Wednesday, March 19, 2014

كثير غلطت في حق نفسي ولكن

كثير غلطت في حق نفسي ولكن
عمري ما خنتها
ما وافقتش عاللي مادخلش ضميري او مزاجي
ما اشتغلتش في الأمان وركبت الخطر لطموحي
اغلط في الحاجة مرة سماح مرتين أضربني علقة
ما قلتش لواحدة بحبك وصولا لغرض
ما طبلتش لسلطة او ثروة
ما نختش قدام ضغط
ما بعتش جسدي أو قناعاتي
ما كلتش لقمة مش لادة عليا ولو حلف اللي عازمني طلاق وحرام...

ما خلطش الشغل بالهلس
ما استخسرتش في نفسي ونزهتها بلا دلع حتى في اي نشاط شمال
ما خدعتش نفسي وقلمتلي مع كل طيش او نزوة او حماقة
ما خبيتش قذاراتي عن نفسي وتتبعتها بصبر من أجل حصارها وتهميشها
ما دخلتش معركة منظرة ولا جبروت وقابلت الجبن في كهفه وبنيت شجاعتي على أنقاض أمه
اعتذرت أول بأول، انحنيت للضعيف والمكسور، وتنحت مع البلطجي وزعلته
وكل ده مش بعدد مآثري خالص، أخطائي جسيمة ربما ولكن
عن جهل أو ضعف أو غضب أو عناد مش عن موالسة مع الظلم وانعدام الضمير
غلطت في الناس ظنا باني كنت صح وخدام للعدل، ولما عرفت غباوتي قلت لنفسي ذيع
لهذا
لا أعتبرني شيطاناً ملاكا، حكيما أو أحمق، سافلا أو ناسكا
طلبت الستر لم أطلب تحريف صفحاتي لأني واجهتني كلما استطعت
طلبت الصحة ولم أراع شروطها
كنت دوما في طليعة الكتيبة قائلا لنفسي: هكذا فقط تقتل فلول الخوف داخلك
لم أضرب امرأة أو طفلا أو كهلا أو عاجزا وحاولت الدفاع عنهم وحين عجزت سجلتها كثأر مستحق
أصلحت فراملي بعد حوادث أهنت بها نفسي ولم أكتف بجلد ضميري
قدرت اللحظات الفارقة في عمري واخترت بمشاورة كلي لبعضي، عقلي روحي بدني وخيالي وبتوقيع من ضمير بنيته بعناية ورممت كل خدش به قبل أن يستفحل
أعدمت غروري واكتئابي واعتقلت الشبق والقسوة وانتزعت رتبي ونياشيني أمامي لأني أريد أن أعيش وأموت مقاتلا لا عبد بلاط
وهكذا احترمت نفسي رغم الأخطاء ونظرت لها كتمثال أبنيه وأصححه وأصقله ليعيش بعدي مذكورا بالخير الذي سيصنعه لا بالخيرات التي تمرغ فيها ولا البلاوي التي ابتلي بها من نزق وشطط ولا ببجاحة المتفاخر بمجونه والمجاهر بالنقائص
لم أنافقني ولم أنافق غيري ولا تلذذت بنفاق من الغير لي
تقبلت على مضض حقيقة أني لست سوبرمان ولكن
لم أتوقف عن الحلم بجيل سوبرماني ومش مهم يطير أو يقلب قطرات ولا نكابر مع القدر ولا نتحدى روح الكون-المطلق-الصانع-ربي-الله.. ولكن
يعيش شابا عفيا ذكيا صالحا حتى يموت
بشرت بالثورة، شاركت بها، لم أتشدق بالسلمية نفاقا وحين سال الدم حولي ورميت أول حجر يوم ٢٨/١، ومع ذلك، دافعت عن الضابط المصاب والجنود وقد أسرهم الشباب ثم أعتقوهم، دافعت عن قسم الدقي وأقنعت مع زملائي جماهير الغاضبين، دون تفريط في الميدان الذي سيطرتا عليه، كبحت حيوان العدوان داخلي دون أن أرمي سيفي، وعرفت يومها فقط كم أنا فعلا ذو ضمير يقظ رغم جوانبي المتناقضة
احترمت عقيدتي التي تغيرت من وجودي لمشروع جهادي ومن قومي لاشتراكي ومن مؤمن لمنكر ومن لا أبالي لعلماتي ومن شبه عدمي شبه فوضوي لشبه صوفي، تغيرت كثيرا صحيح لآتي بحثت عن الحقيقة لا عن رضا من حولي ولا منصب وجاه
أحببت الحياة لم أتسولها
احترمت الموت لم أخشع له رهبة أو حيرة
سرت على الخط الفاصل بينهما فاكتشفت قيمة الكرامة، ومغزى الإخلاص لقضية
انتصرت لضميري حين اصطدم بمصالحي
طلبت الشهادة وانتظرت الإذن
عاهدتني على أن أعيش دينامو فلم يعد يحبطتي الظلام
تخلصت من ميكروبات الحقد والحسد في مهدها وعلمت نفسي فضيلة احترام نجاح الاخر وعدم تعليق فشلي على نجاح غيري
أجريت مساومات وصفقات مع ذاتي بما يلائمني لا بما يقول الكتابوج
كسرت المرآة التي تمدحني بلا نقد وصنت مرايا أبي وأمي لأنهما بالضمير والحنان والتفهم أنقذاني من استفحال الميل للعنف والمجون والتكبر
قاتلت ولا أزال فيروس سي وأنا لا أملك ثمن العلاج ثم حين عملت قرشا بعد سنوات من السعي -والحمد لله وشكرا لكل جمهوري الذي أعطاني حبه واحترامه وفتح لي بيتي والبركة في دعا الوالدين وأختي الحبيبة- والمهم أني ألزمت نفسي ببث روح القتال ضد المرض والدفاع عن مجتمع يعالج الجميع لأنهم ولاده لا يميز الثري فيه عن الكادح المنهوب والغلبان والمضطهد
دربت نفسي على احترام خصمي رغم لساني السليط فيما أرى أنه الحق، أخذت مصل التسامح بانتظام حتى بدت بــشـائـر نجاحه بعدما ابيضت لحيتي أي ثابرت عليه ربع قرن حتى أثمر المران
لم أشتر الحب أو العزوة أو الوجاهة
لم أذع سر من استأمنتني ولم أتاجر بمواقفي كرجل وقاومت طاووس الفحولة ونعيقه الغرور نادما على بعض أخطائي وغير نادم على بعضها بصراحة
حصنت بيتي وأهل بيتي واسترخصت الموت دفاعا عن أطراف ثيابهم
اتصلت بأرواح الأجداد وخاطبتهم، لم يحبطني عدم ردهم حتى الان بل زدت توقيرا لعمائم آبائي في شتى المقادير وشحذت النصل لكي أقطف رقاب المتربصين بهم
انتظرت ست الدار مليكة حياتي كثيرا وحين وقفت لنفسي وجاهدت شيطاني ظهرت لي فاقتنعت بحكمة كونية مفادها (انت صنعت ضبابك فتعاميت عن سكك النجاة وانت ستجني المشتىهى حين تمهد أرضك لا حين تسب الجفاف او السيول)

بس خلاص
نهاركم نادي وسعيكم مبروك وصباح الأمل
سلام يا أمة نبية، من قاعها ستخرج رسالتها للدنيا للتاريخ للبشر.. رغم كل ما يحيط بها ويحاك لها

الكل للواحد
والواحد للكل

No comments: