Tuesday, November 19, 2013

أستاذ حمام

أستاذ حمام
(شاب عاش يناير ومالحقش يونيو)

أستاذ حمام
لكن تاريخ
بدي ابتدائي
واخُد فسيخ
بكتب قصص
ما بتتنشرش
وبحب بت..
ما تتعاشرش
ثلاثين سنة
عمرى الرزيل
جيت مالبلد
طبخ وغسيل
ومن المدينة..
الجامعية
لشقة شِرْك
وعيال رزيَّة
سرقونى مرة
ضربوني مرة
وِفْ كل مرة
ألبس قضية
كان نفسي اكون
ظابط واحارب
وِفْ كشف طبي..
الرب غالب!
أتاريني خردة
لكن شباب
زعلت حبة
وجت آداب
عربي.. انجليزي
ولا كلاسييك؟
تاريخ تاريخ
إدَّن يا ديك
ساعات أصلي
ساعات أفكر
وِفْ ثالثة جامعة
بقيت أكركر
إديتها جوزة
ويا الفراعنة
وسرحت ياما
فِ مْلوك بلدنا
خلَّصْت رابعة
والحاج مات
والحاجة بعدُه
ومليش خالات
حبيت حبيبتي
حبي الكبير
هاجْرِتْ لكندا..
زوجة أمير!
سكِرْت طينة
وبقيت شبح
وفقت فجأة
حالي انصلح
وبقيت مدرس
بدي ابتدائي
تاريخ فراعنة
في حي راقي
وارجع أبات..
إمبابة فين؟
أنا بعدها..
بمحطتين
ساكن في أوضة
عليها قفل
بحلم بزوجة..
وبيت.. وطفل
-----------
الثورة قامت
مشيت معاها
أمة بتحلم
على عَماها
ارحل وسيبنا
ومش حنمشي
انت اللي تمشي
واحنا ونصيبنا
وِفْ مرة نايم
وفي الميدان
طلع لي أحمس
وقال بيان
رَطَن بلَغْوَة
ما ذاكرتهاش!
ثم اختفى..
في طريق كِباش
صحيت لقيت..
هاجمين علينا
هكسوس أهم!
وميداننا سينا
حاولت أجري
صِعْبِتْ عليا..
نفسي الذليلة
روحي الأبية
مسكت طوبة
ويا اللي مسكوا
احنا اتماسِكْنا
وهم فكُّوا
وجيت أريَّح
ظهر لي طيفُه
مولايْ تحتمس
وِفْ إيده سيفه
حاولت ارحَّب
إتحاش كلامي
قال لي اللي فيها
وقال أسامي!
ولقيته طاير
بالقرب مني
وسابني حاير
علشان.. صدمني!
قال اللي قالُه
مصري وعربي
وساب خياله
يحط جنبي
صحيت بشُرّ
عرق وحيرة
معقولة فينا
السوس كثيرة؟!
حيخونوا مين؟
ويصاحبوا مين؟
مين ماليسار؟!
فين في اليمين؟؟
-----------
الباقي كله
معروف لكله
وكله شارك
وشربها كله
الطبخة وسخة
آخر نجاسة
والحلو ليهم
وفي الخباثة
عملت غلطة
واثنين وعشرة
شلنا سُمُوُّه
أتاريها قشرة!
سيبنا الميدان
رحنا الطابور
كانت نعم..
أول خابور!
عمال بلدنا
طلعت تطالب
عَمَلْت قُمْع
وبلاش مطالب
وفتحت وِدْني
لولود أفاعي
دسُّوا فْ دماغي
غنيت سماعي..
وبمخ جلة
هتفت مرة:
إنتاج يا عجلة..
وكفاية ثورة!
-----------
أيام تمر
وشهور تعدي
لا الحلم هو
ولا هي بلدي
كبْرِت معايا
وبدأت أقرا
واكتب كمان
هتافاتي خِطْرة
أخدت علقة
ببوز بيادة
وبُلَغ مشايخ
بقوا في القيادة
شهور طويلة
بقى دمي سِمّ
لا فْ إيدى حيلة
لا فْ قلبي حلم
كوَّرت نفسي
على أم ذاتي
كرهت شكلي
وسنين حياتى
كان ليه ده كله؟
ما انا كنت ساكت
وكان طموحي
جزمة وجاكِت
كان لازم أقرا؟
واعمل مواطن؟
لا طلت ثورة
ولا جبت فاتن!
بعد الفراعنة
ما عقدوني
طاطيت دماغي
عاللي جابوني
فين احنا منهم؟
إيه اللى صابنا
وازاي حنهزم
هكسوس بلدنا؟
-----------
كاسك يا ريّس
اسم الكريم؟
حسابُه عندي
يا عبْعظيم
------------
مات الكلام
وطب فَوْري
ومات حمام
في البار.. في ظهري!
عمّ القلق
واحتسنا بيه
شفت الورق
ومسكت فيه
أنا أصلي باحث
دايماً مركّز
ومش مباحث
ولا عندي مركز
لاحظت.. بكتب
لقيت.. بشيل
مهم.. تافه
سيء.. جميل
فشلته عندي
من قبل يونيه
ذكرى وعبرة
والدنيا فُنيا!
فاتحة لحمام
لو تسمحولي
لو كنت رابْعة..
ثوري.. فلولي
حيران في يونيه..
وده إسمه إيه؟
ثورة.. انقلاب..
أو دجرديه؟!
في نص فيلمُه..
الشاب طقّ
كان كل حلمه
يحسّ.. فرق!
لا مات شهيد
ولا فاكرُه حد
حتلاقوا زيُّه
كثير بجد
شباب يموت
على خطوتين
لو مات في حلمه
حيعيش لفين؟!
آدي الحكاية
والبركة فيكم
وما دام قريتوا
تسلم عينيكم

Tuesday, November 12, 2013

طب دولا مين ودولا مين؟؟

طب دولا مين ودولا مين؟؟

همج شمال ورعاع يمين
دول يشخروا زي الأفاعي ودول يسبوا السنسفيل والدين
دول يبطحوا روحهم ودول في الشكوى هم السباقين
دول ينطحوا الحِبْلى ودول ياكلوا الجنين
دول يعبدوا الشّيْطان ودول راشقين تمللي في أي سبوبة دنس ورا أي دين!
دول كدابين..
ودولا هم الكدب ذاته
دول يركعوا لعيون عظمته وبرجالاته
ودول لهم بسلامته صاحب له كرامة ولوح وتاج
دول يستلذوا الكهربا وضرب العصا
ودول يناموا لحامل الكرباج..
ويستَحْلوا رجالاته
ودول ودول متفلسفين على ديك أبونا!
دول من زحل ودول بلوتو ومكريين
على اللي جابونا
شريك مخالف ده لده، وده لده
ومضيّقين الكون علينا
-----------------
زعيط معيط.. يأجوج ومأجوج.. حادي بادي
أبناء وطن واحد لكن.. أغراب.. أعادي
دول نسل عقرب دول هجين غربان حدادي
وفي العلن.. شابطين في بعض على العلم
بس الحقيقة في بطنهم
مش كلهم
السر بين مماليك همج وملوك رعاع
بيقطعوا في فروة بلادي
تنتن بلاطُه مقبرة أجيال ورا أجيال وفوقها تل مال
وصولجان تنتون نتن بصَّم عليه بأكل الفسيخ ويا السمين
ياقة قميصه طبَّعت عارُه الوَبال.. من دم مينا واسماعين
تنتون وتنتن سفاحين سايقين جمال
سارحين بدول وبدول في بحر من الخَرَف
ومن الرمال
يطمعوهم بالعلف
ويحِشُّوا نخوتهم علاوله من الجدور
لا البت ترفع عين بشكوى أو شعور
ولا الذكور تصبح رجال
السر مخفي في القصور
في المطبخ الخلفي الوسخ..
مهماً غسلت الريحة فيه..
دايماً زفر هبو الجشع
دايماً زنِخ
ما بين شريعة الاغتصاب وذريعة السلب الوضيع
شهوة وصالهم في التملك
سلاطين همج متمرمغين في اللحم من فجع البطون
حتى الريالة على الحرملك
أمراء رعاع متمرنين
يجرجروك بنشيد وطن
ويبيَّعوك إسمك وأهلك
--------------
دول الملوك مالناحيتين
أما القطيع على الشمال..
زي القطيع على اليمين
دول ممسوكين من تحت باطهم بالحبال
ودول تمللي من بطونهم مشقوطين
كل اللي بينهم الاختلاف
وخلاف بيستولد خلاف
والمشترك.. قولة آمين!
طب دولا مين ما تقول لنا يا عم نجم..
ودولا مين؟؟
--------------------

Tuesday, November 05, 2013

ربما



 ربما كنتُ قاسياً على نفسى قليلا
وربما أكون لنفسي مدللاً.. مفسدا
ربما لم يكن الضوء باهراً أبدا
أنا لا أعرف أي الغصنين أكون أنا..
رجلاً هائماً.. أم ولداً فاسدا!
لا أذكر الآن إلا أن كنت فيما مضى..
أحس حباً جارفاً غامضا
لأشياء غير محددة ربما
لا أريد الآن أن أتحدث عن بهائها..
ولا عن أي شيء من سرابها الفيروز
لكنني لا أستطيع أن أقاوم انجذابي لها
كأنني الطفل إلى النداهة الساحرة
شمس من الستينيات.. وخيمة على سطوح
برامج الإذاعة قبل وبعد المدرسة
نشيد الحرب.. وترانيم فيروز
والقبلة البريئة المباغتة
السينما في الإجازة دائما
ومسدسات غالية في فاترينة اللعب
وقبل كل ذلك الحلو كان الأحلى..
رؤية الغد البعيد عبر شفق الإسكندرية
-------------------
ربما أكون قد قذفت بنفسي فى اتجاهات مظلمة
منذ أول الأيام أحب توأماً.. هو الخطر
كنت أكره الاستماع لكلا كلما..
شئت أفتح باباً أو أي شيء مغلقا
وكان العهد من أول المغامرات الرهيبة..
ألا أكون مطلقاً مطلقا..
طفلاً تافهاً ينمو في الهامش
يسمنه الخوف ويوهنه الحذر
--------------
مرت السنوات فأصبحت الدنيا ملونة
واجتزت أفق البلوغ في العاصمة
بدلت شفقي القديم بنجمة سرية
نمَتْ معي كأنها صبية جنية
نامت معي عقوداً فكان لنا..
قمر عقيقيٌّ قادني للجنون
---------------
ربما أكون قد بالغت في تطرفي
والقسوة التي عاملت بها مسامي
انحرفت بجسمي مثل سائق موتور
أرعن.. فاقداً للشيء الذي يعطيه غالبا
وعلى سيارة مجنزرة مضيت في حقول ألغامي
كنت أعد إجاباتى وألحس الجراح لاهيا
غروراً.. شرساً.. ملائكيّا!
فخوراً بشباب جاهل موفور
أرقب المستقبل في تحد وقح
ولا أعير الغيب انتباهاً.. ربما
اعتمدت على حظي كثيراً.. خانني قلما
لم أندم البتة.. مهما حاق بي
فلا عرفت اليأس كلما وقعت بين شوك وسلك
بل محاولة بعد محاولة بعد كل محاولة فاشلة
هكذا وجدتها.. فخضتها هكذا
------------------
ربما أكون غامقاً بعض الشيء ربما
وربما أكون نادراً كمحارتي المقدسة
ربما أكون راهباً بعض الشيء إنما
ربما أيضاً أكون فى الأساس.. مجرما
لو عدت أيها الزمان مرة أخرى.. تُرى..
أكون وقتها امرءاً هامشياً.. متأقلما؟!
فهل سأرضى أنا حكمها.. أم أموت دونها؟
----------------
بنيت حولي جبلاً من المشاريع الكبرى
حتى وقفت حيالها قزماً إلى أصنام
ملأت جيوبي دائماً بالخطط المعقدة
سيناريو عمري قد كتبته ألف مرة
ودائماً ما كان هناك سهوٌ وارتجال
كانت هناك دائماً نقطة بعيدة
كفنار مطلسم بآخر المحيط
كنت أشعر دائماً أنني أقترب
فيشرق الصباح بالحقيقة الثقيلة
--------------------
كان هناك دائماً صوت ثقيل
صوت رخيم.. عاقل.. ربما!
صوت كئيب.. غاضب.. شامت
يعلق في أعماق البئر دائما
يقول أشياء موحية مقتضبة
يشير ببعض الجمل الصعبة
ويغلظ لي النبرات على حدود تصرفاتي
هذا هو أنا المزعوم يا ترى؟
أنا الذى لم أستطع أن أكونه مطلقا
أنا ذلك المرء.. أم هذا أنا..
ظلي المقاتل بالجنون العنتري..
لا هو يقتل العدو ولا هو ينسحب
ينزف العمر بين الكريهتين..
مظلمة لا أذن لها..
وعظَمَة.. لا لها من سند

أريد أن أكتب شعرا

أريد أن أكتب شعرا..
في بساطة الجريدة..
وفي عراقة الكتب المقدسة
في بهجة حدوتة الأطفال..
وفي جمال مجلة الأزياء
في عمق تحليل لحالة مرضية..
وفي وضوح البيانات الثورية
في رقة الخطابات الغرامية..
وفي صدق اعترافات الخاطئين

أريد أن أقرأ شعري..
في الشوادر.. في المقاهي.. في الأفنية
في مطاعم المصانع وقت الراحة
وفي ملاعب الكرة قبيل المباريات
في ساحات الرقص.. في الأسواق.. على محطات القطار
أريد أن أقرأ شعري..
خارج سور البرلمان
وفي عنابر الجنود
في المدارس قبل طابور الصباح..
وفي الشارع الضيق بين أشجار الجامعة..
(حيث يلتقي الأحبة الصغار، ويحوم الفضوليون)
أريد أن أقرأ شعري أسفل القبة الصاخبة..
حيث يعقد المؤتمر، ويُقَرَّرُ الإضراب العام

(1996)