Monday, August 31, 2009

سعادتي.. عيونُها
تُلَخِّصُ التاريخَ في ابتسامةٍ مفاجئة
تدغدغُ الرجولةَ الجريحةَ في مسامي
كما أدغدغُ اللفافةَ النشوى بحفِّ المطفأة

سعادتي.. ظهورُها
فأستعد بالقيام مثل موجةٍ تغادر السكونْ
أكون في حضورها اندفاعة الحياةِ فوق صفحة المياه
يُكَوَّرُ الفؤادُ عند يابسِ المصافحة
أفيض بالرجولة البَرِّيَّة
ويستريح فى العيون نورسٌ مشردٌ
وتستقرُ الأجنحة

سعادتي اكتشافُها
كأنها جزيرةٌ مجهولةٌ مليئةٌ بالليل والأشباح والأصداف والجياد الطائرة
كأنها الشعاب والفجاج والأشجارُ والبحار الغادرة
كأنها أطياف ما وراء كل ما أرى
كأنها انشقاق لحظة فريدة عن حائط الزمن
تثبت الحواس كلها على بوابة الشبق
لما تموج باللهيب والدماء والمخالب المسافرة
في جثتي المكابِرة

سعادتي.. دموعها
تبلل الجراح في وجوديَ الحزينْ
تبلل الزهور فى يدي.. تبلل الرداء والثرى
فأحتسي دموعَها مُسَيَّرا
ويغرق العرينْ
سعادتي.. بحورها
لأنها تفيض كي ألينْ
فأعشق الذوبانَ فى إعصار فيضِها..
وأستكينْ

Monday, August 24, 2009

وعود غير معلنة

تعدني عيناكِ بإمبراطوريةٍ فسيحة
بجزرٍ أسطوريةٍ تطفو على مياهٍ قمرية
بليالي عشقٍ من ألفِ ليلةٍ وليلة
بحضنٍ لا ينتهي أبداً.. مطلقاً
وكلمات تهفو إلى غفرانٍ شاملْ
تعدني عيناكِ برحلةٍ لا أعلمُ عنها شَيَّا
غير أني سوف أسير في ثيابٍ حمراءْ
معصوب العينينِ.. في حقلٍ من الألغامْ!

تعدني شفتاكِ بحبٍّ طاهرٍ مقدسٍ
أرحل فيه مذنباً.. فأعود بريئاً مطهَّرا..
وجريئاً على الحياة مرةً أخرى.. أخيرة
تعدني شفتاكِ بطعم لا ينفد..
وبدفءٍ مستحيلِ الوصف
وباكتشافٍ مبهرٍ لذاتي الغامضة
تعدني شفتاكِ بطفلٍ عنيدٍ..
وطفلةٍ لذيذةٍ مشاغبة
بالموت الساحر في حدائق الرُّمَّان

يعدني شَعْرُكِ بالسفرْ
بالبحر.. بانتشال عَبَّارةٍ غارقةٍ.. بالموج المجرم.. بالخطرْ
بصنوف الشعب المرجانيةِ.. باكتشافٍ لمئات الجزرْ
باللحظة الفريدة.. بالقواقع المزركشة
يعدني شَعْرُكِ باسترسالٍ في الكلام والكتابة
يعدني بتشاؤم وكآبة عابرَيْنِ
وحزنٍ نبيلٍ طويلٍ.. لا يُبَرَّرْ
يعدني شَعْرُكِ باحتضارٍ بعيدٍ..
وخيولٍ مهاجرةٍ في الحريقْ!