Tuesday, November 05, 2013

ربما



 ربما كنتُ قاسياً على نفسى قليلا
وربما أكون لنفسي مدللاً.. مفسدا
ربما لم يكن الضوء باهراً أبدا
أنا لا أعرف أي الغصنين أكون أنا..
رجلاً هائماً.. أم ولداً فاسدا!
لا أذكر الآن إلا أن كنت فيما مضى..
أحس حباً جارفاً غامضا
لأشياء غير محددة ربما
لا أريد الآن أن أتحدث عن بهائها..
ولا عن أي شيء من سرابها الفيروز
لكنني لا أستطيع أن أقاوم انجذابي لها
كأنني الطفل إلى النداهة الساحرة
شمس من الستينيات.. وخيمة على سطوح
برامج الإذاعة قبل وبعد المدرسة
نشيد الحرب.. وترانيم فيروز
والقبلة البريئة المباغتة
السينما في الإجازة دائما
ومسدسات غالية في فاترينة اللعب
وقبل كل ذلك الحلو كان الأحلى..
رؤية الغد البعيد عبر شفق الإسكندرية
-------------------
ربما أكون قد قذفت بنفسي فى اتجاهات مظلمة
منذ أول الأيام أحب توأماً.. هو الخطر
كنت أكره الاستماع لكلا كلما..
شئت أفتح باباً أو أي شيء مغلقا
وكان العهد من أول المغامرات الرهيبة..
ألا أكون مطلقاً مطلقا..
طفلاً تافهاً ينمو في الهامش
يسمنه الخوف ويوهنه الحذر
--------------
مرت السنوات فأصبحت الدنيا ملونة
واجتزت أفق البلوغ في العاصمة
بدلت شفقي القديم بنجمة سرية
نمَتْ معي كأنها صبية جنية
نامت معي عقوداً فكان لنا..
قمر عقيقيٌّ قادني للجنون
---------------
ربما أكون قد بالغت في تطرفي
والقسوة التي عاملت بها مسامي
انحرفت بجسمي مثل سائق موتور
أرعن.. فاقداً للشيء الذي يعطيه غالبا
وعلى سيارة مجنزرة مضيت في حقول ألغامي
كنت أعد إجاباتى وألحس الجراح لاهيا
غروراً.. شرساً.. ملائكيّا!
فخوراً بشباب جاهل موفور
أرقب المستقبل في تحد وقح
ولا أعير الغيب انتباهاً.. ربما
اعتمدت على حظي كثيراً.. خانني قلما
لم أندم البتة.. مهما حاق بي
فلا عرفت اليأس كلما وقعت بين شوك وسلك
بل محاولة بعد محاولة بعد كل محاولة فاشلة
هكذا وجدتها.. فخضتها هكذا
------------------
ربما أكون غامقاً بعض الشيء ربما
وربما أكون نادراً كمحارتي المقدسة
ربما أكون راهباً بعض الشيء إنما
ربما أيضاً أكون فى الأساس.. مجرما
لو عدت أيها الزمان مرة أخرى.. تُرى..
أكون وقتها امرءاً هامشياً.. متأقلما؟!
فهل سأرضى أنا حكمها.. أم أموت دونها؟
----------------
بنيت حولي جبلاً من المشاريع الكبرى
حتى وقفت حيالها قزماً إلى أصنام
ملأت جيوبي دائماً بالخطط المعقدة
سيناريو عمري قد كتبته ألف مرة
ودائماً ما كان هناك سهوٌ وارتجال
كانت هناك دائماً نقطة بعيدة
كفنار مطلسم بآخر المحيط
كنت أشعر دائماً أنني أقترب
فيشرق الصباح بالحقيقة الثقيلة
--------------------
كان هناك دائماً صوت ثقيل
صوت رخيم.. عاقل.. ربما!
صوت كئيب.. غاضب.. شامت
يعلق في أعماق البئر دائما
يقول أشياء موحية مقتضبة
يشير ببعض الجمل الصعبة
ويغلظ لي النبرات على حدود تصرفاتي
هذا هو أنا المزعوم يا ترى؟
أنا الذى لم أستطع أن أكونه مطلقا
أنا ذلك المرء.. أم هذا أنا..
ظلي المقاتل بالجنون العنتري..
لا هو يقتل العدو ولا هو ينسحب
ينزف العمر بين الكريهتين..
مظلمة لا أذن لها..
وعظَمَة.. لا لها من سند

1 comment:

Unknown said...

أكثر من رائعه