Monday, December 30, 2013

في اللحظة الأخيرة


 في اللحظة الأخيرة سوف ينقذني
في لحظة مجهولة حاسمة
سينتشل النور من ظلمتي
يرش ترابي بماء نظيف
وينفخ فى صورتي.. نفساً صافيا

معي دائما
لا يدير بهاءه عني
لا يغلق النافذة ...

وكلما ابتعدت مهد لي سكتي
وكلما رجعت أفسح لي حيزا
لأغفو في أمنٍ وشبع
لم يتقاض المقابل قط
لم يسلني الثمن

قال في نطفتي وتجلى
وأوحى إليّ الطريقين
ألهمني قاربي وسلاحي
وأجرى بقلبي كلاماً عليّا
ضعت مني كثيراً
لم أضع منه يوما
(شغلني الجهادُ عن الذكر)
و امتصني البحر
أربكتني الجزر المتشابهة
أجهدتني فلول القراصنة
انجذبت إلى عرائس البحر
قروشهن صارعت
ودرافيل حرّة صادقت
(احتقرت الفقمة حتى أن رأيتها
مذهولة تنزف بين فكين رهيبين)
اصطدت أسماكاً شديدة الغرابة
عرفت السام منها بالسليقة
من الذي..؟
هو الذي..
أشار فاستمعت
يلمح دائما ولا يصرح
صبره عبقريّ
يتابعني فى جميع مغامراتي الشائكات
يبصرني في العمق
في أول بذرتى
هو يعرفني
يزن ضميرى بكفة
وغروري بأخرى
يهيء لي أن أخف الحمولة
لينقذني من غرق

نعم
هو ينقذني دائما
يعدّني لغامضِ الوله
يغزلني في مهمة مجهولة
يومض لي عبر هذي النجوم
فأضرب فى الموج والليل
حتى أرى الفجر واليابسة
و قبل كل رسالة منه أبكي
أطرد كل شروري الصغيرة
فيبتسم البدر لي
و أنصت للكروان طويلا
------------------

Wednesday, December 25, 2013

موال وحيد

موال وحيد

التمر واد حيلة ومتشعبط عشم ومحبة دايمة في جريده
وكل مرء رِجال يقول مرحب بكوم من لحم يتعلق فى جِيده
جينا الحياة شايلينا شيل على الكفوف.. عهد وأمانة
والشخص منا معاه شيطانه.. يا يبقى عبده.. يا يبقى سِيده

Tuesday, December 24, 2013

باب العناية

باب العناية

(( غرفة عناية مركزة لها صوت وهي ساكتة هس
وبيبان لطرقة ف ضَهر طرقة وباب طواريء..
ياخدك من اللحظة ويرميك هيلا بيلا ف أمس
تسرح فى غابة ذكريات تهجم عليك بألف وش..
وبألف ريحة.. ولون.. وحِس ))

لباب العناية الغشيم الحجر
لبلطو الدكاترة الملايكة
لضحكة ممرض جدع..
وسيستر قمر
لأيمن وهالة وفاطمة وسمر
لصبر الأطبا
وحنيّة العيانين على بعض
لأعظم مقاومة في وش الخطر
لرحمة وحكمة وشر وديون
وصاحب بيظهر في وقت القدر
وصاحب بيخفى
وصاحب بيعمل كأنه ظهَر
وناس تتحدفلك بطوق النجاة
وخير كنت عامله ورميته فى بحر الحياة..
تلاقيه.. بشر
ومحنة تعدي فى رحاها.. ولا تنعصر

لنقطة من الجرح..
في الدم شوفة..
وعالم.. حكاية
مفيش قصة تشبه حكاية مريض
مفيش ضيق نفس زي اخوه
وبتعدي..
كله بوسيلة ورواية..
يعدي..
يدوس الجديد عالقديم.. من جديد
ده يدبل وده يبكّ دم وشباب
ده يغرز في لحم اللي فات..
ده.. يتوه
وينصب قديم الكمين لتهور جديد لسه خام..
وتفرم ضروسه العتاقي العضام الطرية
وبتعدي..
من ميّت.. الحي يصرخ حياته العصيّة
وموت يتولد في الوليد..
واختناق الجنين والمنازعة
وحمى النفاس عاليمين
عالشمال.. قيصرية
وآخر فصول النهاية..
بداية
لروح رفرفت في حياتها البهية
لراس فرخ تنطح في بيضة
ونملة بتحزق في نملة
ونحلة تموت في العسل..
تضحية!

لجري الوحوش فى عروقنا
وحب السبق
عصير الحياة في غميق الخلايا
لآهة تصارع ما بين انكسارك وعزمك
لطيف المقاتل يلازمك
لطاقة ميلاد جوة جسمك
لأروع ندا في حنايا الوجود..
في وش الألم والضياع والعدم:
صباح التحدي

صباح الأمل

اختار ما بين

اختار ما بين

ما بين ضلوعك طير وبوصلة وسيف وحارس
وحبر سري في ملحمة بين خاتمتين
يا بِرْكة ينشف ميّها والرمل كابس
أو نهر بيشق الرمال.. اختار ما بين

ألذّ شيء إنك تكون قد الخطر
ترقدله قبل ما يرصدك
وتصيده قبل ما يهبشك
تكسَر عينيه بقوة عينيك
وتكبّله بصنعة إيديك
بالمفهومية وبالرضا.. والشرط دعوة والديك..
تهتُّه وتكلبش مخالبه والنياب
وتحاصره قبل ما يبقى سجنك
يوم بعد يوم يثقل فولاذك والمعارك تعجنك
يتزفّ قلبك عالشجاعة، ويندفن في الأمس جُبْنك
تشِفّ روحك للحقيقي من الخطر
لا صيت يخضّك بعدها
ولا ياخدك الشيء السراب

ما تسعالوش، إسعى في طريقك وافتكر..
فين منبعك.. وميتك حتصب فين
وان جه في طريقك يبقى أهلا بالخطر
لو فاكره مُرّ.. الخوف أمرّ
ومذلتك سم في عسل إسمه النجاة
ما تموتش ميت عالحياة
ما تعيشّي حاير بين بينين
مهما تطول الملحمة..
مسك الختام.. آخر بيتين
وفي الأخيرة المرء ضربة تلخّصه.. مش ضربتين
افتح مسامك للوجود
وبقلب يشغي بمية بتشق الحجر
وفي منجم العزم الدفين
إوصل لآخر معدنك
عروق حديد وعروق دهب
هات العصب من الشغت
ساهل مشبّك في الصعيب
وانصب له فخ من اللهيب
ساعتها بس حتبقى أخطر مالخطر
وحتملكه.. وتستأنسه..
تخاويه.. ويعمل لك حساب
يكبر في ضلك.. نِفْسه ياكلك بس فين..؟!
مش لاقي ثغرة تطمعه
ولا رعشة فيك تفتح له باب

آدي الخطر..
وآدي المعادلة
إديه أمان.. ومعاه حذر
وصاحبه بس بنص عين
وفّيه احترامه بدون مذلة
ده الوحش ما يطيقش المجاملة
والجبن.. ما يصدِّش قدر

ما بين ضلوعك طير وبوصلة وسيف وحارس
وحبر سري في ملحمة بين خاتمتين
يا بركة ينشف ميّها والرمل كابس
أو نهر بيشق الرمال.. اختار ما بين

Thursday, December 19, 2013

فرح سماوي

فرح سماوي

بيقولك الشهداء فرح.. شادر سماوي.. بحبحة
خام الكرم حواليك مراكب
تغطس تمدد تتكيء بختك يا عم تنول مقام فوق المراتب
واحد من المعازيم في حضرة ما تنتهيش الذكر شارخ في الوجود
عدا حدود السلطنة واللعلعة والشعشعة
بختك يا سِيد!
فرح بيضوي في كل شتلة وخن مجاني الكهارب
أهل الفرح هم النجوم طول الفرح بيخدموا ويغردوا -ومن القرار- تغريدة أمن وأريحية...

ييجي جوابها من بعيد
ولا في الخيال
تسبيحة عدت الابتهال
ييجي كم دشيليون نقشبندي خد عذوبة وأبهة
إشي سرب عباسط يطوف
وسرب رفعت..شوف..
جميع من غنى ربه في أي ملة
دي غنوته وده ربها
بختك يا عم! تلاقي روحك في الكوال
هات يا ابتهال
هات يا مواكب
مسا وتحية من الكواكب
للعبقرية في الشهادة وفي الجمال
شفت الفرح ده قد ايه؟
شفت الجمال؟

مدد يا مصر

مدد يا مصر
في أي شرع؟ في أي دين؟؟
يا أخو البنات.. يا أبو البنين
تمشي البنية في غابة طين
خنازير شمال.. وضباع يمين
ده يرمي كتف، وده إيدين
وينجسوا توب الفتى
-قبل الفتاة- يا مؤمنين!
ويدنسوا شرف الحياة
ويلوموا بنتك عالأنين!...

عالظلم ساكت.. تبقى إيه؟
وبدون كرامة.. تبقى مين؟؟

يا ولاد بلدنا يا سامعين
النخوة فين؟ النخوة فين؟؟
يا اهل البلد.. مدد يا مصر
يا أوليا.. يا محاربين
عاوزينها تنضف مالبلا
والأوّلة.. عالسافلين
حطوا الدراع ويا الدراع
ويالله بينا أجمعين
الموت لأنطاع الحياة
"المَوْتُ للمتحرشين

Wednesday, December 18, 2013

كابوس جميل!

كابوس جميل!

من ارض ماعت نبتتي
فرعت في الارض الوسيعة من بشر مش حاكمين
أبونا آدم بالخطية وأمنا حوا العصية وعيلين
فاعل غشيم منقوع مظالم والضعيف مفعول به غدر
نايم بهلفط سخن.. حمى .. شفت قصر وقبر
وناس بتقطع الطريق على بعضها
بيصوتوا زي الولايا ان راح عيالها تحت قطر
وسرب بوم مبرقين
وهجمة الوطاويط لها رهبة ونفور
وكل ما تكحل احس بكرشة النفس الأخير
والقصر والقبر اتملوا بالناس
صراخ تقولش يوم القيامة!
وولولة وزعقة نفير
تطفح الطفل الرضيع حليب رضاعه
وشفت كائن لونه زيتي
مارد هلامي بصلي فجأة وهددني بصباعه
شاور على قوتي وبيتي
وطلق عليا ناس همج وناس رعاع
حاولت أطير قبل المقدر
وحاشتني نخوة ماشفتهاش عمري في كابوس
صرخت خايف والغرض قتل الهلع
الله اكبر
مالشمخ صح الصوت طلع
ولقيتني مطمن شجاع
في ايد فانوس
والتانية قابضة سيف طويل ييجي مية ذراع
وزي ما اللبلاب بيحبي عالفروع
يتشعلق الدم الغميق ويزيد لزوجة
فجأة التفت في وش جحفل من ديابة
وماسورة ضاربة بالضباع
الجوز أعادي لبعض والعبد انحصر بين الجيشين
قاتلت قد ما قدر المولى في كثرة ما تنتهيش
اتكالبوا كل النهاشين
الكون بيطلع منه جلده
وجلدي متمزع ما بين الجانبين
وشفت موتي كان وشيك
وصرخت مالمعاميع: مدد
ولقيتني مرمي عالرصيف
وسط البلد معجون في ناصية صغيرة
مطرح ما مات شباب كثير
مسحوا في قميصي دمهم
لقيت جنازة من عمر مكرم بتضوي
وبنات تشيل الطين وتدعي عالطبيب في المشرحة
بهمس باخر ما تيسر ماللي حافظه
وبكل غل رسمت دايرة في التراب
وجيت أموت حسيت بلمسة مفرحة
واتغير المنظر كأني من الكابوس عديت لرؤيا
شب القرنفل وانتشى النعناع ما بين أنفي وعينيا
شبه المقام طالع بنوره من الغضب
وبفرحته مقبل عليا
مسحت بطن كفوفي عالشيء العلي
غمضت عيني وابتسامتي بالرضا ملت المكان
وشفت شوفة تستحق
وعرفت راسي بعد طول التوهة من رجليا

حصل إيه؟



 حصل إيه جديد؟
مش كنت قطَّعت الصور
وحرقت أطرافها؟
مش انت برضه اللى نويت..
ومسكت في شراعها وشرفها؟
معلش.. قوم..
وعالعموم..
البحر قادر.. و انت أدرى ...

والمركبة.. أدرى بظروفها
--------------
جدف على قدك.. ما تستعجلش مجدافها
خليك صريح ويا العواصف مرة
بطل شرود في المستحيل من الجزر
وفي روح قديم ساكن فى أصدافها
---------------
البوصلة قلبك..
والشرط إنه يكون مصاحبك
اعزل ما بينه وبين وساوسك..
زي الوليد قبل الأوان
الشر فيك.. ما يخوفكش
اعتبره ديب ربيته عندك من زمان
حابسه في مكان.. ما يعرفوش غيرك
بتروح تشقّر من بعيد لبعيد
مستعبده بكرمك وخيرك
ما يخرجوش من محبسُه.. إلا الشديد
------------
خش المفاوضة مع الوجود
قبل المساومة مع البشر
صبرك سفيرك
هو اللي حيقود الفريق,, اديه مساحة يجيب رجالُه مش رجالك
الحِلم والضحكة البشوشة والتواضع والإيثار
بلعتهم ما بلعتهمش الصبر شارط
ودول خصالُه.. مش خصالك
آخرك يكونلك وسطهم مندوب حبيبك
خلليه ضميرك
تفضل عيونه مفتّحة وما يتحشرش
إلا إذا شاط الطبيخ والرز عجِّن
ساعتها بس استقبله واشرط عليه
يحكي الحاجات اللي بعينيه شافها
وما يبالغش
الصبر شاطر بس بطؤه مضيّعُه
وصوته هادي ان كنت ناوي حتسمعه
جرب وشوف.. وما تكابرش
اديله نقطة وقوله هاتها
وسيبه يرسم خطته
ويمد أطرافها
حيقيس كثير.. ويقص قصة ما تتفهمش
مالكش دعوة دي حتته
وأكل عيشه وصنعته
إديله كامل فرصته
وخط أحمر.. قوله ده على جثته
ساعتها بس تفض وفده ولجنته
وتطلع الديب اللي طالت حبسته
وهي وظروفها
يا كسبت دنيا تقدّرك
يا خلصت مالدنيا وقرفها
---------------
سجل شرورك.. كل ما تكشفها
سيب الخطايا تكسفك..
علّم عليها.. لحد ما تكسفها
مانتاش ملاك ولا شيطان ولا حجر
ولا نسخة طبق الأصل من مليار شبه
الفيلم فيلمك.. انت حر في كل مشهد
اكتب وقطع.. عيد وراجع.. إبتكر
حتلاقي نفسك حر أيوة.. لكن مقيَّد
حتتصدم.. وتخش حرب مع القيود
حتاخدها عافية وتنكسر
والضرب يقلش
وبعد مدة.. حتكتشف إنك بتنطح في الحديد
مش في اللي كلبش
وان اللي طبّخ حبستك
لا بيقصدك ولا يعرفك
مخلوق جاروف في آلة طرشة كان بيكبش
وانت اتخلقت في سكته
من غير ما تقصد
يزغر حديده لقبضته
والقصد تبعد
ومرة واحدة يقوم عليك بالغدر خابط
يدوس عليك علشان يكمل سكته
مايقصدكش.. ما يعرفكش
وبعد ثانية ما يذكركش
زي اللي عايش مع طبق والأكل حلو مجرّي ريقُه
دبانة شاردة حظها جابها في طريقُه
حيهشها ويعمل رحيم
في الثانية برضه يهشها ويقول لها
أستغفر الله العظيم
الثالثة ثابتة اداها حكم ومهما يحصل
إعدام.. لكن بيهشها علشان مكسل
والأكل ساحبه في لذته
لف المجلة كأنه جندي في وحدته
عمّر سلاحه بطلقته
راصد عدوه ومستعد يموّته
ركز عليها ما جاتش تاني ناحيته
القتل صحيت شهوته
هو اللي قام مشدود لها
ده الفيلم.. وانت بدون ما تدرى بس تصفى من حمولها وكدبها..
عارف بقيته!

Tuesday, December 10, 2013

آسفين يا مصر



 آسفين يا مصر
كان قصدنا نزق العجل ونشوف مفرّْ
من بعد غَرْزة طوِّلت في وحول ورمل..
حَضنَّا بعض على التراب
وقمنا قبل ما نندفن
كسّرلنا الباب الشباب
عدينا نهر من العبث
رصينا جسر من الجثث
وفتحنا فى الجرانيت ممرّْ
رحنا لبر.. ما طقناهوش
كتمة وقهر..
ماسكتنالوش
وبمجدافين نخوة وصبر..
خُضنا في دم.. ماشفناهوش
وهات يا ضرب.. وهات يا قبر
يعند معانا كل من سكنك يا قصر!
نناطح الخوف والوحوش
نضرب لكن ما بيخلصوش
يتحولوا.. زي اللي هابطين مالفضا
يتكونوا.. خفافيش هنا وجراد هناك
ويطرشونا هسهسة.. ويبخوا في البدن الفحيح
تسيبلهم أرض وفضا وتنط في البحر الصريح
يتلونوا بزرقة وملح، ومن بقاليل الغرق يشد رجلك أخطبوط آخر نجاسة في سحنته
تاخدك إيديه لرجليه لعين مسخ اللعين شيطاني ترقص غصب عنك رقصته
وتدور في دوامة خدر
تعمل عليك حفلة القروش
والباقي منك بعد سفك وهربدة وذل اغتصاب
يتذاع نبأ.. ويشيع خبر
وتبقى عبرة للجدع قبل الجبان
كرشة نفس تقلب مرارة من صديد المسغبة والاكتئاب
يروح شباب
ييجوا الصحاب..
وبزعقة الخل ّالجريح
حالفين لياخدوا حقهم..
ليروحوا وقتي زيهم
فيروحوا.. وقتي.. بعدهم!
آسفين يا مصر
آسفين صحيح
النوبة دكهه كات قياس..
والسفلي قلّب بدلة الفرح اليتيمة وساب عريس الغفلة يفرح باللباس
وعلى العروسة هجّم الشبح النجس
وخطفها من بين الحضور وكان خفي
وفص ملح وداب وساب طلسم بحبر قوام يطير
(خللي الحساب يوم الحساب.. سلام ترس!)
والنوبة دي هب العريس من غفلته
لقى واد سِفاح ومسخ نازف مالأساس
شبطوا قوام في فانلته
وعلقوا طبلة وجرس
تاووا العروسة من وراه وتهموا القضا وحمى النفاس
لكن تأمل.. شوف أمامك واحترس
شوف مش بصر.. شوف من مسامك، حس باللي بيتولد..
ممن أوانه يكون أنينه قصاص أليم
وبعد نفخة وفشخة يسقط بين إيديك
دبانة زنانة وعيانة وحامت جوة خلقك ما عليك
اقبض بإيدك عالنفس
ولو الميوعة في شرعتك تُكنى الضمير ما تلزمك!
اركن هواجسك صف تاني وعد نفسك للغضب
ما تقولش سميتها سماح
وان كات ولد ما تقولش صبر
شم اللي هابب مالعواصف والهزيم
وقوم مكانك يابن مصر وعيش وموت وعيش وقابل ما تيسر من خطر
أو من جلل أو من عظيم
انت لا غيرك من ركامها تفز عاكم دواساتها
وتسوق بنا من فحمها وزيتها وتطلع كالقدر
انت اللي دافع كمبيالاتها وبنيتها من خراب نكستها وانت الميت اللي شد من أصلابه بيتها
انت بعبلك بالمرض بادي بظوافرك بالتلاشي في جتتك
ارجع بقى.. كان موت وراح
ارجع وكافح مش عشانك مش عشانها مش عشان
ارجع وكافح هي دي الآية وتمت.. والبقية في النخيل يوم الميزان
وانت اللي عارف بس جاهل باللي دمك يعرفه
روق يا ابن أمي وسن سنك عالمكان
والله ما يستجري التاريخ يعتب عليك في القارِعة
ولا قوادينه يملسوا بفجر الإعانة ويشتروك
إولد يا حور يا منتقم منك أبوك
حش اللي حايشك شق بالنصل الطريق
ارسم بسيفك سكتك
ما اسمعش كلمة مرحمة في موضع مذلة.. كن وهج خليك جريء
اخطف حكايتك مالزمن قبل ما تحمض طبختك
ما تقولش خلصت قصتك.. ما خلصش إلا العنجهية عالبريء
وصباح رباح عمال يقاوح في الرحم مخنوق وحالف ينبلج
اهجم يا ضي ما كانش حاسب حسبته ملك الملوك
مملوك في ديل مملوك يشمشم جثتك
هات اللي فوق تحتك وهات من عذبوك
كم كنت قلب ابيض.. خلاص!
سجل في آخر صفحة من فصل الرصاص..
إسمك بدمه واحفر السبب المبين
ما تشرحوهشي للعدا
رغم اللي فات واللي جرى
انت الكبير
حتقطع اللي بيكتبوه لذريتك
وتدوّن الدنيا الجديدة عالتابوت
والحي من ميت علاوله وكلها أيام دول
فرسان كروش ما يركبوش من يوم ورايح قوم وطيح وانطر وعزّم عالصهيل يصبح زئير
مدد مدد
سف اللجام وارفس وطير
يا بن البلد يا بن الكفور
عدي الحواجز شق في قلب المدى
وكن خطير
مايسعفكش تعيش فرس
كن صقر جارح كن كتايب من سباع جاعت كثير
التالتة تابتة فطامها ف عامين يا عين
بكرة يا مصري حفكرك
ايه يعني آسف مرتين؟
ازاي حنعرف فين يودي لفين منين..
من غير ما تتمرمغ جباهنا بسعيها؟
إمسك يا واد شومة أبوك واركع قصاد قبر الجدود
إديني لما أنصبك مجدع فتوة
وأطهرك بعد الدنس نابت وملح ومية حلوة
دي كل كبوة ما تكسرك..
تملاك بنخوة
قوم خد مصيرك خد كتابك هات ميزانك محضرك
واكتب لوحدك ملحمة تبدا بغزل
وتنبني بست الخصال قبل المحبة والعمل
إسمع وقول ويايا.. قوة.. ثم قوة ثم قوة
ثم اللذائذ كلها وتاجها الأمل
قوة وقوة ثم قوة..
وانت عارف بس جاهل باللي دمك شاربه من أزل الأزل
اصبر على حملك حولين
غمض عينيك.. واسرح وشوف ايه العمل
واعمل حسابك تعمله من غير علام
وان كان جبل راح تنقله على شرط وحدك
صح وغلط مش خلفتك
خليك في حابب من صميمك.. واخطفه
واللي يعاندك في المدق تكومه
وبعضمه حتوسع طريق.. وحترصفه
وانت اللي جاي
وحدك حتعرف سكتك
وحتبقى غير
والكل حيشاور عليك
ويبقى زي

Monday, December 09, 2013

يا حول الله



 يا حول الله على الإنسان يا حول الله
كأنه مركبة كرتون .. فى حوض النيل
كأنه بذرة مدسوسة حملها الطير من الشجرة لشجر تاني
لا كان يقصد يكون مرسال.. ولا تراحيل
كأنه سحابة تتدارى بحياء لما تشوف الشمس..
أو موجة ورا موجة وهات يا جري ده سعيه وده كمده..
وخسرانه في نفس اللفة يوصل له مع التحصيل
كأنه برهة، أو فترة وقوام خلصت
كأنه بطيء بيتزاحم بلا جدوى.. كورد النيل

يا حول الله على الإنسان..
صحيح قبض الرياح..
يوصل.. كأنه ماجاش
يفك في دنيا معكوكة ويعك بلاوي مفكوكة
ويعمل إنه.. إكمنه.. ما شافش السهم لما طاش
بريء أعمى وفي الأجواء وحوش تعوي وأبالسة تغزو أنحاءنا ونواحينا
وأنَّى ولَّى وجهه المرء .. فيه أوباش

هتعمل إيه يا بِنْ آدم في هذا الكون ؟!
تطير لا قوة ولاحول مع الدخنة مع الغبرة ويبقى البخت يابو بخيت..
يارسيت بيك على الغَرْزة ف رمال ناعمة
يا متعلق من العرقوب على صخرة
يا تايه زى جرذانها ما بين الاحراش ؟؟
حتعمل إيه؟
حتصلب طولك المحني؟
حتقبض عالحديد والنار وتضرب غطس في البحر اللي من دخله.. نجي وحده وغيره بلاش؟
حتعمل إيه؟؟
حتحضن جمعك اللي شب من طبعك وتبقوا كثير في وش الرعب؟
حتعرف تقتل الخواف في أجنابك؟
حتاخد تركة مجهولة وتهمة ظلومة بتلطخ كتاف ولدك
ولا انت ولا أبوك قبلك وأجدادك
ولا من شاف ولا من قام لإنجادك
حتعمل إيه؟؟

لوحدك والوجود مفروش خطط غامضة وكلام في السر
وساوس في الودان .. هاجس عليك كابس.. وهم وغم مش مفهوم
حتستسلم؟ لمين تدي وشاح شرفك وسعيك مر؟
ومين من حقه يمسح إسمك المنحوت
ويقطع نسل أولادك؟

حتعمل إيه؟
يا حول الله على الإنسان على بدنه الضعيف داكن
كأنه مات وما حرمش
يهد جبال صحيح لكن
في غمضة عين يقع ساكن
لكن ما يروحش..
ما بيخلصش
يشيل الحمل من فِطرة كأنه رضيع
ويحلم باللي كان حابب لكنه ما طالش
*******

Friday, December 06, 2013

بسمالله قبل الكلام

بسمالله قبل الكلام

بعد السلام عليكم والبقاء لله
مالقيتش حاجة أقولها تبل ريقي المر
عطل اللسان في خجل والعين على مثواه
سهم الله صابني اختشيت، فينا وفين الشعر؟!

الشعر عدا في جثمانه الفصيح.. بلدي
الأنس والحظ توبه، وحرقته اللاسة
شوف العصامي، تدبر من تراب بلدي
لا ف جامعة أو مصلحة.. ولا نخبة محتاسة

الحق هناك! بص شوف.. بس اذكر الأول
صل على المصطفى وامدح لي آل البيت
زاطوا النجوم في سماكي يا مصر عمن اول
واتاخروا زي العيال بيزأططوا في الغيط

وسع يا نجم السما وساع في ريحك اخوك
جاييلكو من حوش قدم عبر المقطم نجم
مطرح ما يسري بيضوي.. حر.. مش مملوك
من كفر إيه الجدع؟ النبتة: كفر ابو نجم

فقير ماليه الوله واليتم طال كعبه
ومن السنين ثمانين واكثر ما سلمشي
يفوت ف صخر وحديد، حيلتهش غير شعبه
وقتن ما تبرك جمالنا.. يفزنا.. نمشي

النجمة فوق زغردت سبحانه من أنشا
والزفة طالعة من الكوكب على الملكوت
راجل صنايعي احتكم على مجمع الإنشا
وقتما شعبه انخرس.. زأر النحيل بالصوت

الله! وبص كمان على سلسلة لاهرام
وادي مصر زادت هرم.. عليت مسلاتها
والنخل زايد جريده، والبلح في الشام..
عزا كروم العرب.. ما عزا ساداتها

Tuesday, November 19, 2013

أستاذ حمام

أستاذ حمام
(شاب عاش يناير ومالحقش يونيو)

أستاذ حمام
لكن تاريخ
بدي ابتدائي
واخُد فسيخ
بكتب قصص
ما بتتنشرش
وبحب بت..
ما تتعاشرش
ثلاثين سنة
عمرى الرزيل
جيت مالبلد
طبخ وغسيل
ومن المدينة..
الجامعية
لشقة شِرْك
وعيال رزيَّة
سرقونى مرة
ضربوني مرة
وِفْ كل مرة
ألبس قضية
كان نفسي اكون
ظابط واحارب
وِفْ كشف طبي..
الرب غالب!
أتاريني خردة
لكن شباب
زعلت حبة
وجت آداب
عربي.. انجليزي
ولا كلاسييك؟
تاريخ تاريخ
إدَّن يا ديك
ساعات أصلي
ساعات أفكر
وِفْ ثالثة جامعة
بقيت أكركر
إديتها جوزة
ويا الفراعنة
وسرحت ياما
فِ مْلوك بلدنا
خلَّصْت رابعة
والحاج مات
والحاجة بعدُه
ومليش خالات
حبيت حبيبتي
حبي الكبير
هاجْرِتْ لكندا..
زوجة أمير!
سكِرْت طينة
وبقيت شبح
وفقت فجأة
حالي انصلح
وبقيت مدرس
بدي ابتدائي
تاريخ فراعنة
في حي راقي
وارجع أبات..
إمبابة فين؟
أنا بعدها..
بمحطتين
ساكن في أوضة
عليها قفل
بحلم بزوجة..
وبيت.. وطفل
-----------
الثورة قامت
مشيت معاها
أمة بتحلم
على عَماها
ارحل وسيبنا
ومش حنمشي
انت اللي تمشي
واحنا ونصيبنا
وِفْ مرة نايم
وفي الميدان
طلع لي أحمس
وقال بيان
رَطَن بلَغْوَة
ما ذاكرتهاش!
ثم اختفى..
في طريق كِباش
صحيت لقيت..
هاجمين علينا
هكسوس أهم!
وميداننا سينا
حاولت أجري
صِعْبِتْ عليا..
نفسي الذليلة
روحي الأبية
مسكت طوبة
ويا اللي مسكوا
احنا اتماسِكْنا
وهم فكُّوا
وجيت أريَّح
ظهر لي طيفُه
مولايْ تحتمس
وِفْ إيده سيفه
حاولت ارحَّب
إتحاش كلامي
قال لي اللي فيها
وقال أسامي!
ولقيته طاير
بالقرب مني
وسابني حاير
علشان.. صدمني!
قال اللي قالُه
مصري وعربي
وساب خياله
يحط جنبي
صحيت بشُرّ
عرق وحيرة
معقولة فينا
السوس كثيرة؟!
حيخونوا مين؟
ويصاحبوا مين؟
مين ماليسار؟!
فين في اليمين؟؟
-----------
الباقي كله
معروف لكله
وكله شارك
وشربها كله
الطبخة وسخة
آخر نجاسة
والحلو ليهم
وفي الخباثة
عملت غلطة
واثنين وعشرة
شلنا سُمُوُّه
أتاريها قشرة!
سيبنا الميدان
رحنا الطابور
كانت نعم..
أول خابور!
عمال بلدنا
طلعت تطالب
عَمَلْت قُمْع
وبلاش مطالب
وفتحت وِدْني
لولود أفاعي
دسُّوا فْ دماغي
غنيت سماعي..
وبمخ جلة
هتفت مرة:
إنتاج يا عجلة..
وكفاية ثورة!
-----------
أيام تمر
وشهور تعدي
لا الحلم هو
ولا هي بلدي
كبْرِت معايا
وبدأت أقرا
واكتب كمان
هتافاتي خِطْرة
أخدت علقة
ببوز بيادة
وبُلَغ مشايخ
بقوا في القيادة
شهور طويلة
بقى دمي سِمّ
لا فْ إيدى حيلة
لا فْ قلبي حلم
كوَّرت نفسي
على أم ذاتي
كرهت شكلي
وسنين حياتى
كان ليه ده كله؟
ما انا كنت ساكت
وكان طموحي
جزمة وجاكِت
كان لازم أقرا؟
واعمل مواطن؟
لا طلت ثورة
ولا جبت فاتن!
بعد الفراعنة
ما عقدوني
طاطيت دماغي
عاللي جابوني
فين احنا منهم؟
إيه اللى صابنا
وازاي حنهزم
هكسوس بلدنا؟
-----------
كاسك يا ريّس
اسم الكريم؟
حسابُه عندي
يا عبْعظيم
------------
مات الكلام
وطب فَوْري
ومات حمام
في البار.. في ظهري!
عمّ القلق
واحتسنا بيه
شفت الورق
ومسكت فيه
أنا أصلي باحث
دايماً مركّز
ومش مباحث
ولا عندي مركز
لاحظت.. بكتب
لقيت.. بشيل
مهم.. تافه
سيء.. جميل
فشلته عندي
من قبل يونيه
ذكرى وعبرة
والدنيا فُنيا!
فاتحة لحمام
لو تسمحولي
لو كنت رابْعة..
ثوري.. فلولي
حيران في يونيه..
وده إسمه إيه؟
ثورة.. انقلاب..
أو دجرديه؟!
في نص فيلمُه..
الشاب طقّ
كان كل حلمه
يحسّ.. فرق!
لا مات شهيد
ولا فاكرُه حد
حتلاقوا زيُّه
كثير بجد
شباب يموت
على خطوتين
لو مات في حلمه
حيعيش لفين؟!
آدي الحكاية
والبركة فيكم
وما دام قريتوا
تسلم عينيكم

Tuesday, November 12, 2013

طب دولا مين ودولا مين؟؟

طب دولا مين ودولا مين؟؟

همج شمال ورعاع يمين
دول يشخروا زي الأفاعي ودول يسبوا السنسفيل والدين
دول يبطحوا روحهم ودول في الشكوى هم السباقين
دول ينطحوا الحِبْلى ودول ياكلوا الجنين
دول يعبدوا الشّيْطان ودول راشقين تمللي في أي سبوبة دنس ورا أي دين!
دول كدابين..
ودولا هم الكدب ذاته
دول يركعوا لعيون عظمته وبرجالاته
ودول لهم بسلامته صاحب له كرامة ولوح وتاج
دول يستلذوا الكهربا وضرب العصا
ودول يناموا لحامل الكرباج..
ويستَحْلوا رجالاته
ودول ودول متفلسفين على ديك أبونا!
دول من زحل ودول بلوتو ومكريين
على اللي جابونا
شريك مخالف ده لده، وده لده
ومضيّقين الكون علينا
-----------------
زعيط معيط.. يأجوج ومأجوج.. حادي بادي
أبناء وطن واحد لكن.. أغراب.. أعادي
دول نسل عقرب دول هجين غربان حدادي
وفي العلن.. شابطين في بعض على العلم
بس الحقيقة في بطنهم
مش كلهم
السر بين مماليك همج وملوك رعاع
بيقطعوا في فروة بلادي
تنتن بلاطُه مقبرة أجيال ورا أجيال وفوقها تل مال
وصولجان تنتون نتن بصَّم عليه بأكل الفسيخ ويا السمين
ياقة قميصه طبَّعت عارُه الوَبال.. من دم مينا واسماعين
تنتون وتنتن سفاحين سايقين جمال
سارحين بدول وبدول في بحر من الخَرَف
ومن الرمال
يطمعوهم بالعلف
ويحِشُّوا نخوتهم علاوله من الجدور
لا البت ترفع عين بشكوى أو شعور
ولا الذكور تصبح رجال
السر مخفي في القصور
في المطبخ الخلفي الوسخ..
مهماً غسلت الريحة فيه..
دايماً زفر هبو الجشع
دايماً زنِخ
ما بين شريعة الاغتصاب وذريعة السلب الوضيع
شهوة وصالهم في التملك
سلاطين همج متمرمغين في اللحم من فجع البطون
حتى الريالة على الحرملك
أمراء رعاع متمرنين
يجرجروك بنشيد وطن
ويبيَّعوك إسمك وأهلك
--------------
دول الملوك مالناحيتين
أما القطيع على الشمال..
زي القطيع على اليمين
دول ممسوكين من تحت باطهم بالحبال
ودول تمللي من بطونهم مشقوطين
كل اللي بينهم الاختلاف
وخلاف بيستولد خلاف
والمشترك.. قولة آمين!
طب دولا مين ما تقول لنا يا عم نجم..
ودولا مين؟؟
--------------------

Tuesday, November 05, 2013

ربما



 ربما كنتُ قاسياً على نفسى قليلا
وربما أكون لنفسي مدللاً.. مفسدا
ربما لم يكن الضوء باهراً أبدا
أنا لا أعرف أي الغصنين أكون أنا..
رجلاً هائماً.. أم ولداً فاسدا!
لا أذكر الآن إلا أن كنت فيما مضى..
أحس حباً جارفاً غامضا
لأشياء غير محددة ربما
لا أريد الآن أن أتحدث عن بهائها..
ولا عن أي شيء من سرابها الفيروز
لكنني لا أستطيع أن أقاوم انجذابي لها
كأنني الطفل إلى النداهة الساحرة
شمس من الستينيات.. وخيمة على سطوح
برامج الإذاعة قبل وبعد المدرسة
نشيد الحرب.. وترانيم فيروز
والقبلة البريئة المباغتة
السينما في الإجازة دائما
ومسدسات غالية في فاترينة اللعب
وقبل كل ذلك الحلو كان الأحلى..
رؤية الغد البعيد عبر شفق الإسكندرية
-------------------
ربما أكون قد قذفت بنفسي فى اتجاهات مظلمة
منذ أول الأيام أحب توأماً.. هو الخطر
كنت أكره الاستماع لكلا كلما..
شئت أفتح باباً أو أي شيء مغلقا
وكان العهد من أول المغامرات الرهيبة..
ألا أكون مطلقاً مطلقا..
طفلاً تافهاً ينمو في الهامش
يسمنه الخوف ويوهنه الحذر
--------------
مرت السنوات فأصبحت الدنيا ملونة
واجتزت أفق البلوغ في العاصمة
بدلت شفقي القديم بنجمة سرية
نمَتْ معي كأنها صبية جنية
نامت معي عقوداً فكان لنا..
قمر عقيقيٌّ قادني للجنون
---------------
ربما أكون قد بالغت في تطرفي
والقسوة التي عاملت بها مسامي
انحرفت بجسمي مثل سائق موتور
أرعن.. فاقداً للشيء الذي يعطيه غالبا
وعلى سيارة مجنزرة مضيت في حقول ألغامي
كنت أعد إجاباتى وألحس الجراح لاهيا
غروراً.. شرساً.. ملائكيّا!
فخوراً بشباب جاهل موفور
أرقب المستقبل في تحد وقح
ولا أعير الغيب انتباهاً.. ربما
اعتمدت على حظي كثيراً.. خانني قلما
لم أندم البتة.. مهما حاق بي
فلا عرفت اليأس كلما وقعت بين شوك وسلك
بل محاولة بعد محاولة بعد كل محاولة فاشلة
هكذا وجدتها.. فخضتها هكذا
------------------
ربما أكون غامقاً بعض الشيء ربما
وربما أكون نادراً كمحارتي المقدسة
ربما أكون راهباً بعض الشيء إنما
ربما أيضاً أكون فى الأساس.. مجرما
لو عدت أيها الزمان مرة أخرى.. تُرى..
أكون وقتها امرءاً هامشياً.. متأقلما؟!
فهل سأرضى أنا حكمها.. أم أموت دونها؟
----------------
بنيت حولي جبلاً من المشاريع الكبرى
حتى وقفت حيالها قزماً إلى أصنام
ملأت جيوبي دائماً بالخطط المعقدة
سيناريو عمري قد كتبته ألف مرة
ودائماً ما كان هناك سهوٌ وارتجال
كانت هناك دائماً نقطة بعيدة
كفنار مطلسم بآخر المحيط
كنت أشعر دائماً أنني أقترب
فيشرق الصباح بالحقيقة الثقيلة
--------------------
كان هناك دائماً صوت ثقيل
صوت رخيم.. عاقل.. ربما!
صوت كئيب.. غاضب.. شامت
يعلق في أعماق البئر دائما
يقول أشياء موحية مقتضبة
يشير ببعض الجمل الصعبة
ويغلظ لي النبرات على حدود تصرفاتي
هذا هو أنا المزعوم يا ترى؟
أنا الذى لم أستطع أن أكونه مطلقا
أنا ذلك المرء.. أم هذا أنا..
ظلي المقاتل بالجنون العنتري..
لا هو يقتل العدو ولا هو ينسحب
ينزف العمر بين الكريهتين..
مظلمة لا أذن لها..
وعظَمَة.. لا لها من سند

أريد أن أكتب شعرا

أريد أن أكتب شعرا..
في بساطة الجريدة..
وفي عراقة الكتب المقدسة
في بهجة حدوتة الأطفال..
وفي جمال مجلة الأزياء
في عمق تحليل لحالة مرضية..
وفي وضوح البيانات الثورية
في رقة الخطابات الغرامية..
وفي صدق اعترافات الخاطئين

أريد أن أقرأ شعري..
في الشوادر.. في المقاهي.. في الأفنية
في مطاعم المصانع وقت الراحة
وفي ملاعب الكرة قبيل المباريات
في ساحات الرقص.. في الأسواق.. على محطات القطار
أريد أن أقرأ شعري..
خارج سور البرلمان
وفي عنابر الجنود
في المدارس قبل طابور الصباح..
وفي الشارع الضيق بين أشجار الجامعة..
(حيث يلتقي الأحبة الصغار، ويحوم الفضوليون)
أريد أن أقرأ شعري أسفل القبة الصاخبة..
حيث يعقد المؤتمر، ويُقَرَّرُ الإضراب العام

(1996)

Tuesday, October 29, 2013

ساحلُ الخمسين


(هذا كتابي اقرأهٌ باسمِ عذابي                

إن عادت الأسرابُ للأسرابِ

إن عاد ما بين الفصولِ ربيعُنا                 

وَسَعَ اللقاءُ بملتقى الأحبابِ

هذا كتابي، قصتي وصديقتي..               

ولدي الذي ضيعتُ فيه شبابي)

-------

هذا الكلامُ كتبتُهُ من زورقي

والبحرُ يعصرُ سائرَ الأجنابِ

بحرُ الثلاثين الطويلُ وقبلَها

بحرُ الرمالِ بمُسْتَهَلِّ شبابي

شابٌ وأشعرُ أنّ موتي حائِمٌ

وأخافُ موتي قبل نشرِ كتابي!

هذي رسالةُ غارقٍ ألقى بها

ومضى يكافحُ في سبيلِ مَثابي

شابٌ وحَمَّلني الأمانةَ.. ها أنا

بالدمعِ مائي.. والقصيدُ ترابي  

-----------

يا ساحلَ الخمسينَ هذي سفينتي  

أخشابُها عَظْمُ الشبابِ الخابي

هذا المُغَنّي في عروقي لم يمُتْ

بالأمس وشوشَ لحنُهُ أعصابي:

(افرحْ بأبيضِ سالفيْنِ ولحيةٍ

خبروا المعاركَ من صِبا لشبابِ

وانظرْ وراءَكَ لحظةً ثم التفِتْ

واقطفْ عناقيدَ الخريفِ الكابي

لا تضمحلّ كما انطفى نجمٌ مضى

يُخفي على مرِّ الشبابِ كتابي

قاومْ لآخرِ قطرةٍ أو نبضةٍ

وانصُرْ جنونَكَ في الوغى المتغابي!

فالنخلُ يضمرُ والجبالُ لها مدى

والبحرُ حتى البحرُ ذو الدولابِ..

موجٌ يكرُّ على الشواطيِء عابثاً

فيفرُّ للزمنِ المحيطِ شبابي)

---------------

قد عدتَ يا يومي فكيف وجدتَني؟

يا يومَ ميلادي وخصمَ حسابي!

دنيا العَفِيِّ بقبضتيَّ تعَطَّفَتْ!

يمناي سيفي واليسارُ كتابي

أنا لن ألينَ لمن يوسوسُ في دمي

ما دمت أغرزُ في الحصى أنيابي

لكنني تَعِبٌ وسَقْمي حقَّ لي

دهراً أطوفُ بغلظةٍ وخرابِ

لم أبدأ الحربَ الضروسَ بعالمي

هو لم يحب ملامحي وعذابي!

جئتُ الحياةَ مسلحاً لكنني

أرسلتُ وردي قبل فتحِ البابِ

قذفوه في وجهي، بوجهي زمجروا!

فخلعت وجهي ضارباً ضَرَّابي

كم كان عمري؟ كنتُ أحبو صافياً

فشممتُ عدواناً على أبوابي

من يومِها وبكلِّ يومٍ بعدَها

تغزو الشواهدُ والشهودُ لُبابي

فَسَيُظْلِمونَك كلما لمحوا ضيا

وسيَظْلِمون اللَّيَّ في الأترابِ

يا قارئي مهلاً جنوني لم يكن

إلا بُعَيْد مدافعٍ وطوابي

لا تظلم البارانويا لم أُخْلَقْ بها!

لا تحشر الشيطانَ في أعنابي

هو عالمُ الأخوَيْنِ.. هذا قاتلٌ

وأخوهُ مقتولٌ على الأسلابِ

هذا الشريطُ مثبَّتٌ في نُطفتي

تاريخُ أجدادٍ بلا ألقابِ

الخلقُ مرصوصُ الظلالِ وكلُّهُم

عبدٌ قديمٌ خَرَّ للغلابِ

فاصبرْ علي هذا الخطابِ لربما

جاء اليوبيل ليستقيمَ خطابي

لا لست أنوي الحزنَ.. لكن.. فاترٌ

كمسافرٍ بمحطةِ الأغرابِ

-----------

هذي استراحةُ من يحاربُ داخلي

ظلٌّ وبتّاوٌ ورشفةُ حابي

نيلي وأشجاري وأرضي.. كلُّهم

مجني عليه مسخَّرٌ لمُرابي

طيفُ المحاربِ منهَكٌ.. لكنهُ

يصغي لشكوى تُرْعَتي وتُرابي

مددتُ جسمي فالتصقتُ بتربتي

أسبلْتُ جَفْني للصدى الهَرَّابِ

بدني ثقيلٌ.. ألفُ طنٍّ ربما

وعلى النقيضِ تطايرتْ أعصابي

فارقتُ لحمي في هفيفٍ صاعدٍ

ولمحتُ ذاتي من عيونِ عُقاب!

حتى ابْتُلِعْتُ بما بدا دوامةً

أسلمتُ طيري واحتضنتُ سحابي

وعجبتُ من نفسي لباردِ بَسْمَتي

وشحيحِ عطفي.. وانبطاحِ قِبابي

إن كان موتاً.. كلُّ حيٍّ ذائقٌ

 أو كان خَطْوَاً.. فالفضاءُ مثابي!

أنصَتُّ للصمتِ الذي التهمَ الدُّنىَ

فأتى رفيفُ جوارحي بجوابي

إعصارُ ذاكرةِ الخماسينِ التوىَ

واجتاحَ أمسُ مَجَرَّتي أجنابي

فأطيرُ لا أنوي ولا أرسو.. فقط..

أرنو لطيفي من وراءِ حجابِ

حتى أفاق المستَظِلُّ مُحاربي

وهبطتُ من عليائِها بشرابي!

فأخذتُني بحنانِ شيخٍ عارفٍ

واسَيْتُ شَيْبي في رثاءِ شبابي

وتركتُني أهذي أكابِرُ مُنْكِرَاً

وسمعتُ ملحمتي بلا استجوابِ

الشابُ في بئري السحيقةِ حالمٌ

بتواردِ الميلادِ والإخصابِ

بحلولِ إكسيرِ الشبابِ بجثتي

بالسمِّ والترياقِ في أكوابي  

عينٌ على أمسي.. وعينٌ لا ترى

فَبِعَيْنِ قلبي أصطفي أنخابي

-------------

وشردتُ في زمنِ المتاهةِ جُزْتُها

مِنْ بَعْدِ شقِّ مسالكي بحِرابي

هددتُ سيافَ البلاطِ وحارساً

وشَرَعْتُ أهرُبُ.. حاصروا أحبابي

أنذرتُ حُرَّاسَ المتاهةِ فارتَمَوْا

سخريةً.. فشطرتُ بضْعَ رقابِ

إن ذاعَ أني قد قسوتُ.. فَحُجَّتي

سيفُ الدفاعِ مُشَرِّعٌ في الغابِ

نَصْلي بِغِمْدِهِ.. ماردٌ في قمقمٍ

لم ترضَ أَمْني.. فاستمعْ لعقابي!

قلْ للأصيلةِ قصرُها هو سجنُها

وأنا المتيَّمُ وهي سرُّ عذابي

قصرُ العدالةِ ألفُ بابٍ خادعٍ

نَزْعُ العصابةِ عن عيونِك بابي

وبَصَمْتُ بالكفّينِ أني طيبٌ

لا توقظوا شرّي بعودِ ثقابِ

ذكرٌ بدائيٌ توَطَّنَ في دمي

خطرٌ توارىَ قَيْدَ الاستجلابِ!

هو أقدمُ السكّانِ في جوفِ الفتى

والوحْشُ قبل الشرْعِ والآدابِ

لا تستغلوا رحمتي وبشاشتي

لا تحرموني صنعتي وشبابي!

--------------

أنشأتُ تلَّاً من رمالٍ في الفضا

أمسكتُ فيه فُتُوَّتي وصوابي

وغرستُ صفصافي وجميزي هنا

وهناك.. لم أبخلْ على الأسرابِ

وربحتُ أرضاً بالكريهةِ صامداً

وضربتُ سورَ السلْكِ من أعصابي

فحرستُ مذبحهُ المقدسَ قاسياً

جَهْماً صدامياً على الأغرابِ

حتى الصحابُ إذا خطَوْا في معبدي

أجليتُهُم.. ثم اجتررتُ عذابي!

وجلدتُ تمثالي القرينَ مُطَهِّراً

بستانَ قبري من خطى قبقابي

------------

أختَ الرضاعةِ يا مخاطرَةُ اهدأي

كم مرّ من عصفٍ على أبوابي!

والعشقُ جارُ طفولتي.. ماذا بهِ؟

صبَغَ المشيبَ العاشقُ المتصابي!

كنا نسافرُ فرقةً جوَّالةً

نَزَقي وبحري، لذّتي وشرابي

أضحى الشبابُ سفينةً حربيةً

شطَحَتْ بلحنِ الوحيِ والإخصابِ

الأرضُ فتحٌ والنبوءةُ في دمي

والضعفُ خصمي والحديدُ خطابي

سيفاً حملتُ.. رأيتُ فَصْلَ خساسةٍ!

فشددتُ أجزاءَ الغبيِّ النابي!

وعلى شفيرِ العمرِ لاحَتْ واحتي

فحملتُ تلِّي موغلاً في الغابِ

وحشاً صرعتُ وكائناً متحولاً

أرهبتُ رعبي من لهيبِ شبابي

ووقفتُ وحدي.. دمعتي ممنوعةٌ

وحرستُ تلي ما شكوتُ لبابي

تلي الذي راكمتُ فيه تقشفي..

شَبَقَاً على نَهَمٍ على لبلابِ

شبعاً أصبتُ على حدودِ فضيلتي

والجوعُ ينخُرُ سائرَ الأجنابِ!

------------

قابلتُ في سفري المُحالَ بتاجِهِ

وبِطَلْسَمَيْهِ.. بعقربٍ وغُرابِ

خضتُ الكبيسةَ.. غَزَّني وجرحتُهُ

دفعَ الكلابَ.. رددتُها بذئابي

الوحش في كَبِدي.. المهرِّجُ توأمي

والساموراي بسيفِهِ عَرّابي

-----------------

الأربعونَ.. جبالُها.. شلَّالُها

وكلُّ سهلٍ ينتهي بهضابِ

الشاب أفسحَ حيزاً بجوارهِ

لأخٍ كبيرٍ ثابتِ الأكعابِ

 مزقتُ وهمي واعتقلتُ ضلالتي

وفرشتُ كَوْني واستعدتُ حسابي

طاردتُ أشباحي وعدتُ رثيتُها

بدمٍ يحِنُّ لدائهِ الجذابِ!

الكونُ كلُّهُ كان ضدي؟! نكتةٌ!

وضحكتُ لكنْ.. بعد طول غيابِ!

الكونُ أرحبُ من نميمةِ كائنٍ..

حَشْوٍ.. بهامشِ كوكبٍ كذّابِ!

ومسحتُ سيفي.. فيهِ مَسٌّ غامضٌ

وسحبتُ فأسي كي أشُقَّ منابي

وعصرتُ جمجمتي.. نزفتُ شوائبي

فَنِّي ثوابي.. والفناءُ عقابي

--------------

العمرُ أولُهُ سؤالٌ عابرٌ

كالذنبِ يكبُرُ.. كالدمِ المنسابِ

لَطَشاتُ فرشاتي وحَفْرُ خناجري

ألمي على الجدرانِ والأبوابِ

هذي الجدارياتُ تحكي نيَّتي

دهنُوا فأخفَوْا ما بهِنَّ.. وما بي!

تلي حملتُهُ من رمالٍ في الفضا

لقرى تئنُّ.. تحِنُّ في أعقابي

لمدائنِ القطرانِ.. لا رئةٌ بها

شُلَّ الجناحُ.. تساقطوا أحبابي

فحملتُ تلي، والمسَلَّةُ شدتُّها

عدَّدْتُ أحلامي بها وصعابي

دونتُ كلَّ معاركي وغنائمي

وسهوْتُ عن ندَّاهَتي وسرابي!

ومضى شبابي حملةً مغرورةً

يغزو ويضحكُ سيفُهُ بجرابي

أنفقتُ من بنكِ الحياةِ على غدي

ولَقِيِتُ شؤْمَ الحربِ بالترحابِ

وأخذتُ من تلي أرممُ ثغرةً

من ثغرةٍ.. فتصارعتْ أقطابي

ومضيت أسألُني وكلُّ إجابةٍ

ترتدُّ غامضةً ببعضِ عتابِ!

--------------

هذا هو العمرُ.. النسيمُ.. حياؤُهُ

يأتي ويمضي خافتَ الأعقابِ

نغَمٌ يَرِفُّ من الطيورِ إلى الخلا

ومن الخلا للفرخِ في الأسرابِ

خمسون عاماً! أين كنتُ؟! ومن أنا؟!

أثري اقتفيتُ فما أصبتُ جوابي

التل أحملُهُ وفيه منازلي

وغوامِضُ الأغوارِ والأعتابِ

حَصَّنْتُ كهفاً واسترحتُ لغفوتي

وصحوتُ ملهوفاً على استغرابي!

----------------

وإذِ التقيتُكَ يا محالُ مجدَّداً

والعمرُ يغلي تحت قِدْرِ شبابي

فقفزتُ خلفَكَ في العبابِ مصارعاً

خوفي.. زَعَقْتُ على العباب عبابي

خضنا الوقيعةَ قعقعتْ ضرباتُنا

سَجَت النسورُ ترقباً لمصابي!

حتى تعاقبت الفصولُ ذبحتَني

فسألتُ ربي جرأتي وشبابي

فأفقتُ في الدهليزِ.. حمداً لم أمت!

عصَّبْتُ عنقي واستعدتُ رِكابي

وأغرتُ يسبقُني دعاءٌ غامضٌ

وتفاؤلٌ ينسابُ في أعصابي

فأصبتُ منك الأنفَ.. شاعت بعدها..

أنفُ المحالِ ممرَّغٌ بترابي!

الغولُ والعنقاءُ والخلُّ الوَفِي!

ما المستحيلُ وكلُّهُم أحبابي؟!

الغولُ غولي وهو صنْوُ كرامتي

وأنا الوليدُ من اللهيبِ الخابي

والخلُّ ما أوفاهُ! كنزٌ غاطسٌ

فاعتَبْ على الغَطَّاسِ.. لا الأصحابِ!

------------

يبدو كلامي خُطبةً لمصارعٍ

ثاوٍ على العضلِ القديمِ يُحابي

عمري كأرضي.. قطعةٌ صخريةٌ

ومن الشقوقِ براعمي وعجابي

خمسون عاماً.. أيُّ رقمٍ واضحٍ!

لا لبْسَ فيهِ.. كداكِنِ الأعشابِ

لك أن تحيطَهُ بالنضوجِ وترتدي

ثوبَ الحكيمِ وفاخرَ الألقابِ

لك ما تشاءُ من التعازي.. كلُّها

ما دمتَ لم تسمعْ نعيقَ غُرابِ

ورضاك بالأمرِ المطاعِ مُسَكِّنٌ

لولا المرايا لم أعُدْ لصوابي!

أحلامُ سوبرمان! أحلامي بهِ

جِينُ البطولةِ شهوةُ الأحقابِ

هل قُدَّ من صخرٍ؟ وهل ماءٌ بهِ؟

أيّ الكواكبِ زارَ؟ أيّ شبابِ!

لغزُ الحياةِ كفى به زنزانةً

ألغازُ موتي في يد التوَّابِ

راضٍ أنا عن كلِّ جُرحٍ.. كلُّهُم

أولادُ عمري.. كلهم كُتَّابي

لولا جراحي ما نموتُ كنخلةٍ

في حقلِ ألغامٍ معي أسبابي

--------------

شكراً أبي شكراً لأمي.. بيتُنا

أختي الصغيرةُ.. ضحكُنا.. ألعابي

شكراً لروحِكِ أمَّ عبدُهْ.. لم تزلْ

ترتاحُ في ركنٍ بِطَيِّ ثيابي

شكراً لعائلةٍ غزيرٍ وِلْدُها..

لتعلقِ الأرحامِ بالأصلابِ

شكراً لأعراقِ الصعيدِ وفُرْنِها

لخبيزِ أقباطٍ على أعرابِ

شكراً لدلتا النيلِ فتحةِ صدرِنا

للشمسِ، للنسماتِ، للآدابِ

شكراً جدودي خلَّدوا بصماتِهِم 

ما ذنبُ جامعةٍ بلا طلابِ؟!

شكراً لحور الصقرِ.. للْعَيْنِ التي

فدت الخليقةَ من لدُنْ وهَّابِ

شكراً لملحمةِ النماءِ.. لجذرِنا

شم النسيمِ.. تعاقبِ الأعتابِ

شكراً مليكي الحرَّ أحمس قائدي

كشَحَ الطحالبَ لم تقمْ لإيابِ

شكراً لعمالِ المدافنِ حالما

طلعوا على الفرعونِ بالإضرابِ

شكراً لأولِ ثورةٍ بحقولِنا

إعصارُ فوضى أم نعيم كلاب؟!

شكراً تحتمس.. لم أبايعْ بعدَهُ

والعرشُ بين عفونةٍ وذبابِ

شكراً شهيدي الحيَّ زمزمَ أُمَّتي

فيضَ الفداءِ ورُقْيَتي بمصابي

شكراً لمومياءٍ وثقتُ ببعثِها

نوديتَ باسمِكَ فاستقمْ لحسابِ

شكراً لماعت.. كفتا ميزانِها

وطنٌ على المنفى وثأرُ عذابي

في بسمتي وعْدُ الحفيدِ بكوكبٍ

ووعيدُ أبناءِ العبيدِ بنابي

أنا خادمُ الأرضَيْنِ أولُها كِمِتْ

مصرُ التي في خاطري وعُصابي!

في أسرةِ الإنسانِ يبرقُ شمعُها

فنحيل موتاً عابراً لمثابِ

----------------

شكراً صديقي.. أيُّهم؟ بل كلُّهُم

كلُّ الذين تدفقوا بشعابي

شكراً رفاقَ الدربِ أنَّى قادَنا

وإنِ افترقْنا.. كلُّكم أحبابي

شكراً شبابي لافتدائك شَيْبتي

فقفي احتراماً شيبتي لشبابي

مهما أسأتُ إليه كان وقودَها

الطيشُ مني.. والخطى للشابِ

--------------

شكراً لمن جاد الزمانُ بسحرِها

وقفتْ لسحري.. طهَّرتْ جلبابي

فرزتْ جميعَ قواقعي بنعومةٍ

وتحسَّستْ تلّي بدون عتابِ

هذا هو الحبُّ الذي اختصر الفتى

فختمتُ في بيتِ القصيدِ كتابي