Saturday, January 19, 2008

حروف

تسقط مني الكلمات على أرضية قلبي الفخارية
ينكسر القلب وتنفذ منه الكلمات السحرية

ماذا لو كنا نتسلق جدران الحاءْ
وأقبّلها.. وتقبّلني
ننزلق على أحلام الراءْ
ونكاد نضيع بهذا الكون نكاد نغيب فنمسك في أذيال الياءْ
نتمدد فوق الحرف المادد جسمه في استرخاءْ
نتبادل عنقود القبلات ونشرب أمن الشمس وننهض ننفض كسل الأمس ونركب عنق التاءْ
ونقود خيول الاستهجاءْ
-------

حُبٌ.. حَرَسٌ.. حَرْبٌ.. رِبْحٌ.. سِحْرٌ.. لحَمْ.ٌ. جُرْحٌ.. حَقْلٌ.. حيّة
حُزْنٌ.. حِصْنٌ.. ذَبْحٌ.. حُلمٌٌ.. حُريّة
(حِكَمٌ تحتكّ وحرياتٌ تقتل بعضاً سرّاً
وصكوك التوبة واستشهاد الجند)

الحاء هو الحرف الأحمرْ
يذبحني لما أسمعهُ
لكنه يفتح أنحائي
للحب، لحالة فرح حرة
لحقائق لا تلحقها أبداً أيّ حروف أخرى

------------
سيفٌ.. جَرَسٌ.. سوقٌ.. نَفَسٌ.. فَأْسٌ.. سِجْنٌ.. جِنْسٌ.. أسرى
(الموسى والأجساد المنكسرة والاستسلام)
سريٌّ جدا
جسدٌ يرسف في الغِلِّ.. سقوطٌ.. كسرٌ.. همسْ
(سلبتني في معركة الجنسْ
ما كنت أحسّْ!)
سبأٌ أخرى.. تستلقي فيها سالومي فوق العرش السابح في الدم
سار وحيدا
سام عبيدا
ساق بلادا
(مات وحيدا)

السين هي الحرف اللامع
السين امرأةٌ تسكب في أذنيّ السرّْ
السين امرأة تجمع في نهديها بين سنين السلوى والقمعْ
السين امرأة حين سرت حرفاً.. صارت حرفاً من شمعْ
-------
التاء
والتاء المربوطة
وجهان لنفس العملة
(قالتْ فعلتْ لبستْ خلعتْ نامتْ قامتْ
آتيةٌ راحلةٌ سيدةٌ قبلة)
والياء تجر النون وتأتي
كي تأتي امرأةٌ مجهولة
تبتلع اللغةَ وترحل
(تأتينَ تحبينَ تكونينَ تخونينْ)

قالت لي يوما بدوية
إن الأحرف تنمو ما بين النهدينْ
لكني كنت أريد السفرا
قالت لي شجرة
المرأة هي درب العودة
لكني كنت أريد الهجرة
قالت لي صخرة
المرأة حرفان اتحدا
فتشكل هذا العالم مرّة
لكني كنت أريد الترحالْ
قال الزلزالْ
الرجل هو الحرف الواحد
إلا المرأة
فهي الحرفان
تضحك في "بنتٍ"
تتدلل في "سيدةٍ"
تشرق في "تبحرُ"
تتلون في "تبتسمينْ"
تعطيك المعنى والعنوانا

فرجعت لأكتب قصتها البنتِ السيدةِ الحالمةِ النعسانة
الابنةِ والأختِ الزهرةِ والقاتلةِ الفتانة
النطفةِ والقيثارةِ والثرثارةِ والنشوى النشوانة
القبلةِ والتفاحةِ واللدغةِ والطعنةِ والزنزانة
الغيمةِ والخيمةِ ستِ الحسنِ الكلمةِ والنجمةِ والحانة

يا أنتِ
يكفي حرفك فخراً أنه حين يمر أموت سكوتا
كوني بردا وسلاما
ودعيني أبحث عن عشي
في ركن من أركان جدائلك الموجية

13 comments:

paranoia,magnetic & dramatic girl said...

صباح الخير خالد
حمد الله علي سلامتك
وبالتوفيق في فيلمك الجديد
..
كل سنة وانت طيب
انا دخلت صدفة هنا فقلت اصبح
صباحك وردي
......
ده اكتر كلام عجبني
قالت لي يوما بدوية
إن الأحرف تنمو ما بين النهدينْ
لكني كنت أريد السفرا
قالت لي شجرة
المرأة هي درب العودة
لكني كنت أريد الهجرة
قالت لي صخرة
المرأة حرفان اتحدا
فتشكل هذا العالم مرّة
لكني كنت أريد الترحالْ
قال الزلزالْ
الرجل هو الحرف الواحد
إلا المرأة
فهي الحرفان
تضحك في "بنتٍ"
تتدلل في "سيدةٍ"
تشرق في "تبحرُ"
تتلون في "تبتسمينْ"
تعطيك المعنى والعنوانا
...
هو ده شعر حضرتك ولا ؟
يلا اسيبك طيب..يومك زين بإذن الرحمن
دودو

عاشقة الوطن said...

السلام عليكم

ما أجمل الحروف العربية
فى كل حرفتحس بشئ جديد باختلاف فى معانى الكلمات
فى شعورك بكل كلمة تقال او تخرج منك
ماذا تقصد بكل كلمة تسقط سهوا ولم تدرك معناها

حرف واحد وتجد منه كلمات مختلفة
وشعور بالكلمة بيختلف كثيرا عن باقي الكلمات

كل حرف وله معناه اللى بيبينه او يخفيه عننا

بنشعر بكل كلمة
او بكل حرف على حدى


تحياتى لما كتبت ياأستاذ خالد
وتحياتى لحضرتك

Unknown said...

طيب المرأه وعرفنا حروفها
حرف الرجل الواحد ايه هو ؟؟؟؟

نبيله الوكيل said...

الثرثارةِ

أكتر كلمه عجبتنى ( لانها بتدل عليا )

كلام حلو بس الاحلى منه الاحساس بيه

Unknown said...

قال لى رجل خرافى
أن الأحرف تنمو بين الساعدين
قالت لى السماء
الرجل هو الامان و الحضن الأبدى
هو البحر المفقود
و الحلم المكسور
و الأبوة المؤجلة
من عينيه
يخرج الثلج و النار
ما بين شفتيه
اعمار و دمار
فأنتفضت مستنبهة
و افقت من الاكذوبة
فالرجل خرافى
و نصائح السماء تبخرت مع الأمطار

------------------

يا انت
يكفى حرفك فخرا
انه عندما يمر
تنكسر عظامى مستجدية وحدتى
أن ترتاح فوق قدميك
أنا البرد و انا السلام
كفاك انت تمضغنى باللامبالاة
حنانى أمر مفروغ منه
يقف شريد بلا هوية
كل أحلامه لفحة من انفاسك
دمى يخشع لعينيك
فدعنى أبحث عن عشى
فى أطراف نجمك البعيد عنى
المتعالى على عالمى
بعد أن تضمن لى كرامة الأنثى

^ H@fSS@^ said...

عدت
والعود احمد و اقوى و اجمل و و ابلغ
بجد لا تعليق يا خالد
رائعة جديدة
تحليل الحروف عبقري
مش اي حد بيعرف يحس بشخصية الحروف و يفرق حرف عن حرف
ده علم بحاله
بس انك تجيبه بشكل شعري ادبي
فده خطير
(بشكل ايجابي يعني)
تحياتي

Anonymous said...

أنا تهت فى عالم ساحر من الحروف
ومع كل جملة ترن موسيقاها فى اذنى
قريتها اكتر من مره وكأنها اغنية منظومه رقص قلبى معها
وكأنى انا من تسلق الحروف وانزلق من فوقها
وانعكست لمعة ألوانها على عينى
كل مقطع بحكايه
وكل حكايه سرحت معاها وعشتها كامله
ايه الجمال ده؟؟

albida said...

يا سلااام! الواحد كان نفسه فى قصيدة كده من زمان... ده البلوج كان بيعيط!! :)
حمدلله على السلامة وبالتوفيق أن شاء الله فى الشغل والدواليب والحاجات دى كلها هههههه

القصيدة دى مرتبطة أوى بعلم الأصوات ومخارج الحروف... علماء النفس واللغة اثبتوا أن أى حرف فى أى لغة بيبقى له دلالة معينة بتعكسها صوت الحرف وشكله, وبالتالى فى الكلمات اللى بيشترك فيها
ال3 حروف اللى حضرتك ركزت عليهم (ح س ت) مرتبطين بالمشاعر-سواء بالسلب أو بالايجاب- وبالأنثى تحديدا
-------------
حرف الحاء.. هو الحرية وخروج المشاعر الدفينة, لأن عند نطق الحرف ده الأنسان بيفتح فمه وبيخرج الهواء السجين فى صدره:
لكنه يفتح أنحائي
للحب، لحالة فرح حرة

حرف السين.. زى ما حضرتك قلت "سرى جدا" لأنه مرتبط بالهمس, وبالتالى بالأسرار والغرائز الجنسية:
سريٌّ جدا
جسدٌ يرسف في الغِلِّ.. سقوطٌ.. كسرٌ.. همسْ
(سلبتني في معركة الجنسْ

اما حرف التاء فهو ليه صلة وثيقة بالمرأة لغويا وشكليا:
(قالتْ فعلتْ لبستْ خلعتْ نامتْ قامتْ
آتيةٌ راحلةٌ سيدةٌ قبلة
-------------

وأقبّلها.. وتقبّلني
ننزلق على أحلام الراءْ
ونكاد نضيع بهذا الكون نكاد نغيب فنمسك في أذيال الياءْ
نتمدد فوق الحرف المادد جسمه في استرخاءْ
نتبادل عنقود القبلات ونشرب أمن الشمس وننهض ننفض كسل الأمس ونركب عنق التاءْ
ونقود خيول الاستهجاءْ-------

المقطع ده أكثر من رائع! وكان كلمة (الحرية) أصبحت عالم سحرى ملىء بالحيوية والانطلاق... والحرية!
------------------

كل حرف من الحروف دى حضرتك بتتناوله فى مقطع لوحده... فى كل مقطع, الحرف بيتحرر من كونه مجرد حرف جامد وبيبقى كيان مسيطر على الأبيات, وده بيحصل من خلال تكراره ومن خلال اختيار كلمات تتناسب مع الحرف نفسيا.. وفى رأيى التوفيق بين الاتنين دول عبقرية بجد!
---------------

علاقات التوازى بتكثر فى القصيدة سواء على مستوى الكلمات أو العبارات القصيرة وده بيدى انطباع موسيقى محبب:
حُبٌ.. حَرَسٌ.. حَرْبٌ

سار وحيدا
سام عبيدا
ساق بلادا
(مات وحيدا
--------------
فى النهاية صورة الأنثى بتسيطر سيطرة كاملة على القصيدة... والصورة دى بتتضمن علاقة شد وجذب بين الرجل والمرأة, فى البداية:
(تأتينَ تحبينَ تكونينَ تخونينْ

ثم:
المرأة هي درب العودة
لكني كنت أريد الهجرة
و
لكني كنت أريد الترحالْ

ولكن فى النهاية
فرجعت لأكتب قصتها

الأول كان فيه حب ثم خيانة ثم رغبة فى الرحيل والابتعاد ثم العودة فى النهاية والرغبة فى الحب مرة أخرى
-----------

لاحظت حاجة كمان برضه.. القصيدة بتبتدى بحرف التاء وبتنتهى بالتاء المربوطة وده بيأكد أيضا على سيطرة صورة الأنثى على القصيدة

عامة, القصيدة عالم اخر من العوالم اللى حضرتك بتخلقها ببراعة بكلماتك!
ومتبقاش تغيب علينا كتير اوى كده تانى:)

Islam Henaish said...

أعتقد أن الحروف يكفيها فخراً أن تقطر من بين أصابعك لتنظم واحدة من أجمل ما قيل عن المرأة

الله عليك

Aya Naguib said...

استاذ خالد الصاوي ارجو منك ان تنظر الى ما ساعرضه عليك من طلب : انا طالبة في كلية الحقوق جامعة القاهرة وعضوة في فريق مسرح الكلية
وما دفعني لان اعتمد عليك الا اني اعرف انك من عشاق المسرح وثقتي بانك ستقف بجانب فريق مسرح كليتك
اننا نسعى هذا العام لان نقدم انجازات مسرحية قد بذلنا فيها جهدا غير عادي من عروض واحتفاليات على اعلى مستوى يمكن ان تصل له مسارح كليات جامعة القاهرة ، ولكن كل ما ينقصنا هو ان نجد من يمول لنا هذه المشاريع ونأمل أن تساعدنا في ايجاد الشركة الممولة التي يمكن ان نلجأ لها في أن تقف بجانب شباب يقف على باب الفن والنجاح ،فهل أنت معنا؟
أرجو من حضرتك الرد email: frsys_88@hotmail.com no: 0129566726

أميرة said...

الرجل هو الحرف الواحد
إلا المرأة
فهي الحرفان
تضحك في "بنتٍ"
تتدلل في "سيدةٍ"
تشرق في "تبحرُ"
تتلون في "تبتسمينْ"
تعطيك المعنى والعنوانا
.................

الفنان الجميل خالد

قرأت "حروف" مرة ...
ثم مرات
وفى كل مرة أجد من عذب الكلمات ورقة المعانى ما يدفعنى لكى أعيد قراءتها مرة أخرى

حقاً لقد زيَّنَتْ كلماتك حروف اللغة
وأظهرتها بكامل تألقها وأبهى صورها

شكراً جزيلاً
ودمت بخير دائماً

Ana said...

تحياتى لك ولفنك الجميل وشعرك الرائع
ليتك تشرف مدونتى .

Faith said...

يشرذم احرفك ثم ينسجها حرفا حرفا بخيوط من حب و يصبغها بارجوان من قلب فتراها من ابهى و ازهى ما صيغ في وصفك يا حرية