Sunday, April 29, 2007

تعليق كتبته على فيلم أبوكاليبتو ونشر في الدستور


بعد غوصه العنيف والجذاب معا في سكوتلنده القلب الشجاع وفلسطين السيد المسيح، ها هو ميل جيبسون يقدم لنا ملحمته العنيفة والجذابة الجديدة أبوكاليبتو في زمن وبلغة "المايا الأصلية"، والمايا حضارة قامت شمال جواتيمالا وأجزاء من المكسيك وهندوراس والسلفادور، بلغت أوجها سنة 700ق.م. وكان وصول الأسبان والأوروبيين إلى الأمريكيتين سببا في تدميرها. فما الذي يريده ميل جيبسون؟
ولماذا بعد أن يبلغ نجم التمثيل الهوليوودي الكبير القمة المترفة
ينجذب ويجذبنا معه إلى ملاحمه البطولية الدموية؟
يتصور الكثيرون أن الممثل عروسة خاوية يملؤها المؤلف والمخرج بالأفكار،
أما الممثلون أنفسهم، فكسائر المواطنين يمتلكون طبعا رؤية ما للعالم ومشكلاته، ولكن حرفتهم لا تمكنهم من طرح أفكارهم، وحتى اختياراتهم الفنية لا تعكس حقيقة رؤاهم طوال الوقت.. فهم لا يختارون الأعمال التي يشاركون فيها بكل حرية، بل هم كسائر المواطنين تروس في آلة إنتاج عملاقة لا تهتم بآراء عناصرها بل بأرباح مالكيها.. إن عمل الممثل من وجهة نظر السوق الفنية هي أن يمثل لا أن يطرح رؤاه.
ولكن جيبسون هو أحد الممثلين القلائل الذين حملوا خبرتهم لميدان التأليف والإخراج لنشعر معه بتمرد العروسة صارخة: "أنا كيان يفكر ويحس ولديه رؤية.. فاسمعوني!".. في القلب الشجاع طرح جيبسون رؤيته الحماسية العنيفة وتمجيده للبطل السكوتلندي القديم الذي يناضل من أجل شرفه، ورغم أنه لم يكن فيلم حركة عاديا يلجأ للتاريخ طلبا للتنويع في المناظر والأزياء فقط، إلا أنه لم يكن كافيا لكي يطرح جيبسون الإنسان رؤيته الحماسية العنيفة بعمق.
وبعد سنوات جاء فيلمه الصاخب المثير للجدل عن عذابات السيد المسيح مضمنا إياه خليطا من الحرقة والعنف والبطولية، وقد ناضل جيبسون نفسه لصنعه عكس توجهات إمبراطورية هولييود كلها.
ثم جاء أخيرا فيلمه أبوكاليبتو مسافرا بنا إلى عالم بدائي حار وبالطبع حماسي وبطولي وعنيف وشديد الإبداع والجاذبية أيضا.. حيث تحتل الصورة والموسيقى المساحة الأكبر وحيث لغة المايا لا الانجليزية هي لغة الفيلم، وجميع أبطاله من هنود أمريكا اللاتينية، مهاجما لا للمجتمع العبودي فقط.. بل لكل عالم فيه استعباد.. وطريقة صنعه نفسها تعكس محاولة جيبسون المستميتة للتحرر من النمط الهوليوودي الطاغي حيث يتم تهميش كل الأعراق غير البيضاء بشكل أو بآخر.
في البدء نعيش مع عشيرة بدائية تستوطن غابة ما، وبمجرد أن نشعر بالألفة مع شخصياتها حتى تأتي مجموعة أخرى توسعم تقتيلا واغتصابا ثم تأسر عددا منهم وترحل بهم إلى مملكة مجاورة من ذلك العصر -المايا- حيث تباع النساء ويساق الرجال للاستعباد ولتشييد الأبهة المعمارية، ويساق بعضهم -ومنهم بطلنا ومجموعته- إلى المذبح حيث الملك السفاح بارد الوجه، تهلل العامة مع شعوذة الكهنة ترضية لإله الشمس، ويقدم الأسرى قرابين بشرية.
وبنجاة بطلنا من موت محقق فإنه يندفع ليناضل بصلابة من أجل إنقاذ امرأته وطفله ورضيعه المولود في خضم الأحداث.. وهذه الصلابة اكتسبها البطل تباعا حيث التأكيد مرارا على ضرورة قهر المرء لخوفه بيديه.
ينجح بطلنا الشاب في إنقاذ نفسه وأسرته ليدخل بها الغابة التي ورثها عن أسلافه بينما سفن الغزاة الأوروبيين تتقدم إلى الشاطيء منذرة بظلم أكبر سوف يقع على الحضارة الظالمة.. وتأكيدا للعبارة التي صدر بها جيبسون فيلمه:
"ما من حضارة تداعت إلا وكانت تحمل داخلها سلفا عوامل انهيارها".
جميع العناصر الفنية في الفيلم تستحق الوقوف طويلا، ولكن يتقدمها جميعا ميل جيبسون نفسه الذي ضحى عن طيب خاطر بالتمثيل في هذا الفيلم أيضا لكي يعرض رؤيته بصدق كما نتلقاها.. مؤلفا مشاركا ومخرجا مبدعا، وقبل هذا وذاك.. متمردا يمجد النموذج البطولي في كل البشر سواء.

معلومات:
زمن الفيلم ساعتين وثلث/ إنتاج ديسمبر 2006/ تم التصوير بالمكسيك/ وقدحقق لدى عرضه بأمريكا 51 مليون دولار.
تم ترشيحه لأوسكار 2006 لأحسن مكياج/ أحسن مونتاج صوت/ أحسن ميكساج صوت.. وللأسف، لم يفز رغم إبداعه الصادق فإنه إلا في مهرجانين محدودين بأحسن تصوير فقط.

8 comments:

Mariam Mekiwi said...

Hey khaled, how r u? i hope you're good.
I agree with you that the picture was amazing and the composition and all that, but i disagree that the film was trying to be something else than a very ordinary and violent hollywood film. It's just another typical american "movie". Mel Gibson make you feel that he's paid from the church or something. He's trying to convey the message that the crusades came at the end to accomplish peace while the crusades and the religous powers of the clerks and churches were as violent as these primitive nations who belonged to the pagan religions. At the same time the picture of the american dream coming to save the world can't miss in a typical american movie like this one. i think the film was fooling the spectator by displaying a woman giving birth to a child in the water, and a man getting hurt everywhere in his body and still have the strength to run with his life. and everybody in the film dies except him and his family. the notion of coincidence is playing the bigger part in the film. and this small girl who came and told the enemies about the tiget bla blah blah. All in all with due respect to everyone who watched this film and liked it, i think this was one of the worst films i've ever watched ba3d mafia we africano

Anonymous said...

أنا بحب ميل جبسون قوى
واحد من الممثلين النادرين بجد اللى بيمثلوا الدرو بطريقه تخليك تصدقهم وتتفاعل معاهم
انا باعتبر فيلم القلب الشجاع من اروع الافلام اللى شفتها ليه لحد دلوقتى
لو كان عندنا نموذج مصرى زى ميل جبسون كان حال السينما انصلح من زمان
وانا باعتبر حضرتك النموذج الحى على ان السينما المصريه لسه معطاءه وفيها الأمل والهاويه لسه بعيده

Anonymous said...

يعجبني تمثيل ميل جبيسون كثيرا ، أكثر الأفلام التي أعجبتني هو فيلم القلب الشجاع ، وفيلم الفديه. ولكن بالنسبه لفيلم آلام السيد المسيح عندي ملاحظه عليه ، وهو أن الفيلم عباره عن شخص يعذب طول الفيلم ، بالرغم من أنه السيد المسيح في وجهة نظرهم ، ولكن أحس بأنه مبالغ فيه وهذا ما جعل توم هانكس يرد على الفيلم بفيلمه شفرة دافنشبي.

Mariam Mekiwi said...

Tom hanks maradesh 3al film be davinci code it's not he's own invention and the story of davinici code is not right. historically totally wrong. I'm not christian and not defending the passion of the christ i agree with u that it's a very bad film, i didnt like it ither and i find it redicolous to watch someone hurt nonstop and it's the same pattern of apocalypto

Bou-ME said...

أنا مقتنعة ان معظم أفلام ميل جيبسون ان لم تكن كلها, سواء هو مخرجها أو ممثل فيها أو مؤلفها أو التلاتة سوى فهي أفلام رائعة لأنه بيجيد في عمله و بيطلعه بكل صدق و بيجتهد فيه وبيصر عليه حتى لو العمل ده مرفوض من ناس كتيرة أو هيقلب عليها ناس كتية و قد يخسروا جمهور هو تعب عشان يجمعه..زي ما حصل في فيلم
(passion of the
chrsit)

Zika said...

اولا تحيه ليك .تحليل رائع لفكرة الفيلم ويا سلام لو كمان في تحليل للفيلم كعمل فني..
ثانيا : احب اقولك ان ميل جيبسون ضحي بحاجات كتير اوي فمشواره الفني ..اول حاجه طبعا بالجمهور الانجليزي بعد فيلم القلب الشجاع
والجمهور اليهودي بعد فيلم "الام المسيح" واخيرا بكونه ممثل في المقام الاول في فيلك ابوكاليبتو
وزي ما قال عنه النقاد اليهود في هوليود التي لا تعترف الا باليهود البيض الطيبين ان ميل جيبسون يحث علي العنف في افلامه ...استنتاجا يعني لمشاهد العنف الكتيره اللي كانت موجوده في معظم افلامه خصوصا في الام المسيح وابوكاليبتو
وطبعا السبب الرئيسي انه مخدش الاوسكار ...انه بكل ببساطه بيعيش حرب قاسيه جدا من السينما الامريكيه ومظنش ان 51 مليون دولار هو المبلغ الملائم لفيلم لميل جيبسون
بجد انا اشد المعجبين بميل جيبسون وبعتبره الممثل الاول في امريكا وليس توم هانكس مع كامل احترامي وحبي للممتاز توم هانكس
لكن ميل جيبسون هو فنان كما يجب ان يكون الفنان

Anonymous said...

سلام عليكم
أتفق مع معظم ما ذكرته الأخت مريم , الفيلم الجيد فى وجهة نظرى هو الذى يستطيع المزج بنجاح بين جاذبية الأحداث المباشرة فيه و بين الفكر الذى يتضمنه فى إيقاع مناسب للقالب الذى وضع نفسه به , وكما قال الناقد الشهير روجر إيبرت بتصرف"أفضل الأفلام هى التى تمتعك بمشاهدتها و تدفعك للتفكير بعد مشاهدتها".
فى فيلم أبوكاليبتو أعتقد أن ميل جيبسون حاول أن يلبس الفيلم بأكثر من ثوبه , الفكر الذى يتضمنه الفيلم غير مخدوم جيداً والفيلم بصفة عامة يفتقر للعمق و لأصالة المعالجة السينمائية فخرج فيلم أكشن اخر برتوش ولا أكثر من فكر باهت كأنه ثوب فضفاض حاول جبسون أن يلبسه للفيلم عنوة فبدى عليه مبتذلاً و غير لائق.

بأقصى درجات الإستخفاف بعقل المشاهد يجعل جيبسون بطله يجرى لأكثر من يوم أو يومين كاملين بلا توقف مع سهم نافذ فى هذا الجزء الحساس من جسده يكاد يمزق كليته,و بأسلوب هوليودى عتيد يجعل خصومه يتساقطزن كالذباب واحداً تلو الاخر.

لا عيب عندى فى أفلام الأكشن و الإثارة , والتى يعد هذا الفلم من أفضلها بوجهة نظرى بكم الإثارة و التصوير المذهل الذى تضمنه و لكن العيب أن يحاول المخرج أن يعطيه صبغة أكثر أصالة مما هو عليه فعلاً , إذا أردت أن تشاهد حقاً صراعاً بين الحضارات و تعرف كيف يكون تبرير المخرج الفنان لسقوط الحضارات فشاهد الراقص مع الذئاب للمخرج و الممثل كيفن كوستنر ويمكنك ببالغ السهولة أن تلاحظ الفارق الأسطورى بين المعالجتين.

برغم ذلك يظل الفيلم مشوقاً و ممتعاً إلى أقصى حد , ميل جيبسون يستمر بتحدى هوليوود بتصويره بكاميرا رقمية عكس الإتجحاه السائد فى هوليوود بعدم تشجيع مثل هذا النوع من الكاميرات, ويقدم نموذجاً جديداً لسينما رقمية مشوقة و جذابة.

شكراً جزيلاً لك يا أستاذ خالد الصاوى , دمت فناناً و مبدعاً

معجبك الأول\عمرو

sandra said...

الفيلم دا اكثر فيلم تأثرت منه و حسيت اني بداخله و كل لحظة كان قلبي يدق مع الفيلم و لا تفرق عدد المرات التي شاهدته فيها .... لن انسي هذا الفيلم طوال حياتي .. انه اسطورة