Tuesday, December 13, 2016

بنت مصر عام 1956 تكشف للعالم وللتاريخ عن قطعة من معدنها النفيس

بنت مصر عام 1956 تكشف للعالم وللتاريخ عن قطعة من معدنها النفيس في واحدة من أروع حلقات مسلسلنا الملحمي متعدد الأجزاء "استقلال/كرامة/تنمية وتآخي" والممتد من المقاومة الشعبية للحملة الفرنسية وسحق حملة فريزر مع تطهير بلدنا من الترك والمماليك مرورا بمعاركنا جنوبا وشرقا وشمالا لخلق سياج مناسب لنهضتنا الشاملة ثم الثبات والصبر بعد هزيمتنا منتصف القرن 19 أمام حلف الأمم المنافقة من تركيا وروسيا لبريطانيا وفرنسا ودلاديلهم في أوروبا وبلاد العرب، ثم محاولات الاستنهاض المهادنة لأوروبا عهد إسماعيل ثم غدر بريطانيا وفرنسا به وبنا وترسيخ تحكمهم فينا من وزيرين بريطاني وفرنسي إلى تثبيت خروفهم الخائن خديو توفيق فاحتشادنا في جبهة وطنية رأس حربتها من القيادات التي كافحت لتمصير الجيش -أبرزهم عرابي والبارودي وفهمي العظيم رابط الجيش بالمقاومة الشعبية- واستماتتنا رغم ضعف تسليحنا قبالة التفوق البريطاني وهو ثمرة المؤامرة الأوروبية التي حطمت نهضتنا قبلها بنصف قرن، مع وقوعنا بمستنقع الخيانة من الحاكم وأذرعه من مرتزقة الشركس والأرناؤوط إلى قبائل العربان التي لا تنتمي لمصر ولا لبلاد الشام، وهكذا سحقنا العجل البريطاني أول القرن 19 فعاد بقطيع تغلب علينا بمنتصف القرن فرمى أساسات البناء التآمري بمكر لا ينافسه في حقارته الا البغل الفرنسي شريكه في تحطيم مصر كلما سعت للنهوض، ولكن ابن وبنت مصر ينكسران ثم يرممان العظم بصبر فيقعان ضحية طمع الغريب السفاح وطمع القريب الخائن فينزف الجسد المصري ويشحب الوجه البشوش ويخفت صوته الضاحك المحنك فتتدافع شعوب نجسة باعت تاريخها للشر لكي تشهد استسلامه التام وموت شخصيته التي تقف حجرا في حلق الخساسة والنذالة والافترا منذ اعلاننا التاريخي والأممي أننا أمة مقاتلة وراء عائلة الخير والعمران والتقوى أوزير الشهيد الحي بأعماله الخيرة والمتجدد بوفاء الست بل ست الستات وقتما كانت البشرية تمرح في الهمجية والبغي، ولولا الأصل الطيب وصحف الجدود وسعي حثيث لقرون وقرون لعقد الصلة مع نور الكون وبشراه المحسوسة في الضمائر ما ظهر أعظم رموزنا المقاتلة حور البار بأمه المنتقم لأبيه وقيمه والمصمم على أن كمت -أرضنا السمراء- وكل ما رسخه المصريون الأوائل من جبتو مصرايم وبزوغ ابن الإنسان من الوحشية بندائه لشركائه في عصور خبيئة تشكلت بها اللحمة المصرية بعملية أرقى من روابط الدم العشائرية التي عمت الكوكب دون أن تفرز شمسا أولى كما حدث هنا، "جبتو جبتو" النداء الذي تخيله الكاتب المصري الأقدم وهو نفير الاحتشاد للأجيال الأولى التي استوطنت شريط حابي وكان هذا أول توطن وخاض الجدود الأوائل حربا مقدسة ضد الهمج السريحة فومن هنا أصبحت المصرية توافقية من المتوطنين أصحاب الرؤية الأبعد والأعمق تجاه الطبيعة والتعاون والعمران -كما أبدعتها تحفة الملاحم "الجبتانا" لابد لابد لابد من قراءتها- ولهذا تقدمنا في البدء عن الجماعات الهائمة تحكمها الطبيعة وتتحكم بها الغريزة ولا تعرف معنى التضامن على تواصل التعمير لا على مجرد رباط الرحم! هذه هي من وجهة نظري قصة مصر الأصلية وسر معجزتها الغامضة، منذ تجلى رمزنا الأول "جبتو مصرايم" ليؤسس العهد والتآخي والسلام والجيرة من جهة، والقتالية المبنية على العقل مع القلب فأبعدنا الهمج وسيطرنا على النيل وطهرنا الغاب الكثيف لنضيء مسار الكورنيش الساحر من النوبة لرشيد ودمياط، نحن أمة قدست الخير ورموزه وخلقنا لفظا عبقريا يحتوي على العدل والحق والتوازن الكوني هو "ماعت" ولهذا لم نبد الشعوب حولنا وكنا نستطيع، ولم نحتل كل الاقليم ولم نستعبد الأنفس ولم نحرق المخاليق وكنا نستطيع! وهذا الفارق بيننا وبين أمم أخرى سيظهر بوضوح في الحلقات القادمة.
خلفاء ابن الشر أيا كان مسماه هم من استحلوا النهب والمذابح ، ولنا معهم جولات جديدة قريبة ليس فقط ثأرا وانتزاعا لميراثنا المنهوب ولكن لأننا أصحاب رسالة أنسنة الأرض ولكن مرضنا بالزهايمر التاريخي يعوقنا وسوف نشفى منه فنرتقي أو.. لا نشفى منه فيتم تقسيم مصر ونخفت نخفت حتى نتلاشى لا قدر الله أبدا.
شعوب العنصرية والافتراء النرجسية ببياضها زرعت الشر ببلادنا مرارا (وستحصده في أبدانها وبنيانها وخزينها وصيتها قريبا جدا، لا عاصم لها من سلاح ومعامل وبروج محصنة، ولن ينجو من عار آبائه المستعمرين إلا أوروبي منصف أو تركي ذو ضمير أو أمريكي صافي النية كما كان لنكولن الشريف الاستثنائي الأبرز بسلسال حكام أمريكا الأنجاس)
بقية المسلسل الملحمي المصري تجدونها حضراتكم بعد سنوات قليلة من احتلالنا 1882، ومن يهتم بهضم ما جرى سينتعش بشباب مصر العظيم مصطفى كامل ومحمد فريد وسينتشي ابن مصر وتشاركه النشوة بنت مصر حين يقرآن ما بين السطور حتى يصلا للقطات التي فجرت كل هذا التداعي من ابن مصر وخادم ترابها وتراثها وعاشقها ، واحد منكم وليس الوحيد ولكن المجانين بمصر عقيدة وشرفا غاطسون غرقى وسوف أقاتل غرقي وملح البحر والرمل في الحلق حتى يصل صوني لهم "جبتو جبتو" وعلى النداء العنيد رغم الوهن وضجيج الأعادي والخونة.. على النداء سيأتي رد ثم رد.. وأول البعث رد النداء ثم ينهمر الرزق ويلتئم جسد المارد العظيم..
قولوا آمين
:)
لا تنسوا أرجوكم "الجبتانا" فقد قرأنا عشرات الكتب ولكننا لم نقرأنا!
كل حبي واحترامي

No comments: