Monday, April 23, 2007

سكتش المصنع والعمال من مسرحية الميلاد.. تأليفي

(نحن في مصنع ما حيث يكد العمال.. أغنية تعبر عن حالهم من عينة دار الماتور يا صنايعية للشاعر نجيب سرور مثلا.. ثم تدخل مذيعة البرنامج ومعها طاقم التصوير التلفزيوني)..
المذيعة (بطريقة مصطنعة): ستوب! سيداتي آنساتي سادتي برنامج ستوب بيتوقف النهاردة في مصنع "الفرافيري".. مصنع الفرافيري أحدث المصانع التي افتتحها السيد الوزير المرح اللذيذ.. اللي كان لينا معاه هذا اللقاء المطول
الوزير (بضحك برخامة): بالنسبة لمصنع الفرافيري فده طبعًا عملّي مشكلة كبيرة لأن أغلب الناس اعتقدوا خطأ إن أنا عشان اسمي محمد علي الفرافيري والمصنع اسمه مصنع الفرافيري إن المصنع يقربلي.. وده غير صحيح بالمرة يا جماعة.. لأن اسمي محمد علي فؤاد سعيد الفرافيري والمصنع اسمه مصنع الفرافيري للأغذية.. يعني أنا من عيلة الفرافيري والمصنع من عيلة للأغذية!!
(يضحك الجميع ضحك مجاملة ثقيل الظل)..
المذيعة: وزي ما احنا عارفين، مصنع الفرافيري بيقدم للبلد أهم المنتجات الغذائية.. وبخصوص هذا الموضوع كان لنا لقاء مع مدير المصنع الأستاذ زكي الفرافيري
زكي: في الواقع.. أنا أسندت إلى إدارة هذا المصنع لثلاث أسباب أساسية
الجميع: أولاً
زكي: لأن أنا من عيلة الفرافيري.. وجحا أولى بلحم ثوره!
الجميع: وثانيًا؟
زكي: لأن دراستي كانت في إدارة الأعمال.. تخصص مصانع
الجميع: وثالثًا؟
زكي: لأن خبرتي الطويلة في مجال البزنس مكنتني من إقناع حمايا بكفاءتي النادرة وذكائي الفطري
المذيعة: وده طبعًا خد مجهود من سعادتك!
زكي: والله يا مدام
المذيعة: (مصححة ينعومة) آنسة!
زكي: أوه سوري! والله يا آنسة.. حقولك.. الإقناع فن.. يعني أنا مثلاً قدرت أقنع حمايا بإدارة المصنع ليه؟
المذيعة: ليه؟؟
زكي: لأن أنا قبل كده قدرت أقنعه بالجواز من بنته! وأنا أقنعته بالجواز من بنته ليه..
المذيعة: ليه؟
زكي (تتغير نبرته وتصير اكثر سوقية): لأن اللي يتلسع م الشوربة ينفخ في الزبادي.. واللي داق الفقر والنوم ع الأرصفة لازم يتعلم ياكلها والعة.. واللي اتكحرت لما الرصيف كل منه حتة لازم جتته تنحّس وباله يطول!
الله.. حكم.. يا سلام! (ينصرف زكي وينصرف كل إلى عمله)..
المذيعة: وكان لنا أيضًا لقاء مع المهندس المسئول عن أهم العنابر... عنبر التعليب.. المهندس أكرم الفرافيري تقدر تكلمنا عن الهندسة؟
أكرم: الهندسة أصعب العلوم.. والدليل على ذلك إني قعدت في كلية الهندسة 13 سنة بسقط في إيه تفتكري؟
المذيعة: في إيه؟
أكرم: في الهندسة!
الجميع: ياه.. يا سلام.. عجيب!
المذيعة: طيب المهندس أكرم الفرافيري يا ترى.. مرتبط؟
أكرم: في الحقيقة يا مدام
المذيعة: (بدلع): آنسة!
أكرم: أوه سوري! في الحقيقة يا آنسة.. الجواز ده قسمة ونصيب.. وبعدين النسوان دلوقتي ما بقوش زي زمان!
المخرج: ستوب! يا باشمهندس بلاش "نسوان" دي لو سمحت
أكرم: حاضر.. آسف.. حقول الستات
المخرج: اتفضل.. دور..
المصور: داير..
المخرج: اتفضلي يا آنسة..
المذيعة: طب المهندس أكرم الفرافيري يا ترى مرتبط؟
أكرم: في الحقيقة يا مدام..
المذيعة: (بدلع أقل): آنسة!
أكرم: في الحقيقة يا آنسة الجواز ده قسمة ونصيب.. النهاردة النسوان ما بقوش..
المخرج: ستوب! يا باشمهندس أكرم حضرتك برضه قلت "النسوان" مش الستات!
أكرم (بغباء شديد): إيه ده والله؟! طيب سوري!! (يحفظ نفسه) الستات.. الستات!!
المخرج: دور
المصور: داير
المخرج: اتفضلي يا مدام!
المذيعة: آنسة!
المخرج (منفجرا فيها): اتفضلي يا بنت ال.. (زمارة طويلة مكان السباب!)
المذيعة: طيب المهندس أكرم الفرافيري يا ترى مرتبط؟
أكرم: الحقيقة يا آنسة..
المذيعة: مدام!
أكرم: أوه سوري! في الحقيقة يا مدام الجواز ده قسمة ونصيب.. النهاردة النسوان ما بقوش زي زمان.. (المخرج يبصق عليه وينصرف تاركا الطاقم!)
أكرم (يستكمل بعشم): هو الراجل مننا عاوز إيه غير واحدة بنت ناس تعمر له البيت؟ صحيح؟ بعدما الراجل هلس وعاش وشاف مزز وحِرَش ومكن.. عاوز إيه في النهاية غير واحدة تسعده وتعيشه في نظام مية مية؟ المكن مثلاً ليه بيعيش أكتر من الإنسان؟! لأن الماكينة ما بتفكرش والفكر أصلاً بيتعب القلب! والنسوان اللي ما يكونش قلبها على جوازها تستاهل الحرق!! (بعض الرجال يصفقون وينصرف أكرم منتشيا بنفسه!)
المذيعة: وفي نهاية زيارتنا للمصنع كان لنا لقاء مع السيد مصطفى الفرافيري صاحب المصنع.. صاحب الملايين.. (تقدمه) السيد مصطفى الفرافيري
(بقعة ضوء تستقبله بالموسيقى، يدخل مصطفى –عملاق قوي يلبس ملابس شيك جدا- ومعه شخص يبخره وأمامه رجل يفرد بساطًا وآخر يفرد بساطًا آخر.. العمال يعطونه تحية عسكرية.. بقية أقربائه يرتصون في شرف استقباله)
المذيعة: (بانبهار شديد): السيد الأستاذ مصطفى الفرافيري.. تقول إيه لبرنامج ستوب؟
مصطفى (مستظرفا): أقوله.. ستوب!
(يضحك الجميع مجاملة)
المذيعة: عرفنا بنفسك.. ولو أنك مش محتاج تعريف!
مصطفى (بادعاء جم): أنا.. أنا دمعة في فراغ المنى.. أنا سوسنَة.. أنا.. ما أنا؟ ما أنا؟! (يصفقون رياء)..
المذيعة: السيد مصطفى الفرافيري.. احكيلنا قصة كفاحك
مصطفى: كنت في سنة خامسة لما والدي اتوفى.. عبد الرزاق باشا الفرافيري..
(تنزل على شاشة في الخلفية شرائح مصورة تبين طفولة شباب ورجولة وكهولة مصطفى، وهو بالضبط عكس ما يقوله تماما! فنحن نرى صورة والده البلطجي الآن)..
مصطفى: كانت والدتي نازلي هانم الفرافيري شابة صغيرة.. وكانت موهوبة.. واحترفت الفن
(على الشاشة صورة أمه الراقصة العاهرة وسط رجال منحطين)
مصطفى: وكانت الجماهير تأتيها من كل صوب..
(صورة لمجموعة من السفلة يراقصون أمه)
مصطفى: كانت الله يرحمها بتدافع عن وجودي.. ومن هنا كانت البداية..
(صورة لمصطفى الصغير ينشل أحد الزبائن في الزحام)
مصطفى: اتعلمت طريق الفن.. وبقيت أصطحب والدتي في كل المجتمعات..
(صورة لمصطفى الشاب يحمل مطواة وأمه ترقص مع زبون، إنه الآن فتوتها الخاص)
مصطفى: الدراسة مش كل حاجة.. الحياة أكبر مدرسة..
(صورة لمصطفى يدق أعناق زبائن أمه)
مصطفى: وفجأة ماتت والدتي.. كانت بتجهد نفسها كثير
(صورة لأمه الميتة بجرعة مخدرات وحولها يبكي عشاقها من الصيع)
مصطفى: ولقيت نفسي وحيد في مواجهة الحياة
(صورة لمصطفى يهرب من الشرطة)
مصطفى: أستسلم؟ أتضايق؟ أعمل إيه؟
الجميع: اضحك.. طبعًا نضحك.. يللا نضحك.. هاهاهاهاها!!
مصطفى (يحمل المذيعة ويهدهدها): مرت سنين وسنين وبدأت مشروع صغير.. وكان أملي في نجاحه كبير
(صورة في شبابه يبيع مخدرات)
مصطفى: ولأن مشروعي الصغير شد الشباب.. التفت حولي الجموع الغفيرة
(صورة لشباب كثيرين يدمنون على يديه)
مصطفى: كانت البضاعة اللي أجيبها الصبح.. تخلص بالليل!
(صورة لشباب مدمنين يموتون أمام بابه)
مصطفى: وفي النهاية كبر المشروع وبقى في مقدوري إني أحج لبيت الله.. وفي الأراضي الحجازية جت لي الفرصة الكبيرة.. الفرصة الذهبية
(صورة له مع بعض الخلايجة وهو يرتدي مثلهم بما يوحي بأنه عمل نصابا أيضا)
مصطفى: مرت سنين وسنين.. واشتريت الأرض دي
(صورة له يغتصب الأرض بالسلاح)
مصطفى: وأقمت المصنع ده... بدمي
(صورة له بالسيجار بينما العمال يكدون في مصنعه أمام اللهب)
مصطفى: بعرقي
(صورة لوجوه العمال البؤساء)
مصطفى: بإصراري
(عامل تأكل يده الماكينة)
مصطفى: بقلبي المفتوح للحياة
(إضراب عمالي يطالبه بصرف الحوافز)
مصطفى: وبتوفيق كبير من ربنا
(مسلحون يضربون العمال لحسابه)
مصطفى: والنهاردة بعد كل هذا الجهد.. وبعد كل هذه السنوات، أقدر أقول إن مصنع الفرافيري للأغذية هو المصنع نمرة واحد في الشرق الأوسط كله..
المذيعة: السيد الأستاذ مصطفى الفرافيري.. كلمنا عن الخطة الجاية
مصطفى: النهاردة احنا بننتج كمبوت المانجة.. ومربى العنب.. والألبان حدث ولا حرج، مبستر ومنزوع الدسم وخلافه.. أكل الرجيم.. وأحلى الحلويات لمرضى السكر.. (موسيقى عالية تحول المسرح لكباريه فجأة وتتراقص فتيات الإعلان وهن يغنين لمنتجاته)..
فتيات الإعلان:
الفرافيري أكل ومرعى الفرافيري سر الصنعة
الفرافيري الفرافيري
الفرافيري جبنة وألبان الفرافيري لحمة وأسماك
الفرافيري رز وبامية الفرافيري مية المية
الفرافيري الفرافيري
(تنتهي الفتيات من تقديم الإعلان ويتقدمن بدلع لمصطفى الذي ينقدهن كأنه ينقط راقصات في ملاه ليلية)
مصطفى: رانيا 1000 جنيه، نيفين 750 جنيه، سوزي 500 جنيه

سوزي: 500 بس؟
مصطفى: يا ماما انتي لسه مبتدئة.. احمدي ربنا
سوزي: الحمد لله!
(الأموال تتناثر على طاقم التصوير وأقارب مصطفى بينما العمال يتفرجون في تحسر، حتى تخلو الخشبة إلا من العمال.. لحظات من العمل الشاق ثم نسمع صفارة الراحة، الكل يرتمي ينشد الراحة)
عامل 1: هو مفيش قبض النهاردة برضه ولا إيه؟
عامل 2: قبض إيه؟ هو ده اسمه قبض؟
عامل 3: شفت يابني الفلوس اللي بجد؟
عامل 4: مش عاجبها 500 جنيه!
عامل 5: مش عاجبها مرتب 3 أشهر!!
العامل المتزمت: تبرعوا لبيت الله.. بناء مسجد يا إخوة (ينفرد بأحدهم).. شفت الكافر ابن الكافر.. شفت إيه الخطة الجاية؟
عامل: إيه الخطة الجاية؟
العامل المتزمت: مصنع خنازير!
عامل: إيه؟ مصنع خنازير؟!
العامل المتزمت: وطي صوتك.. أقولك.. نتكلم بعدين.. الساعة 4 ع القهوة اللي قصاد المصنع.. ماشي؟
عامل: ماشي
العامل المتزمت: تبرعوا يا إخوة لبناء بيت من بيوت الله..
عامل آخر: اللي يحتاجه البيت يحرم ع الجامع
العامل المتزمت: استغفر الله العظيم.. استغفر الله العظيم!
عامل آخر: يا با ده مش كفر.. دي واقعية
(يدخل العامل سيد صارخا بالغضب): يا خوانا... أنا عاوز أتكلم معاكم.. (شخص دخل وراءه يحاول إمساكه فيزغده سيد).. اوعى إيدك..
الشخص: يا سيد خد بس افهم
سيد: مفهمش.. يا إخوانا.. مفيش قبض النهاردة برضه وده سابع يوم واللجنة النقابية ما عملتش حاجة.. يا إما نقبض يا إما مفيش شغل .. (هيصة، ويدخل على عجل عضو اللجنة النقابية ليخطب فيهم):
يا إخوانا لو سمحتم.. النقابة ما قصرتش في حاجة.. إحنا اتكلمنا باسمكم.
سيد: آه.. وقبضتم باسمنا!
عضو اللجنة النقابية: ما تغلطش يا سيد
سيد: (يهتف) تسقط النقابة!
العمال (يرددون وراءه): تسقط النقابة!
سيد: الإضراب! الإضراب!
العمال: الإضراب الإضراب.. (ويلقون بعضو اللجنة والشخص الذي حاول منع سيد من الكلام إلى الخارج ويستبد بهم الحماس)
العامل الحنجوري: (يخطب): يا زملا.. يا رفاق.. يا زملا.. يا رفاق.. اللجنة النقابية خانتنا والإدارة مصرة على تعنتها.. ليس أمامنا إلا المواجهة.. لا بد من وقوف البروليتاريا صفًا واحدًا تجاه كل من رأس المال والياقات البيضاء.. تصفيق!.. (يصفق البعض!)
سيد: بتصفقوا على إيه؟ حد فاهم هو عاوز إيه؟
العامل الحنجوري: الإمبريالية يا زملا هي العدو الأكبر.. فلنقاتل الإمبريالية.. وسلاحنا الاعتصام.. لن نسلم لهم المصنع .
سيد: فكرة! (يهتف) مش حنخرج من هنا..
العمال (يهتفون): مش حنخرج من هنا..
سيد: إلا ومالنا في إيدينا
العمال: إلا ومالنا في إيدينا
العامل الحنجوري (ينفرد بسيد): اسمع يا سيد.. أنت تنفع تكون كادر جماهيري مثقف.. أنت طليعي بطبعك ولازم تكون في مقدمة الصفوف.. يا سيد إحنا تنظيم يساري طليعي.. فاهم حاجة؟!
سيد: لا !!
العامل الحنجوري: مش مهم! المهم يا سيد.. إن أنت مستهدف بالنسبة لنا من فترة.. يا سيد.. (يبسط له المسألة).. انت من الأحرار يا سيد!
سيد: إيه المطلوب؟
العامل الحنجوري:عشان تكون أكثر تأثيرًا يا سيد.. لازم تكون عضو في جماعة منظمة لها خطة وبرنامج يا سيد.. يعني عندها استراتيجية فعالة وتكتيكات مناسبة.. فاهم حاجة؟؟
سيد: خالص!
العامل الحنجوري: مش مهم! إحنا يا سيد.. إحنا.. الحزب الديمقراطي الوحدوي لتحرير تحالف القوى الشعبية – اسم مؤقت- إحنا يا سيد عاوزين نضمك لينا.
سيد: ماشي وايه المطلوب طيب؟
العامل الحنجوري: (محرجا): المطلوب إيه يا سيد؟! هو ده اللي أنا أعرفه لغاية دلوقتي، ولغاية ما تيجي تعليمات تانية! وعلى كل يا سيد.. القائد المعلم العظيم جوزيف ستالين كان بيقول شيء هام جدا في قضية الحزب.. (يقول مقطعًا بالروسية!!)
سيد: (يقاطعه) يابا إيه المطلوب مني أنا؟
العامل الحنجوري: 5 جنيه كل شهر يا سيد مش حكاية يعني! وما تشغلش بالك بعد كده! إحنا حناضل بدالك وحننزل الانتخابات القادمة بدالك! ادعم الحزب يا سيد.. ده حزبك... أنت صاحب حزب يا سيد!
سيد: على عيني حاضر!
العامل الحنجوري: وإياك تدي لبتاع تبرعوا لبناء مسجد ده
سيد: ليه بقى إن شاء الله؟
العامل الحنجوري: لأنهم بياخدوا الفلوس دي يجيبوا بيها سلاح ويغزّونا!
سيد: يا راجل؟
العامل الحنجوري: صدقني يا سيد الناس دي شريرة جدًا.. يا سيد القضية دي.. قضية الحزب.. أهم بكتير من فلوسنا المتأخرة
العامل المتزمت (يتحرك بين العمال): مصنع خنازير يا إخوة.. الكافر ابن الكافر بيعمل مصنع خنازير واحنا عاملين مشكلة على شهرين متأخرين.. فين النخوة يا إخوة؟ فين الوقوف في وجه الظلم؟ فين شراء الحياة الآخرة بالحياة الدنيا؟
(يضاء المسرح بالكامل لنرى العمال منقسمين بين الحنجوري والمتزمت)..
العامل الحنجوري: 5 جنيه كل شهر يا رفاق مش كتير..
العامل المتزمت: مش كفاية المصنع مفيهوش مسجد؟
العامل الحنجوري: لا لنقابة حسنين كمونة.. نعم لقائمة الحزب الديمقراطي الوحدوي..
العامل المتزمت: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة
(الجنجوري يلم الأموال، المتزمت يجمع الفلوس، المجموعتان تتواجهان مع صوت أقدام عسكرية، المجموعتان تتضاربان.. الجنود يدخلون يحاصرون المجموعتين المنهكتين من المعركة ويضربون الجميع ثم يثبت كل شيء في مكانه تماما)..
ضابط (يلقي بيانا): قرار كبير رقم 62 لسنة 1996 .. حيث إنه قد ثبت من الأوراق محاولة عمال مصنع الفرافيري الإضراب عن العمل بالمصنع.. مع التهديد بالاعتصام فيه.. وحيث إنه قد ثبت من التحقيق أن المتهم سيد حسين هو الذي خطط وحضر وأعد وأنجز ونفذ واشترك وساهم في هذا العمل المرعب وحده وباعتراف شركائه في الجريمة والذين تم العفو عنهم باعتبارهم شهود ملك.. لكل هذه الأسباب وللأسباب التي قد تستجد في المستقبل فقد صدر القرار الآتي: أولا.. فصل المدعو سيد حسين فصلاً نهائيًا.. ثانيا.. الحجز على مرتبه المتأخر تحت حساب تعويض الخسائر التي لحقت بالمصنع من جراء التوقف عن العمل لمدة نصف ساعة.. ثالثا.. الحبس لمدة لا تقل عن سنة كاملة.. غير كبيسة.. والسجن تأديب وتهذيب وإصلاح! وقبل هذا وذاك.. السجن للجدعان!
(سيد يتحرك إلى المقدمة لينزل ساتر يشبه قضبان السجن بينه وبين الجمهور، تدخل سعاد زوجة سيد بالطفل الرضيع)..
سعاد: ليه يا سيد عملت كده؟
سيد: ليه عملت إيه؟ إيه هو اللي ليه؟
سعاد: ليه يا سيد رحت للمشاكل برجليك؟
سيد: أنا اللي رحت للمشاكل برجليا يا وليه؟ أنا؟ دي المشاكل هي اللي جتلي برجليها! أنا كنت باحميك أنت والواد.
سعاد: وأهو أنت يا سيد رحت في أبو كازوزة.. فدتنا بإيه يا سيد؟
سيد: كنت أعمل إيه طيب؟ ما كانش فيه مليم في جيوبي.. أوكلكم منين؟
سعاد: كنت اصبر يا سيد
سيد: وأنت بتصبري يا سعاد؟ أنت بتصبري عليا؟ وإذا احنا الاتنين صبرنا الواد كان حيصبر؟ كان حيقول لأ مش حموت م الجوع؟
سعاد: وانت دلوقتي يا سيد حتعرف توكله؟
سيد: كنت أعمل إيه؟
سعاد: الواد دلوقتي يا سيد بقى من غير أب
سيد: ما تقوليش كده
سعاد: وبكرة يكبر وينحرف
سيد: اسكتي
سعاد:وأنا كمان يا سيد.. مسيري أنا كمان أنحرف!
سيد: اخرسي يا ولية!
سعاد: بخاطري أو غصب عن عين أهلي.. لازم آكل يا سيد وأوكل الواد!
سيد: إنتي بتقولي إيه؟؟
سعاد: أيوة يا سيد هي دي الحقيقة اللي لازم تعرفها.. أنا حنحرف.. والواد كمان حينحرف.. وأنت حتنتحر في نهاية التمثيلية!
سيد: أنا حشرب من دمك!
سعاد: يا سيد اسمع كلامي.. أنا شفت المسلسل ده قبل كده!
سيد: طلعوني من هنا يا ولاد الكلب!
سعاد: يا سيد.. مفيش غير حل واحد عشان ما أنحرفش
سيد: ايه هو؟! (يدخل سعيد ابن خالة سعاد)..
سعيد: أنا يا سيد.. أنا الحل الوحيد.. أنا!
سعاد: ايوة يا سيد وأنا دلوقتي لازم بقى أتجوزه ةأهرب معاه!
سعيد: قصدها يا إما أتجوزه يا إما أهرب معاه!
سعاد: المهم يا سيد إن أنت لازم تتمسك قوي بالله لأن ما عدلكش غيره! خد يا بن الناس الواد بتاعك.. وربنا ينور طريقك.. وإشارتك خضرا!! (وتناوله الطفل فيحتضنه من خلال الحاجز)
سعيد: صدقني يا سيد.. ده أحسن الحلول.. وده عشان أخويا سيد!
(ينصرفان.. سيد يدمع.. موسيقى حزينة.. الإضاءة تختف، سيد يحضن ابنه برفق)..
سيد: أعمل إيه؟ أربيك ازاي؟ أصرف عليك منين؟ حتطلع إيه؟ أعمل إيه؟ أعمل إيه؟ (يصرخ) أعمل إيه يابا؟
(يدخل أبو سيد محاطا بدخان وموسيقى موحية.. إنه قادم من العالم الآخر– يرتفع الحاجز- يلتحمان)
سيد:وحشتني.. حمد الله ع السلامة
الأب: إزيك يا سيد؟ (يقبل رأسه)
سيد: يابا العالم بقى ضيق قوي.. حتخنق
الأب: ربنا ما بيخلقش وينسى يا بني
سيد: أنا تعبان يا با.. تعبان قوي..
الأب: ده ابنك يا سيد؟
سيد: آه يابا (ويناوله إياه)
الأب: بسم الله ما شاء الله.. اللهم صلي ع النبي
سيد: عليه الصلاة والسلام
الأب: شبهك يا سيد
سيد (بسخرية مريرة): ابن حلال يابا!
الأب: وأنت يا سيد ابن حلال.. ربنا يديلك يا بني..
سيد: يابا.. يابا العالم كله ضدي.. لا فيه فلوس ولا فيه صاحب والشغل أحواله هباب.. والولية طفشت يابا حتى من غير ما تستنى تسمع اليمين!
الأب: ربنا موجود يا سيد..
سيد: ونعم بالله.. في كل لحظات الضعف يابا كنت فاكره.. وكل ما أتعب أفتكره.. وأفتكرك..
(الأب يقبل الطفل.. ويتحرك به مبتعدًا والدخان يلفهما بالتدريج)..
سيد (مستكملا غير منتبه لرحيل الأب بالطفل): تعرف يابا.. أول ما خلفت حسيت فجأة إنك واحشني جدًا.. وقعدت أعيط.. يوميها بس حسيت إني يتيم الأب واتمنيت إن ابني يخلف في حياتي.. عشان ما يحسش غير بفرحة العيل.. اللهم اجعل يومي قبل يومه.. اللهم اجعل يومي قبل يومه.. (ينتبه إلى أن الأب اختفى بالرضيع)..
آبا.. آبا.. الواد.. الواد! (موسيقى عنيفة.. سيد ينظر للسماء في ضياع ثم يصرخ صرخة مدوية.. إظلام للحظات ثم إضاءة على سيد يودعه 3 ضباط)..
ضابط 1: دي شهادة وفاة والدك!
ضابط 2: ودي شهادة وفاة ابنك!
ضابط 3: ودي بقى قسيمة الطلاق بتاعتك.. مبروك يا سيدي!
ضابط 1: دي شهادة إنهاء خدمتك..
ضابط 2: ودي يا سيدي فلوس متأخرة عليك!!
سيد: فلوس ايه؟؟ معيش فلوس!
ضابط 3: إزاي ما معكش فلوس؟!
سيد: مش كنت محبوس؟!
ضابط 1: ده مش مبرر.. أنا أعرف واحد محبوس عنده 3 مليون!
ضابط 2: وأنا أعرف واحد محبوس عنده 30 مليون!
ضابط 3: وأنا أهيف محبوس أعرفه عنده 300 مليون!!
ضابط 1 و 2: يااه!! ياه.. برافو.. عظيم!!
سيد: بس أنا معيش ولا نكلة، وعشان كده جيت هنا!
ضابط 1: طيب يا ابني لما أنت معكش فلوس تخش السجون المحترمة بتاعتنا بتخش السجن ليه؟! إيه؟ عاوز تتحبس؟!!
ضابط 2: صحيح.. نايم قايم واكل شارب (زمارة بدل الكلمة القذرة) ببلاش.. إيه بقى؟ إحنا يا بابا مش نهيبة!
ضابط 3: أنت ما تعرفش يا ابني إن الفلوس اللي عليك كلها كوم.. وفلوسنا احنا كوم تاني؟
ضابط 1: أنت يا بني متعرفش إن احنا كده حنحبسك تاني؟
ضابط 2: أه وكله بحسابه.. حنحبسك سنة حتدفع السنة اللي فاتت والسنة الجاية.. مش حتدفع.. حتتحبس ثالث وهكذا..
سيد: (مكتشفا هول الكارثة): وأنا عمري ما حقدر أدفع!
ضابط 3: لا يا بابا! الفلوس اللي لينا عندك دي حتدفع حتدفع!
لأ دي ما فيهاش كلام من أصله!
ضابط 1: إن شالله تتحبس بيهم عشر سنين
ضابط 2: وبرضه حتدفع!
سيد: عشر سنين؟
ضابط 3: إنشالله عشرين حتى!
سيد: عشرين سنة؟!
ضابط 1: كلمة واحدة زيادة وتاخد إعدام!
ضابط 2: والله يا بني ده نظامنا وكل واحد ونظامه!
سيد: إعدام يعني إعدام؟!
ضابط 3: إعدام يعني إعدام!
سيد (يكرر السؤال وكأنه يعطيهم آخر فرصة): إعدام يعني إعدام؟؟
الضباط الثلاثة (بعصبية وعنجهية): إعدام يعني إعدام! الله!!
سيد: طيب.. حيث كده بقى.. موتة بموتة (ينقض على ضابط 1 ويخنقه)..
ضابط 2 و 3: ايه ده؟! سيب يا ولد.. سيب يا كلب.. يا حرس! يا رجالة!!
(سيد يعدو وراءهم ويضربهم.. يتحول المشهد إلى تجسيد بشري لعالم الأراجوز الذي يضرب أعداءه.. يجرون منه مستنجدين بالحرس.. مايسترو الفرقة الموسيقية العملاق يتدخل فيهرب منه سيد.. موسيقى سريعة مرحة بينما سيد يتنكر في زي مهرج ليكمل في ذهننا صورة قريبة من الأراجوز.. المشهد الآن تغلب عليه الحركة بما تحتويه من تكنيك كوميديا التهريج الشعبية.. عاملة النظافة في السجن تتضامن مع سيد-المهرج فتتحول لمهرجة هي الأخرى.. تعاونه على ضرب الضباط وعلى الهرب من المايسترو.. جميع ممثلي العرض وموسيقييه يتضامنون مع سيد باعتبارهم شخوصا مقموعة من البداية.. ويعلنون هذا التضامن بأزياء المهرجين.. نرى كل أبطال المشاهد السابقة يتعاونون مع سيد وعاملة النظافة التي تلعب دورها نفس الممثلة التي لعبت دور إيمان الزوجة المكافحة التي فقدت زوجها المخدوع من قبل أصدقائه الطفيليين.. وتشاركه الغناء هي والممثلون والموسيقيون تباعا)
سيد (يغني): الدنيا دي بطيخة من حظك لو كات حمرا
أما لو طلعت قرعة إياك تسكت وتنخ
وما دام العالم صايع ونظامه هو الفردة
إفرد نفسك في الشدة وإديها شوية مخ!
يا قلبي يا كتاكت مليان أنت وساكت
ما تخافش من الجواكت ديتها تقولها بخ!!
ما تقولش العالم زيطة خللينا جنب الحيطة
إرسم بكرة بدراعك واخلع من أيها فخ!
(تتصاعد الأغنية فيما راح سيد بمساعدة الباقين يكيل الضربات للمايسترو خاصة وقد ألبسه ذلك الدلو الأحمر الذي رأيناه سابقا متلازما مع كل المظاهرات.. وهنا فقط يأتي سيد من الكالوس بأحمد –صديقنا الموظف الصغير أو الزوج المخدوع من أصدقائه أصحاب المصنع الأول والذي شُلّ في نهاية قصته- ويتعاون جميع الممثلين والموسيقيين في مساعدته على المشي وكأنه طفل يحبو.. يستقيم أحمد ويشاركهم الرقص والغناء بينما يجلسون المايسترو بالجردل الأحمر الذي يخبيء وجهه وهم يقيدونه على الكرسي المتحرك.. ثم يضعون تورتة عيد الميلاد على رأسه ويشعلون شموعها الكثيرة ويغنون وكأنهم جميعا أطفال في العيد):
الجميع (يغنون متحررين من طاغوت المايسترو الذي قمعهم طوال العرض):
عيد سعيد يا جماعة عيد سعيد يا جماعة
عيد سعيد علينا عيد سعيد يا ناس
(ويختم الممثلون هذه اللوحة بالغناء للحياة وكيف أن جمالها في الصبر والأمل والتحدي، ثم يلقون بالورود على الجماهير تمجيدا لانتصار الكفاح والحب والحياة).
الدنيا دي بطيخة من حظك لو كات حمرا
أما لو طلعت قرعة إياك تسكت وتنخ
وما دام العالم صايع ونظامه هو الفردة
إفرد نفسك في الشدة وإديها شوية مخ!

- تمت-

10 comments:

Yasser Hussein said...

خلود.. صديقي العزيز
حقيقي رائعة
الواحد حس بأنه بيقرأ وكأنه يرى
حقيقي أنا كنت أتمنى أشوف العرض ده
أعتقد أنت وخالد صالح موجودين فيه مش كده؟
لو في عندك ولوجزء منه فيديو ممكن يترفع على موقع يو تيوب
ساعتها هتمتعنا أكتر
خالص احترامي لفناننا الشامل

Anonymous said...

فعلا عمل رائع يا خالد و تصويرك للجشع و الاستغلال و الوهم بالشعارات و النية الحقيقةاللي ورا الكلام المعسول و الناس الي مش عارفة هي اصلا بتدعي لايه و العقاب لمن لا يستحقه و.. و... كلها فعلا صور رائعة. انا شايفة ان العمل دا ميقلش ابدا عن اللعب في الدماغ.
بس فيه حاجة انا مفهمتهاش.
انت ذكرت شخصيتين و هم ايمان و احمد علي ان قصتهم اتسردت قبل كدا بس هم مش موجودين قدامي. هل هم في سرد سابق؟ لو كان كدا يا ريت تحطها في بوست

BaSsMa said...

ما تخافش من الجواكت ديتها تقولها بخ

مش فاهماها دي ياصديقي :)
مع اني بعرف مصري كويس بس عليك شوية كلمات بقراها بحس اني زي الاطرش في الزفة :D

ياريت فعلا لو تبقى الحاجات دي فيديو
اللعب في الدماغ والميلاد وكل المسرحيات نشوفها انا بقول ياريت والأمل ضعيف بصراحة :(
صحيح انت في الميلاد بتمثل أني دور من لي في الحوار ؟ بس السكتش حلو وله رسالة هادفة زي ماعودتنا :)

Anonymous said...

مرحبا أستاذ خالد ، أنا بجد آسفه لم أقصد إحراجك أبدا والله ، بس المهم رأيي عن دورك في الفيلم وصلك. إنت عارف أنو كان بودي أحضر ندوة الفيلم وأعبر عن إعجابي بصيغه مباشره ولكن لم أجد إلا هذه السطور للتعبير عنها . أنا سمعت كثيرا عن مسرحية اللعب في الدماغ ولكن سؤالي هو ,هل هذه المسرحيه مصوره تلفزيونيا أو مسجله حتى يتسنى لي البحث عنها ومشاهدتها؟ . وكذلك ايضا بالنسبه للمسرحيات التي سبقتها.

MaMaDo said...

الدنيا دي بطيخة من حظك لو كات حمرا
أما لو طلعت قرعة إياك تسكت وتنخ
وما دام العالم صايع ونظامه هو الفردة
إفرد نفسك في الشدة وإديها شوية مخ!

زغم عميه الكلام ده بس انت جبت الزتونه بتاعت الليله و بجد جمده اوى

عمى بعمى بقى
هههههههههه


تحياتى لشخصيتك المميزه

الخبز و الحرية said...

شكرا أخي الحبيب ياسر.. لو بس اعرف ازاي احطلكم ولو جزء منها حطير من الفرح.. خالد صالح بيمثل في العرض انا اكتفيت بالتأليف والاخراج والتلحين:)
ايمي الف شكر.. اللي انت قريتيه ده آخر سكتش في عرض الميلاد.. العرض عبارة عن مجموعة سكتشات منفصلة-متصلة ان جاز التعبير وفي كل سكتش عرض لحدوتة فرد مصري غلبان يتم طحنه بطريقة أو باخرى.. احمد وايمان بطلا واحد من السكتشات في منتصف العرض.
بسمة الجواكت جمع جاكيت بس بلهجة شعبية قوي .. ديتها تقولها بخ أي ان هذه الجاكيتات التي تعبر هنا عن ملاك البلاد والعباد من المترفين ومن الرتب سواء ليسوا بالشجاعة اللي انت فاكرها يا مواطن يا غلبان دول ديتهم تزعق فيهم وتقولهم بخ:)
ربا عزيزتي انسي الأمر أنا متأكد من حسن نيتك ومن رقتك الشديدة وشكرا جزيلا على تفهمك للموضوع، اما تمكينكم من رؤية المسرحيات والأفلام التجريبية اللي عملتها فأنا عملت اللي علي وعملت نسخ سي دي.. حد يرشدني لطريقة رفعمه بقى:(
الف شكر كريزي:) انا كمان تحياتي لك

Unknown said...

بجد محتارة اقول رائع ولا رائعة!
رائع خالد الصاوى بكل ابداعاته اللى بتبهرنا دايما
ولا رائعة المسرحية اللى متقلش ابدا عن اللعب ف الدماغ اللى بهرتنا كلنا
بس من بعد رائع و رائعة
احنا منتظرين روائع اكتر بكتير

Dr.Eglal said...

واضح انى قراتها متاخر اوى. بس بجد اكثر من رائعه كوميديا ساخره لقضايا المجتمع والشعب المطحون اللى بيروح ضحيه الشعارات اللى هدفها تحقيق مصالح خاصه.. بجد خالص احترامى

حيدر الجنيد said...

جبار هذا الإبداع ..أستاذي القدير خالد
عليك مني السلام والمحبة ..
حيدر الجنيد / الرياض

shaimaa salaheldin said...

يمكن يكون الميزه الوحيده في أني قريت الأسكتش ده متآخر كده أني بجد أكتشف بعد نظرك وقدرتك علي التنبؤ بالمستقبل مزهله بجد أنا ممكن وبسهوله شديده أقولك صاحب المصنع برمز لمين في البلد والمذيعه لمين و العامل الحنجوري لمين والمتزمت لمين وووووووو سيد هو مين..... سيد اللي أتبهدل قوي الأيام دي
أنا كنت كل شويه أرجع لتاريخ الأسكتش أتأكد أنه بتاريخ سنة 2011 ولا أيه وخصوصآ لما قلت
ماتخفش من الجواكت ديتها تقوله بخ
بجد روعه جدآآآآآآآ