Wednesday, January 10, 2007

بلاد الخوف

غادرتك كان يمام حالل جناحاته بيرجف في براح الكون
وكانت بطتين بتموت
لمست هدومي حسيتها ضاقت مالخوف
غادرتك والشجر يجري ف وش القطر
شاورت بطرف منديلي ما رديتي
عقدته وقلت مش راجع ولو حتى بقت جنة
لا اكلمها.. ولا أسأل.. ولا أكتب سطر

عشر سنوات ف حضنك منذ كنت وليد
يمام يرجف وبط يموت
وانا بحلم.. أعدي ف مركبة ليلي
واروح للنور على الضفة وكات باينة من الطاقة ف عز الليل
مصابيحها تزغللني
وناسها صغيرين خالص
لكن باينة ابتساماتهم
شايفها صحيح مهيش باينة
لكني كنت شايفها.. وأقسم لِك
وراس السيد المدفون
وحق العيش بريحته تاخدني مالأصحاب
هدوم اخواتي فوق الحبل اوسع سكة ما بينها
ألاقي حمام.. ساعات بيبيض.. ساعات يرحل
لكن لازم يبات في الغية لو حيموت
واخش البيت
تاخدني امي بضحكة حلوة مهدودة
ويسرقني لهيب الفرن والدخان
أطير مالشوق
وأرجع للصحاب والشمس
وصوت البط بيبطبط ف وجداني
وصوت القطر يخرسنا
لفين رايح؟ ومين ناسه؟
يهدي الكون ضياه تولع ميتين لنضة على الضفة وتبهرني
كأني ما شفتهاش من قبل
وصوت امي بيندهني:
يا واد ادخل.. يا واد ادخل لتاكلك أمنا الغولة
أخاف وارجف واخش قوام
وابويا يعود غزير الليل
وانا بسأل: صحيح الغولة كات برة؟ صحيح الغولة عاوزاني؟
يقول لي بين تجاعيد التعب والضحك..
حكاية أمنا الغولة
وكنت ساعات أبصّلّه وساعات احشر دماغي جوة حجر امي
واشوف الغولة سعرانة
وجاية جايبة فرش الضلما ف إيديها
وهالة من الضباب عالوش
وشوك طالع على الكفين وعالأكتاف
وخطوتها ميتين عيل
وخيط الدم سايل بين شفايفها
وخط الخوف بيسبقها
لحد الفجر ما يأدن
تقوم راجعة لكهف ما حد يوصل له ف بطن الليل
سألت كثير:
وليه تبقى امنا غولة؟؟
ومين أكلت؟ وفين رحلت؟
وفين الشاطر اللي بسيف من النيران ينجينا؟؟
ألاقي أبويا نام معرفش كيف بينام
لأني كنت برجف طول ما فيه ضلما

عشر سنوات
أحبك واكرهك يومي
وانا بحلم أعدي ف مركبة ليلي
واروح للضفة للخلق اللي ناسية الخوف
وانا نفسي أكون منهم
ومن نفسي أشوف البط عايم مالصباح لليل
بدون ما يخاف
ونفسي أشوف يمام فارد جناحاته
بيرحل في السما السابعة
بدون ما يموت

5 comments:

frozen love said...

الله..دي بالذات خطفتني..ورغم اني لسة مقرتش كل الجديد..لكن دي بجد خطفتني..رائعة وتشبيهاتك كلها جديدة..الشجر اللي بيجري في وش القطر...الفرن نداءات الام...

عشرات سنوات احبك واكرهك يومي..

تحياتي

الخبز و الحرية said...

شكرا فروزن تحياتي انا كمان واتمنالك تدفئة مناسبة لحبك المتجمد:)

albida said...

القصيدة جميلة وفيها دفء وحميمية البيت والوطن

بس ليه عايز تهرب من وطنك وبيتك وتروح للناس اللى عندهم نور والابتسامة على وشهم؟

على الرغم الجو الدافى بتاع وصف الوطن والأسرة والأم والأب... كنت متغرب وخايف... يمكن كل مخاوفك اتجسدت فى أمنا الغولة دى ونوم الأب بيبين أنك رغم أنك فى وطنك الا ان مفيش حد يساعدك تتغلب على الخوف ده, انما بيزرعوه جواك بس. ده غير أن الوطن كله متغلف بنوع من الحزن والكابةالواضحين فى رجفة اليمام وموت البط والشجر

القصيدة مشقلبة.. حضرتك بادى أول مقطع بمغادرتك وبعد كده بتعمل فلاش باك علشان تقولنا ليه أنت مهاجر وسايب وطنك

manal

Unknown said...

عزيزي خالد
بلاد الخوف دي أروع حاجة في الدفعة الأخيرة
صحيح حلوة قوي يا خالد
كمان على خيوط الذكريات عجبتني خالص
ما تتصورش يا خالد احساس االنشوة اللي حسيت بيه وأنا بقرأ القصيدتين دول تحديدا
أبدعت ما معلم
طارق

salma said...

قصيدة جميلة وفيها معاني كثير أوي معرفش ليه أول ما قرأتها فكرتني بأحمد زكي في فيلم البرئ

لكنها تحتوي على متناقضات كثير فكرتني بحلم الريفي إنه يسافر للمدينة وحلم المصري للسفر لبلاد الخواجات والنظافة لكنه يقف في منتصف الطريق هناك حواجز تحول بينه وبين القفز إلى مجتمع آخر يراه من بعيد براقا مبهرا كما أن هناك قيودا أو روابط تشده إلى مجتمعه الذي نشأ فيه ولا يستطيع أن يقتلعه من عقله وقلبه ووجدانه فرغم كل الانتقادات التي يوجهها لهذه البيئة التي تحمل الدفء والتخلف أو الترويع في آن واحد إلا أن هذا الشخص الطموح لا يستطيع أن يمحوها من ذاكرته أو أن ينفصل عنها كلية لسبب بسيط لانه ابنها وجزء من تركيبتها.

وكانت المتنافضات دي واضحة جدا في الابيات والالفاظ التي تتأرجح بين الحب والكراهية ويبدو فيها التردد والجموح وعدم القدرة على الاستمتاع بلحظة سعادة كاملة دون أن ينغصها شعور بالخوف أو ربما الاحتقار لهذه البيئة التي تبدو من خلال الفرن والحمام والبط ريفية بسيطة

فمثلا قلت:

هدوم اخواتي فوق الحبل اوسع سكة ما بينها
ألاقي حمام.. ساعات بيبيض.. ساعات يرحل
لكن لازم يبات في الغية لو حيموت

يعني الحمام دايما مشدود لعشه لدرجة إنه ميقدرش يموت في أي مكان تاني إلا فيه ورغم كأبة صورة الموت إلا أنها تحمل قدرا من الانتماء يعني زي الميناء اللي السفينة مهما لفت لازم ترسي عليها

وكمان قلت:

ويسرقني لهيب الفرن والدخان
أطير مالشوق
وأرجع للصحاب والشمس (كل دي صور توحي بالحب والدفء)
وصوت البط بيبطبط ف وجداني (في مقابل البط بيموت في أول القصيدة)
ولكن يأتي هنا هذا الشعور الذي يفسد عليك سعادتك بهذه الاشياء الحميمية البسيطة عندما تقول
وصوت امي بيندهني:
يا واد ادخل.. يا واد ادخل لتاكلك أمنا الغولة


وأمنا الغولة إحنا اللي بنزرعها جوانا أو غيرنا بيزرعها جوانا علشان يتحكم فينا ويسيطر علينا ومفيش مجتمع أو مكان يخلو من أمنا الغولة أو من الاشخاص الذين يريدون أن يسلطوا علينا أمنا الغولة


يهدي الكون ضياه تولع ميتين لنضة على الضفة وتبهرني
كأني ما شفتهاش من قبل

تأكيد مرة تانية على معنى "الانبهار" والمظهر البراق

عشر سنوات
أحبك واكرهك يومي
وانا بحلم أعدي ف مركبة ليلي
واروح للضفة للخلق اللي ناسية الخوف
وانا نفسي أكون منهم
ومن نفسي أشوف البط عايم مالصباح لليل
بدون ما يخاف
ونفسي أشوف يمام فارد جناحاته
بيرحل في السما السابعة
بدون ما يموت

لخصت التناقض الذي يسري في معظم ابيات القصيدة في "أحبك وأكرهك" يومي وأكثر شيء عجبني إنك استخدمت كل مفردات البيئة لتوصيل المعنى وكأن الخوف بيسيطر على كل الكائنات مش بس البشر