Monday, December 30, 2013

في اللحظة الأخيرة


 في اللحظة الأخيرة سوف ينقذني
في لحظة مجهولة حاسمة
سينتشل النور من ظلمتي
يرش ترابي بماء نظيف
وينفخ فى صورتي.. نفساً صافيا

معي دائما
لا يدير بهاءه عني
لا يغلق النافذة ...

وكلما ابتعدت مهد لي سكتي
وكلما رجعت أفسح لي حيزا
لأغفو في أمنٍ وشبع
لم يتقاض المقابل قط
لم يسلني الثمن

قال في نطفتي وتجلى
وأوحى إليّ الطريقين
ألهمني قاربي وسلاحي
وأجرى بقلبي كلاماً عليّا
ضعت مني كثيراً
لم أضع منه يوما
(شغلني الجهادُ عن الذكر)
و امتصني البحر
أربكتني الجزر المتشابهة
أجهدتني فلول القراصنة
انجذبت إلى عرائس البحر
قروشهن صارعت
ودرافيل حرّة صادقت
(احتقرت الفقمة حتى أن رأيتها
مذهولة تنزف بين فكين رهيبين)
اصطدت أسماكاً شديدة الغرابة
عرفت السام منها بالسليقة
من الذي..؟
هو الذي..
أشار فاستمعت
يلمح دائما ولا يصرح
صبره عبقريّ
يتابعني فى جميع مغامراتي الشائكات
يبصرني في العمق
في أول بذرتى
هو يعرفني
يزن ضميرى بكفة
وغروري بأخرى
يهيء لي أن أخف الحمولة
لينقذني من غرق

نعم
هو ينقذني دائما
يعدّني لغامضِ الوله
يغزلني في مهمة مجهولة
يومض لي عبر هذي النجوم
فأضرب فى الموج والليل
حتى أرى الفجر واليابسة
و قبل كل رسالة منه أبكي
أطرد كل شروري الصغيرة
فيبتسم البدر لي
و أنصت للكروان طويلا
------------------

1 comment:

Unknown said...

وصف عميق لما وراء الحياة التى نحياها.كم عدد المرات التى خلونا بأنفسنا و تأملنا الكون و الحياة و انفسنا ايضا. كم عدد المرات التى حاولنا فيها الخروج من اعباء و اثقال الحياة لنتأمل من نحن و ما هو الهدف الذى نحن بصدد فى هذة الحياة. نحن
بحاجة لكل هذا