Thursday, September 27, 2012

هل تعرفين؟

هل تعرفين أيا جميلةُ ما أريدُ؟
أنا لا أظنك تعرفينا
أنا لا أظنك تعشقين قصيدتي.. أو وحدتي.. أو ذلك الحزن الدفينا
ولا أظنكِ تحلمين بما أحبُّ وتشعرين بعالمي..
ولا أظنك ترغبين جواري
هذا العذاب كأنني.. أكوامُ جمرٍ والحريق مقيمُ
127
هذا التشتتُ مثل مركبةٍ بلا شطٍّ ولا مأوى ولا نجمٍ حزينِ
أنا لا أظنك تفهمين جنوني..
وعلى الجنون بأرضنا تعتيمُ

هل تعرفين من الذي يغتالُني؟
هم نفسهم من علموني الشِّعْرَا
حقنوني بالجين اللعين وبعدها..
أمضيتُ عمري في رحاب الثورة
هل تعرفين من التي فضت بكارة قصتي؟
هل كل أنثى عانقت أشعاري
هل تعرفين من الذي يَبْكي على قبري؟
هو من أشاعَ السمَّ في أنهاري

أنا مستعدٌ للحروبِ.. أخوضُها.. و كأنني في نُزْهَةِ العشاقِ
لا لست أخشى الموتَ.. إنه قادمٌ.. لو كنت قوساً شارداً مسعورا..
أو كنتُ كبشاً للفداء حقيرا
أنا لا أخاف سوى الخيانةِ.. فارحمي عينيَّ من عينيكِ.. قلبي لم يزلْ..
رغم الحماسة والقتال صغيرا

هم يهجمون على كتابي كُلِّهِ مستمسكين بوحدتي.. وبساطتي.. و كرامتي المطعونة
هم يرجمون محاولاتي كلَّها.. ويُقَطِّعونَ رسالتي المجنونة
هم ينهرون أصابعي لو فَكَّرَتْ.. أو خَطَّطَتْ حرفاً على كشكولي
هم ينكرون حقيقتي..
وحقيقتي.. أني أُحَطِّمَ في الهوى أرغولي
أنا لا أريد المجد.. إنِّي مكتفٍ..
بتفاؤلي.. وَتَقاتُلي.. وفضولي

128
أمضيتُ عمري أكتبُ الشعرَ الذي أَجْتَرُّهُ وحدي وبعض صِحَابي
أمشي وراء بحوره.. ودروبه.. وكعادةٍ سريةٍ يُنهيني
إن لم أقلْ شعري أمام عشيرتي.. فكأنني فَحْلٌ خصيٌّ في البلاط يغني
إني أحب تمردي وتفككي.. لولا التفكك لم يكن زلزالُ
فإذا كتبتُ و لم أُثِرْ حرباً ضروساً.. فالكتاب زوالُ
هذي حروفي.. لا أقول قصائدي.. هذا كلامي.. مدفعي القَتَّالُ
لولا القتال لما لمست مفاصلي.. وشعرت أني في الحياة رجالُ

هل تعرفين أيا جميلة ما الذي سلبوه مني؟
غزلي البريءَ.. وطفليّ المولودا
سرقوا وجودي كلهُ.. وعذوبتي أضحت عكاراً.. والطريقُ سدودا
أصبحتُ أكتب مثلهم..
أصبحتُ أعشق مثلهم..
أصبحتُ أحلم مثلهم..
أصبحت من ضمن العبيد عبيدا
قصوا أظافريَ السليطةَ.. علَّموا أثري.. اقتفوني في الرمال وحيدا
طعناً طُعِنْتُ.. وخانني أتباعي
وسُلِبْتُ حتى.. خوذتي وذراعي
و الآن أرقد في الحصارُ بقدِّها وقديدِها..
صدأ الحديدُ.. وفي الرمال مصيري

أنا لا أريد الخوض في وصف التي سلبتني من روحي ومن أحزاني
أنا لا أقول لها عيونٌ أو لها.. أنا لن أقولَ القدُّ والشفتانِ
أنا لا أقول بأن حلمي نهدُها.. أنا لا أريدُ الخوضَ في حرماني!
أنتِ الجميلةُ والتي أنثى كأنَّ الكونَ أصغى اليوم للإنسانِ..
فرآه يذبلُ في جفافهِ والمرارُ يُحيِطُ بالوجدانِ والجثمانِ
فكأنَّ عيناً فُجِّرَتْ.. أو هاجرتْ أممٌ من العطشى إلى الفيضانِ
إني أحبكِ رغم أني عارفٌ أني أُكَذٍّبُ في الغرام كياني
129
وأنا وجدتكِ رغم أني واثقٌ من أننا في مأزقٍ نشوانِ
كمداً على كمدٍ سيمضي عشقُنا.. وإلى البراعمِ ينظرُ البستاني
لا تسأليني ما الذي أخشاه.. إني فاقدٌ لبصيرتي وعصايَ.. إني فاقدٌ إيماني
فعلي يديَّ ستلتقين بقاتلٍ.. وعلى شفاهي تعشقين أماني
إني النقيضانِ اللذانِ تَجَمَّعا.. إن صرت رجلاً واحداً.. سيَّانِ
إني سأبقى توأماً متصارعاً.. هيهات أن يتجمع الضدَّانِ
من ذا سيقتل من؟ تَحِنُّ حقيقةٌ.. أنَّا نُكَوِّنَ حُبَّنا.. لِنُعاني
فإذا عشقنا فهو وحشٌ قاتلٌ.. حب العبيدِ مذلةٌ وأغاني!

هل تصبحين صديقتي؟ هل ترغبين؟ وهل تودينَ الخروج؟ وهل تحبينَ الطيور؟
هل تذكرين حكايةً عن طائرينِ بلا وطنْ؟
هل تشعرين بأن شيئاً من وفاقٍ بين نجمي طالعينا؟
هل ترغبين في الاستماع إلى حكاياتي الطويلة؟
هل تغضبين إذا شعرتِ بغيرتي؟ أو حيرتي؟ هل تختفين ككل حُلْمٍ من حياتي؟
هل تسمعين معي الموسيقى؟
هل تأكلين معي الفطائر؟
هل تشربين معي بنفس الكوبِ نسكافيه الصباح؟
هل تصبحين رفيقتي.. وحديقتي؟ هل تحلمين ببذرتي؟
وتمشطين لطفلتي، وترضعينها بالحياة.. وترضعيني
هل تصبحين حبيبتي.. وحقيقتي ويقيني؟
وهل نسافر في الشروق إلى البحارِ؟ وهل أضمُّكِ في المخاوفِ والصقيعْ؟
وهل أبثكِ كل شكواي القديمةِ.. هل أحس بأننا من لحمةٍ متوحدة؟
روحان في لهبٍ لذيذٍ شاردٍ.. ومشاعرٌ – رغم المسافة – واحدة

مالي أُحِسُّ بأنني متمزقٌ؟ بين الحشايا رهبةٌ وسؤالُ
علّي إذا أخمدت رأسي في نعومة ناهديكِ تجمدتْ كلُّ المخاوفِ.. والشكوك تُزالُ
علّي إذا لامستُ ثُغرِك أسلَمَتْ شفتاي عندك وارتَمَتْ أثقالُ
130
إني أحبكِ من مرورِكِ مرةً.. وكأنَّ حُلْماً مَسَّني.. وسمى بي
فرأيت مشيتكِ البديعة لي أنا وحدي.. وكلُّ العالمين نزالُ
ورأيت أني لا أريد من الحرملكِ جثةِّ أخرى.. فإني يابسٌ وجبالُ
و الماء يجري في يديكِ جداولاً.. وعلى شفاهكِ فالكلام زُلالُ
وأحس في نبرات صوتك كلها شهراً من العسل الذي ينهالُ
وأحس أنا سوف نضحك مثلما كنا زماناً.. والزمان يُطالُ

إن كنتُ قد أثقلتُ.. هذي قصتي.. هذا جنوني – بعضه – وشعوري
هذا الذي يؤيه صدري.. أزمتي.. قلقي على حبي.. وبعض سروري
فلربما أحتاجُ فعلاً حضنَكِ.. ولربما يأتي هدى لغروري
فقابليني عند بيتك.. وسط كل قبيلتِكْ
ولتحضنيني بين أهلكِ.. ولتضميني لصورةِ أسرتِكْ
أنا قادمٌ كي أنزعَ الوهمَ القديمَ برغبتي.. أنا قادمٌ من قبر عمرٍ راحلٍ مسدودِ
آتي إليك بكل شيءٍ في يدي.. آتي إليكِ بقسوتي وجحودي
آتي إليكِ بغربتي وغرابتي.. عمري الذي أنفقت فيه وجودي
آتي إليكِ بكل شكي تائباً.. أشكو لديكِ هزائمي وقيودي
لا ترفضيني.. كلُّ شيءٍ فيَّ مرفوضٌ تماماً.. صدقيني وانقذي شاباً يَحِنُّ لعمره المعدودِ
ما عاد لي إلا كتابي كُلُّهُ هَرَبٌ و يأسٌ وإنسحابٌ.. كُلُّهُ مَلِكٌ يموتُ بجيشِهِ المحدودِ

الآن أفرغ جعبتي وزجاجتي.. هذا هو السُّكْرُ الذي أدماني
فخرجت أهتف باسم حبك.. إنني لما أحب يذلني هذياني
هذا الكلام كتبته.. ولأنه لا شيء أكثر من كلام.. فاني
أودعته في شَعْرِكِ الموجيِّ علي إن أمتْ..
أرجعْ إليك.. تَدُّلني أشجاني

أهل الكهف

خالد الصاوي



في مجتمعاتنا العربية ذعر من الكلمة يترافق معه فزع من الصورة، مثبتان معا على أرض الرغبة الفضولية في إسداء نصح لم يطلب وبسط وصاية عتيقة، تظلهما أشجار الرقابة على الإعلام والفن والأدب والبحث العلمي، يحيطهما سياج أبوي لسلطتي الدولة والدين، تحرسهما نواطير العسس والمحاكم والمعتقلات، ويضيئهما كشاف النفاق العربي بين المرء والآخر، والمرء والعائلة، والمرء والوطن.ربما يأتي ذعرنا العربي من الكلمة من تقديرنا لثوريتها، فنحن موطن القرآن الذي هدم عروش الفرس والروم، أما الصورة فقرون من التحريم لكفيلة ببث الخوف منها دون سبب معقول.في قيعان جماجمنا تختلط القناعات المنطقية بالضلالات الخزعبلية المزمنة، وعلى هذا المزيج الخاص بما فيه من صحيح وباطل شيدنا عقليتنا "العربية" ونفسيتنا التي تدفعنا إلى التآمر على أنفسنا، إذ نقر تحريم الكلمة والصورة ظنا منا أننا هكذا نحمي ذواتنا الضائعة بين غرب مستغِلٍ لا يرحم وشرق مستَغَل لا يتقدم، غير متنبهين إلى أننا بذلك نحجب عقولنا بأيدينا ونبدد ميراث الأجداد.وبعد أن كان تحريم الكلمة والصورة ملكا خاصا للسلطتين السياسية والدينية عبر عصورنا العربية-الإسلامية، انتشر القمع في الخلايا المجتمعية كلها وتخلقت كتائب جديدة للتحريم والتجريم بل والعقاب.صارت هناك سلطة دينية أهلية تنافس السلطة الدينية الرسمية وتنتزع بالعنف مساحة تواجدها رغما عنا، وتحولت النقابات إلى أدوات لمنع العمل الفني الذي يتناول بالنقد أية مهنة، واستأسدت على الإبداع عائلات الشخصيات العامة الراحلة، بل وصار من حق كل إقليم داخل القطر الواحد أن يطالب بمنع العمل الفني الذي ينتسب بطله الدرامي لهذا الإقليم!فإذا أضفنا لثالوث محرماتنا التقليدي ?الدين/السلطة/الجنس- تلك المحرمات المستحدثة، ماديّن الخط على استقامته، فسنرى كيف سيكون الغد مظلما كما لم يظلم ماضينا من قبل أبدا.أكاد لا أصدق أن في تاريخنا فصولا من الجدل والسجال البناء دارت رحاها وسط أمواج القمع المتلاطمة التي لم تنقطع أبدا، ولكن الكتب تؤكد أن في تاريخنا العربي الإسلامي لحظات مشرقة سادت فيها النظرة المتسامحة ?ولا أقول الماجنة- تجاه الكلمة والصورة والموسيقى والعلوم كافة، ولولا ذلك التسامح لتقهقر الإسلام وتقلص في الحجاز بعد فتحه الممالك، ذلك أن كلمة السر لم تكن هي السيف -كما ظن التتر بعد ذلك بقرون- بل الانفتاح على الثقافات المحيطة والتشرب بكل ما جادت به قرائح البشرية من كلمات وصور ونغمات وعلوم.ولقرون طويلة كانت الأصوات تتجاور بين رافض ومؤيد، ومع ذلك عاشت الحضارة العربية الإسلامية أزهى أوقاتها بهذا الجدل وليس بالصوت الأحادي كما يتخيل الكثيرون للأسف، ليس معنى هذا أنها كانت عصورا مطهّرة، ولكنها كانت عصور إبداع وتفاعل وتفتح، وهكذا ينشأ اليوم التناقض العجيب إذ يتباهى المتزمتون والقمعيون جميعا بالتاريخ العربي الإسلامي دون أن يدركوا أن سبب الازدهار كان هو فتح القلب والعين -والعقل في المقام النهائي- للدنيا كلها ولكافة إبداعات الخلق، طبعا كان هناك قمع سياسي دائما ولكن لعصور متعددة كان القمع الديني أخف والقمع العلمي والأدبي والفني شبه مطموس تماما، وفي التاريخ أمثلة أطول من عدد الكلمات في هذا المقال.لقد وصل الأمر بالمواطن العربي إلى استبدال حياته التي لا يستطيع السيطرة عليها بالانتقام من الكلمة أو الصورة التي تفوق احتماله الحضاري.. وهكذا تمت زراعة رقيب مشوش الفكر بارانوي الوجدان في كل واحد منا بما في ذلك من فاعلية واقتصادية!نحن لا نريد تحررا للعقل العربي على طريقة الفيديو كليب، ولكن في سبيل الوصول إلى كنوز الأفكار والفنون لابد أن نحفر بين الركام الغليظ، اتركوا هذا الركام فهو ميت غدا ودعونا ننقب بحرية تامة في مناجم المعرفة والإبداع دون خوف غير مبرر ووصاية لا يملكها أحد منا على أخيه.

بحب العود



بحب العود
بحسه جاي من الماضي
بيشكي بس برجولة
ويقسى.. بس زي الأم
جراح الشرق في صياحه
أصيل في دنيا مجهولة
مايرغيشي ف كلام فاضي
ولا ينساشي ثار الدم


بحب العود
واجيب صوته ولو كان وسط ألف كمان
ومية طبلة وساكس كمان
بيخطفني لدنيا تانية ماعرفهاش
أشوف معبد ف حضن النيل
واشوف فراعين
واشوف كهنة على شعرا على سلاطين
وفسقية دمشقية حواليها ميتين جارية
وحرب ضروس ما بين فارس وأرض الكرد
وخيل بغدادي معتمدة ف شارع نار
وحرب بسوس
وشاب حليوة أندلسي بيتحرش بعرض البحر
وناس سمرا مراكبية
وناس بيضا وتركية
تشيلني بلاد توديني بلاد تانية
وانا مذهول ومش موجود
وماصحهاش الا لو يسكت رنين العود

بحب العود
عشان كاتم ف قلبه كلام
وبيلمح ومش بيقول
بيلمس جرحي وبيهرب
ويتسربلي في الأحلام
بحسه زي ذنب قديم.. عملته ولسه بتعذب
لكني ناسيه
بحسه.. هو ده حسي.. وانا بخفيه
بحب العود
عشان لو ضعت في الضوضاء وفي الزحمة
مسيري ارجع والاقي حبة مني فيه
بحب العود
بحب العود

الثورة التي..

الثورة التي أدعوك اليها الآن..
ستنبع من عضلة معطلة في يسارك..
لتخترق الكائن الاسفنجي في جمجمتك..
ثم تفيض على الكائنات من حولك

على صفحة كونية بيضاء ناصعة..
أدعوك أن تحفر اسمك الآن فورا
اكتب ورائي –رجاء- ثم كررها مرارا:
لا أريد أن أعيش هكذا..
ولا أريد أن أموت كالبهائم

كون أمامك حاشد بغموضه
ومن ورائك قصة معقدة
هذا الضباب يلف عقلك..
والفضاء يضم في طياته الأجداد
هل أنت فرد؟ أمة؟ جنس بكامله وناقصه؟؟
هل أنت طفل؟ أم أب؟
هل أنت جرم أم وطن؟
هل أنت نفي؟ أم رحيل في الزمن؟
وهل تعيش على أساطير الهمج..
أم فيك سوف تجسد الملحمة؟
ان لم تكن لك في الوجود فتوح..
فابدأ بقلبك..
واشحذ سلاحك..
واكتب بأحمرك المقدس فوق بياض العدم:
لا أريد أن أعيش هكذا..
ولا أريد أن أموت كالطحالب

لست شبحا هائما بلا هدى
لست مجرد عبد للمأمور دائما
لست مجرد نفر من حزمة أنفار
ولا مجرد فم يخور في قطيع
أنت أنت وأنت أيضا أنا
ونحن كل الناس.. كل الراحلين نحن
وكل من يأتون تباعا بعدنا
ويذكروننا بالخير.. أو بالنار

الثورة التي أدعوك اليها الآن..
قد تكون فرصة أخيرة بحق
قبلما يغلقون عليك العالم
ثم يفجرون الكوكب