Thursday, November 10, 2011

آخر مرة

المؤامرة التي نسجتها حولي العناكبُ العملاقةُ الملوثة

لن تتكشفَ لي طالما.. وضعتُ أصابعي في الشقّْ

والقنابلُ الموقوتةُ التي زرعنها في طريقي المسالمة

لن تُبطلَها سعةٌ في صدري الضيق بعد الآن



تسعةٌ من الشهور ولت.. والحمل استوى

لم يعد يُسعفُني الصبرُ.. عذبني المخاضُ المُستبدُّ المُستَعِرْ

على المحكِّ الحارِّ الآنَ نخوتي.. كفى بها حافزا

وفي جرابه المُرِّ يقبع الشرف السليب حائراً.. متحفزّا



هذه الأيام.. تأكلني أصابعي لأفعل الشيء الذي تحاشيتُ مرارا

ليس أن أكتب –طبعاً- ليس أن أعزف عودي..

ليس أن أتلمس المقاطع الأنثوية الدافئة

بل أن أشُدَّ أجزائي بِحُرْقةٍ.. وأرتوي بالثأر



المسلسل المملُّ الذي نحياه جيلا بعد جيل بعد جيل

لن يبعث التشويقَ فيه غيرُ أحداث عنيفةٍ مُزَلْزِلَة

قمرٌ رديءٌ ربما.. ينخلع من سجادة السماء عنوة

شجرٌ بلا شخصيةٍ يطير في الزوابع المزمجرة

تفجراتٌ في قيعان المحيطات الكسالى

واصطدامُ كوكبٍ حُرّ بآخر بارد الدماءْ!

انقلاباتٌ دراميةٌ سحريةٌ.. وحرب إبادةٍ متبادلة

يصارع العبدُ فيها خرتيتاً وعِفريتاً وسفاحين

يشهر الفأس في وجه من يملكون حياته من باب الفضولْ!

يقود نفسه الحيرى في مغامرة مرعبة لذيذة

يخاطر بالمسلسل كله.. لا بحياته وحدها

ينتزع المشاهدين من فوق المقاعد المُفَلْطَحة

يصفع الأبطالَ والنجوم والمهرجين

يصب أحداثَ المسلسل في جموع الميادين

يقلد الكمبارسَ أنواطَ الشجاعة والشرف

يستولد النخوة من رحم الكآبة

ويشق في لحم الحياة الميت مجرى.. لمياه خالدة



ليس المهم أن تفشل.. أو تنجح مرة

المهم أن تحاول كل مرة

كأنها أولُ مرة

أخطرُ مرة

كأنها آخرُ مرة..

وبعدها الخلاصْ 

8 comments:

sahar ali said...

تسعةٌ من الشهور ولت.. والحمل استوى

تعبير اكثر من رائع واسمح لي استاذي الفاضل من اكثر العبارات التي اخذتني وجعلتني اتابع ما بعدها من كلمات والمعني المقصود واضح
سلمت اناملك استاذي الفاضل

فافى said...

استاذ خالد البوست المره دى الفاظه مجعلصه يصعب على امثالى فهمه هههههههههههههه

عبد الرحمن سالم said...

الله على الجمال أستاذ خالد.. أبدعت ثانية !

Anonymous said...

ذكرت محمود درويش حين قال
كُنْ مَنْ

أَنتَ ، شفَّافاً بريداً واضحاً للغيب .

كن كالحُبِّ عاصفةً على شجر ، ولا

تجلس على العتبات كالشحَّاذ أو جابي

الضرائبِ . لا تكن شُرطيّ سَيْرٍ في

الشوارع . كن قويّاً ، ناصعَ الفولاذ ، واخلَعْ عنك أَقنعةَ

الثعالب . كُنْ

فروسياً ، بهياً ، كامل الضربات . قُلْ

ماشئْتَ

أحييك يا أستاذ خالد

candy cotton said...

رائعه هذه الكلمات وفحواها
الجميل
سلمت أناملك يا أستاذ

shaimaa salaheldin said...

صحيح مرت تسع شهور وده معناه أننا في مرحلة المخاض المؤلم ودي الحقيقه اللي لازم نوجهاالفتره اللي جايه مؤلمه وماينفعش فيها مسكنات أنت قلت الحقيقه ببساطه وبذكاء مباقاش ينفع تتباع أوهام وأحلام في الفضائيات بقت فعلآ عمله زي المثلثل الممل وأتمني أن اللي يبعث التشويق و الأمل في المسلسل ده مش عنف مزلزل بل جراءه مزلزله وقوه وتحدي وساعتها أكيد مش هنفشل هننجح أنشاء الله . بجد برافوا عليك حلوه قوي ومعبره قوي عن اللي أحنا حاسين بيه ليك كل الأحترام والتقدير

Anonymous said...

ليس المهم أن تفشل.. أو تنجح مرة


المهم أن تحاول كل مرة


كأنها أولُ مرة


أخطرُ مرة


كأنها آخرُ مرة..


وبعدها الخلاصْ

تعرف كل ما بحس بارتفاع منسوب الضلمة والاحباط باجى هنا دايما
ياريت ترجعلها زى زمان
ساره

سمراء النيل said...

حلوة جدا".. فعلا" يا ريت ترجع تكتب تاني.. مش لازم في البلوج.. بكل تأكيد كثير من الأماكن لها الشرف أن تحظى بمفكر وكاتب مثلك بالإضافة إلى انه فنان مميز ومحترم