Wednesday, April 04, 2007

يوميــــــــــــــــات خلـــــــــــود.. حدثت عام 71 كتبت عام 89 نشرت 90

الثلاثاء ظهرا :
سأضرب هذا الغبي.. لقد كاد يكسر أسناني.. آه إنها تؤلم! اللكمة تؤلم كثيرا.. آاي!! يبدو أن فكي سيظل يؤلمني طيلة هذا اليوم الدراسي اللعين.. هه! ما علينا.. اليوم الطويل لابد وأن ينتهي.. هف.. رنين الجرس تأخر دقيقتين.. ساعة جميلة التي أحملها.. شكرا لأبي لقد وافق على أن يعطيها لى اليوم ويذهب إلى العمل بدونها! إنه.. هييه!! الجرس.. الجرس.. انتهت حصة اللغة العربية اللعينة.. ماهذا المكتوب على السبورة؟! ال.. ق.. قوا.. عد.. ما معنى هذه الكلمة يا ترى؟ من أين يأتون بهذه الكلمات؟؟ قوا.. عد! قوعد! قواعد!! ههء.. شيىء مضحك فعلا!.. أين ذلك الجدول اللعين؟ ما هي الحصة القادمة؟ الحالية.. الحالية.. آخ! نسيت الجدول فى البيت.. الحمد لله أنه ليس هناك مدرس للجدول وإلا كنت سأضرب اليوم أيضا مثلما ضربت أمس حين نسيت كتاب الجغرافيا وكتاب اللغة الانجليزية والحساب.. والدين! لماذا لا يضعون كل الكتب فى كناب واحد وتنتهي المشكلة؟ أغبياء!!
أنت تكلمينه ثانية؟ ما معنى ذلك؟ لا أعتقد أنها تريده هو.. لم تختره بالأمس فى الفسحة.. ألقت المنديل وراء ظهري أنا.. إنها تريدني أنا.. كلما لعبنا لعبة الذئب السحلاوي تلقي بالمنديل ورائي.. آه.. ولكنها كانت تلعب معه أوتوبيس كومبليه بين الحصتين الثانية والثالثة أمس الأول.. واليوم أيضا كادا أن يلعباها لولا دخول الأستاذ وديع.. ههء.. كان سيشدهما من طرفي أذنيهما.. لكن.. كانت ستتألم! سريعا ما تبكي.. كل البنات هكذا.. يبكين من شدة الأذن! هو أيضا كان سيبكي.. إنه يبدو كالبنات!
ربما تعجبها عيناه الزرقاوان.. أو ساعته الحمراء.. صحيح ساعتي أحلى.. لكنها ليست ساعتي دائما.. سأردها اليوم لأبي.. لن يعطيني إياها غدا.. إذا نجحت .. هل أطلب منه ساعة أم دراجة؟؟ ساعة.. ساعة.. فالدراجة أغلى وإذا قال لى نعم بخصوصها فأنا لن أملك لا ساعة ولا دراجة! الساعة.. الساعة أضمن.. آخ! ها هو الجدول اللعين! كان مختفيا تحت الساندويتش.. لنر ما فيه.. زيتون.. فقط؟ لا جبن ولا أي شيء؟! زيتون؟!!
لغة فرنسية.. جميل.. المدرّسة لن تأتي.. مدام سونيا لن تأتي، هكذا قالت الناظرة.. ماذا كان السبب؟! آه.. نعم نعم.. البيبي.. دائما في بطنها بيبي! لم أر بطنها إلا كبيرة! سيكون طفلها شبيها لها.. أنفه كبير وشعره خفيف للغاية.. أظن لا.. البيبي المولود لا يكون له شعر.. لا لا.. اذا كان بنتا فشعرها يكون غزيرا.. إذا كان ولدا فلا شعر.. نعم يبدو أن الأمر كذلك.. لذلك يقصون شعرنا ولا يقصون شعر البنات.. اه.. لماذا لا يقصون شعر البنات؟! لا أدري!
جميل! المدام غائبة : ) سأرسم في هذه الحصة الخالية، هل أحضرت الألوان؟ لا.. سألعب معها أوتوبيس كومبليه واذا لعبت معه سأشترك بالقوة.. لا.. بالقوة ستتضايق! سأشترك بلطف.. سأسألهما: هل هناك مكان لي؟ نعم! سوف.. اوف!.. ماهذا؟ من هذه؟ يا أبي! انها تغلق الباب مدرسة؟!! ولكن المدام! يا أبي! بدلا من المدام؟ حصة جديدة؟! اختبئى أيتها الألوان اللعينة! لن نرسم الآن.. فيما بعد.. فيما بعد.. يا أبي!! إنها جميلة! جميلة فعلا.. انها أجمل منها بكثير.. ولكنها تشبهها.. لا لا فجر هى التى تشبهها.. شعرها جميل.. يا أبى! ان صوتها أجمل! ولكن ماذا تقول؟ ما هذا؟؟! Toi؟! ما معنى Toi ؟ لماذا تشير الى طارق؟ اللعنة! ولا كلمة أفهمها ولا أي شيء! اللعنة!
إنه يرد عليها! اللعين! أمه فرنسية! ولكن أمي طيبة هى الأخرى! وشقراء أيضا.. ولكن اذا قلت انها فرنسية قد يرونها تتكلم العربية.. ثم ماذا؟ فلأقل انها فرنسية وتعلمت العربية.. ولكن قد يعرفون أنى كاذب.. ماذا؟ آخ! انها تشير الي أنا.. Toi مرة ثانية! فلأقف.. لأقف.. ماذا؟! لماذا يضحك هؤلاء الاغبياء؟ ماذا؟ آه.. نعم نعم.. "خالد".. آه.. يا أبي! ما هذه السخونة؟ مرت الوقفة بسلام.. لماذا لم أفهم أن Toi تعنى ما اسمك؟!!
إنها فعلا جميلة.. عيناها زرقاوان أم خضروان؟ ليس واضحا.. زرقاوان.. آه لو اقتربت قليلا.. أعطت وجهها للسبورة.. لن تأتى.. ياه! انها اقصر من مدام سونيا.. رأسها لا يطال سطر التاريخ!! ماذا أفعل؟ لا أدرى ما إذا كانت عيناها.. آه! برافو! فكرة رائعة!
"أاي.. أااي.. بطني!" (ستأتي: )
" بطني تؤلمني!!"
اللعنة! أذهب الى العيادة؟ لم تأت وخرجت أنا من الفصل! اللعنة!!

الثلاثاء مساء :
يا أبي! Toi لا تعني ما اسمك! أنا لم أتعلم شيئا من اللغة الفرنسية! مدام سونيا قبيحة.. مدام سونيا ثقيلة الظل.. وضربها يؤلم القفا! سأضرب ابنها على قفاه حينما يكبر! ماذا كان اسم المدام؟ "مدموزيلرشا".. نعم اسمها طويل.. "مدموزيلرشا"! هذا يعنى أني سأضطر فى كل مرة أن أقول لفجر إذا سألتنى حصة من هذه.. سأقول حصة "مدام مدموزيلرشا!".. لا.. طويل فعلا!!!

الأربعاء صباحا:
أوف! لن أراها اليوم.. غائبة.. يضايقني شكل مقعدها وهو خال.. ماهذا؟ ستجلس مها مكانها.. لا.. إنها تسند ذراعها على البنك فقط.. فلأجلس أنا على مقعدها.. همم.. ماذا كتبت على البنك؟ اسمها.. اسمها.. اسمها.. اللعنة! فجر هذه أنانية جدا!! ولكنها جميلة مثل "مدام مدموزيلرشا".. لن تأتي هي أيضا اليوم.. اللغة الفرنسية غدا الحصة الرابعة.. يا أبي! أول مرة أتذكر فيها موعد الحصة!!
الأربعاء مساء :
Bon…jour ….Madamme… Ali est un …Garcon….Amina est
une …….F……F…….F……..
ماما.. ماما! كلمة لا أعرفها!

الخميس ظهرا :
كانت مريضة.. شكلها واضح.. ليست جميلة اليوم.. أوف!.. لماذا تأخرت المدام؟؟ ربما لم تتأخر.. ليست معى الساعة.. آاه! أتت.. أتت..
"Bonjour madamme mademoiselleRasha!"
لـ.. لماذا يضحكون هؤلاء الملاعين؟! آه! مدموزيل فقط دون أن نقول مدام! اذن اسمها رشا.. رشا.. يا أبي! جميلة.. جميلة جدا في هذا الثوب الجميل.. انها تحب اللون الأصفر.. للمرة الثانية ترتدى ثوبا أصفر.. ولكن هذا الثوب أحلى.. آه! الحذاء أيضا أصفر.. والحقيبة بها خطوط صفراء.. ما أحلى هذه التوكة فى شعرها.. بالضبط.. عيناها زرقاوان وليستا خضراوين! هذا المقعد أفضل.. الآخر كان بعيدا عن السبورة.. زرقاوان.. زرقاوان للغاية.. وجميلتان جدا جدا جدا جدا..

19 comments:

^ H@fSS@^ said...

more than wonderful, i truly enjoyed the inner monologue of a 9 years old boy. i truly missed the blog and ur writing, u r just great.

tona said...

انت بتجيب السلاسه والبراءه في الحكي دي منين


بجد بتخليني اعيش بنفس عقلية الطفل دا وبنفعل مع انفعالاته جدا

بتمني ربنا يوفقك

Anonymous said...

عجبتني قوي يا خالد. بجد حلوة و بحترمها لاسباب كتير:
اولا لانها بتحكي عن افكار و خيال طفل عنده 8 سنين و من النادر اننا نلاقي كتابة صادقة فعلا عن المرحلة العمرية دي.
ثانيا بجد مش عارفة انت ازاي قدرت بعد 18 سنة تكتب الاحداث وتحافظ علي طابعها الطفولي و العنيف في نفس الوقت.
ثالثا بتفكرني بمرحلة اللي بتبقي مليانة اسئلة و شقاوة و عفرته و الكلمة المشهورة " الصغيرين بسمعوا الكلام و بس" :)
تحياتي

خواطر شاب غاضب said...

بجد فعلا انت انسان جميل قوي
دو مثقف قوي
انا سعيد ان فيه لينك للتواصل بينا
فاروق الجمل صحفي بالمصري اليوم
و اتمني اني اكون صديق

PRIEST said...
This comment has been removed by the author.
PRIEST said...

ممتعـه وجميله وأحسدك أ/ خالد على سهولة اللفظ وعمق المعنى وأدعوك لزيارة مدونتى وقراءة موضوع : مدونة السيد الرئيس ،والإستفاده من ملاحظاتك ، وإلى الأمام دائما

ibn nasser - ابن ناصر said...

قصه شيقه وممتعه
تحياتي

Yasser Hussein said...

جميل يا خلود بس يا ريت متنزلش كل الكم الكبير ده من البوستات مرة واحدة وتختفى
عشان بتوحشنا
خالص تحياتي

الخبز و الحرية said...

شكرا حفصة صديقتي العزيزة والمدونة ايضا تفتقدك والله.
الف شكر يا تونه.. والله الموضوع وما فيه اني مش بكتب الا اللي بحسه قوي، وغالبا يا يكون حصل لي يا يكون حصل قدامي وأثر في جدا.. بس:)
ايمي متشكر ، فيه حاجات بتركز جوة وجداننا وما بنقدرش نتحرر من سيطرتها على ذكرياتنا، وده حصل لي وانا عندي 8 سنين يعني مستحيل انساه لأنه غير في شخصيتي كثير بصراحة.
فاروق اشكرك بشدة واعتبر نفسك صديقنا الدائم ارجوك، والمرة الجاية حتلاقي نسخة من مالمدونة تحت المشاية:)
بريست حيحصل وبشكرك على اهتمامك.
ابن ناصر شكرا جزيلا بس صدقني لما حصلت لا كانت ممتعة ولا شيقة إطلاقا:(
شكرا ياسر بس والله مش بقصد كده، انا بسيب البوستات شوية عشان تتقري وبعدين بغير الصفحة وهكذا وده كان اصلا اقتراح من صديق لينا.. هو راح فين ورطتني وخلع:)

albida said...

هههههههههه
عجبنى أوى موضوع مدموزيلرشا ده!! فيه حاجات فعلا من ذكريات طفولتنا بتفضل معلقة فى دماغنا مهما حصل.. وكل ما نفتكرها نبتسم كده غصب عننا
انا متأكدة أنا الموقف ده واحد منهم مع حضرتك
:)

السرد بجد جميل أوى.. تداخل الأفكار اللى فيه بيدل على الفكر الطفولى بتاعه, على أننا فعلا داخل عقل طفل فى التاسعة أو العاشرة من عمره
من الجدول للساعة للحصة للسندويتش اللى فيه زتون لفجر للمدرسة الجديدة

الفترة دى الواحد بيقول رأيه بصراحة فى كل شىء وبيحس أن العالم المفروض يمشى على هواه

بجد يوميات خلود دى داخلة مزاجى جدا
:) :)


manal

مروة عوض said...

سمعت ان خالد الصاوي ليه مدونة قررت أدخل واشوفها،ودخلتها كتير لأتعرف على فنان أعتز به جداً كنت أراك دائماً فنان مثل فنانين كثيرين عندما كنت اشاهد اعمالك التليفزيونية والسينمائية لكن في أول مرة شاهدتك على مسرح الهناجر ادركت انني أمام فنان بمعنى الكلمة...فنان يقدم رسالة حقيقية
وعندما دخلت مدونتك ادركت اننى أمام فنان مثقف..اديب متمكن من ادواتة بجد بهنيك على كل اعمالك واتمنى ان تقبلنى صديقة دائمة لمدونتك

مواطن زهقان said...

بجد يااستاذ خالد
بوست شيق وجميل جدا وسلس
واسلوبك جميل جدا
فى التمثيل وفى الحوار وفى الكتابة
ماشاء الله انسان متعدد المواهب

واتمنى زيارتك لمددونتى

http://resalamisr.blogspot.com

أحمد نشأت said...

من انت ... ؟!
خالد الصاوي الفنان ام المغني الجميل .. ام الشاعر المرهف .. ام عازف العود المبدع ..ام الكاتب ذو القلم المميز ..من انت ..؟؟!!
نادر جدا ان نجد كل ذلك في فنان واحد .. نادر جدا ان اجد فنان على درحة كبيرة من الثقافة والمعلومات ..هل تعلم يا استاذي العزيز كثيرا منا يفتقر لان يجد انسان وفنان في هذه المواصفات .. خالد الصاوي اريد منك خدمة بجد .. واكيد تقدر تعملها ..

نادي نجمع فيه الفنانين المثقفين مع الشباب المبدع .. او بيت او فيلا لتكون منارة لثقافات متعددة وانواع كثيرة من الابداع .. زي ماكان بيحصل زمان .. ولا احنا دايما نقول ياريت زمان يرجع تاني ونعد نبكي ..
بجد يااستاذي العزيز مادام قربت للشباب وبقت معاهم .. حاول تخدمهم على قد ماتقدر .. عشان هتتسال عن ده .. وانا واثق انك قبل اي شيء فنان انسان يعرف معنى الابداع والفكرة الجديدة .. تحياتي لك استاذي الفنان ..
بس انت ماجوبتنيش .. من أنت ..؟!


احمد نشأت حشيش sieffahd@hotmail.com

الدرعمي said...

السلام عليكم .. للأسف يا أستاذ خالد لم يتوفر للقصة من عوامل النجاح سوى الحالة الشعورية الداخلية و ضاعت القصة مع طوفان المط و التكرار و بالطبع لم أجد لها هدفا سوى تفريغ رغبة الحكي بشقيها رغبة الحكي لموقف أو حالة من الذاكرة و رغبة الكتابة فالواحد منا يشعر أحيانا أن موقفا معينا يأتينا من الماضي يلح علينا ليخرج وأحيانا أيضا نشعر بطاقة تدعونا وتحرضنا على الكتابة فإذا التقت الرغبتان خرج العمل و يحدد ملامحه توجيه الكاتب للرغبتين وعزفه على الوتر الصحيح ليبدع لحنا لا نشازا .. ها أنا استخدمت إطنابا كإطنابك في القصة حتى أظنك مللت فلتسامحني @ تحياتي @

SisSiwar said...

" لماذا لا يضعون كل الكتب فى كناب واحد وتنتهي المشكلة؟ أغبياء
!! "
أضحكتني الفكرة

" كل البنات هكذا.. يبكين من شدة الأذن
"
.أنا بالذات أبكي من الهوا

أنا أعتبر من البخيلات فأنا نادرما أقرأ القصص، الجميل هو أن تشعربأن الكاتب قريب و ليس بغريب كما أن الأحداث تشد سأواصل قراءتها كلما تسنى لي ذلك. فأنا لا يمكنني الدخول على النات إلا من المكتب ليس لدي أنترنات في البيت. شكرا.سوار

Reem said...

انا قارئة جديدة للاستاذ خالد بصراحة مسلسل اهل كايرو هو اللى خلاني ابحث عن معلومات عنه واكتشفت كتاباته القصصية والشعرية وبدات اقرها يوميات خلود جميلة جدا ياريت نقرأ له حاجة جديدة

Anonymous said...

:)) i felt it was you when you were young,
ما كنتش بتحب الدراسة بس أكيد كنت حاسس إنو عندك موهبة في مكان ما
:)
G.L.
rawan daher

yasmeen alhoseiny said...

يا رب من أجل الطفولة وحدها أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
ياه شو كلماتك حلوة استاذ صاوي
ذكرتني بمدرستي وشقاوة الاطفال ومدام وبراءتن oleivera وياماما انا مريضة خليني غيب وخناقاتي مع اخي الصغير بابا بحب مين اكتر ماقيش تنقهر عالظلم والغلابة والفقرا وبيع الاوطان وعاوز تساعد الكل مابتقدرش بجد كلمات انسان طيب god bless u yasmeenalhoseiny

Teamwork said...

كتابة صادقة فعلا عن المرحلة العمرية
الأفكار اللى فيه بيدل على الفكر الطفولى