبيت الله.. وفي الأراضي الحجازية جت لي الفرصة الكبيرة.. الفرصة الذهبية
(صورة له مع بعض الخلايجة وهو يرتدي مثلهم بما يوحي بأنه عمل نصابا أيضا)
مصطفى: مرت سنين وسنين.. واشتريت الأرض دي
(صورة له يغتصب الأرض بالسلاح)
مصطفى: وأقمت المصنع ده... بدمي
(صورة له بالسيجار بينما العمال يكدون في مصنعه أمام اللهب)
مصطفى: بعرقي
(صورة لوجوه العمال البؤساء)
مصطفى: بإصراري
(عامل تأكل يده الماكينة)
مصطفى: بقلبي المفتوح للحياة
(إضراب عمالي يطالبه بصرف الحوافز)
مصطفى: وبتوفيق كبير من ربنا
(مسلحون يضربون العمال لحسابه)
مصطفى: والنهاردة بعد كل هذا الجهد.. وبعد كل هذه السنوات، أقدر أقول إن مصنع الفرافيري للأغذية هو المصنع نمرة واحد في الشرق الأوسط كله..
المذيعة: السيد الأستاذ مصطفى الفرافيري.. كلمنا عن الخطة الجاية
مصطفى: النهاردة احنا بننتج كمبوت المانجة.. ومربى العنب.. والألبان حدث ولا حرج، مبستر ومنزوع الدسم وخلافه.. أكل الرجيم.. وأحلى الحلويات لمرضى السكر.. (موسيقى عالية تحول المسرح لكباريه فجأة وتتراقص فتيات الإعلان وهن يغنين لمنتجاته)..
فتيات الإعلان:
الفرافيري أكل ومرعى الفرافيري سر الصنعة
الفرافيري الفرافيري
الفرافيري جبنة وألبان الفرافيري لحمة وأسماك
الفرافيري رز وبامية الفرافيري مية المية
الفرافيري الفرافيري
(تنتهي الفتيات من تقديم الإعلان ويتقدمن بدلع لمصطفى الذي ينقدهن كأنه ينقط راقصات في ملاه ليلية)
مصطفى: رانيا 1000 جنيه، نيفين 750 جنيه، سوزي 500 جنيه

سوزي: 500 بس؟
مصطفى: يا ماما انتي لسه مبتدئة.. احمدي ربنا
سوزي: الحمد لله!
(الأموال تتناثر على طاقم التصوير وأقارب مصطفى بينما العمال يتفرجون في تحسر، حتى تخلو الخشبة إلا من العمال.. لحظات من العمل الشاق ثم نسمع صفارة الراحة، الكل يرتمي ينشد الراحة)
عامل 1: هو مفيش قبض النهاردة برضه ولا إيه؟
عامل 2: قبض إيه؟ هو ده اسمه قبض؟
عامل 3: شفت يابني الفلوس اللي بجد؟
عامل 4: مش عاجبها 500 جنيه!
عامل 5: مش عاجبها مرتب 3 أشهر!!
العامل المتزمت: تبرعوا لبيت الله.. بناء مسجد يا إخوة (ينفرد بأحدهم).. شفت الكافر ابن الكافر.. شفت إيه الخطة الجاية؟
عامل: إيه الخطة الجاية؟
العامل المتزمت: مصنع خنازير!
عامل: إيه؟ مصنع خنازير؟!
العامل المتزمت: وطي صوتك.. أقولك.. نتكلم بعدين.. الساعة 4 ع القهوة اللي قصاد المصنع.. ماشي؟
عامل: ماشي
العامل المتزمت: تبرعوا يا إخوة لبناء بيت من بيوت الله..
عامل آخر: اللي يحتاجه البيت يحرم ع الجامع
العامل المتزمت: استغفر الله العظيم.. استغفر الله العظيم!
عامل آخر: يا با ده مش كفر.. دي واقعية
(يدخل العامل سيد صارخا بالغضب): يا خوانا... أنا عاوز أتكلم معاكم.. (شخص دخل وراءه يحاول إمساكه فيزغده سيد).. اوعى إيدك..
الشخص: يا سيد خد بس افهم
سيد: مفهمش.. يا إخوانا.. مفيش قبض النهاردة برضه وده سابع يوم واللجنة النقابية ما عملتش حاجة.. يا إما نقبض يا إما مفيش شغل .. (هيصة، ويدخل على عجل عضو اللجنة النقابية ليخطب فيهم):
يا إخوانا لو سمحتم.. النقابة ما قصرتش في حاجة.. إحنا اتكلمنا باسمكم.
سيد: آه.. وقبضتم باسمنا!
عضو اللجنة النقابية: ما تغلطش يا سيد
سيد: (يهتف) تسقط النقابة!
العمال (يرددون وراءه): تسقط النقابة!
سيد: الإضراب! الإضراب!
العمال: الإضراب الإضراب.. (ويلقون بعضو اللجنة والشخص الذي حاول منع سيد من الكلام إلى الخارج ويستبد بهم الحماس)
العامل الحنجوري: (يخطب): يا زملا.. يا رفاق.. يا زملا.. يا رفاق.. اللجنة النقابية خانتنا والإدارة مصرة على تعنتها.. ليس أمامنا إلا المواجهة.. لا بد من وقوف البروليتاريا صفًا واحدًا تجاه كل من رأس المال والياقات البيضاء.. تصفيق!.. (يصفق البعض!)
سيد: بتصفقوا على إيه؟ حد فاهم هو عاوز إيه؟
العامل الحنجوري: الإمبريالية يا زملا هي العدو الأكبر.. فلنقاتل الإمبريالية.. وسلاحنا الاعتصام.. لن نسلم لهم المصنع .
سيد: فكرة! (يهتف) مش حنخرج من هنا..
العمال (يهتفون): مش حنخرج من هنا..
سيد: إلا ومالنا في إيدينا
العمال: إلا ومالنا في إيدينا
العامل الحنجوري (ينفرد بسيد): اسمع يا سيد.. أنت تنفع تكون كادر جماهيري مثقف.. أنت طليعي بطبعك ولازم تكون في مقدمة الصفوف.. يا سيد إحنا تنظيم يساري طليعي.. فاهم حاجة؟!
سيد: لا !!
العامل الحنجوري: مش مهم! المهم يا سيد.. إن أنت مستهدف بالنسبة لنا من فترة.. يا سيد.. (يبسط له المسألة).. انت من الأحرار يا سيد!
سيد: إيه المطلوب؟
العامل الحنجوري:عشان تكون أكثر تأثيرًا يا سيد.. لازم تكون عضو في جماعة منظمة لها خطة وبرنامج يا سيد.. يعني عندها استراتيجية فعالة وتكتيكات مناسبة.. فاهم حاجة؟؟
سيد: خالص!
العامل الحنجوري: مش مهم! إحنا يا سيد.. إحنا.. الحزب الديمقراطي الوحدوي لتحرير تحالف القوى الشعبية – اسم مؤقت- إحنا يا سيد عاوزين نضمك لينا.
سيد: ماشي وايه المطلوب طيب؟
العامل الحنجوري: (محرجا): المطلوب إيه يا سيد؟! هو ده اللي أنا أعرفه لغاية دلوقتي، ولغاية ما تيجي تعليمات تانية! وعلى كل يا سيد.. القائد المعلم العظيم جوزيف ستالين كان بيقول شيء هام جدا في قضية الحزب.. (يقول مقطعًا بالروسية!!)
سيد: (يقاطعه) يابا إيه المطلوب مني أنا؟
العامل الحنجوري: 5 جنيه كل شهر يا سيد مش حكاية يعني! وما تشغلش بالك بعد كده! إحنا حناضل بدالك وحننزل الانتخابات القادمة بدالك! ادعم الحزب يا سيد.. ده حزبك... أنت صاحب حزب يا سيد!
سيد: على عيني حاضر!
العامل الحنجوري: وإياك تدي لبتاع تبرعوا لبناء مسجد ده
سيد: ليه بقى إن شاء الله؟
العامل الحنجوري: لأنهم بياخدوا الفلوس دي يجيبوا بيها سلاح ويغزّونا!
سيد: يا راجل؟
العامل الحنجوري: صدقني يا سيد الناس دي شريرة جدًا.. يا سيد القضية دي.. قضية الحزب.. أهم بكتير من فلوسنا المتأخرة
العامل المتزمت (يتحرك بين العمال): مصنع خنازير يا إخوة.. الكافر ابن الكافر بيعمل مصنع خنازير واحنا عاملين مشكلة على شهرين متأخرين.. فين النخوة يا إخوة؟ فين الوقوف في وجه الظلم؟ فين شراء الحياة الآخرة بالحياة الدنيا؟
(يضاء المسرح بالكامل لنرى العمال منقسمين بين الحنجوري والمتزمت)..
العامل الحنجوري: 5 جنيه كل شهر يا رفاق مش كتير..
العامل المتزمت: مش كفاية المصنع مفيهوش مسجد؟
العامل الحنجوري: لا لنقابة حسنين كمونة.. نعم لقائمة الحزب الديمقراطي الوحدوي..
العامل المتزمت: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة
(الجنجوري يلم الأموال، المتزمت يجمع الفلوس، المجموعتان تتواجهان مع صوت أقدام عسكرية، المجموعتان تتضاربان.. الجنود يدخلون يحاصرون المجموعتين المنهكتين من المعركة ويضربون الجميع ثم يثبت كل شيء في مكانه تماما)..
ضابط (يلقي بيانا): قرار كبير رقم 62 لسنة 1996 .. حيث إنه قد ثبت من الأوراق محاولة عمال مصنع الفرافيري الإضراب عن العمل بالمصنع.. مع التهديد بالاعتصام فيه.. وحيث إنه قد ثبت من التحقيق أن المتهم سيد حسين هو الذي خطط وحضر وأعد وأنجز ونفذ واشترك وساهم في هذا العمل المرعب وحده وباعتراف شركائه في الجريمة والذين تم العفو عنهم باعتبارهم شهود ملك.. لكل هذه الأسباب وللأسباب التي قد تستجد في المستقبل فقد صدر القرار الآتي: أولا.. فصل المدعو سيد حسين فصلاً نهائيًا.. ثانيا.. الحجز على مرتبه المتأخر تحت حساب تعويض الخسائر التي لحقت بالمصنع من جراء التوقف عن العمل لمدة نصف ساعة.. ثالثا.. الحبس لمدة لا تقل عن سنة كاملة.. غير كبيسة.. والسجن تأديب وتهذيب وإصلاح! وقبل هذا وذاك.. السجن للجدعان!
(سيد يتحرك إلى المقدمة لينزل ساتر يشبه قضبان السجن بينه وبين الجمهور، تدخل سعاد زوجة سيد بالطفل الرضيع)..
سعاد: ليه يا سيد عملت كده؟
سيد: ليه عملت إيه؟ إيه هو اللي ليه؟
سعاد: ليه يا سيد رحت للمشاكل برجليك؟
سيد: أنا اللي رحت للمشاكل برجليا يا وليه؟ أنا؟ دي المشاكل هي اللي جتلي برجليها! أنا كنت باحميك أنت والواد.
سعاد: وأهو أنت يا سيد رحت في أبو كازوزة.. فدتنا بإيه يا سيد؟
سيد: كنت أعمل إيه طيب؟ ما كانش فيه مليم في جيوبي.. أوكلكم منين؟
سعاد: كنت اصبر يا سيد
سيد: وأنت بتصبري يا سعاد؟ أنت بتصبري عليا؟ وإذا احنا الاتنين صبرنا الواد كان حيصبر؟ كان حيقول لأ مش حموت م الجوع؟
سعاد: وانت دلوقتي يا سيد حتعرف توكله؟
سيد: كنت أعمل إيه؟
سعاد: الواد دلوقتي يا سيد بقى من غير أب
سيد: ما تقوليش كده
سعاد: وبكرة يكبر وينحرف
سيد: اسكتي
سعاد:وأنا كمان يا سيد.. مسيري أنا كمان أنحرف!
سيد: اخرسي يا ولية!
سعاد: بخاطري أو غصب عن عين أهلي.. لازم آكل يا سيد وأوكل الواد!
سيد: إنتي بتقولي إيه؟؟
سعاد: أيوة يا سيد هي دي الحقيقة اللي لازم تعرفها.. أنا حنحرف.. والواد كمان حينحرف.. وأنت حتنتحر في نهاية التمثيلية!
سيد: أنا حشرب من دمك!
سعاد: يا سيد اسمع كلامي.. أنا شفت المسلسل ده قبل كده!
سيد: طلعوني من هنا يا ولاد الكلب!
سعاد: يا سيد.. مفيش غير حل واحد عشان ما أنحرفش
سيد: ايه هو؟! (يدخل سعيد ابن خالة سعاد)..
سعيد: أنا يا سيد.. أنا الحل الوحيد.. أنا!
سعاد: ايوة يا سيد وأنا دلوقتي لازم بقى أتجوزه ةأهرب معاه!
سعيد: قصدها يا إما أتجوزه يا إما أهرب معاه!
سعاد: المهم يا سيد إن أنت لازم تتمسك قوي بالله لأن ما عدلكش غيره! خد يا بن الناس الواد بتاعك.. وربنا ينور طريقك.. وإشارتك خضرا!! (وتناوله الطفل فيحتضنه من خلال الحاجز)
سعيد: صدقني يا سيد.. ده أحسن الحلول.. وده عشان أخويا سيد!
(ينصرفان.. سيد يدمع.. موسيقى حزينة.. الإضاءة تختف، سيد يحضن ابنه برفق)..
سيد: أعمل إيه؟ أربيك ازاي؟ أصرف عليك منين؟ حتطلع إيه؟ أعمل إيه؟ أعمل إيه؟ (يصرخ) أعمل إيه يابا؟
(يدخل أبو سيد محاطا بدخان وموسيقى موحية.. إنه قادم من العالم الآخر– يرتفع الحاجز- يلتحمان)
سيد:وحشتني.. حمد الله ع السلامة
الأب: إزيك يا سيد؟ (يقبل رأسه)
سيد: يابا العالم بقى ضيق قوي.. حتخنق
الأب: ربنا ما بيخلقش وينسى يا بني
سيد: أنا تعبان يا با.. تعبان قوي..
الأب: ده ابنك يا سيد؟
سيد: آه يابا (ويناوله إياه)
الأب: بسم الله ما شاء الله.. اللهم صلي ع النبي
سيد: عليه الصلاة والسلام
الأب: شبهك يا سيد
سيد (بسخرية مريرة): ابن حلال يابا!
الأب: وأنت يا سيد ابن حلال.. ربنا يديلك يا بني..
سيد: يابا.. يابا العالم كله ضدي.. لا فيه فلوس ولا فيه صاحب والشغل أحواله هباب.. والولية طفشت يابا حتى من غير ما تستنى تسمع اليمين!
الأب: ربنا موجود يا سيد..
سيد: ونعم بالله.. في كل لحظات الضعف يابا كنت فاكره.. وكل ما أتعب أفتكره.. وأفتكرك..
(الأب يقبل الطفل.. ويتحرك به مبتعدًا والدخان يلفهما بالتدريج)..
سيد (مستكملا غير منتبه لرحيل الأب بالطفل): تعرف يابا.. أول ما خلفت حسيت فجأة إنك واحشني جدًا.. وقعدت أعيط.. يوميها بس حسيت إني يتيم الأب واتمنيت إن ابني يخلف في حياتي.. عشان ما يحسش غير بفرحة العيل.. اللهم اجعل يومي قبل يومه.. اللهم اجعل يومي قبل يومه.. (ينتبه إلى أن الأب اختفى بالرضيع)..
آبا.. آبا.. الواد.. الواد! (موسيقى عنيفة.. سيد ينظر للسماء في ضياع ثم يصرخ صرخة مدوية.. إظلام للحظات ثم إضاءة على سيد يودعه 3 ضباط)..
ضابط 1: دي شهادة وفاة والدك!
ضابط 2: ودي شهادة وفاة ابنك!
ضابط 3: ودي بقى قسيمة الطلاق بتاعتك.. مبروك يا سيدي!
ضابط 1: دي شهادة إنهاء خدمتك..
ضابط 2: ودي يا سيدي فلوس متأخرة عليك!!
سيد: فلوس ايه؟؟ معيش فلوس!
ضابط 3: إزاي ما معكش فلوس؟!
سيد: مش كنت محبوس؟!
ضابط 1: ده مش مبرر.. أنا أعرف واحد محبوس عنده 3 مليون!
ضابط 2: وأنا أعرف واحد محبوس عنده 30 مليون!
ضابط 3: وأنا أهيف محبوس أعرفه عنده 300 مليون!!
ضابط 1 و 2: يااه!! ياه.. برافو.. عظيم!!
سيد: بس أنا معيش ولا نكلة، وعشان كده جيت هنا!
ضابط 1: طيب يا ابني لما أنت معكش فلوس تخش السجون المحترمة بتاعتنا بتخش السجن ليه؟! إيه؟ عاوز تتحبس؟!!
ضابط 2: صحيح.. نايم قايم واكل شارب (زمارة بدل الكلمة القذرة) ببلاش.. إيه بقى؟ إحنا يا بابا مش نهيبة!
ضابط 3: أنت ما تعرفش يا ابني إن الفلوس اللي عليك كلها كوم.. وفلوسنا احنا كوم تاني؟
ضابط 1: أنت يا بني متعرفش إن احنا كده حنحبسك تاني؟
ضابط 2: أه وكله بحسابه.. حنحبسك سنة حتدفع السنة اللي فاتت والسنة الجاية.. مش حتدفع.. حتتحبس ثالث وهكذا..
سيد: (مكتشفا هول الكارثة): وأنا عمري ما حقدر أدفع!
ضابط 3: لا يا بابا! الفلوس اللي لينا عندك دي حتدفع حتدفع!
لأ دي ما فيهاش كلام من أصله!
ضابط 1: إن شالله تتحبس بيهم عشر سنين
ضابط 2: وبرضه حتدفع!
سيد: عشر سنين؟
ضابط 3: إنشالله عشرين حتى!
سيد: عشرين سنة؟!
ضابط 1: كلمة واحدة زيادة وتاخد إعدام!
ضابط 2: والله يا بني ده نظامنا وكل واحد ونظامه!
سيد: إعدام يعني إعدام؟!
ضابط 3: إعدام يعني إعدام!
سيد (يكرر السؤال وكأنه يعطيهم آخر فرصة): إعدام يعني إعدام؟؟
الضباط الثلاثة (بعصبية وعنجهية): إعدام يعني إعدام! الله!!
سيد: طيب.. حيث كده بقى.. موتة بموتة (ينقض على ضابط 1 ويخنقه)..
ضابط 2 و 3: ايه ده؟! سيب يا ولد.. سيب يا كلب.. يا حرس! يا رجالة!!
(سيد يعدو وراءهم ويضربهم.. يتحول المشهد إلى تجسيد بشري لعالم الأراجوز الذي يضرب أعداءه.. يجرون منه مستنجدين بالحرس.. مايسترو الفرقة الموسيقية العملاق يتدخل فيهرب منه سيد.. موسيقى سريعة مرحة بينما سيد يتنكر في زي مهرج ليكمل في ذهننا صورة قريبة من الأراجوز.. المشهد الآن تغلب عليه الحركة بما تحتويه من تكنيك كوميديا التهريج الشعبية.. عاملة النظافة في السجن تتضامن مع سيد-المهرج فتتحول لمهرجة هي الأخرى.. تعاونه على ضرب الضباط وعلى الهرب من المايسترو.. جميع ممثلي العرض وموسيقييه يتضامنون مع سيد باعتبارهم شخوصا مقموعة من البداية.. ويعلنون هذا التضامن بأزياء المهرجين.. نرى كل أبطال المشاهد السابقة يتعاونون مع سيد وعاملة النظافة التي تلعب دورها نفس الممثلة التي لعبت دور إيمان الزوجة المكافحة التي فقدت زوجها المخدوع من قبل أصدقائه الطفيليين.. وتشاركه الغناء هي والممثلون والموسيقيون تباعا)
سيد (يغني): الدنيا دي بطيخة من حظك لو كات حمرا
أما لو طلعت قرعة إياك تسكت وتنخ
وما دام العالم صايع ونظامه هو الفردة
إفرد نفسك في الشدة وإديها شوية مخ!
يا قلبي يا كتاكت مليان أنت وساكت
ما تخافش من الجواكت ديتها تقولها بخ!!
ما تقولش العالم زيطة خللينا جنب الحيطة
إرسم بكرة بدراعك واخلع من أيها فخ!
(تتصاعد الأغنية فيما راح سيد بمساعدة الباقين يكيل الضربات للمايسترو خاصة وقد ألبسه ذلك الدلو الأحمر الذي رأيناه سابقا متلازما مع كل المظاهرات.. وهنا فقط يأتي سيد من الكالوس بأحمد –صديقنا الموظف الصغير أو الزوج المخدوع من أصدقائه أصحاب المصنع الأول والذي شُلّ في نهاية قصته- ويتعاون جميع الممثلين والموسيقيين في مساعدته على المشي وكأنه طفل يحبو.. يستقيم أحمد ويشاركهم الرقص والغناء بينما يجلسون المايسترو بالجردل الأحمر الذي يخبيء وجهه وهم يقيدونه على الكرسي المتحرك.. ثم يضعون تورتة عيد الميلاد على رأسه ويشعلون شموعها الكثيرة ويغنون وكأنهم جميعا أطفال في العيد):
الجميع (يغنون متحررين من طاغوت المايسترو الذي قمعهم طوال العرض):
عيد سعيد يا جماعة عيد سعيد يا جماعة
عيد سعيد علينا عيد سعيد يا ناس
(ويختم الممثلون هذه اللوحة بالغناء للحياة وكيف أن جمالها في الصبر والأمل والتحدي، ثم يلقون بالورود على الجماهير تمجيدا لانتصار الكفاح والحب والحياة).
الدنيا دي بطيخة من حظك لو كات حمرا
أما لو طلعت قرعة إياك تسكت وتنخ
وما دام العالم صايع ونظامه هو الفردة
إفرد نفسك في الشدة وإديها شوية مخ!

- تمت-

Monday, April 16, 2007


مدونون نحن رغم أنف الكهنة

نكتب الشارد والوارد والمسكوت عنه

نشرح ما خفي من قواقعنا المغلقة

نبحث عن أذن تسمعنا بلا وصاية

عن روح تؤمن مثلنا بثورية التعري

عن خلايا تصارع النضوب والتحريف

مدونون نحن .. مدانون ونحن الدائنون

مدن خربة ألقت بنا للفضاء

حيث لا رحمة إلا في رفاق لا نعرف

وهمسات بلا ملامح


مدونون نحن .. حائط صد في الخيال

نقاوم الوضوح المزيف بالتخفي الساطع
وبين فحيح البوليس السري المتربص في الجو

وضجيج المزايدين الزائدين عن حاجة الأرض

ندون دون كلل تاريخنا السري

Sunday, April 08, 2007

نداء للتضامن مع دار الخدمات النقابية والعمالية

يتوجه التحالف الاشتراكى واتحاد اليسار بهذا النداء إلى كل القوى الديمقراطية والحية فى مصر للتضامن مع دار الخدمات النقابية والعمالية فى مواجهة الإجراءات التعسفية التى اتخذتها وزارة التضامن الاجتماعى وأجهزة الإدارة المحلية لغلق فرع الدار فى مدينة نجع حمادى بحجة أنه غير مسجل كجمعية أهلية,والشروع فى اتخاذ إجراء مماثل ضد فرع الدار فى مدينة المحلة الكبرى. وهو إجراء يتعارض تماماً مع ما تروجه أجهزة الدولة ودوائر صحفية معبرة عنها أن مصر تشهد المزيد من التطورات التى تعزز الديمقراطية فى المجتمع المصرى بعد التعديلات الدستورية الأخيرة، حيث يدرك الجميع أن استقرار المجتمع المصرى وقدراته على مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الحادة التى يعانى منها أغلبية المصريين تتطلب تمكين أوسع قطاعات الشعب عن ممارسة حقوقها فى جو من الحرية، وتمكين القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى من ممارسة دورها ونشاطها دون تعسف فى إطار من احترام القانون والعمل السلمى.
وقد تأسست دار الخدمات النقابية والعمالية منذ 20 سنة فى إطار القانون العام كشركة مدنية ومارست دورها الإيجابى والبَّناء فى خدمة العمال بتقديم خدمات ثقافية وقانونية عديدة لهم، ونظمت دورات تدريبية تساعد العمال على الدفاع عن مطالبهم وفق القانون، وشاركت فى مراقبة الانتخابات العمالية وأصدرت العديد من الدراسات حول الأوضاع العمالية وعقدت حلقات نقاشية وندوات فكرية وثقافية لمناقشة هذه الدراسات وشاركت مؤسسات المجتمع المدنى نشاطها فى دعم التطور الديمقراطى للمجتمع المصرى. ونظراً لما حققته من نجاح فى أداء رسالتها وإقبال العمال على الاستفادة من خدماتها الثقافية والقانونية والتدريبية فقد توسع نشاط الدار وفتحت فروعا لها فى أكثر من محافظة.
إن الإجراءات التعسفية بإغلاق فرع الدار بنجع حمادى ومحاولة إغلاق فرع المحلة الكبرى يتعارض مع القول بتعزيز الديمقراطية فى مصر ولا يحترم استقرار المجتمع الذى تحرص إليه الدار فى كل أنشطتها والذى يتحقق كلما مارست القوى الديمقراطية نشاطها بحرية. ولذلك فقد أعلنت 42 مؤسسة مدنية وغير حكومية تضامنها مع الدار ضد هذه الإجراءات التعسفية وأصدرت بياناً توضح فيه هذا الموقف وتدعو أجهزة الدولة التوقف عن هذه الإجراءات. ونحن فى التحالف الاشتراكى واتحاد اليسار نتوجه بهذا النداء إلى كل من يهمه الأمر من أحزاب سياسية ومنظمات وهيئات شعبية وأعضاء مجلس الشعب ومنابر ثقافية ومؤسسات إعلامية للتضامن مع دار الخدمات النقابية والعمالية ومطالبة وزارة التضامن الاجتماعى والإدارة المحلية بإيقاف هذه الإجراءات. كما نطالب الحزب الوطنى بالوعى بخطورة التضييق على المواطنين ومؤسسات المجتمع المدنى وحرمانها من ممارسة حقوقها، ونؤكد أن الطريق نحو الديمقراطية الذى بدأته مصر ويناضل الشعب المصرى بكل قواه من أجل استكماله لن يتوقف, فمن حق الشعب المصرى أن يتمتع بكل الحريات التى تتمتع بها الشعوب المتقدمة.
التحالف الاشتراكى واتحاد اليسار
7/4/2007

Wednesday, April 04, 2007

يوميــــــــــــــــات خلـــــــــــود.. حدثت عام 71 كتبت عام 89 نشرت 90

الثلاثاء ظهرا :
سأضرب هذا الغبي.. لقد كاد يكسر أسناني.. آه إنها تؤلم! اللكمة تؤلم كثيرا.. آاي!! يبدو أن فكي سيظل يؤلمني طيلة هذا اليوم الدراسي اللعين.. هه! ما علينا.. اليوم الطويل لابد وأن ينتهي.. هف.. رنين الجرس تأخر دقيقتين.. ساعة جميلة التي أحملها.. شكرا لأبي لقد وافق على أن يعطيها لى اليوم ويذهب إلى العمل بدونها! إنه.. هييه!! الجرس.. الجرس.. انتهت حصة اللغة العربية اللعينة.. ماهذا المكتوب على السبورة؟! ال.. ق.. قوا.. عد.. ما معنى هذه الكلمة يا ترى؟ من أين يأتون بهذه الكلمات؟؟ قوا.. عد! قوعد! قواعد!! ههء.. شيىء مضحك فعلا!.. أين ذلك الجدول اللعين؟ ما هي الحصة القادمة؟ الحالية.. الحالية.. آخ! نسيت الجدول فى البيت.. الحمد لله أنه ليس هناك مدرس للجدول وإلا كنت سأضرب اليوم أيضا مثلما ضربت أمس حين نسيت كتاب الجغرافيا وكتاب اللغة الانجليزية والحساب.. والدين! لماذا لا يضعون كل الكتب فى كناب واحد وتنتهي المشكلة؟ أغبياء!!
أنت تكلمينه ثانية؟ ما معنى ذلك؟ لا أعتقد أنها تريده هو.. لم تختره بالأمس فى الفسحة.. ألقت المنديل وراء ظهري أنا.. إنها تريدني أنا.. كلما لعبنا لعبة الذئب السحلاوي تلقي بالمنديل ورائي.. آه.. ولكنها كانت تلعب معه أوتوبيس كومبليه بين الحصتين الثانية والثالثة أمس الأول.. واليوم أيضا كادا أن يلعباها لولا دخول الأستاذ وديع.. ههء.. كان سيشدهما من طرفي أذنيهما.. لكن.. كانت ستتألم! سريعا ما تبكي.. كل البنات هكذا.. يبكين من شدة الأذن! هو أيضا كان سيبكي.. إنه يبدو كالبنات!
ربما تعجبها عيناه الزرقاوان.. أو ساعته الحمراء.. صحيح ساعتي أحلى.. لكنها ليست ساعتي دائما.. سأردها اليوم لأبي.. لن يعطيني إياها غدا.. إذا نجحت .. هل أطلب منه ساعة أم دراجة؟؟ ساعة.. ساعة.. فالدراجة أغلى وإذا قال لى نعم بخصوصها فأنا لن أملك لا ساعة ولا دراجة! الساعة.. الساعة أضمن.. آخ! ها هو الجدول اللعين! كان مختفيا تحت الساندويتش.. لنر ما فيه.. زيتون.. فقط؟ لا جبن ولا أي شيء؟! زيتون؟!!
لغة فرنسية.. جميل.. المدرّسة لن تأتي.. مدام سونيا لن تأتي، هكذا قالت الناظرة.. ماذا كان السبب؟! آه.. نعم نعم.. البيبي.. دائما في بطنها بيبي! لم أر بطنها إلا كبيرة! سيكون طفلها شبيها لها.. أنفه كبير وشعره خفيف للغاية.. أظن لا.. البيبي المولود لا يكون له شعر.. لا لا.. اذا كان بنتا فشعرها يكون غزيرا.. إذا كان ولدا فلا شعر.. نعم يبدو أن الأمر كذلك.. لذلك يقصون شعرنا ولا يقصون شعر البنات.. اه.. لماذا لا يقصون شعر البنات؟! لا أدري!
جميل! المدام غائبة : ) سأرسم في هذه الحصة الخالية، هل أحضرت الألوان؟ لا.. سألعب معها أوتوبيس كومبليه واذا لعبت معه سأشترك بالقوة.. لا.. بالقوة ستتضايق! سأشترك بلطف.. سأسألهما: هل هناك مكان لي؟ نعم! سوف.. اوف!.. ماهذا؟ من هذه؟ يا أبي! انها تغلق الباب مدرسة؟!! ولكن المدام! يا أبي! بدلا من المدام؟ حصة جديدة؟! اختبئى أيتها الألوان اللعينة! لن نرسم الآن.. فيما بعد.. فيما بعد.. يا أبي!! إنها جميلة! جميلة فعلا.. انها أجمل منها بكثير.. ولكنها تشبهها.. لا لا فجر هى التى تشبهها.. شعرها جميل.. يا أبى! ان صوتها أجمل! ولكن ماذا تقول؟ ما هذا؟؟! Toi؟! ما معنى Toi ؟ لماذا تشير الى طارق؟ اللعنة! ولا كلمة أفهمها ولا أي شيء! اللعنة!
إنه يرد عليها! اللعين! أمه فرنسية! ولكن أمي طيبة هى الأخرى! وشقراء أيضا.. ولكن اذا قلت انها فرنسية قد يرونها تتكلم العربية.. ثم ماذا؟ فلأقل انها فرنسية وتعلمت العربية.. ولكن قد يعرفون أنى كاذب.. ماذا؟ آخ! انها تشير الي أنا.. Toi مرة ثانية! فلأقف.. لأقف.. ماذا؟! لماذا يضحك هؤلاء الاغبياء؟ ماذا؟ آه.. نعم نعم.. "خالد".. آه.. يا أبي! ما هذه السخونة؟ مرت الوقفة بسلام.. لماذا لم أفهم أن Toi تعنى ما اسمك؟!!
إنها فعلا جميلة.. عيناها زرقاوان أم خضروان؟ ليس واضحا.. زرقاوان.. آه لو اقتربت قليلا.. أعطت وجهها للسبورة.. لن تأتى.. ياه! انها اقصر من مدام سونيا.. رأسها لا يطال سطر التاريخ!! ماذا أفعل؟ لا أدرى ما إذا كانت عيناها.. آه! برافو! فكرة رائعة!
"أاي.. أااي.. بطني!" (ستأتي: )
" بطني تؤلمني!!"
اللعنة! أذهب الى العيادة؟ لم تأت وخرجت أنا من الفصل! اللعنة!!

الثلاثاء مساء :
يا أبي! Toi لا تعني ما اسمك! أنا لم أتعلم شيئا من اللغة الفرنسية! مدام سونيا قبيحة.. مدام سونيا ثقيلة الظل.. وضربها يؤلم القفا! سأضرب ابنها على قفاه حينما يكبر! ماذا كان اسم المدام؟ "مدموزيلرشا".. نعم اسمها طويل.. "مدموزيلرشا"! هذا يعنى أني سأضطر فى كل مرة أن أقول لفجر إذا سألتنى حصة من هذه.. سأقول حصة "مدام مدموزيلرشا!".. لا.. طويل فعلا!!!

الأربعاء صباحا:
أوف! لن أراها اليوم.. غائبة.. يضايقني شكل مقعدها وهو خال.. ماهذا؟ ستجلس مها مكانها.. لا.. إنها تسند ذراعها على البنك فقط.. فلأجلس أنا على مقعدها.. همم.. ماذا كتبت على البنك؟ اسمها.. اسمها.. اسمها.. اللعنة! فجر هذه أنانية جدا!! ولكنها جميلة مثل "مدام مدموزيلرشا".. لن تأتي هي أيضا اليوم.. اللغة الفرنسية غدا الحصة الرابعة.. يا أبي! أول مرة أتذكر فيها موعد الحصة!!
الأربعاء مساء :
Bon…jour ….Madamme… Ali est un …Garcon….Amina est
une …….F……F…….F……..
ماما.. ماما! كلمة لا أعرفها!

الخميس ظهرا :
كانت مريضة.. شكلها واضح.. ليست جميلة اليوم.. أوف!.. لماذا تأخرت المدام؟؟ ربما لم تتأخر.. ليست معى الساعة.. آاه! أتت.. أتت..
"Bonjour madamme mademoiselleRasha!"
لـ.. لماذا يضحكون هؤلاء الملاعين؟! آه! مدموزيل فقط دون أن نقول مدام! اذن اسمها رشا.. رشا.. يا أبي! جميلة.. جميلة جدا في هذا الثوب الجميل.. انها تحب اللون الأصفر.. للمرة الثانية ترتدى ثوبا أصفر.. ولكن هذا الثوب أحلى.. آه! الحذاء أيضا أصفر.. والحقيبة بها خطوط صفراء.. ما أحلى هذه التوكة فى شعرها.. بالضبط.. عيناها زرقاوان وليستا خضراوين! هذا المقعد أفضل.. الآخر كان بعيدا عن السبورة.. زرقاوان.. زرقاوان للغاية.. وجميلتان جدا جدا جدا جدا..
الخميس ليلا :
يييه!! ليست صورة جميلة : ( !! كل مرة لا أعرف كيف أرسم الوجه بالضبط.. أنفها أصغر وشعرها أطول و.. لا! لا! عيب! عيب جدا!! أنا قليل الأدب! سأدخل النار! الله يعرف كل شيء حتى عندما نسكت.. اللعنة! كيف يسمع ما لا نقول؟! يا إلهي! حرام.. حرام جدا.. أنا.. سأدخل النار.. زرقاوان.. زرقاوان.. أين اللون الأزرق؟ ما هذا؟! الأزرق مقصوف! "ماما!! أريد أن أشتري براية!" (سأعطيها الصورة فى النهاية :)

الجمعـــة:
أين أنا؟؟ آه.. الغرفة!.. يبدو أني تقلبت ليلا.. كم الساعة؟ ياااه! ما أحلى ألا أستيقظ فى الصباح مبكرا جدا! ما أحلى الأجازة!! الفطور ثم الصورة.

السبت صباحا :
مالها صارت قبيحة المنظر بعد مرضها هكذا؟؟؟ كانت جميلة.. لن أحدثها فى حصة الرسم.. سأرسم الصورة من جديد.. انا الوحيد الذى يرسم فى حصة الرسم.. و محمد أيضا.. محمد يرسم أحلى.. ربما لأنه أعسر! الصورة لم تكن قبيحة.. لماذا مزقتها؟

السبت ظهرا :
الألوان الشمع تضايقني.. والألوان المائية لا أعرف كيف أستخدمها.. ولا توجد ألوان أخرى.. الاستاذ بهجت نائم.. سأرسم الصورة فى البيت.. يا أبى! انهم يلعبون اوتوبيس كومبليه.. "هل.. هل هناك مكان لى؟؟ مرحى! انتظرونى.. لا.. لا تبدأوا..
هاا.. فلنبدأ.. لا.. أنت تغش يا طارق! توقف! توقف!" (الآن ألكمه! سأوجعه مثلما فعل معى المرة السابقة.. أضربه أنا أولا.. "يا كلب ... يا ... لا تدفعنى... لاتد ... خذ "
(ياه!!! دم!! لم أقصد! اجر.. اجر..!)
السبت بعد الظهر :
ياه! أذناى ما زالتا تؤلمانى.. كادت أن تنزعهما تلك الغبية.. حينما أكبر سأضربها على أذنيها.. ولكن أخذت حقى من طارق.. الآن أنا مسرور.. يوووه.. الأنف أكبر.. ما.. ماما قادمة! اختبئى أيتها الصورة الملعونة.. أخ! " ك.. ك.. كنت لا.. لا!! أذناى لا ياماما! أااااي!!"

الأحــــد :
عادل فى الحديقة.. سعاد فى الحديقة.. عادل يقول الحديقة جميلة.. عمر يقول أريد أن ألعب معكم.. اللعنة! من أين جاء هذا العمر؟؟!! ليس هناك عمر فى الصورة.. ثم لماذا لا تريدانه أن يلعب معكما؟! أين هذا العمر؟ سأرسمه أنا.. اذا دخلت ماما فأنا أذاكر.. أذاكر يوم الاحد حتى فى الاجازة! لماذا لا نأخذ السبت أجازة أيضا؟ ثلاثة أيام فى الاسبوع.. آه.. عمر نحيف.. شعره مجعد.. هكذا.. نعم.. يا أبى! انه يشبهنى! فلتكن عضلاته كبيرة.. وآه.. نعم.. فلأرسم صورة تشبهها لا لا.. ليس الآن.. غدا فى الفصل.. "عادل فى الحديقة.. سعاد فى الحديقة.. عادل يقول.."

الاثنين ظهرا :
لماذا لا اعرف كيف أرسم وجها؟ لا أدرى لم! لن اعطيها الصورة.. انها لا تشبهها.. هى أجمل بكثير.. اللعنة! ما هذا الذى على السبورة؟! ماذا يعنى هذا الرسم؟ دائما أفاجأ بشىء مكتوب او مرسوم على السبورة! متى أراه من البداية؟! شىء مقرف!!
"أ.. أفندم؟ أنا؟؟ أجيب؟ أجيب؟؟.. إ.. أنا؟؟" (الآن يضربني.. هو على كل لا يضرب على القفا.. بمسطرة.. لا تؤلم بشدة.. خمس او ست ضربات ليكن.. يا أبى!! ماهذا؟ سيضربنى بكل هذه العصا؟! ألا توجد مسطرة؟! " "آاااه ..!!!"

الاثنين ليلا :
"Bonjour mademoiselle…. J …… Je….. M'a., je me….."
" ماما .... ماما !!"

الثلاثاء:
ستدخل مرتدية ثوبا أصفر.. سنقف.. بونجور مودموزيل.. ونجلس.. هذاالمقعد أفضل من هناك.. أراها من هنا جيدا.. جميلة! ماهذا؟ من هذه القبيحة؟ لم تأت اليوم؟!
" لا.. لا أريد أن ألعب معكما اوتوبيس كومبليه.. شكرا!"

الأربعـــاء:
(غدا تأتي..)

الاربعاء ليلا :
"Bonjour mademoiselle… je m'apelle Khaled"
الخميس :
ستأتي.. ربما لا.. ستأتي.. لا.. بل ستأتي.. مدام سونيا تغيبت لأن عندها بيبي.. هى ليس عندها بيبى .. ربما عندها ... لا ... صغيرة ... ستأتى ... مرحى!! أتت! يا أبي! كم هو جميل هذا الثوب الأحمر! كل ما ترتديه جميل.. "ميس.. ميس.. أنا.. أنا"
طارق مرة ثانية؟! "أنا.. أنا" (لماذا لا تختارنى لأجيب؟ أنا حافظ!) "أنا.. أنا"
(آه الحمد لله كثيرا.. اختارتني : )
"Je m'apelle Khaled, Je suis un garcon"
الله.. ما أحلاها وهى تبتسم! إنها مسرورة.. أنا كنت جيدا وكنت أجيب مثل طارق.. لو كانت أمى فرنسية لكلمتها بالفرنسية مثله.. هو يتحدث الفرنسية أفضل وأنا أرسم أفضل.. هو يلعب الكرة أفضل.. لكن أنا أسرع فى الاوتوبيس كومبليه.. ضربني مرة وضربته مرة.. تعادل!! إنها تجبه لأنه يتنحدث الفرنسية جيدا.. لو كانت أمي فرنسية لأحبتني أنا أيضا! لو قلت لها أمى فرنسية وعرفت أني كاذب ستخاصمني.. لا لن أقول أمى فرنسية!! ماذا قالت؟؟ ياه فاتني ما قالت! لو سألتنى لن أعرف كيف أجيب.. وستغضب مني.. لا.. أنا أجبت، لن تسألني ثانية.. لو كنت كبيرا.. تأتي من المدرسة تعبة وتقبلني وأنا جالس على المائدة.. لا ... أنا أجيء من العمل وهى جالسة على المائدة.. لا.. لا.. نجيء معا من العمل وندخل سويا ونجلس على المائدة.. ومن يحضر الطعام؟! لا.. هي فى البيت وأنا فى العمل.. أناديها حينما أدخل مثل بابا.. أو لا.. سأفاجئها فى المطبخ.. ثم أزعق مرة واحدة بصوت عال.. وحينما تصرخ فزعة أحضنها وأقبلها.. ربما تبكي.. البنات يبكين كثيرا.. لكنها ليست بنتا.. انها كبيرة.. لو كانت صغيرة.. لا.. كانت ستكون سخيفة مثل كل البنات! حينما أكبر أتزوجها! نعم! أتزوجها.. بابا أكبر من ماما.. لكن لا يهم.. كل اصحابى كذلك.. لا يهم.. حينما أصبح بطلا فى الجودو.. آه صحيح! طارق يلعب الكرة أفضل لكنى ألعب الجودو أفضل.. تعادل.. لا أنا الكسبان!

الجمعة صباحا :
"لا تخف يا أخي.. أنا أعرف الرجل.. نعم صاحبي.. تراهن على أنه سيعطيني تذكرتين؟ كم لكم؟ اتفقنا!" ههء : ) جبان جدا جوزيف هذا.. (لن نستطيع أن ندخل.. الفيلم للكبار فقط) أوف! وأنا أقول له الرجل صاحبى وهو لا يفهم.. سيعطينى التذكرتين.. كل مرة أجىء وأدخل فيلما للكبار فقط.. لماذا سيمتنع هذه المرة؟ إنه صاحبى.. الحمد لله كثيرا.. كسبت الرهان سأخذ من جوزيف ثمن الكوكا.. "شكرا يا عم : ) "
(يا إلهي!! السينما شبه خالية..) "أرأيت يا بني؟ نحن لسنا أى ناس!"
(السينما خالية تقريبا.. شكلها سيء.. ومخيف.. أقرب مقعدين إلى الشاشة..)
"جوزيف.. جوزيف.. ضع نظارتك على عينيك.. الفيلم سيبدأ.. حاول ان تسكت قليلا! ما اسم الفيلم؟ آه تذكرت.. الصديقان.. سيكون هناك بطلان فى الفيلم يا جوزيف يتعاركان مع الاعداء و.. لا لم أره ولكن اسمه.. ياه! انظر الى هذه الفتاة يا جوزيف.. يا أبى!! جميلة.. طيب.. طيب لنسكت, واحد.. اثنان.. ثلاثة.. هس!"

الجمعة ظهرا :
" لا.. لا أريد اللعب.. سأذهب لأنام.. نعم.. نعم.. أنام فى الظهر.. أنا دائما هكذا ياأخي! الله!! هكذا أنا!! باي يا جوزيف.. غدا؟ نعم؟؟ نمشي على قدمينا؟ المدرسة بعيدة يا جوزيف.. اتفقنا.. باي باي".
سأرسم.. ياه على ما حدث.. كان يضع فمه على فمها.. هذا أراه كثيرا.. هذا لا شيء.. لكن يده وهي.. وهي تحضنه وتبكي وتغلق عينيها وتمسك بكتفيه.. ياه! والغابة.. أريد أن أعيش فى الغابة.. وامشى هكذا عاريا مثله وتمشى عارية مثلها.. وهما يحملان البيبي.. آه لو كنت هناك لكسرت رأس الرجل السمين.. أباها كان أم أباه؟ لم أفهم..
"نعم أتيت حالا يا ماما.. جوزيف صعد.. لن ألعب.. لا أريد.. كان جميلا نعم.. كان عن.. عن رعاة البقر.. نعم؟ أحكي القصة؟! لا أعرف! جنيه كامل؟؟ وحدي؟؟ حسنا حسنا.. سأحكي.. الولد كان قويا.. قويا جدا.. وكان حصانه أبيض.. يركب عليه ويجري، يجري، يجرى.. ثم.. ثم يطير! أعني مثل الذى يطير.. ويدخل على عشرة.. لا اكثر.. على ثلاثين ولدا آخرين ويضربهم.. يضربهم وحده.. تصورى واحد ضد ثلاثين ويكسب!! وكانت صاحبته تنتظره فى الغابة.. نعم.. مثل الغابة.. مع البيبي.. ابنهما.. نعم.. كانت زوجته.. ويرجع الولد.. أقصد الرجل.. الرجل يرجع حاملا طعاما ولعبا وطيورا تملأ البيت وينام وهو يدخن.. يدخن قبل أن ينام.. بالضبط..
ثم يحضن صاحب.. أقصد زوجته بشدة بشدة لأنها كانت تخاف فى الليل فتغلق عينيها.. وتبكي!! هيا.. أعطينى النقود.. لا أنا حكيت الحكاية أريد الجنيه.. لن أحكي لك ثانية حكايات الأفلام.. بس!! هه!"
الجمعة بعد الظهر :
ماذا يحدث لو عرفت ماما؟ ستضربني.. مؤكد ستضربنى.. ياه.. لقد فعلت فعلة رهيبة.. ستضربنى.. لماذا للكبار فقط؟ لم يكن هناك شيىء من العنف.. ولكن كان هناك.. شيىء غريب.. أين ياترى توجد تلك الغابة؟ الورق الأصفر.. ياه! ذلك المشهد.. من تفعل ذلك معى؟؟ لا عيب! من ؟ من ؟ تنام هكذا مثلها وأنا.. ياه.. لكن لماذا تبكى؟ كان يضع رأسه على صدرها.. كانت تحضنه مثلما تفعل ماما وأنا مريض.. ولكن هكذا دون.. دون أى شيىء!! من تفعل مثلها معى؟ فجر؟ أم.. هي؟ ولكن لماذا تبكى؟ هه؟؟ لماذا تبكى؟؟!
الجمعة ليلا :
أنا كبير.. وهى تمسك بيدى وتتعثر.. أنا عندى عضلات كبيرة.. أبتسم؟ نعم أبتسم.. وهى تبكى.. لا.. لا أريدها تبكى.. الأشجار.. الورق الأصفر.. اللعنة.. الأصفر مقصوف!! أين البراية؟؟

فجر السبت :
أين الوسادة؟.. ربما على الأرض!

السبت صباحا :
لا تخافي.. أستطيع السباحة.. أمسكى بى.. لالالا ترللم ترم ترم.. هاها : ) ياه الموجة!.. احترسي.. سأغوص.. آاااي!!!! آه يا عيني الكومودينو الملعون!!

السبت ظهرا :
كيف تحبني؟!

السبت ليلا :
Chaise – Table"
ماما.. حفظت"

الأحد مبكرا :
الورنيش اللعين!! كيف يفعلها بابا؟ يا أبى أنا قذر للغاية! لو رأتنى ماما ستصرخ فى وجهى.. أغسل يدى فى الخفاء.. أين الشورت؟ شكله جميل وهو مكويّ، لن أركب المراجيح اليوم ولن ألعب الكرة.. العرق يجعل شعرى سيئا.. والمشط.. فلآخذ المشط معى.. ولكن الناظرة ستقول إنى مثل البنات!.. أخفيه.. لا.. انها تعرف كل شىء وقد تفتش الشنطة اذا قال لها طارق.. لا.. لا المشط سيُكتشَف.. انا أسرح شعرى هنا بقوة فيظل كذلك طوال اليوم!
الاحد ظهرا :
سألعب مباراة واحدة.. لن ترانى اليوم على كل حال.. "أنا أمامك ياعلاء.. مصر-سوريا-مصر-سوريا.."
الأحد ليلا:
أين الألوان؟؟

الاثنين صباحا :
"قلت لك المشوار طويل يابنى.. انت لا تعرف.. أنا اعرف يا جوزيف.. كم المسافة؟ 70 كيلو!! لا تعرف الكيلو؟! لا ليس كيلو بطاطس!! هاها.. بطاطس؟ أنت غبى والله!! ماذا؟ سباق؟ لا.. العرق قذارة.. لن ألعب معهم.. اذهب أنت : ( ....... جوزيف.. جوزيف! أنت ثقيل الظل! قلت لك سأتحدث معك فى الموضوع!"
اوف! خذه يارب!! هذا الولد ليس صاحبى بعد الآن! لا يريد ان يتحدث فى الموضوع مثل الكبار.. كرة..كرة.. ثقيل الظل وغبى!!

الاثنين ليلا :
غدا..
الثلاثاء صباحا :
لم تأت.. لم تأت.. لن تأتي.. يا أبي!! أحمر وأصفر وأبيض! مثل الملاك.. جميلة.. مثل الأميرة..
"Bonjour mademoiselle"
الآن أجيب على كل الأسئلة.. فلأكن الأول عليهم.. أحدثها بالفرنسية.. فتحبني وأنا نظيف وأنيق هكذا.. الـ.. ما هذا؟ درس جديد؟! لن تسألنا؟؟! لماذا ذاكرت أنا إذن؟!! ستكتب على السبورة: سيبقى ظهرها لنا طوال الحصة وهذه الكتابة السخيفة ولن أستطيع اللحاق بهم.. دائما لا ألحق المكتوب على السبورة.. لا.. لن أكتب.. كنت أريدها أن تسألنى.. لن أكتب! سأرسم.. يااه.. ذلك الفيلم.. أرسم فيلما.. أو.. أكتب قصة.. أكتب قصة تصير فيلما.. أكتب فيلما.. ليتها لا تراني.. هى مشغولة لن ترانى.. ماذا أكتب؟
(اممم.. هممم.. المدموزيل.. لا – لا أكتب اسمها بدون مدموزيل.. رشا.. ترقص في.. ماذا يسمون ذلك المكان؟ را كا بيه..كا را بيه.. شىء كهذا.. يا الهى لا أذكر! هناك اسم فيلم هكذا فى تلك السينما المواجهة لعمل ماما.. كاباتيه.. أو.. كاباريه! "كاباريه!" نعم نعم كاباريه.. هى ترقص في "كاباريه" يدخل خالد.. طويل.. عضلاته كبير ة جدا.. يجلس على الطرابيزة.. هى مسكينة.. ترقص وهى تبكى! ترقص بالعافية! يجبرونها على الرقص! تقول لخالد: "انجدني".. يضربونها.. تبكي بقوة.. خالد يكسر الطرابيزة يضربهم جميعا وحده.. وحده تماما! يحملها ويقفز من البلكونة.. لا النافذة.. صديقه الجواد فى انتظاره.. أو الموتوسيكل أفضل.. يركب وهى وراءه والعصابة من خلفهم يطلقون الرصاصات.. يخرج القنبلة ويلقيها عليهم.. يموتون. يذهبان إلى الغابة وحدهما.. يحضنها.. يُ .. يُ.. يقبلها.. يحضنها.. تحضنه بقوة.. بقوة.. يخلعان الـ.. يخلعان كل شىء وينام على صدرها و.. تبكى.. ثم.. "نعم؟؟!! أ... ام.. الـ.. لم أك.. افندم؟ كنت.. كنت أحل واجب الانجليزية! ماذا؟ أحضر الورق؟؟!! أصل.. أعني.. لم.. لا.. لم أكتب أنا هذا.. لست أنا!!!"
الثلاثاء ظهرا أيضا :
ماذا أقول لماما؟ مرفود؟! ماذا أقول لماما؟؟ "اتركنى يا أخى ليس هناك شىء.. لا أبكى.. لا أبكى : ( "
(ماما ستموت حين اقول لها هذا الخبر.. أو سأموت أنا من الضرب.. لماذا فَعَلَتْ ذلك؟)

الثلاثاء بعد الظهر :
الغريب أن ماما لم تضربنى! لماذا فَعَلَتْ ذلك؟ أنا أنقذها من العصابة وهى تأخذنى إلى الناظرة وترفدنى؟! لماذا غضبت منى هكذا؟ لابد انها غضبت لأنها كانت ترقص فى الفيلم! كان يمكن أن أكتب لها دورا آخر! ولكن.. كان هذا ما أراه.. ثم اننى قتلت لها العصابة الشريرة التى كانت تجعلها ترقص بالقوة.. هى ليست شريرة.. فلماذا فعلت ذلك؟ لماذا؟؟ ماما قالت لبابا شيئا بالفرنسية لم أفهم منه ولا كلمة ولكنها قالت "كاباريه".. هل غضبت الناظرة من كلمة "كاباريه"؟ لماذا؟ مؤكد أنها غاضبة كذلك من الفيلم المعروض في السينما أمام عمل ماما لأن اسمه كاباريه! هل لن تكلمنى مدموزيل رشا ثانية؟
لا.. أنا لا أريد أن أكلمها.. أبدا.. أبدا.

الثلاثاء ليلا :
سأسقط.. سأسقط.. المسافة كبيرة.. رأسى.. الأرض! آااه!! اللعنة! كدت أصطدم بالأرض.. فلأعد للنوم.. غدا مدرسة.. لا.. غدا لا مدرسة! أنا مرفود!! "مرفود!! مرفود!!" كلمة ثقيلة الظل.. ماذا تعنى "مرفود؟" لابد أن فجر وطارق سيلعبان غدا أوتوبيس كومبليه وربما يلعبان أيضا مع مها وعلاء وأمانى وخالد حسنى ومحمد أنور الذئب السحلاوي : ((
لا يهم.. المدرسة أصبحت سخيفة.

الأربعاء صباحا :
ياه! صحوت والدنيا مازالت ظلاما! أول مرة أصحو قبل النور.. فلأنظر من الشباك.. ياه! هناك نور خفيف جدا.. البحر أزرق جدا.. والموج أبيض جدا.. ليس هناك أحد فى الشارع.. هل استيقظ بابا أم لم يزل نائما؟ آه.. هذا صوته.. فلأنم.. انه لا يكلمنى ولكنه ينظر الي نظرات فظيعة! يبرق في عينيّ.. و.. كيف يفعل ذلك؟! كيف يجعل عينيه مخيفتين هكذا؟!! إنه سيدخل الحمام..
(نم.. نم!)

الاربعاء ظهرا :
ماذا أرسم؟ لا أريد أن أرسم وجهها، ولا أريد أن أرسم نفسى على الموتوسيكل، ولا الحصان..
أنا لا أريد أن أرسم.

الاربعاء مساء :
"حاضر يا ماما.. أ.. ام.. حاضر.. حاضر!"
اللعنة! أذاكر ماذا وأنا فى اجازة؟ لا.. ليست أجازة.."مرفود" يعنى فى اجازة أم لا؟ لا أفهم.. عادل اللعين فى الحقل! سعاد الملعونة فى الحقل! عادل يقول: هذا جرن.. هذا ماذا؟ "جرن؟" ما معنى "جرن" هذه؟
"ماما.. ماما.. لا والله أنا أذاكر.. أذاكر والله العظيم.. أريدك ان تقولي لى ما معنى هذه الكلمة "جرن" ماذا تعنى؟ هاء هاء! "جرن!" كلمة لذيذة أليس كذلك يا ماما؟ ما.. ما .. ما" ماما لا تكلمنى.. لماذا؟ ماذا فعلت؟؟
كله بسببك أنت.. أتمنى أن تموتى.
الأربعاء ليلا :
سأسقط.. آه.. ساسقط.. المسافة كبيرة.. رأسى سيتحطم.. آه.. يا الهى!!!!
اليوم أيضا نفس الشىء وأصحو قبل ان يتحطم رأسى بشعرة.. هل سأرانى أكسر رأسى مرة يا ترى؟!!

الخميس صباحا :
لا أريد أن أبقى فى البيت.. ماذا أفعل؟ ماما لا تكلمنى ولو قلت لها أريد أن أرى جوزيف فلربما ضربتنى.. لم تضربنى الى الآن.. الحمد لله ولكنها لا تكلمنى ولا كلمة.. هذا يؤلمنى أكثر.. ليتها تكلمنى.. ماذا أفعل لأخرج؟ "ما.. ماما.. هل أطلب طلبا؟ ماما.. هل استطيع أن أحضر مسطرة من عند جوزيف؟ أفندم؟! اشترى واحدة؟ حقا؟ شكرا.. هاتى قبلة.. ماما لا تريدين أن تقبلينى؟ ماما أنا آسف.. آسف جدا ولن أفعل ذلك ثانية.. كلمينى أرجوك.. كلمينى.. ماذا أريد؟ أريد أن اقبلك.. ماما.. لا؟؟؟ لماذا؟ أنا لم أفعل شيئا.. أقصد لن أفعل شيئا كهذا مرة ثانية والله.. والله العظيم لن أفعل.. هيييييييييييه!!"

لا.. لا أستطيع أن أكذب.. حرام جدا وماما لو عرفت فلن تكلمنى ثانية ولا كلمة طوال عمرها.. هكذا قالت.. لابد ان اشترى المسطرة.. لن أمر بجوزيف أنا قلت لها انى اريد مسطرة وهى قالت لى اذهب واشتر مسطرة.. انا.. كنت أريد أن أرى جوزيف أنا كذبت.. وربنا لن يسامحنى ماذا أفعل؟ ربنا يعرف أنى كذبت وربنا لا يسامح الكذابين فيدخلون النار.. لا.. لا.. لا أريد التفكير فى هذا ماذا أفعل؟ لن أمر بجوزيف وسأذهب لأشترى المسطرة.. ربما سامحنى الله. (النار!!!)

الخميس ظهرا :
عادل فى الحقل.. سعاد فى الحقل.. عادل يقول: هذا جرن، سعاد تقول الجرن جميل.
عادل يقول: ما أجمل الريف! لا أعرف! هل هذا سؤال؟ ما أجمل الريف؟ الريف أجمل شىء مثلا؟ ليست هناك إجابة.. وسعاد لم تقل شيئا ... هل عادل يحب سعاد؟ هل سيتزوجها عندما يكبران؟ آه.. صور الحقل جميلة جدا.. ولكن أنا لم أر حقلا في حياتى.. ولا مرة! هل هو مثل الغابة؟ ربما الغابة أحلى.. انا لم أر غابة ولا أي شىء الا المدرسة والبحر وشارع الشركة التى تعمل بها ماما.. ولكني لا أعرف الشارع الذي يعمل به بابا.. لم أره أبدا.. أنا لا أعرف أين يعمل بابا.. هناك اماكن كثيرة اريد ان اذهب اليها.. الغابة اول مكان، والحقل تانى مكان.. وجزيرة صغيرة فى آخر البحر..
(أين آخر البحر؟ اين آخر البحر؟).. أريد ان أرسم.. ارسم البحر وانا اعوم وعضلاتى كبيرة وماما.. لن تدخل الآن.. ليس قبل ان تنتهى من الفطيرة.. طعمها جميل ولكن شكلها غير جميل.. تشبه شيئا ما لا أعرفه! والسكر عليها.. ذلك السكر الأبيض يشبه البودرة.. فلأرسم الآن البحر.. ال.. ب.. ح.. ر.. كبير.. جدا.. وجزيرة صغيرة فى آخر البحر.. وانا صغير.. لا كبير.. كبير.. وقوي.. نخلة.. عروسة بحر.. عيناها زرقاوان.. وجميلتان.. جميلتان جدا.. يا إلهي!! إنها تشبه.. اللعنة!! سأمزق الصورة.. أتمنى أن تموتي.. أن تموتي.

الخميس ليلا :
أه! لا سأكسر رأسى.. الأرض.. الأرض!!! " آاااااه!!" ماما؟ صرخت؟ أنا؟ أنا خائف.. نامى معى الليلة ماما.. ارجوك"

الجمعة صباحا :
لن استطيع ان اخرج من غرفتى.. بابا فى البيت يبرق كلما نظر الي وهو ينظر الي كلما رآنى.. الجمعة.. الاجازة.. أكيد هم الآن يلعبون فى بيوتهم.. أنا الوحيد الذى فى الاجازة وليس لى أجازة.. مرفود.. هذا هو معنى مرفود إذن.. مرفود هنا وهناك لأنى عملت شيئا سيئا! ماذا فعلت؟؟ سأدخل الحمام وإذا نادانى بابا فلن أنظر فى عينيه.. ولكن كيف؟ يجب أن اقول له صباح الخير يا بابا.. ولكن كيف أقول صباح الخير يا بابا ولا أنظر اليه؟ ولكن لابد أن أدخل الحمام.. " صباح الخير يا بابا ؟.. افندم؟ حاضر.. حاضر.. حاضر.. لا.. لن أفعل ذلك ثانية.. وعد.. ألف شكر.. هييه : )
أنت تضحك.. لست غضبانا؟؟ هيييييييه!! مرحى سأشاهد معك المباراة.. أليس كذلك؟"
الجمعة ليلا :
سأسقط.. أه.. لا.. انا أحلم.. هه.. صحوت قبل السقوط بكثير.. الحمد لله.. لا أريد أن أنام.. ماذا أفعل؟ آه.. نعم.. فكرة! "أحبك يا.. بابا..كثيرا.. وأحبك يا ماما جدا..
خالد .... وأنا آسف.. خالد.. (خلـــود)" سأعطيها هذه الورقة.. "بابا.. ماما.. أين بابا يا ماما؟ ماما.. ماما!" أنا ........... وحدى فى البيت!
.............................................................................................
"جوزيف.. كيف حالك؟ ادخل.. نعم؟ لا لم أذهب الى المدرسة لأنى.. لأنى مرفود.. ماذا تعنى مرفود؟ تعنى اجازة! نعم اجازة لانى فعلت شيئا سيئا!! شيئا ما.. الناظرة رفدتنى لأنى كتبت "كاباريه".. المكان الذى يرقصون فيه وبه أشرار ويتخانقون يا أخى! لا لن أذهب بعد اربعة أو خمسة أيام لا أعرف.. مع السلامة!" جوزيف يذهب الى المدرسة وأنا وحدى فى البيت.. هم هم اهىء اهىء.. (: ((

السبت ظهرا :
"ماما" .. ماما.. لم تأت بعد.

السبت مساء :
ماذا؟ سأذهب الى المدرسة غدا؟ حقا؟ كيف؟ بابا ذهب الى الناظرة وسأذهب غدا الى المدرسة؟ طيب.

الأحــد صباحا :
المدرسة ياه.. لم أغب قبل ذلك عنها طوال هذه المدة.. لا أعرف هل أحبها أم أكرهها ولكنى الأن أحبها.. وهى اليوم جميلة..
"تحيا الجمهورية العربية المتحدة.. تحيا الجمهورية العربية المتحدة"
ماهذا؟ فجر تبتسم لى! أبتسم لها؟ طبعا.. طبعا هه.. شكلها اليوم جميل.. ولكن.. ولكننى لا أحبها الآن لا يهمنى إن كلمتنى أم لا.. أنا سأنتظر ان تجيء وتكلمنى.. لماذا أكلمها أنا كل مرة الأول؟ هيا سر أيها الطابوراللعين ... سر... أريد أن أدخل الفصل لكى تكلمنى!

الأحد ظهرا :
لا أحد يكلمنى! لا أحد يكلمنى ولا كلمة! هل كلهم غاضبون منى؟ لماذا؟ ماذا فعلت؟ أصحابى ولا يكلموننى؟؟ ربما فى الفسحة.. ولكنهم لم يسألونى أين كنت ولا قالوا لى أى شىء.. أى شىء.. لابد انهم يعرفون أنى ولد شرير وقليل الأدب.. قليل الأدب.. لا أريد أن يكلمنى أحد أنا حر.. ولكن لماذا لا يكلموننى.. حسام صاحبى.. لابد انه سيسألنى أين كنت.

الأحد مساء :
هكذا؟! أمام كل المدرسة؟؟ أنا قليل الأدب ولم يربنى أبى وأمى؟ وتقول إننى كنت مرفودا لمدة ثلاثة أيام ألم تقل لماما إننى مرفود أسبوعا لماذا فعلت ذلك؟ ولماذا كانوا جميعا ينظرون الي؟؟ ماعدا.. مدموزيل رشا.. لماذا لم تكن مدموزيل رشا تنظر الي؟ غاضبة الى هذا الحد أم أنها فقط لم تكن تريد أن تنظر الي؟ كانت أذناى ساخنتين وكانت ساقاى ترتعشان ومعدتى ايضا.. لن أنسى هذا اليوم أبدا.. أبدا.. أبدا.. أبدا.

الأحد ليلا :
لا أقدر.. سأختنق.. لا.. آاه..
"آاااه"
"ماما انت هنا؟ لا استطيع ان اتنفس.. هواء!"

الاثنين صباحا :
أكره العلوم والحساب.. اوف.. شىء مقرف.. ما كل هذه الأرقام؟ اوف.. لا أفهم شيئا.. ولا شيئا ولا شيئا! "أفندم؟ كنت.. كنت مرفودا.. نعم؟ لم أفعل شيئا يا أستاذ..
أنا كاذب؟ لا والله.. طيب.. آسف.. آسف.. آسف!!!"
الاثنين بعد الظهر :
"لا أستطيع أن آكل يا ماما.. لا.. لا اريد أن آكل.. ولن آكل.. لن آكل!!"
الاثنين مساء :
"ماما.. أنا آسف.. أول وآخر مرة أصرخ هكذا.. ماما.. حبيبتى.."
الاثنين ليلا :
" همم.. آه.. همممم.. آاه.. آااااااه!!"
الثلاثاء صباحا :
أكره اللغة العربية.. اوف ما هذا؟ نحن نحب المدرسة! هه.. هه.. نحن من؟ كلميه أو لا تكلميه اذهبا الى الجحيم معا! لم تعودى جميلة.. سيراكما الاستاذ وديع وسيضربكما على القفا.. هو لا يضرب إلا على القفا.. ماهذا المكتوب؟ (نحن لا نحب الأولاد الأشرار الـ ....) لماذا ينظرون الي هؤلاء الملاعين؟ ما.. ماذا يريدون؟
اوف.. الجرس أخيرا.. حصتها الآن.. ماذا أفعل؟ الجلوس فى الخلف أفضل.. نعــم..... هنا
" أاااي!"
(أيها الأوسا.. الكرسى مكسور.. يضحكون علي الأوسا.. لا.. لا.. سترفدنى الناظرة ثانية اسكت يا خالد اسكت واجلس على كرسى آخر... ها هى.. شكلها قبيح وفستانها ألوانه أقبح).
الثلاثاء ظهرا :
مازالت لا تكلمنى.. لا يهمنى.. فلتلعب معه أى شىء اللعب أصبح سخيفا.. و المدرسة.. وكل شىء.. كل شىء.

الثلاثاء مساء :
لن أذاكر..

الثلاثاء ليلا:
يا رب.. ارجوك.. لا استطيع النوم.

الأربعاء صباحا .
يا إلهى! لم أنم ولا دقيقة واحدة! أول مرة أصحو طوال الليل.. أول مرة لا أنام بالليل وأذهب الى المدرسة.. آه أنا لست تعبا.. ولكنّ عينيّ تحرقانى بشدة.. ماهذا؟ ثورة يوليو؟ كنت أعتقد أن ثورة بالصاد.. صورة.. صورة.. ولكنها ثورة بالثاء! هاها.. ثورة.. أه.. أنا تعب جدا جدا.. أريد أن أسند رأسى هكذا.. هكذا.. هكذا..
"أفندم؟ أنا؟ لا لا غير نائم! أجيب؟! على ماذا؟"
لماذا يضحك هؤلاء الكلاب؟؟
الأربعاء ظهرا :
لماذا قال الأستاذ فوزى إننى لن أنفع فى شىء؟؟ لماذا قال لى إذا نجحت أبصق على وجهه؟؟!! لا أريد أن أبصق على وجهه! ماما تغضب حين أبصق على الأرض فماذا تفعل لو بصقت على وجهه؟ (لماذا ضحكوا؟)

الاربعاء بعد الظهر :
أبصق على وجهه لو نجحت؟! كنت أظنه يفرح لو نجحت! لا أحب التربية القومية ولا الاستاذ فوزى ولا أحب الذين ضحكوا علي.. حتى فجر ضحكت معهم.. أشرار.
"هه؟ نعم.. نعم.. أنا آكل يا ماما".
الأربعاء مساء :
غدا سترى الواجب.. يجب أن أحله وإلا.. لا أعلم ماذا ستفعل.. انها لا تضرب ولكن تقول للناظرة.. فتّانة!
"ماما.. هل ستحلين معى واجب الفرنسية؟"

الخميس صباحا :
"هل تحب البنات يا جوزيف؟ ولا أنا! البنات يبكين ويشكون سريعا..
يلعبن معك اليوم ومع غيرك يوما آخر! وهن لا يحببن إلا ال..
لا.. أنا لا أريد أن أتزوج عندما أكبر! ولا أنت أيضا؟ صح..
جوزيف هؤلاء الناس فى السيارة البيضاء ينادونك..
أليست هذه البنت التى معهم زميلتنا فى الفصل؟
حسنا.. مع السلامة!
جوزيف.. أنت لعين!!"

الخميس ظهرا :
الآن دورى.. ليس هناك شىء أخشاه.. الواجب جاهز وماما حلته معى.. ليس هناك ما أخشاه.. الآن.. فلأذهب.. انها لا تنظر الي.. كله صح.. لماذا لا تقول لى برافو؟ لقد قالت برافو لطارق وأمانى لماذا لا تقول لى برافو؟ لماذا لا تقول لى برافو؟؟

الخميس بعد الظهر :
إذن فهى ستزوجه.. ماما تقول إن الناس تخطب بعضا قبل الزواج.. وبعد أن تتزوجه نقول لها مدام رشا.. شكله قبيح.. ولكن سيارته كبيرة.. لا أريد أن تكون لى سيارة كبيرة مثل هذه.. أنا أريد سيارة جيب أذهب بها الى الغابة ومعى بندقية صيد.. وخنجر.

الجمعة ظهرا :
ستتزوجــــه.
السبت ظهرا :
ليست هناك حصة أجمل من حصة الرسم.. ولكن الأستاذ بهجت سخيف.. لماذا ينام طوال الوقت؟ الآن ماذا أرسم؟ آه.. الغابة.. والسيارة الجيب.. والبندقية والخنجر.. لا يهمنى أن أحدا لا يكلمنى ولا أنهم يلعبون مع غيرى.. هم ليسوا أصحابى على كل حال.. ولا حتى جوزيف.. لا أحد.. لا أحد..
"بخير.. وأنت يا حسام؟ كنت.. كنت مرفودا.. لأنى كتبت "كاباريه"..
هشش! لا ترددها.. انها كلمة خطيرة! تريدنى ان اساعدك فى رسم هذه الصورة؟
طبعا طبعا.. انظر.. البحر ليس بالأزرق الغامق البحر بالأزرق والأبيض واللبنى..
هكذا.. نعم.. هكذا.. حسام لماذا لم تكلمنى قبل الآن؟ ماذا؟
الناظرة قالت لا تكلموا خالد؟!"

السبت مساء :
حسام.. هو صاحبى الوحيد.

الاحد صباحا :
"صباح الخير يا حسام.. انظر ماذا رسمت أمس.. ما رأيك؟ هذه غابة..
وهذا صياد.. وهذه بندقية.. وهذا خنجر.. وهذا الثعبان سيعضه
ولكنه سيصطاده قبل ان يعضه، ماذا عندنا الآن؟ تاريخ؟ طيب..
هل تحب أن تجلس بجوارى؟ فى آخر الفصل؟ نعم نستطيع أن نرسم فى حصة
اللغة العربية دون أن يرانا الأستاذ.. هيا.. احضر حقيبتك..
لا.. لا.. انتظر.. حصة التاريخ لطيفة.. بعدها، اتفقنا؟"

الاحد ظهرا:
"هل ستلعب معهم برطوس الجميع يا حسام؟ لا.. لا أعلم..
لن يدعونى ألعب معهم.. انت ستسألهم؟ طيب سأنتظر هنا.. أنا؟ حسنا : )
10 20 – 30 – 40 -50 – 60 – 70 – 80 – 90 – 100
برطوس فجر وراء الشجرة! (الله! انها تبتسم..) برطوس طارق
وراء الكانتين.. طارق.. طارق.. طارق انت تغش انا رأيتك!
(لا يهم لا يهم اريد أن أكمل اللعبة..) برطوس.. يييييه الجرس!!!
اللعنة .... الآن نعود الى الفصل ولكن لعبت معهم.."

الاحد مساء :
فجر أجمل من مدموزيل رشا.

الاثنين صباحا:
"من من بنات الفصل تحب يا حسام؟ ماذا؟ لا تحب ولا واحدة؟ لماذا؟ آه..
لأنك تحب علياء.. من هى علياء؟ ابنة خالتك؟.. ام.. هل تريدنى أن أقول لك
اسم من أحبها؟ أول حرف من اسمها ف.. صح! برافو! انت ذكى..
عرفتها من أول حرف.. ولكن لا تقل لأحد.. هه؟.. وعد؟"

الاثنين ظهرا :
"برطوس فجر وراء الشجرة! : ) "
انها مكانها المفضل.. الله.. انها جميلة اليوم.
الاثنين بعد الظهر :
لن أذاكر الفرنسية.

الثلاثاء صباحا :
تأخرت اليوم على المدرسة.. الحمد لله ان ماما جاءت معى وإلا لما سمحوا لى بالدخول.. الجرس.. الآن أكلمها..
"صباح الخير يا فجر.."
ماهذا؟ لماذا لا ترد علي؟ ماذا حدث؟
"صباح الخير يا حسام.. حسام!!"
ها هى قد جاءت.. لن أقول معهم بنجور مدموزيل.. لماذالم يكلمنى حسام ولا فجر؟ لماذا تشير الى حسام.. حسام يشير هو الأخر علي! ما.. ما.. ماذا يقولون؟ أخرج من الفصل؟ أنا؟ لماذا تطردنى من الفصل؟
"أفندم؟ انتظر عند باب الناظرة؟!!"
(ماذا فعلت؟؟ ماذا فعلت؟!)

الثلاثاء ظهرا : فى الشارع:
هذه هى نافذة فصلنا.. هم الأن فى الفصل.. لا ليس هذه.. هذه أكبر.. آااه! نعم.. هكذا.. انكسر الزجاج!! الثانية.. الثالثة.. الرابعة..
"أوساخ.. أوساخ.. أوساخ.. أوساخ.. أوسااااااخ!!!!!!!!!!!!"
- تمت-