هاتي يديكِ على لحمي.. على ألمي
هل يشتكي المانجو من كَفيَّ قُرْبَ فمي؟
لا تذكريلي نصوصَ القمعِ.. أحفظُها!
وسأقمعُ القمعَ.. أنهَلُ منكِ في نَهَمِ
لا تَرْدَعيني بطقْسِ الكَبْتِ.. لا عَصَبي..
يُصغي إليَّ، ولا لَهَبي ولا حِكَمي
فسآكلُ الثمَرَ المسحورَ.. أمسحُهُ
حتى أَفورَ فأسكُبَ فيكِ بعضَ دمي
لا تنعتيني بمجنونٍ ذكوريٍّ..
متشردٍ فاجرٍ! متشائمٍ عَدَمي!
لا توصدي فتحةَ الصدرِ التي انفجرت
لا ترفعي السدَّ إذ يجتاحُهُ كَرَمي
أنا السيولُ أنا فيضانُكِ انهمري
عُضِّي على عَضَلِ الوحشيَّةِ.. احتدمي
صار المصيرُ جبالاً ما لها سَهْلٌ
وتحيطُ ناري ثلوجَ العقلِ في القِمَمِ
لا لن أعودَ لرُشْدي فالمَسي خَطَري
سيري بكَفِّكِ من ذَقْني إلى قَدَمي
هذا احتلالٌ يدُكُّ حُصونِ مملكتي
هذا اشتباكُ بَشيرِ الوعْدِ والصّنَمِ
لا تجبريني على دَمْعي.. فإن حَتْمٌ..
دفنتُ وجهي بصدرِكِ واشِماً عَلَمي
هذي المتاهةُ مَنْ غيري تَوَطَّنَها؟
بلْ علَّ حَفْري دروبَ التيهِ من شِيَمي
أبدو كقِطٍّ عجوزٍ في تَخَبُّطِّهِ
إَذْ أَشْبُكُ الخيطَ أَشْنُقُني على نَغَمي!
حتى حَمَلْتُكِ كالمجنونِ مختطِفَاً..
فيك شبابي الفقيدَ وزهوةَ الحُلُمِ
لأَشُمُّ بطنَكِ كالمولودِ مختتماً
فصلَ الحياةِ كما قد جئتُها.. بِفَمي
أَنْتِ اختراقٌ لجدراني وأوعيتي
نَبْعٌ تفجَّرَ حتى صَبَّ في ظُلَمِ
شَبَحٌ وفَحْلٌ ووَحْشٌ أعدموا رجلاً
وَلِيَفْحُشوا في خَضارِكِ أطلقوا غنمي!
كُفّي عن النوْحِ في فَكّيّ يا طَعْمَاً
إنْ ذُقْتُ أو لم أذقْ.. سأموتُ بالندَمِ!
فإن استحالَ ولوجُ السيفِ ظَبْيَتَهُ..
لارتدَّ نصلُ اشتياقي.. فاستباحَ دمي!
أنا لن أحبَّكِ.. كلُّ الحبِّ ينزِفُ مِنْ..
ثغراتِ روحي، وعينُ القلبِ في وَرَمِ
أحسستُ نبضَكِ في ضلْعي.. فقمتُ لهُ
حتى ارتعشتِ كأن الذَبْحَ في الحُرُمِ
فلَعَقْتُ بصماتِكِ الحُلواتِ كي أُخْفي
أثرَ الضحيةِ.. لم أطمسْكِ من حُلُمي
مثل المراهقِ يعصُرُ في وسادتِهِ
عَرَقُ المُكابِدِ يفْضَحُ سِرَّ مُبتسمِ!
يا بهجةَ الجسمِ حيثُ الوشْمُ يعبُرُنا
يغُزُّ لحمَكِ من لحمي لتنسجمي
من يصرخُ الآنَ في قيعانِ فَوْرَتِنا..
يستصرخُ الشرفَ المغدورَ من صَمَمِ؟
لا تيأسي من برودةِ جسمِكِ اقتربي
ولتشربيني بدفئي وادفعي فَحَمي
في موقدِ الجنسِ كلُّ طعامِنا شَبَهٌ
خَدَرُ البهاراتِ فوقَ الضرْعِ والرَحِمِ
هذا انفجارٌ صغيرٌ.. بعضُ تجربةٍ
فإذا نجحنا عَرَفْنا مِنْ صدى اللغَمِ!!
أشلاءُ ساحرةٍ وحطامُ ملموسٍ
ثمناً لعَضِّ الأفاعي عانةَ الحَشِمِ!
نعم شفاهُكِ أحلى التبغِ.. تغمُرُني
والسمُّ يحفرُ في الأحشاءِ من عَشَمِ!
وحليبُ أشجارِكِ الجافُ امتلأتِ بهِ
لِيَنزَّ من أفرعِ الغاباتِ في جُرُمي
راعٍ وراعيةٌ أكلا قطيعَهُما
وسيذبحُ الثاني مَنْ في الليلِ لم يَنَمِ!
الفكرُ يقصفُ في رأسي مواقعَنا
واللاجئون بقَلْبَيْنا إلى الخِيَمِ
وادي فِراشي صِغارٌ.. مَنْ أبادَهُمُ؟
وجرادُ صحرائِنا يرميكِ بالتُهَمِ
وأنا بذاتي وقد بدَّدْتُ ذاكرتي
أستغربُ الحُضْنَ! لا أتلوهُ من قِدَمي!
هذا عناقُ الذين تَفَزّعوا التصَقوا
ومن اندماجِ حجارَتِنا أتى هرمي
أنا وأنتِ.. ومقبرةٌ مقدسةٌ
وألفُ سرٍّ ولغزٍ في حَشا النِعَمِ
رَدَمْتُ بئرَ احتياجٍ لم يعُدْ يسقي
ولثمتُ زَرْعَ الأناملِ مُشْعِلاً هِمَمي
تتنَهَّدينَ بجوفي.. أستغيثُ بكِ
بتدفَّقِ الريقِ والأنفاسِ ملءَ فمي
حتى اقتربنا من الشلالِ فانتفضَتْ
فينا المياهُ، علا موجي على ألمي
ثم احتضنتُكِ مثلَ فقيدةٍ نزفَتْ..
أنثى بقبرِ الرجولةِ في حصى ودمِ
ونفختُ قُبَلَ الحياةِ.. البثُّ منقطِعٌ!
عَطَشي كمائي.. فمن وجَعٍ إلى غُمَمِ!
لمستُ ماءَ الحقيقةِ لم يكُنْ بَلَلاً
لَزِجاً شحيحَ العذوبةِ من عَلِ القِمَمِ
هذا المزيجُ كلانا.. كيف ننكِرُهُ..
ولو انجرفنا مع الريَّاحِ للعَدَمِ؟!
أنثى أضاءَتْ ظِلالي.. الطيْفُ فارَقَها
وبترعةِ الصمتِ جُثْماني الأثيمُ رُمِي
هل كل هذي الموازينُ التي خَربَتْ
حَمَلَتْ علينا المغارمَ بعد مُنْهَزَمِ؟
هل حمَّلونا المقاديرَ التي عَجَنَتْ..
جسمي بجسمِكِ مثل الصمتِ بالصمَمِ؟
أودعتُ عمقَ الأنوثةِ نُطْفةً حجَراً
ورشقتُ في جُثَّتي سكّينتي-قلَمي
ورحلتُ معَكِ إلى المجهولِ لا ندري
أين الخيانةُ؟ أين الحِنْثُ بالقَسَمِ؟!
عظمي وعظمُكِ في سَفَرٍ تُرابِيٍّ
متشابِكَانِ كتمثالينِ من حِمَمِ
كالمشربيةِ معشوقاً بعاشقِهِ
كالكفِّ في جَيْبِها.. كالآهِ في الهِرَمِ
نجمانِ وانفجرا من قبلِ أن نأتي
يبكي الشعاعُ لنا من غابِرِ القِدَمِ
كان التصاقُ الفتى بفتاتِهِ حُلُمَاً
حتى أفاقا على الكابوسِ في الحُلُمِ
من يذكرُ الآنَ منْ؟ وَلِمَنْ سيذكُرُهُ؟
وهل الوجودُ العتيقُ يقُصُّ عن أَلَمي؟؟
يناير 2010
هل يشتكي المانجو من كَفيَّ قُرْبَ فمي؟
لا تذكريلي نصوصَ القمعِ.. أحفظُها!
وسأقمعُ القمعَ.. أنهَلُ منكِ في نَهَمِ
لا تَرْدَعيني بطقْسِ الكَبْتِ.. لا عَصَبي..
يُصغي إليَّ، ولا لَهَبي ولا حِكَمي
فسآكلُ الثمَرَ المسحورَ.. أمسحُهُ
حتى أَفورَ فأسكُبَ فيكِ بعضَ دمي
لا تنعتيني بمجنونٍ ذكوريٍّ..
متشردٍ فاجرٍ! متشائمٍ عَدَمي!
لا توصدي فتحةَ الصدرِ التي انفجرت
لا ترفعي السدَّ إذ يجتاحُهُ كَرَمي
أنا السيولُ أنا فيضانُكِ انهمري
عُضِّي على عَضَلِ الوحشيَّةِ.. احتدمي
صار المصيرُ جبالاً ما لها سَهْلٌ
وتحيطُ ناري ثلوجَ العقلِ في القِمَمِ
لا لن أعودَ لرُشْدي فالمَسي خَطَري
سيري بكَفِّكِ من ذَقْني إلى قَدَمي
هذا احتلالٌ يدُكُّ حُصونِ مملكتي
هذا اشتباكُ بَشيرِ الوعْدِ والصّنَمِ
لا تجبريني على دَمْعي.. فإن حَتْمٌ..
دفنتُ وجهي بصدرِكِ واشِماً عَلَمي
هذي المتاهةُ مَنْ غيري تَوَطَّنَها؟
بلْ علَّ حَفْري دروبَ التيهِ من شِيَمي
أبدو كقِطٍّ عجوزٍ في تَخَبُّطِّهِ
إَذْ أَشْبُكُ الخيطَ أَشْنُقُني على نَغَمي!
حتى حَمَلْتُكِ كالمجنونِ مختطِفَاً..
فيك شبابي الفقيدَ وزهوةَ الحُلُمِ
لأَشُمُّ بطنَكِ كالمولودِ مختتماً
فصلَ الحياةِ كما قد جئتُها.. بِفَمي
أَنْتِ اختراقٌ لجدراني وأوعيتي
نَبْعٌ تفجَّرَ حتى صَبَّ في ظُلَمِ
شَبَحٌ وفَحْلٌ ووَحْشٌ أعدموا رجلاً
وَلِيَفْحُشوا في خَضارِكِ أطلقوا غنمي!
كُفّي عن النوْحِ في فَكّيّ يا طَعْمَاً
إنْ ذُقْتُ أو لم أذقْ.. سأموتُ بالندَمِ!
فإن استحالَ ولوجُ السيفِ ظَبْيَتَهُ..
لارتدَّ نصلُ اشتياقي.. فاستباحَ دمي!
أنا لن أحبَّكِ.. كلُّ الحبِّ ينزِفُ مِنْ..
ثغراتِ روحي، وعينُ القلبِ في وَرَمِ
أحسستُ نبضَكِ في ضلْعي.. فقمتُ لهُ
حتى ارتعشتِ كأن الذَبْحَ في الحُرُمِ
فلَعَقْتُ بصماتِكِ الحُلواتِ كي أُخْفي
أثرَ الضحيةِ.. لم أطمسْكِ من حُلُمي
مثل المراهقِ يعصُرُ في وسادتِهِ
عَرَقُ المُكابِدِ يفْضَحُ سِرَّ مُبتسمِ!
يا بهجةَ الجسمِ حيثُ الوشْمُ يعبُرُنا
يغُزُّ لحمَكِ من لحمي لتنسجمي
من يصرخُ الآنَ في قيعانِ فَوْرَتِنا..
يستصرخُ الشرفَ المغدورَ من صَمَمِ؟
لا تيأسي من برودةِ جسمِكِ اقتربي
ولتشربيني بدفئي وادفعي فَحَمي
في موقدِ الجنسِ كلُّ طعامِنا شَبَهٌ
خَدَرُ البهاراتِ فوقَ الضرْعِ والرَحِمِ
هذا انفجارٌ صغيرٌ.. بعضُ تجربةٍ
فإذا نجحنا عَرَفْنا مِنْ صدى اللغَمِ!!
أشلاءُ ساحرةٍ وحطامُ ملموسٍ
ثمناً لعَضِّ الأفاعي عانةَ الحَشِمِ!
نعم شفاهُكِ أحلى التبغِ.. تغمُرُني
والسمُّ يحفرُ في الأحشاءِ من عَشَمِ!
وحليبُ أشجارِكِ الجافُ امتلأتِ بهِ
لِيَنزَّ من أفرعِ الغاباتِ في جُرُمي
راعٍ وراعيةٌ أكلا قطيعَهُما
وسيذبحُ الثاني مَنْ في الليلِ لم يَنَمِ!
الفكرُ يقصفُ في رأسي مواقعَنا
واللاجئون بقَلْبَيْنا إلى الخِيَمِ
وادي فِراشي صِغارٌ.. مَنْ أبادَهُمُ؟
وجرادُ صحرائِنا يرميكِ بالتُهَمِ
وأنا بذاتي وقد بدَّدْتُ ذاكرتي
أستغربُ الحُضْنَ! لا أتلوهُ من قِدَمي!
هذا عناقُ الذين تَفَزّعوا التصَقوا
ومن اندماجِ حجارَتِنا أتى هرمي
أنا وأنتِ.. ومقبرةٌ مقدسةٌ
وألفُ سرٍّ ولغزٍ في حَشا النِعَمِ
رَدَمْتُ بئرَ احتياجٍ لم يعُدْ يسقي
ولثمتُ زَرْعَ الأناملِ مُشْعِلاً هِمَمي
تتنَهَّدينَ بجوفي.. أستغيثُ بكِ
بتدفَّقِ الريقِ والأنفاسِ ملءَ فمي
حتى اقتربنا من الشلالِ فانتفضَتْ
فينا المياهُ، علا موجي على ألمي
ثم احتضنتُكِ مثلَ فقيدةٍ نزفَتْ..
أنثى بقبرِ الرجولةِ في حصى ودمِ
ونفختُ قُبَلَ الحياةِ.. البثُّ منقطِعٌ!
عَطَشي كمائي.. فمن وجَعٍ إلى غُمَمِ!
لمستُ ماءَ الحقيقةِ لم يكُنْ بَلَلاً
لَزِجاً شحيحَ العذوبةِ من عَلِ القِمَمِ
هذا المزيجُ كلانا.. كيف ننكِرُهُ..
ولو انجرفنا مع الريَّاحِ للعَدَمِ؟!
أنثى أضاءَتْ ظِلالي.. الطيْفُ فارَقَها
وبترعةِ الصمتِ جُثْماني الأثيمُ رُمِي
هل كل هذي الموازينُ التي خَربَتْ
حَمَلَتْ علينا المغارمَ بعد مُنْهَزَمِ؟
هل حمَّلونا المقاديرَ التي عَجَنَتْ..
جسمي بجسمِكِ مثل الصمتِ بالصمَمِ؟
أودعتُ عمقَ الأنوثةِ نُطْفةً حجَراً
ورشقتُ في جُثَّتي سكّينتي-قلَمي
ورحلتُ معَكِ إلى المجهولِ لا ندري
أين الخيانةُ؟ أين الحِنْثُ بالقَسَمِ؟!
عظمي وعظمُكِ في سَفَرٍ تُرابِيٍّ
متشابِكَانِ كتمثالينِ من حِمَمِ
كالمشربيةِ معشوقاً بعاشقِهِ
كالكفِّ في جَيْبِها.. كالآهِ في الهِرَمِ
نجمانِ وانفجرا من قبلِ أن نأتي
يبكي الشعاعُ لنا من غابِرِ القِدَمِ
كان التصاقُ الفتى بفتاتِهِ حُلُمَاً
حتى أفاقا على الكابوسِ في الحُلُمِ
من يذكرُ الآنَ منْ؟ وَلِمَنْ سيذكُرُهُ؟
وهل الوجودُ العتيقُ يقُصُّ عن أَلَمي؟؟
يناير 2010
1 comment:
tstipoالفنان والشاعر الجميل
خالد الصاوي
كل التحية والتقدير
شاعرنا الجميل
في هذه الليلة الجميلة رسوت بسفينة البحث على شاطئ مدونتك الرائعة
وسكرت من بحر قصائدك الجميلة التي قرأت منها الليلة
نقش على
هاتي ايديك
سألت الدمع
وان شاء الله أقرأ كل ما فات من دُرر
والحقيقة أحزنني أنني لم أجد في الكونتات قراء لتلك الروائع لشاعر جميل مثلك لابيخل على عالم التدوين بإبداعته الشعرية، فأيقنت فعلاً أنك نبي بلا أتباع
تحياتي
حسن أرابيسك
Post a Comment