Saturday, September 30, 2006

الخنقة



كتر الكلام بقى زي البشر رطراط
كلام كلام ثرثرة رغي ابن كلب لت وعجن وقرقضة ف أم الودان
بس! اتخنقت كرهت صوتي وفردة الجرنان
كرهت فتي الكتب والجهل في الانسان
كرهت صوت الاستغاثة والبلد جبانات
كرهت همس المكان وبسبسة الاشباح في العتمة
وهمهمات الموتى في الجبانات
كرهت حتى الشعر والشعرا.. كرهت دول بالذات!
كرهت حتى زن فيروز عن الأرض اللي راجعة
ودوشة ام كلثوم عن الحب الحقيقي
كرهت حتى عبحليم.. تخيل؟؟!
ماعادش غير السلاح شعلة تنور طريقي
ماعادشي غيره صديق صدوق يفتح لي عالم حقيقي..
مدفون ف آخر الغريقي
أحمد يس اللي عاجز؟ ولا حكومات العواجز؟؟
قتلوا القعيد المبارز ولبسنا طرحة هوان

مش طالبة حسبة ولماضة اركع لشمس الارادة
اهتف تعيش الانتفاضة غصبن عن الأمريكان

موال

قواني حبي على الدنيا وبلاويها
علمني احب البشر واحلم واعيش بيها
واداني قارب خيال يرحل بي في التوهة..
لكنه وقتن يحنّ لمرسى.. يلاقيها
عرفني اكون ع الحياة زاير وماشيها
مهما رأيت منها.. آخد وأديها..
باللي الخلود قسمته رغم الألم فيها
الحب وحده بقي.. هو اللي باريها

نشيد البلوجرز


أولئك الذين يشتموننا لأننا بلوجرز..
أولئك ال"ماذر فاكرز!"
ماذا يريد أولئك الأوغاد منا؟
تركنا لهم غثاء القول في الجرائد القومية
والغنج والقوادة على القنوات الفضائية
والطنطنة المخبولة في مؤتمرات الأحزاب الورقية
تركنا لهم الأرض وما عليها
ويممنا وجوهنا شطر الفضاء
ماذا يريد أولئك الظالمون منا
وقد كرهنا لهم العالم المرصوف بالبؤس والخراب
وانطلقنا نحو عالم مفترض
نضع الجرح جوار الجرح والفقر جار الفقر
نلثم إصاباتنا في جميع المواضع
ونغني للثورة القادمة
شئنا أو أبينا.. شاؤا أو أبوا

الفخ

ندهت عليه
وكان ضلي مسابقني..
سرقت ايديه
كتبت الشعر تاه مني عبير الخوف
جلال الوحدة والقدرة على التحريف
وصاحبني..
تسعتاشر سنة بكتب بيان الريح
واحاول أمسكه ويسيح
وأرشق راسي في الحيطة قوالب ثلج تتفتت
وآجي اكتب جواب للنار احس اني انطفت ناري
ولازم أحضن الشعلة عشان اكبر واحن اليه!

غزل لأهل القمة


وحشتني القمة العربية
وكلامها الحلو الكداب
وعيونها المايصة العسلية
وقرار الشجب الخلاب
وإيديها النونو بتتعفرت
وتدق جميع الأبواب
والصوت السيكا بيغرد
ويلقح ...لكن بحساب
وادي يا بني فرق التربية
وادي قمة ما يغلبها غلاب
حبيتها علشان رقتها
حبوها معايا يا أحباب
القمة المزة العربية
وفحولها شجر اللبلاب!
وحشتني النخوة الشربتلي
والكرافتات الممضية
والشعر المصبوغ والغنجة
واللغوة والديبلوماسية
وبيان الفتحة والقفلة
ولا الأحاديث الجانبية
يا اخواتي عليها اما تهدد
وتحدف قطن وحنية
وتخاصم ...لكن من برة
ما كفاية السحنة الملوية
أهي دي اللي تعيش يا بلدينا
شارية ومكسوفة وعشرية
ما هي بنت ذوات مصروف فيها
قوت الملايين الفقرية !
وحشتني خلاص انا مش قادر
ودوني يا عالم بيروت
أتملي من البشرة الناعمة
وأملس ع الخد التوت
وافديها بروحي من الحاقد
واديله خمسين نبوت
قال يعني مش عاجبه صفارها
علي ايه بتلوم الكتكوت؟!
يجرحها عشان متربية
باصة في الأرض مفيش صوت؟ ؟
الله لا يسامحك يا جاحدها
يا مبجح فيها يا سفروت
وتعيش القمة العربية
لو حتي العربية تموت !!!!

Tuesday, September 05, 2006

عايز أعيش

عايز أعيش
مايحدنيش
شيء أو بشر
عايز أكون
أحيا بجنون
وأسيب أثر
عايز أنا
مليون سنة
سعي وسفر
عايز فضا
عايز بحور
عايز شجر
عايز طيور
عايز أحب بدون ما اخاف
عايز أحس بكل شيء
ألمس جميع الكائنات
وأصاحب الناس كلها
مايحدنيش
شيء أو بشر

عايز أعيش
مايحدنيش
عايز أكون
أحيا بجنون
مايحدنيش
شيء أو بشر
عايز أعيش
أسيب أثر
مايحدنيش
مليون سنة
سعي وسفر
عايز أعيش
عايز أكون
مايحدنيش
مليون سنة..

كتابة سرية

بيني وبينك أيها القاريء..
كاتب الآلة الكاتبة..
الرقيب..
كاتب الكمبيوتر..
صاحب المطبعة..
رسام الغلاف..
الناشر.. الموزع.. صاحب المكتبة..
لجنة الثقافة بالحزب الحاكم..
ولجنة الأزهر التي تصادر الكلمات..
بيني وبينك أيها القاريء عدة ألسنة
وآراء كثيرة غير رأيي ورأيك
بيني وبينك أيها القاريء جندٌ وعبيدٌ ودعارة
بيني وبينك أيها القاريء..
ضعفي الرخيص
وسلبيتك المحيّرة!
-----------------
أريد أن أكتب شعرا..
في بساطة الجريدة
وفي عراقة الكتب المقدسة
في بهجة حدوتة الأطفال
وفي جمال مجلة الأزياء
في عمق تحليل لحالة مرضية
وفي وضوح البيانات الثورية
في رقة الخطابات الغرامية..
وفي صدق اعترافات الخاطئين

أريد أن أقرأ شعري..
في الشوادر.. في المقاهي.. في الأفنية
في مطاعم المصانع وقت الراحة
وفي ملاعب الكرة قبيل المباريات
في ساحات الرقص.. في الأسواق.. على محطات القطار
أريد أن أقرأ شعري..
خارج سور البرلمان
وفي عنابر الجنود
في المدارس قبل طابور الصباح
وفي الشارع الضيق بين أشجار الجامعة..
(حيث يلتقي الأحبة الصغار، ويحوم الفضوليون)
أريد أن أقرأ شعري أسفل القبة الصاخبة..
حيث يعقد المؤتمر، ويُقَرَّرُ الإضراب العام
----------------------
الآخرون يكتبون معي
أصواتهم في أذني
آراؤهم في نفوخي
ليست لدي حرية مزعومة
ولو كنت منعزلا في بناية شاهقة
يأتون بتاريخ الكلمات ويخترقون كتابي
يطالبونني أن أكتب شيئا مثلهم

لست من فاعلي "الكتابة الأخرى"
ولست كاتبا من "الجراد"
ليس لدي مقعد في "زهرة البستان"
ولا شيشة في "أفتر إيت"
مع ذلك أكتب..

لا تبحث روحي عن مراكب أخرى
ولا عن تيار ومجرى جديدين
تبحث روحي عن انسيابها..
كالدماء من الجرح
--------------
يجذبونني من قلبي
كي أوقع في الكتاب الأسود
يقيدون خيالي البسيط التافه
يفرغون رأسي الحائر من أحلامه الفقيرة
ويملؤنني بحبر الشياطين

لن أكتب كلمة.. لن أوقع فيه
كتاباتي لا تطمع في الجائزة السنوية
أريد قارئا واحدا يخصُّني
يشاركني الجنون السري والحرية المؤقتة
------------
مررت اليوم بسوق عكاظ
كل دكاكين الشعر –حرا أو تقليديا، منثورا أو منظوما، فصحى أو عامية- مغلقة بالضبة والمفتاح!
يجلس الشعراء أمامها في ضجر جمّ
يهشون وينشون الذباب والبعوض
يدخنون المعسل ويلعبون النرد
بطرف جلبابه يهوّي الواحد منهم بين فخذيه
ثم يعود للتثاؤب الطويل والشرود
كل شيء تريد الجماهير.. إلا الشعر
إلا ذلك السفاح الذي اغتصب القرون السالفة
ثم صار يشوه وجهه المجنون في نصف قرن
ابتعد عن المدينة مثل عبد أجرب
وعلى صفحة السراب تأمل في جماله الفاتن
مارس عادته السرية بانتظام وجنون
حتى نسي تماما كيف تُكَوَّنُ الأطفال!
---------------
أنزل معترك الشعر
لا أحمل إلا سكينا محميّا
أهتك البلاغة والأستار القاتمة
أفتح الطريق أمامي لصراخي الوحشيّ
وأفتح الطريق ورائي للمعركة القادمة
----------------
تأتي الأصالة كل يوم حانة الشعراء تمسك في خناق المحدثين
تأتي الحداثة في الصباح لتحسب الجرحى..
وترزّ في الحانات عصبة مجرمين..
ثأرا من المتأصلين!

في الصبح أقصد حانة الشعراء تضربني الأصالة باعتباري محدثا..
(أو بالأقل مجاهرا بتعاطفي)
أحاول الدفاع عن تفرد زهرةٍ، عن تميز طائرٍ في السرب..
يمنعني الطبيب من مقاهي المحدثين!

في الليل أدخل حانة الشعراء يلطمني على خدي سؤال الميتين
ويغلق المقهى بوجهي المحدثون الثائرون

في الفجر أسعى في الدروب الخاليات بقلبي الحر السجين..
وأردد الشعر الدفين!
------------------
أبحث عن موسيقى أخرى..
لا يعرفها ديوان العربية
موسيقى أخرى لا تمنحني إلا الحرية
أبحث عن نحو آخر لم تذكره ألفية مالك
ومعان أخرى يجهلها مختار الصحاح
أبحث عن شيء بكر فيه طزاجة رائحة الصحراء
عبق الماضي في امرؤ قيسٍ وخليلاته
عتبات الكون المجهول على شفتي قيس المجنون
النهر الغامض للفصحى.. سحر الآيات..
لغة الصوفية.. لكنة شعر الحشاشين
أبحث عن لغة حية..
عن أن أكتب بالسكين
-----------------
الكتابة في هذا العصر وقف على المكتئبين
بها يؤهل الكاتب نفسه للموت البطيء
وحين يأتي الموت يكون فعله روتينيا بحتاً
لهذا يعشق الموت كتّاب هذا العصر
لأن موتهم يسيرٌ.. موتهم يسيرُ وفق خطة مبسطة
عكس الزعماء وكبار الرأسماليين..
-------------
هل تعرفين أكثر الأشياء كرها لي؟
أتصدقين أنها الكتابة الحزينة؟!
يؤلمني أكثر من جراحي كثيرا..
حاجتي الحقيرة أن أكتب عنها
هل تعلمين ما يحطمني بحق؟
أنني أكتب مثل من أكره من الشعراء!

أن يكون الشعر بئرا للوحدة الباردة..
أن تكون الكلمات معادةً، جامدة..
أن يكون الجوف قبرا والعيون شواهدا..
ماذا يبقى من سحر الكلمات إذن
إذا أصبح الشعر كله نواحا موحدا؟
إن استحال حفله حدادا
وأصبحت أبواب رحمته جميعها موصدة؟؟
--------------

همسات

بينما كنت أعد العدة لفتح العالم..
ناداني صوت عطوف
فيه حنانٌ وكسوف
(أنت تبحث عن الحق فاسلك من تلك البقعة..
من البحر جئت وللبحر جثتك الشاهدة
تاج من الشوك يعلو رأسك في حياتك الأولى
أكاليل في الثانية
ألواح ذهبية على قبرك
وذكراك في الأرض خالدة
هل تريد الحياة أم النور؟)
قلت: الرفيقين
قال: تخير
قلت: والله النور أبقى
قال: كذا؟!
فأحسسته يدخل جسدي
رغبة ساخنة
تحولات في الفصول والمواسم
تشبعت بالنور حتى احتقرت الحياة
النور كعبتي أحج في سمائها الملبدة
أعيش من الأرض على قمحها ومرارتها المستمرة
زنيت باللواتي أتين تائبات
سرقت أحيانا إخواني الرهبان شرابهم من دم المسيح
ارتكبت أفظع الجرائم في خيالي
وفي خيالي بنيت عالما رائعا
لكنني لم أقترف خطيئتين مطلقا..
القمار.. والانحناء
------------------
أحتاج لتغيير شامل
في شكلي، في جسدي الخامل
في غضبة وجهي المتعجرف
في هلوسة الشبق السافل
أحتاج لتغيير.. شامل
أكثر من عشرة أعوام وأنا أضرب في نفس البحر
جربت الصبر
جربت السحر
جربت جميع الأسلحة ولم أتعلم كيف أقاتل
أحتاج إلى خطط أخرى
لا أحتاج خيانات أخرى
أحتاج لتغيير شامل
ينزعني من جسدي الجاهل
ويثبتني في قاع الروح
-----------------
أريد أن أجمع أشعاري جميعا
وخطاباتي جميعا
ومذكراتي وبياناتي جميعا
أريد أن أجمع كل ورقة بالبيت
وبكبرياء شهيد انتحاري.. أشعل كعكة الميلاد
---------------
أريد أن أصنع من نفسي ثورة شاملة
لا مجرد قنبلة صغيرة
أريد أن يكون موتي أحلى من حياتي

الحياة محنة عظيمة خالدة
والمرء لا يولد مرة واحدة
-------------------
لا تكن أبله! لا تسلني تلك الأسئلة!
بالطبع أرغب في حديقة صغيرة
وحصان وبط وكوخ من الخشب
وبحيرة صغيرة دافئة
وحبيبة حنون دون عقدة نقص
وطفل يردني لمبدأ الحياة
بالطبع! لا تكن أبله! لا تعد لي الأسئلة!
بالطبع أرغب في لحن بلا صراخ
وصداقات بريئة مملة
بالطبع لا أريد الفصل ولا الديون
لا النفي ولا المعتقل
بالطبع لا أريد مطلقا قطرة من الإهانة
وهذه النقطة الأخيرة وحدها مأساتي
أيها الصديق البريء الطاهر المخصيّ في الكرامة!
--------------
الشعر ليس غايتي..
أنت أيها البعيد بغيتي الوحيدة
----------------
تاريخ جسمي غامضٌ ومعقدٌ وعبير روحي قاتم وثقيلُ
كيف القيام من الرقاد فإنني في الوحل جسمي والفؤاد نبيلُ؟
تهفو إلى القمر اللعوب شقاوتي ومغامراتي الماجنات تحولُ

هل لي بسيف أستحل به دمي؟ هل لي بمعركة على أوصالي؟
هل لي بكأس للطريق وفيلقٍ.. أسعى به من مذبح لقتالِ؟
هل لي بموت طاهر؟ أم أنني.. سأعيش حتى أدفن استبسالي؟؟

مالي غريب مثل مهر شارد تتبدل الدنيا ولا يتبدلُ؟
مالي قنعت بأن أكون مهاجرا من قصتي، بقصيدتي أتجمل؟
أتأمل الدنيا فأعرف أنني.. أمضيت عمري مدمنا يتأملُ

انظر إليّ لعل وجهي جامدٌ ولعل قلبي ميت مخنوقا
انظر إلي فهذا نعي أصابعي واللفظ يخرج من فمي محروقا
انظر إلى وجهي أعينا كاذبٍ؟ أفلا تراني خائفا وغريقا؟

اليوم تلعنني الحياة جميعها وتشيح في وجهي بكل قيودي
اليوم تلعنني الحياة لأنني كَلِفٌ بها.. متجاوزٌ لحدودي
اليوم تلعنني الحياة لغلظتي فتدوسني بخشونتي وورودي

الآن أغسل خوذتي وثيابي وأحلّ عن جسد الجواد ركابي
الآن أنزل جدولا متجمدا.. وحدي، وأمسك في الظلام كتابي
الآن أغطس كي تثور قواقعي والملح يكسو خوذتي وشبابي

أمضيت ما أمضيت.. عمري لي فدا ولوانني كنت الذي أفديهِ
وكأنه.. جرمي الذي أجرمته وكأنه.. أسفي الذي أبديهِ
أمضيت عمري كوكبا متشردا لم يدر نجمٌ بالذي يخفيهِ

أنا لست أندم ثَمَّ شيءٌ أعمقُ شيء يمر بجثتي فتخفقُ
أنا لست أندم.. كل شيء كان لي وكل شيء كان عندي يُخْنَقُ
أنا لست أندم.. ما ندمت على هوى ولكل أخطائي أنا.. أتشوقُ!
----------
من بعدكِ..
لا أكتب الشعر إلا لماما
من بعدكِ..
لا أستطيب القوافي، ولا أستلذ الكلاما
من بعدكِ..
صار ما ينطق العاشقون.. نباحا
وكل الذي أنشد الشعراء.. ظلاما
من بعدكِ..
ليس للحزن معنى
أبحر الشعر تودي إلى الهاوية
كتبٌ بالية
لفظة الحب غامضةٌ..
ومشاعره جزرٌ خابية
أيها الحب.. أيتها القارة الخافية..
من بعدكِ..
أصبح الشعر ترفا..
مجرد لغة نابية..
----------------------
العالم الذي يمر في ضعافه مرور بلطة في الرقبة
ويركل الجثث..
ويشعل المخيمات والحدائق
العالم الذي يبكي على خوائه الشاهق..
هذا العالم يخبو
وتومض موجة بعيدة عاتية
كل فصل كان قبله فصول..
وكل موسم كان قبله احتضار
----------------------
ماذا أجمل؟
من رشفة شاي دافئة
في شهر ديسمبر، في عطلة يوم الجمعة
في شمس ساطعة خلسة
في نادٍ نيليٍّ هاديء؟
ماذا أجمل؟
من دعوة سيدة تمسح عتبات البيت
ماذا أجمل؟
من وجه يبتسم لأفكارك
ماذا أجمل؟
من حضن طفليٍّ ساحر
ماذا أجمل؟
من روح يعتمد عليك..
---------------
انهض من موتك
هذا بعثك
انهض من موتك هذا نور الله بصدرك
هذا اسمك قد نوديت به
هذا رسمك.. هذا لحمك
هذا دمك المهدر في الأرض وهذا اسمك
فانهض من موتك
ولتبعث في الجسد الأعلى
ولترشف نور الأبدية

محرقة المبدعين

لا أريد أن أبكي رفاق الطريق الذين سقطوا في محرقة بني سويف، لا أريد أن أنعي شباب المبدعين ولا فناني الأقاليم المظاليم، لا أريد رثاء تيار المسرح الحر الذي فقد بعض أهم رموزه ولا حركة النقد المسرحية الحديثة التي قدمت أكثر من شهيد.. لست حزينا ولكني غاضب، ولهذا لن أبكي بل سأحدد العدو القاتل وسوف أوجه اليه ما في خزنة رشاشي من طلقات..

بداية أنا لا أفرق بين من ماتوا في محرقة بني سويف ومن ماتوا في حريق قطار الصعيد من قبل، كلهم بشر لا ذنب لهم في هذه الدولة المنحطة الا الفقر!

لو كانوا أغنياء لتمتعوا بامتيازات الدرجة الأولى سواء في القطار أو في المسرح، ولكنهم فقراء ولهذا احترقوا وماتوا وهم يتعذبون، لم تؤمّن حياتهم ولم تسعفهم المطافيء ولا الاسعاف ولم تحن عليهم الأدوية والمراهم لأنهم فقراء، تراكمت المهازل المأساوية عليهم لأنهم لا سند لهم، واليكم الحكاية..

عرض مسرحي فقير في قاعة الفنون التشكيلية بقصر ثقافة بني سويف، الجميع فقراء، شباب فرقة الفيوم الذين يقدمون العرض في مهرجان نوادي المسرح، أعضاء لجنة التحكيم القاهريون، طلاب الفنون وفنانو الأقاليم القادمون لمتابعة عرض جاد مأخوذ عن نص قصة حديقة الحيوان لادوارد البي، أهالي بني سويف، موظفو القصر.. الجميع يشتركون في سمتين اثنتين: الفقر، ومحبة الابداع الزاهد في الربح..

شمعة تسقط فيحترق المكان كله، وبسبب الغياب شبه الكلي للدولة في الأقاليم –الا من الأمن المركزي طبعا- فقد لقي البشر موتا أقل من موت البهائم، ولم لا وهم –ونحن منهم- نعيش معيشة البهائم وأقل..

المهرجان "تحت رعاية" رئيس هيئة قصور الثقافة ومحافظ بني سويف، ومع ذلك فلا رعاية من أي نوع، أموال الدولة تتدفق على كبار موظفي هذه الهيئة –كالعادة- بينما مبدعوها يعيشون على الفتات، أرواح البشر مهدرة بسبب عقود من الفساد والاهمال والتمييز الطبقي السافر، ولهذا فقد سقطت الشمعة على بنزين الدولة الظالمة فاحترق الجميع..

لا طفايات، كابل التكييف عار، أنبوبة بوتاجاز، عربة اطفاء بعد 45 دقيقة بلا ماء! ثم عربة أخرى بعدها بعشر دقائق يأمر ضابطها جندي الاستكشاف بدخول المحرقة دون وجود مساعد له فيدخل ليحترق، عربتا اسعاف بعد 50 دقيقة تسعان 4 مصابين فقط وعلى الأرض حوالي 70 جثة بين محترق ميت ومحترق يحتضر، كيس واحد تتم فيه تعبئة الجثة لتلقى على أرضية السيارة ثم يعود الكيس الفارغ للتعبئة! محترقون يذهبون للمستشفى العام بالميكروباص! المستشفى فيه طبيبان أحدهما طبيب أسنان، لا مراهم تكفي، مشرحة ليس بها ثلاجة، فتيات محترقات لم يلمسهن أحد لأسباب غير مفهومة، شجار على من سيفتح خزينة الدواء المخدر متحملا المسئولية، الأهالي يشكون فيضربهم الأمن المركزي الذي يحاصر المستشفى (يومين قبل انتخابات الرئاسة)، فجأة الملاءات النظيفة تظهر والدواء كذلك، المحترقون ينقلون لمكان أنظف قليلا.. ما السر؟؟ آه .. انه وزير الصحة بصحبته الموكب الشهير! أحد الأهالي يستصرخه: لا دواء بالداخل ولا رعاية، الوزير يزجره: أنت كاذب! المحترقون ينتقلون للقاهرة ليجرعوا كأسا مريرة أخرى، أهالي يستلمون جثة خطأ!.. الى آخره من عبث أسود لا معنى له الا أنه ليس هذا وطنا للفقير..

ولنتأمل الأمر من زاوية عكسية.. شمعة تسقط في قاعة مشمولة برعاية الدولة بحق ترتادها الطبقة الحاكمة وكبار المستثمرين، أولا سيطلع للمخرج الشاب مسئول الأمن ليمنعه من استخدامها الا بعد التأكد من اشتراطات الأمان، صفارة الحريق جاهزة (غالبا)، الطفايات ملأى وجاهزة (غالبا)، المطافيء والاسعاف على تليفون، واذا حدث أن وقعت مأساة عاجلة -وهو شيء ممكن جدا حتى في هذه الأوساط لما وصلت اليه دولتنا المنحطة من انهيار كلي- فسوف تتم معالجة الأمر في المستشفى المتميز وبدواء متميز وبقرار سفر عاجل، الميتون والمصابون سيستحقون المعاش الاستثنائي والتعويض السريع والقيم، النجوم سيضعون النظارات السوداء وسيبكون أمام الكاميرات في المستشفى، وقد يصل الأمر الى اقالة وزير، وبالتأكيد سوف نلمح طابورا من الشخصيات المرموقة يبكي ويواسي ويعد بتجاوز احتمالات مثل هذه الكارثة مستقبلا..

لقد اندلعت شرارة الغضب في أوساط الفنانين المظلومين من هذا النظام ككل، فهبت حركة كتاب وأدباء وفنانون من أجل التغيير ثائرة وتكونت حركة 5 سبتمبر للمطالبة معها بمحاكمة المسئولين والتعويض الكريم لأهالي الضحايا، وقفات احتجاجية متكررة، وزير الثقافة يناور باستقالة يرفضها رئيس الجمهورية بعد أن وقع المئات من مثقفي السلطة عريضة الدفاع عن الوزير، النقابات الفنية تغط في نوم غريب، الانتهازيون يصنعون من موت وعذاب رفاقنا "سبوبة" مستقبلية ميممين وجوههم صوب الدعم الأجنبي "لمؤسسات المجتمع المدني"، اهانة للأهالي على أيدي المسئولين، استيعاب غضبة طلاب الأكاديمية بواسطة جنرالات الثقافة، الايقاع بين الجميع حفاظا على الكراسي..

ماذا نفعل الآن؟ لماذا لا يجيبوننا الى أبسط المطالب وهو معاملتهم كشهداء ومصابي حرب قانونا؟ لماذا لا يحاكمون كبار المسئولين؟ لماذا يحفرون قبورنا بدم بارد؟ لماذا يهينوننا؟

ليس للفقير وطن.. ليس للفقير حرمة في عيشه ومماته، ليس له كرامة ولا أمان، ولهذا ليس للفقير الآن الا الثورة..

سبتمبر 2005

اطلع بقى!

اطلع بقى
كل الطرق مبدورة طوب وموحلة
مبدورة طوب وموحلة
ومكحلة بلون الغضب ومعصّبة
متكحلة ومعصّبة
وحداد طويل
موسم عويل
وفصول بكا مترتبة
الحزن آخره فين بقى؟
سرداب شقا
وأوضة ضلما و ألف باب
حيطان وهوة وقطة سودا وألف سلم مكسورين
اطلع بقى برة البكا.. برة الأنين
اطلع بقى من كل شيء
اطلع بقى
اطلع بقى
كل الحاجات مش محتاجات الا الحريق
اطلع بقى
اطلع بقى من كل شيء
نفسك زفير الموت وريقك جف واتلف البدن جوة الكفن بدري وقالوا ما تيسر م الجناز والتعويذات
اطلع بقى
اطلع بقى من كل شيء
شفتك رموك جوة التابوت وكأنهم في المنور الموبوء بيرموا كيس ورق
اطلع بقى من كل شيء
حكيت بجسمك-جثتك كل الطوابق وانت نازل من جحيم لجحيم حياة
مالك بتبرق زي لحظة موت فريدة؟
وبتنتفض تحت الجريدة ليه بقى؟؟
اطلع بقى من كل شيء
اطلع بقى!
اطلع بقى!!

لحظة غضب يولدها جسمك م الحروق.. تطلع بنا
الكون عليك حق وحقيق
وماعادش الا رعشة الموت الأخيرة

كأنها نهاية التاريخ

كأنها نهاية التاريخ
الظلم كسبان..
رغم المقاومة والانتفاض..
والدم والطوب والولاد..
هدد البيوت أعلى
موت الصبايا والحداد..
أعلى وأعلى

كأنها نهاية نفق
الدنيا سد
ما حد يسأل ف حد
وكأننا ولا عمرنا كنا بشر

كأنها نهاية حياة
صحرا بلا منتهى
عتمة وتوهة
ضيقة ما ليها فرج
متاهة ملهاش باب
ودروب سحيقة
أبواب.. جنون خلفها
وابواب حريقة

كأنها نهاية وجود
عالم بينقص
زي الغزير ما بينتهي
والعمر.. يخلص
بس الأكادة الغريبة..
ان النهاية بتشبه البدايات
من وسط دخانها الغميق.. بتتولد خلجات
وبيرتعش ضي الحياة تاني
تتنور السكك الضلام
ويشع شيء تاني
الدم يكسب
والولاد تضرب
والطوب يشيل الخوف بجدوره م الأفئدة
الظلم يرجع خطوتين للخلف
وما يعجبهشي كده
ينقضّ من تاني..
بصاروخ، بهدّ البيوت، أو بموت الصبايا.. أو.. أو..
لكننا بنعدي م السور الزلط
زي الوليد بيشق دربه للضيا والهوا
بنعدي حتى من جدار الغلط
نوصل لبرّ.. لحاجة مش ممكنة
من لحظة واحدة كان محال..
أصبح حقيقة
أضحك واقول..
أقول بملو الفم.. اقول بصريخ:
لا هي دي نهاية التاريخ
ولا هو آخر النفق
ولا ختام الوجود بايديكي يا صواريخ
أرجع أحب
واحلم واعيش
واحضن حياتي.. وانتظر بكرة

فرحة نهار

أنا جيت الدنيا ناري
جوة بركة دم عايم
كنت حافي وكنت عاري
حسّي عالي ولسه صايم
أكلوني ولبسوني وكتفوني بالملاية
كلموني وعلموني وحطوا ايدي ع الهجاية
وامّا جم يستأنسوني
قمت عمت بدون علام
واندفعت بدون حزام
واللجام سفيته سفّا
واشترعت الكون ده سيفا
روحي فوضى بالكلام
والله لو مليون ملاية
والله لو بليون لجام
الحياة ملكوت غنايا
والغنا شرع الحضور
والله لو أتبقى نبقة جوة قصر بألف سور
حرمي نبقي للعيال الفرحانين
يالله دوقوا الفوضى مني
غصب عن عين الجنايني.. والعساكر والكلاب
نفسي الف الكون بحاله
وابقى موجة في البحار
ولا هوجة من غبار
وانتشر زي الاشاعة
وارتحل زي اللهيب
واندفع جوة الحصار
وارمي ثوبي للصغار
يالله دوقوا فوضى موتي
غصب عن عين الحانوتي
والعساكر والشرار
يا حلاوة يا حلاوة يا حلاوة ع النهار

Monday, September 04, 2006

مدد ياحسين



يا سيدي يا حسين بنزف أنا ف كربلاء
ما بين جيشين اثنين وملوك عرب.. أعداء
ماسك سلاحي لكين.. صابني الكلأ والماء
قول للشفيع الزين ان الجميع شهداء
حتى البلح في نخيله كافح جيوش الأعادي
ولا شيء بيشفي غليله طول ما ف جريده الحدادي
هو السلاح وصليله.. لحن الكفاح في البوادي