Tuesday, October 03, 2006

نصف ساعة أخرى سوف أنتظر
ربما تركبين الآن تاكسي العاصمة
ربما لا تسمعين محمولك المخفي في الحقيبة القماشية
ربما.. ربما..
إنما..
نصف ساعة أخرى سأنتظر
أو ساعة أخرى.. أو ساعتين ربما!

قضي الأمر واستحكم الشغب
تملأ الغوغاء حارات قلبي وتدفق في شرايين العاصمة
تمزق لافتاتي النيون
تحطم الواجهات الزجاجية الغالية
تضرب شرطتي بالطوب والقنابل الحارقة
تتجمهر المشاعر الخرقاء في مياديني
تنعتني بأقذع الأوصاف
يسخر الجميع من خطاب التنحي الذي ألقيته عقب التمرد
تخترق الطلقات سمائي تعبيرا عن فرحة الشعب بانهيار الطاغية
تتشكل المجالس الشعبية في جميع أنحائي وتزدوج السلطات
تتواجه الأشياء بالأشياء والضلالات بالضلالات والحسنات بالسيئات والشعارات بالهراوات
أتضاءل في قصري الشمعي منتظرا معجزة
وحينما تقتحمين غرفة نومي
يمر في عيني شريط حياتي الوثائقي
أشاهد الجرائم التي ارتكبتها
وأشتمُّ ما وراءها من دماء باردة
أذكر قتلاي عشيقة عشيقة
أذكر اللواتي اضطهدتهن في الفراش المرتبك
وأسلم عنقي للسياف الذي تتنكرين في ملابسه
تنكس الأعلام في نوافذ قلبي
تعلق الشارات السوداء على قمصان الأولاد المدرسية
ويعلن الحداد الرسمي على الطاغية الأعزب الذي كنته!

12 comments:

مفلس افندى الرايق said...

تنكس الأعلام في نوافذ قلبي

التعبير ده جامد وانا حبيت اعمل حاجه من عندى باسلوبى عليه

تنكس الأعلام في نوافذ قلبي

وتغرب الشمس عن سماء وطنى

وينتشر الظلم ويدنس عرضى

هل لانى عربى مسلم

يدنو فى سوق الانسان ثمنى؟؟


تحياتى بس برضه هشرب شاى والسكر يا سيدى عليه خلاص بس الشاى عليك ويكون فتله هههههههه علشان نلضم الكوبايات فى بعضها

الخبز و الحرية said...

اما انك مفلس رايق صحيح:)
تحياتي

Diyaa' said...

واو ...بجد أنت فنان و الكلام طالع من قلبك
بحييك أوي علي المدونة اللي جاتلي هدية من أم أحمد و كانت أحلي هدية
و علي فكرة نشيد البلوجرز حلو مووت عايزين حد صوته حلو يغنيه و ننزله علي النت :)

Shower-Mirror said...

حاله جميله من الاستسلام للعشق ... انت الطاغيه الوحيد الذى يسلم للثوره العسكريه بكل هذا الحب ...!

كلام رقيق من فنان رائع مثلك ...

تحياتى و ابقى زورنى ...:)


سؤال خارج المقرر :

لماذا تم تغيير نهاية حاتم رشيد فى الفيلم عن النهايه الاصليه فى القصه ؟؟

النهايه فى القصه كانت احلى - من وجهة نظرى - و تمثل نهايه طبيعيه للتسلسل الدرامى للشخصيتين عبد ربه و حاتم ... انت ايه رأيك ...

ياريت تزورنى :)

Nohaz said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Nohaz said...
This comment has been removed by a blog administrator.
warDaya said...
This comment has been removed by a blog administrator.
warDaya said...

ويعلن الحداد الرسمي على الطاغية الأعزب الذي كنته!

تشبيهات قويه جداااا...
بتفكرني بنفسي لما اكون ثائره..
نفسي احطم كل شيء مقيد ظالم مقيد للصح..(رغم ان ده مالوش دعوه بالمعنى العام..لكن حسيت بثورة عارمه فكرتني بكده وخلاص بقى:))) )
بس الجديد هنا هو تحطم الشخص نفسه في سبيل شيء معين..واستسلامه
تصوير غاية في الروعه لأختلاط المشاعر القويه..لا..وتعبيرات ذكيه جدا..بتحمل اكثر من معنى..

حاسه اني كمان محتاجه اقراها مره واتنين وعشره..

هههههه كل واحد وقدراته بقى..بلاش احراج بقى
بس متأكده اني هلاقي حاجات تتفهم اكتر واكتر..

يلا اسيبكوا عشان اقراها تاني وتالت

الســـاحر said...

على فكره انا عجبنى معظم كتاباتك
الله عليك
ممثل عبقرى
كتاباتك جميله
تسلم
وربنا يوفقك

الخبز و الحرية said...

شكرا ساحر وورداية وهولوم وضيا
شاور النهاية اتغيرت لأن وحيد حامد عنده حس درامي غير الحس الروائي للأسواني.. ايه اللي يشد الناس للمتابعة ويدي معنى قريب لمجمل رؤية الفيلم وكده. عموما النهايتين قريبين في رأيي من معنى أخلاقي واحد وهو ان شخصا كحاتم لابد ان يدفع ثمن رغباته. الواقع احيانا يساند هذه الفكرة وأحيانا لا.. على حسب رؤية كل واحد.
انا شخصيا شفت الموضوع من زاوية مأساوية لأنه في النهاية انسان مأزوم رايح لحتفه ولو ما اتقتلش فحياته نفسها سرية ومحرمة وملخبطة وبائسة.

warDaya said...

لأنه في النهاية انسان مأزوم رايح لحتفه ولو ما اتقتلش فحياته نفسها سرية ومحرمة وملخبطة وبائسة
-----------
بالظبط كدددددددددده...متفقه تماما مع حضرتك

Anonymous said...

القصيدة محاولة جميلة لمزج الخاص بالعام لا يمكن اعتبارها رومانسية بس أو سياسية بس. ولكن ألفاظ مثل "الغوغاء" وغيرها مزعجة لما تتحط في قصيدة حب حتى إن كان فبها جانب سياسي. ولكن التجربة عجبتني والتعبيرات قوية ومؤثرة.

كان نفسي أعرف إنت بتكتب شعر من أد إيه لان دي تجارب ناضجة لا يمكن تكون إلا لواحد يهوى كتابة الشعر من فترة طويلة.

أما عن يعقوبيان فدورك كان رائع وكذلك كان باسم سمرة وريهام سامي (شوفتها في فيلم روائي قصير اسمه الاسانسير إخراج هديل نظمي وكانت تجنن) أكثر حاجة عجبتني في أسلوب أدائك للشخصية إنك أخذتها بعمق وشياكة دون إسفاف اي انك استوعبت اللي كتبه علاء الاسواني بالضبط ودي تقريبا أول مرة تتقدم مثل هذه الشخصية في السينما بدون ما تكون بشكل كاريكاتوري لان القصة وضحت جذور انحراف هذا الشخص اللي كان ضحية أب وأم غير مسؤولين. وعلى فكرة مشهد الفلاش باك كان من أجمل المشاهد بتاعتك حيث ظهر به كم ما يعانيه حاتم من إحساس بالانعزال عن المجتمع وأد إيه هو منبوذ وكمان إحساسه بالقهر لانه ضحية لاهله اللي مادهوش أي نوع من الاهتمام.

بجانب التمثيل عجبتني أوي ملابس ناهد نصر الله وإضاءة سامح سليم ولاحظت إن مشاهد عبد ربه وحاتم كانت الاضاءة فيها بتميل للاصفرار أو البرتقالي شوية للتدليل على تلك العلاقة الاثمة .

أما عن نهاية حاتم رشيد فطبعا نهاية القصة كانت أجمل وأقوى وأكثر منطقية أولا لانها بتوضح مدى ضعف واحد زي عبده وانه لم يتعظ من الدرس اللي ربنا أعطاه له واستسهل الحصول على المال ويظهر من خلال عبده الاحساس بالقهر والسلبية الاستسلام الذي أصبحت تتسم به الشخصية المصرية. كما أن تصاعد الشجار بينهما وتدرجه حتى وصوله إلى القتل كان سيصبح مشهدا سينمائيا رائعا. وأذكر أنني كنت ارى ذلك المشهد وأنا أقرأه.