Saturday, March 10, 2007

"الشووعـــي!"

كان حازم ينظر إلى شراب بابا الأبيض النظيف وإلى شراب عمو سمير الأبيض ذي البقعة البنية وهو يفكر فيما جعل شراب عمو سمير قذرا هكذا حينما وضع بابا رجلا على رجل وهو يقول لعمو سمير ان هذا الكلام الذى سمعه من رجل اسمه أحمد فى الشغل لايصدر إلا من واحد "شيوعي".
التفت حازم إلى بابا والكلمة ذات الجرس العميق ترن فى أذنه:
"بابا ..بابا .. شووعي يعنى ايه؟؟"
قالت له ماما أن يسكت لأن بابا يتكلم والكبار عندما يتكلمون..
"يووه!.. طب يعني إيه شووعي بقى ؟؟"
قال له بابا بابتسامته اللطيفة إن الشيوعي هو الذي .. الذي.. هو واحد كافر ويريد أن يجعل الناس كلها كفرة!
غضب حازم جدا من " الشووعي" هذا الذى لا يحب ربنا ولا ربنا يحبه، وتمنى من كل قلبه أن يدخل " الشووعي" هذا النار.
عاد حازم ينظر إلى شراب عمو سمير ولكنه كان يفكر فى " الشووعي" هذا الذى يريد أن يجعل كل الناس مثله كفرة، عرف فورا أن وجه " الشووعي" هذا لابد وأن يكون نحيلا.. وطويلا.. يمكن أطول من وجه طنط زينات زوجة عمو سمير، ولابد أنه يضحك بصوت خبيث مثل أبي لهب لأن أبلة أماني قالت اليوم إن أبا لهب كان يؤذي الرسول لأنه كافر وكان يضحك دائما فى خبث هو وامرأنه حمالة الحطب التى ستدخل النار هى وزوجها و " الشووعي" هذا الـ...الـ... الكافر الشرير!
نظر حازم إلى وجه بابا اللطيف، بابا لطيف جدا، ويعرف كل شىء.. دائما يقول له كل شىء، هو أول واحد قال له إن ربنا يحب الذين يصلون حتى قبل أن تقول له هذا أبلة أماني لان أبلة أماني قالت فى أول السنة إن الذين يصلون يدخلون الجنة وأيضا قال له عن أشياء كثيرة، وعن الغوريللا وطرزان، والفلاحين الذين كان الساحر الشرير يسرق منهم الزرع كل سنة بعد أن يتعبوا جدا ويزرعوه ويكون جميلا ولكنهم ضربوه أخيرا حين جاء البطل الذي كان يقتل الأسد بكف واحدة.. جاء من بلد بعيد وكان يحب الفلاحين وكانوا يحبونه جدا جدا..
"طب وهو " الشووعي" ده ممكن يقوللي أنا كمان أبقى كافر زيه يا بابا؟
بص هو الشيوعي ده.. "
عادت ماما تسكت حازم ثانية وهى تقول له ان بابا يتكلم مع عمو سمير فى موضوع مهم وانه اذا لم يسكت فسيدخل غرفته وينام..
"طب بص.. " الشووعي" ده ممكن.."
ولكن ماما قالت له:
"ها ..؟؟"
وعرف حازم انه بعد "ها ..؟" هذه سيدخل غرفة النوم فسكت ولكنه قرر بينه وبين نفسه ان يضرب هذا " الشووعي" على وجهه بالبوكس لو قابله وقال له ان يصبح كافرا مثله لانه يحب ربنا جدا جدا ويكره الشيطان جدا و" الشووعي" هذا صديق الشيطان مثل ابى لهب وهو الآن قوي ويستطيع أن يضربه بالبوكس وبالشالوت مثل ذلك البطل الذى كان يقتل الأسد الشرير الذى كان يأكل طعام الفلاحين الغلابى وكان الساحر الشرير قد سحره وهو كان فى الأول عصفورا .. فكر حازم قليلا ثم حزن على الأسد! أول مرة يحزن على الأسد لأنه كان كل مرة يفرح لأن البطل قتل الأسد ولكن الأسد لم يكن له ذنب لأنه كان مسحورا وهو كان أصلا
عصفورا.
قالت ماما إنها ستحضر الكعكة التى عملتها اليوم، فرصة!
"بابا.. بابا.. بص .. هو " الشووعي" ده بلده فين؟ هه؟
وبص.. هو بيتكلم عربى واللا اسرائيلى واللا انجليزى؟
وبص.. مش هو عنده سيف وبندقية ومدفع ؟؟"
نظر بابا بوجهه اللطيف وابتسم، بابا دائما لطيف ودائما مبتسم، وقال بابا إن " الشووعي" موجود فى كل بلد.
شعر حازم بالخوف!!
"يعني ممكن يكون مصري كمان ؟؟!"
قال بابا:
"آه يا حبيبي"
ثم عاد ليستكمل كلامه مع عمه سمير، فكر حازم فى أن " الشووعي" هذا ممكن ان يقابله في الشارع وهو يذهب الى المدرسة أو فى النادي يوم الجمعة وخاف جدا ولكنه إذا قابله ولم يخف منه فسوف يضربه على وجهه بالبوكس.. نعم هكذا!!
"حازم! قلبت ايه على الأرض؟!"
بعد أن مسحت ماما السجادة حمد حازم ربنا لأن عمه سمير وطنط زينات هنا وإلا لضربته ماما علقة ساخنة، فوجيء حازم بما قاله بابا لعمو سمير! مفاجأة مرعبة! لقد قال ان فى عمارتهم ولدا شيوعيا!
"عمارتنا احنا يا بابا؟!"
قال بابا إنه مصدر إزعاج للعمارة كلها ولكل الشارع..
"بابا.. بابا.. منشورات يعنى إيه يا ماما؟؟"
قالت له ماما إن المنشورات كلام وحش يكتبه هؤلاء الشيوعيون.. "شووعيين"؟؟؟ اذن هم كثيرون!! ولكن حازم سكت لأنه كان يريد أن يعرف من هو ذلك الكافر الشرير فى عمارتهم، كان قلب حازم يدق بعنف وأخذ يفكر وهو فى حيرة وخوف لم يرهما طول حياته.. لا يمكن ان يكون طارق لأن طارق يذهب مع باباه الى الجامع كل يوم جمعة ولايمكن ان يكون أنكل فريد لأن بابا قال أنه ولد وأنكل فريد كبير ولا يمكن ان تكون طنط فايزة لأن طنط فايزة ليست ولدا ولا يمكن .. كاد بابا يقول اسمه ولكن ماما قاطعته بأن يغيروا السيرة ولكن بابا ابتسم ابتسامته اللطيفة وهو يقول لماما إن الكعكة لذيذة، حازم لا يريد الكعكة الآن لأنه يريد أن يعرف من هو الولد الـ..
"ومراته رخرى شيوعية"..
قالت ماما ذلك وهى تقطع الكعكة! لا.. لا يمكن أن تكون ماما تقصد طنط آمال زوجة أنكل جمال لأن طنط آمال طيبة جدا ولذيذة جدا جدا وكل مرة تجعله يعزف على البيانو وتقبله إذا عرف كيف يغنى بلادى بلادى وهى تعزف ايضا.. طنط أمال جميلة جدا وكانت مريضة فى الاسبوع الماضى ولكنها لم تقل له أى شىء وتركته يلعب على البيانو طول اليوم، وايضا أنكل جمال طيب ولطيف مثل بابا ولو أنه أصغر من بابا لأنه يمكن فى عمر خالو حماده وهو دائما يضحك معه ويقول له حكايات كثيرة وهو الذى قال له إن الفلاحين هم الذين ضربوا الساحر الشرير على قفاه لأنه كان يضربهم على قفاهم وانهم بعد ذلك كانوا يزرعون الزرع الجميل ولا يأخذه أحد منهم أبدا لأنه زرعهم وحدهم لأنهم هم الذين زرعوه وتعبوا فيه وبابا لم يقل له كل ذلك ولكن أنكل جمال هو الذى قال له إن البطل الذى قتل الأسد المسحور لم يأت من بلد بعيد كما قال له بابا ولكنه كان فلاحا من الفلاحين الغلابى ولكنه لم يكن غلبانا وكان قويا وكان يحبهم ويحب الزرع الجميل كما كانوا يحبونه جدا وكان الزرع الجميل يحبه وغلب الفلاحون الساحر الشرير وبعد ذلك لم يصبحوا غلابى أبدا أبدا وعاشوا فى ثبات ونبات والولاد والبنات تزوجوا وكلهم صار عندهم أحفاد كبروا وصاروا أقوياء ولا يمكن للساحر الشرير أن يضربهم ثانية ولا أن يأخذ زرعهم الجميل ولا هو ولا الأسد الـ .. العصفور المسحور!
لم يصدق حازم أذنيه حين قال بابا إن "الشيوعيين" الذين يسكنون فى العمارة هم طنط أمال وأنكل جمال!! لم يصدق حازم أذنيه، ولم يصدق حازم بابا، ولكن كيف لا يصدق بابا؟؟؟ بابا لا يكذب أبدا، ولكن حازم لم يصدق أن أنكل جمال وطنط أمال كفار وأشرار وسيدخلون النار..
"لا يا بابا أنكل جمال وطنط أمال مش "شووعيين" ولا حاجة
وهم أصحابى وكويسين والله العظيم!"
نظر له بابا نظرة غير لطيفة بالمرة ثم نظر الى ماما وقال لها إنها لا تأخذ بالها من حازم وانه لو سمع أنه دخل بيت هؤلاء الـ.. يا خبر! أول مرة يسمع حازم بابا يقول كلمة من الكلام العيب!"
"بابا! ما تقولش كده على أصحابي!"
كانت تلك أول مرة يشخط فيها بابا فى حازم ويدخله الغرفة لينام.. وضع حازم رأسه على السرير وهو لا يستطيع النوم، وأخذ يرى فى الظلام البطل القاسي وهو يقتل العصفور المسحور.. وأخذ يبكي.. بلا صوت..

14 comments:

BestItalianPizza said...


كلام سليم .. الشيوعيين مصدر اساسى من مصادر الغش و التضليل و الكذب و النفاق و غسيل مخ البسطاء فى العالم

و عندما تولوا السلطة كانوا اكثر شراسة و جشعا من ابشع اجشع الرأسماليين و اكبر مصاص لدماء الفقراء و العمال و الفلاحين

تاريخهم اسود .. و لم يحدث ابدا ان وصلوا للسلطة أو احتفظوا بها بطريقة شرعية

لم بحيهم احد فى الوجود كله .. و لم ينتخبهم احد فى الوجود كله

Anonymous said...

الموضوع هنا مش حكاية الشيوعيين اكثر تضليل. بالعكس هنا الشيوعية هم اللي فسروا منطقيا لحازم القصص اللي كان بيسمعها من باباه.
الفكرة الاساسة اللي قدامنا هي الحكم من النظرة الاولي اللي بيمارسها مجتمعنا و قهره لاي واحد بيحاول يفكر. كلنا اتربينا علي ان الشيوعية هي الشكل الرئيسي للكفر علي مستوي جميع الاديان و طول عمر الشيوعية نطاق محظور الاقتراب منه او الكلام عليه الا فيما يؤكد نظرة المجتمع. و دايما حجر الرأي و عدم الايضاح هم الحاجات الوحيدة اللي بيمارسها ضدنا المجتمع المتمثل في الاسرة بحجة الخوف علينا و محاولة حمايتنا. مع ان افضل وسيلة للحماية هي ممارسة الحرية المطلقة في التعرف علي اي فكر غريب و تحكيم العقل في الحكم عليه. دا من رايي هي دي كل الفكرة ببساطة المطلوب ايضاحها في القصة.
حتلاقي في القصة ان الرموز ابتدت تنهار قدام حازم لان الناس اللي بيحبها و شايفهم لطاف بتتم مهاجمتهم من ابويه. مثلا الاب دايما لطيف لكنه تحول للوجه السئ لما وجد اعتراض من حازم علي اصدقائه. كمان عمر الاب ما قال تفسير منطقي للقصص الخيالية اللي بيحكيها عكس الشيوعي اللي بينمي فيه روح المقاومة كانسان قصاد ظلم ناتج من فرد زيه بالظبط، دا مقابل تفسير الاب لمواجهة الظلم من خلال بطل جاي من بعيد والحل لقتل الظلم بايده . بمعني اخر الشيوعي بينمي روح المقاومة و الاسرة بتنمي روح التواكل علي انسان جاي من بعيد كانه المهدي المنتظر.
انا مش شيوعية. بس الفكرة ان فعلا مجتمعنا بيهاجم الناس و بيكفرهم و بياخد بمظاهر و بيحكم باحكام مسبقة و توارثها من زمان من غير ما يحط في اعتباره ان فيه ناس لما بتلاقي ان افضل الناس ليها بتهاجم لاختلاف ايدولوجي او عقائدي بتتنمي جواه حالة من الرفض ممكن تخليه ياخد جانب فكري معين بدون اقتناع حقيقي. ومن هنا بندخل في متاهه مالهاش نهاية.

مصطفى محمود said...

تدوينة رائعة يا خالد

BestItalianPizza said...


لم يكتسب الشيوعيون سمعتهم السيئة عالميا من فراغ .. و لكن بناءا على مراقبة البشرية لأدائهم فى العديد من الدول لعشرات السنين

نعم الشيوعية مؤسسة بالكامل على اساس انكار وجود الله عز و جل تماما .. و انكار الأديان كلها تماما .. و انكار المجتمع و العلاقات الإنسانية و الزواج و الأسرة و البنوة و الأمومه .. و تقوم على اشاعة كل شيئ شاملا العلاقات الجنسية .. و من لا يعرف هذا .. فهو جاهل .. و ترجمة المانيفيستو الشيوعى موجودة فى الحوار المتمدن و يمكن الإطلاع عليها لم يريد ان يعرف او يفهم و ان يتكلم على نور

يعنى المفروض - نظريا على الأقل - ان الإنسان الشيوعى يكون كافر تماما .. و بوهيمى لا يؤمن بالزواج و لا الأسرة ..

الناس التى تقول انها تنتمى الى دين - ايا كان هذا الدين - هم مسئولين عن تفسير التناقض بين كونهم متدينين و فى نفس الوقت يؤمنون بنظرية الحادية مئة بالمئة

basset said...

فعلا..القصة طريفةو جميلفة جداو هنه عشت حاجات مشابهة لها في طفولتي.. وفعتا شىء مخجل اننا لحد الان لا نحسن تربية اطفالنا على قيم عظيمة و عديدة اهمها حرية الاختلاف فهدا الاب عندما اكتفى بتعريف سطحي و خاطىء لكلمة شيوعي عبر عن جهله بل نقل هدا الجهل الى ابنه دون ان يدري بالصراع النفسي العميق و الخطير و الصامت الدي عاشه ابنه بسبب المعلومة الخاطءة التي تلقاها من ابيه ..فابوه نعت اعز الناس الى قلب ابنه بابشع النعوت و هدا خطير لانه بهده الطريقة سوف يفقد ثقة ابنه فيه ..فتتطفل دايما مثل عليا في اعماقه و نحن لا ندري بها و يجب ان نحازر داءما من المساس بها و حتى و لو كانت خاطءة لا يجب تحطيمها هكزا بطريقة فظة لان زلك يصدم الطفل ..و الحكاية لا تحيلنا فقط على يقييم او محاكمة الشيوعية لاننا ازا اخزناها فقط من هزا الجانب نكون سطحيين .. بل تفتح لنا افاق عديدة و متعددة للنقاش..كيف نربي ابناءنا .. كيف نعلمهم احترام الاخر المختلف..كيف نجخل عالم الطفل دون ان ندمره..كيف نحكي له حكايات جميلة و نجعله بطلا ايجابيا فيها لا ان نكتفي باعطاء اتيكات و اوامر ده كافر و ده ملحد كلم ده و ما تكلمش ده .....

basset said...

انا ابحث عن اغنيات للفنانة الفلسطينية كاميليا جبران ارجو ممن له اغاني لها ان يتصل بي مشكورا على هدا العنوانtawanawichi@yahoo.com

الخبز و الحرية said...

بيكسيليا كل واحد فينا بيندمج مع واحد او اكثر من ابطال اي قصة.. اغلبنا تضامن مع الولد ، تفتكر ليه انت تضامنت مع الاب رغم ان تعريفه كان ناقص ومبتور؟ هل ناوي تعمل كده مع ابنك لو سألك مثلا مين الاشتراكيين دول؟ فتقوله لا دي ناس زبالة او لما يسألك مين الليبراليين فتقوله عالم خونة والجو ده؟ القصة لا تدور حول الشيوعية ولكنها تدور حول الطفل الذي اصطدم بطريقة تفكير ضيقة تختزل الدنيا في كلمتين. عموما لو عاوز تعرف اكثر عن الموضوع تقدر تدور على النت وده افضل من نقلك المصمت للكلام المكارثي. مفيش شك ان الشيوعيين عملوا اخطاء بالجملة من اول ستالين وحتى كاسترو، لكن ده مش معناه ان موضوعهم هو الكفر والالحاد، موضوعهم هو الصراع الطبقي وهجومهم على مؤسسة الدين مبني على موانسة الكنيسة في اوروبا للطبقات الحاكمة والمالكة وده برضه مش موضوعنا هنا لكن ده لو عاوز تعرف اكثر. اما انه لم ينتخبهم احد فغير صحيح لأن الثورة الروسية بنيت على اكتافهم وهي ثورة شعبية مية في المية. وشكرا على كل حال. على اهتمامك بالرد.
شكرا ايمي انت قلت ما فيه الكفاية ودافعت عن الفكرة احسن مني الحقيقة.
شكرا لينين.
بيكسيليا وانت ليه ماقريتش في الشيوعية ان الدين كان أداة للتطور خلال عصور بعينها ثم تحول لمستقر للتبرير والتعزية والتواكل في عصور أخرى؟ الفلسفة اللي بتستند لها الشيوعية هي المادية الجدلية ولأنها علمية فهي لا تستطيع انكار الله ولا تستطيع اثبات وجوده.. هي تترك هذا الموضوع لضمير كل واحد ولكنها تركز على تفسير الصراع في الأرض باعتباره صراع بين طبقات لا صراع بين افكار، يعني انت حر تؤمن او لا تؤمن تلتزم او لا تلتزم.. الشيوعيين في الصين ماجوش جنب الدين ولا في كوبا ولا حتى في بولندا.. انت محسسني انها قضية شخصية مش اعتراض على نظرية علمية تخللت كل الدراسات الانسانية من مية سنة وبقت جزء لا يتجزأ من الحضارة اليوم. الاتحاد السوفييتي سقط مش لأنه شيوعي بل لأنه مسمي نفسه شيوعي ولكنه لا علاقة له بالنظرية الماركسية نهائيا على الاقل من وقت ستالين. اما بخصوص البوهيمية وانكار الزواج فأحب اقولك ان ماركس ولينين وتروتسكي كانوا متزوجين.. وانجلز وماركس كتبوا ان الاسرة خلية اشتراكية داخل المجتمع الرأسمالي. عموما فيه رد وافي على كلامك في البيان الشيوعي نفسه رغم قدمه ورغم تطور الافكار الاشتراكية كثيرا من وقتها. انت بس اللي مصر تحسسنا ان مشكلة الدنيا هي الشيوعية مع ان اللي بيبص اليوم يلاقي ان الحقيقة ان كارثة العالم اليوم هي العولمة الرأسمالية!! تفنكر دي صدفة؟
باست شكرا لك عبرت افضل مني انت ايضا.

ألِف said...

واضح أن المعلق الأول الذي لم يتمكن من فهم مغزى القصة ينتمي إلى نفس فئة الأشخاص الذين يرون الشوووعيي كافر و ملحد بالضرورة، وِحِش يعني، و لن يمكنهم فهم الفرق بين نظرية اقتصادية و غيرها. أنا فعلا لا أقصد إهانة.

و بعدين ازاي يعني لم ينتخبهم أحد في "الوجود كله" إذا كانوا حققول نتائج جيدة جدا هنا في مصر في انتخابات 1944-1945 و كان ممكن أن تكون نتائجها أفضل لولا تدخل الحكومة!

BestItalianPizza said...


يا استاذ خالد .. القصة مصاغة لكسب التعاطف مع الشيوعية .. و هى مصاغة بمهارة و حرفنة .. بعد اذن معاليكم .. هوه ده غسيل المخ .. قيادة الناس الى التعاطف مع أو ضد .. و بدون اعطائهم بيانات او معلومات تساعدهم فى اتخاذ قرار التعاطف مع أو ضد.
مجرد خلق صورة ضبابية فى الذهن مبهمة الملامح و لكنها تستفز المشاعر عن طريق الطفل اللطيف البريئ الموضوع هنا لكسب التعاطف مع الجيران الشيوعين .. دور الأب قصير مبتور عمدا .. حتى لا يكتسب القارئ تعاطفا معه .. المهم .. يخرج القارئ و قد تعاطف مع الشيوعيين .. دون ان يعرف ما هية الشيوعية؟

لقد خبرنا فى الأعوام الخمسين الماضية الاف من قصص غسيل المخ التى تسربت لنا من جميع الإتجاهات.
...........
سألنى أولادى عن الشيوعيين .. و كان ردى انى لم اقل لهم انهم ناس زبالة .. و لكن اطلعتهم على فكر كارل كاركس و نتائج الفكر الشيوعى

ايضا علمتهم ان حريتهم اهم شيئ فى الوجود .. و أنهم لا يجب ان يتنازلوا عنها تحت اى مسمى كان ولا لأى فرد فى الوجود مهما اعطاهم من وعود و عهود
............
معاليكم تطبق نفس نظرية الوالد و تصادر رأيى باعتبارك له انه نقل اصم و جهل حيث انك توجهنى للقراءة و الإطلاع!!! صح كده؟

لا يا عزيزى ما قلته هوه خلاصة مشاهداتى و معايشتى لعشرات التجارب الشيوعية فى عشرات من البلاد كانت جميعا متطابقة مثل تطابق طوابع البريد

على السطح شعارات براقة و تغنى بالفقراء و العمال و الفلاحين .. و تحت السطح يتم سلخ العمال و الفلاحين ثم شيهم و التهامهم لحما و عضما .. ديكتاتورية ظلم و حكم شمولى و شفط ارزاق الناس دون حسيب او رقيب و حزب واحد و قوانين طوارئ تحت مسميات عديدة .. و اسوار حديدة و قبضات حديدة و تعذيب .. هذا هو تاريخ الشيوعيه منذ ان خلقت و حتى يومنا هذا و لا يوجد استثناء واحد

و لم ار او اقابل فى حياتى كلها .. شخص واحد يتمنى ان يعيش فى بلد شيوعية أو أن يحكم بالديكتاتورية و الحديد و النار

لم ينتخبها احد فى التاريخ كله .. لم يقبلها احد فى التاريخ كله .. لم يطلبها احد فى التاريخ كله .. بل ان الجميع كان يستميت للهروب من جنة الشيوعية الموعودة

BestItalianPizza said...


المادية .. هى الإعتراف بالمادة فقط .. دون الله أو الأخلاق أو الروح .. و العلم لا يعترف بوجود الله سبحانه و تعالى لأنه لا يملك دليلا مباشرا على ذلك .. لاتجد فى كتب الطب و الهندسة اشارة الى وجود الله عز و جل.


نعم الشيوعية تكلمت عن الدين .. و لكن باعتباره (اختراع) رأس مالى أخترعه الأغنياء لخداع الفقراء .. يعنى الدين مش من عند ربنا .. لأ ده تأليف راسمالى و برجوازى

أما عن البوهيمية و انكار الزواج و الأسرة .. اولا الكلمة ذاتها تدل على كل شيئ (الشيوعية) .. يعنى كل شيئ يكون على المشاع اختفاء الملكية الخاصة و التعامل بالنقود .. و اختفاء الأسرة و العلاقات الأسرية و اى علاقات خاصة .. و البنوة و الأبوة و الأمومة .. المفروض ان الأطفال يتربو فى مؤسسات خاصة.

و اذا كان كل هذا لم يكن مطبقا فى روسيا .. فهذا له سبب وحيد أنهم كانوا فى (مرحلة التحول الإشتراكى) و الذى ينتهى بالشيوعية المنشودة

عموما هذه وصلة المانيفيستو الشيوعى فى موقع شيوعى علشان ماحدش يقول ان الترجمة مغلوطه

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?t=4&aid=482


و هذه مقتطفات مختارة :

....................
و الحالة هذه يستطيع الشيوعيون أن يلخّصوا نظريتهم بعبارة وحيدة: إلغاء الملكية الخاصة.
....................
لقد أصِبتم بالذعر لأنّـنا نريد إلغاء الملكية الخاصة. و لكن الملكية الخاصة، في مجتمعكم الراهن، مُلغاة بالنسبة إلى تسعة أعشار أعضائه. إنّها ضبطا موجودة لأنها غير موجودة بالنسبة إلى الأعشار التسعة. فأنتم إذن تلوموننا لأننا نريد إلغاء ملكية تَفرض، كشرط ضروري لوجودها، انعدام الملكية بالنسبة إلى الأغلبية الساحقة من المجتمع.
و بكلمة، فإنكم تتهموننا بأننا نريد إلغاء ملكيتكم، و هذا بالتأكيد ما نريده.
....................
و إلغاء العائلة! حتى أكثر الراديكاليين تطرفا تثور ثائرتهم على هذا القصد الدنيء للشيوعيين.
....................
و العائلة البرجوازية تضمحلّ طبعا باضمِحلال تكملتها، فكلتاهما تزولان بزوال رأس المال.
....................
أتأخذون علينا أنّنا نريد إلغاء استغلال الآباء لأبنائهم؟ هذه الجريمة نعترف بها، لكن تقولون إننا، بإحلال التربية المجتمعية محلّ التربية البيتـيّة، نقضي على أكثر العلاقات حميمية.
....................
فالشيوعيون لا يبتدعون فعل المجتمع في التربية. إنهم فقط يغيّرون خاصيّـته و ينتزعون التربية من تأثير الطبقة السائدة.
....................
فكلما تمزقت، نتيجة للصناعة الكبيرة، كلّ روابط البروليتاري العائلية، و تحوّل الأولاد إلى مجرّد سلع تجارية و مجرّد أدوات عمل، تصبح التشدقات البرجوازية بالعائلة و التربية و بعلاقات الألفة بين الآباء و الأبناء، أكثر إثارة للتـقـزز.
....................
و "لكنكم، أيها الشيوعيون، تريدون إدخال إشاعة النساء". كذا تزعق بنا بصوت واحد البرجوازية كلها.
....................
فالبرجوازي يرى في امرأته مجرَّد أداة إنتاج. و هو يسمع أن أدوات الإنتاج يجب أن تشتغل جماعيا. و طبعا، لا يسعه إلاّ أن يعتقد بأنّ قدَر الاشتراكية سيصيب النساء أيضا.
....................
و لا يدور في خلده أنّ الأمر يتعلق، ضبطا، بإلغاء وضع النساء كمجرّد أدوات إنتاج.
....................
و للمناسبة، لا شيء أكثر إثارة للسخرية من ذعر برجوازيتنا الأخلاقي المسرف في أخلاقيته، من إشاعة النساء الرسمية، المدَّعَى بها على الشيوعيين. فالشيوعيون ليسوا بحاجة إلى إدخال إشاعة النساء، فقد وُجدت على الدوام تقريبا.
....................
فالزواج البرجوازي، في الحقيقة، هو إشاعة النساء المتزوجات. و قصارى ما يمكن أن يُلام عليه الشيوعيون، هو أنهم يريدون إحلال إشاعة رسمية و صريحة للنساء محل إشاعة مستترة نفاقا.
....................
للمناسبة، من البديهي أنه بإلغاء علاقات الإنتاج الراهنة تزول أيضا إشاعة النساء الناجمة عنها، أي (يزول) البغاء الرسمي و غير الرسمي.
....................
و التهم الموجّهة إلى الشيوعية، من وُجُهات نظر دينية فلسفية إيديولوجية، عموما، لا تستحق نقاشا أكثر تفصيلا.
....................
و الحال أنّ الشيوعية تلغي الحقائق الثابتة، تلغي الأديان و الأخلاق بدلا من تجديد تشكيلهما، فهي تـناقض، إذن، التطورات التاريخية السابقة كلّها". فإلام تؤول هذه التهمة؟ إنّ تاريخ كل مجتمع، حتى الآن، كان يتحرك في تناحرات طبقية، اتخذت أشكالا مختلفة حسب العهود المختلفة.
....................
....................
....................
....................

و اخيرا اهديكم جميعا هذا الخبر .. أن الحق ينتصر فى النهاية:

بى بى سى :
الدين مادة إلزامية في عدد من المدارس الروسية

مع بداية العام الدراسي الجديد، يدخل تدريس الديانة المسيحية الأثوذكسية كجزء أساسي من المناهج في مدارس اربع اقاليم روسية بعد ان لقيت هذه الخطوة تأييد ممثلى البرلمان.

وكان المشرعون من 15 إقليما روسيا قد أيدوا تدريس الدين في روسيا، التي كان تدريس الدين فيها ممنوعا بحكم القانون إبان العهد السوفييتي.

BestItalianPizza said...

عفوا نسيت اضع وصلة الخبر

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_5302000/5302240.stm

علشان المصداقية فقط

تحياتى

كائن مهدد بالانقراض said...

القصة رائعة جدا
وانا مع استاذ خالد فى رأيه ودة مش مساندةللشيوعية
دى مساندة لحرية الفكر الانسانى والا مكنش يبقى فيه جنة ونار ربنا تكفل بملىء الاتنين
منجيش احنا بقى نقف ضد سنة ربنا
لازم نسي الناس تفكر وتشوف وتختار لان ابدا الفكر مش بيورث وبس الفكر بتبلور فى دماغ كل انسان ويبقى اتباعه لاى منهج سواء دينى او سياسى نابع من جواه حتى وان تظاهر بانه مضطر كل فى قرارة نفسة بيبقى ليه اخياره واقتناعه مينفعش نخاف من ان اى مبدا يخرب فكر اولادنا لان دة ببساطة قصور فينا احنا وفى تربيتنا ليهم المفروض بنربى ناس واعية تقدر تميز الصح من الغط الكويس من اوحش وكمان تقدر تبص للامور بنظرة شاملة تشوف بيها العيوب والمزايا
اما عن الشيوعية
انا عن نفسى مش ضدهم ولا معاهم لانى معرفش عنهم كفاية بصراحة
بس عجبنى فى القصة حاجة جميلة اوى انه مش بس ذكر مزايا البطل والطموحات والمكاسب والانسانيات
دة لفت النظر بطريقة عبقرية لمساوىء كل نظام وسلبياته مهما كان سليم او بيدعى انه نظام سيلم ودة بان اوى لما الطفل صعب عليه الاسد واتضايق لقتله
رغم ان الاسد كان عصفور
وانا رايى ان الساحر هنا مش الناس الظالمة او اللى بتاخد حق غيرها اد ماهو التخلف الفكرى اللى عندنا منه كفاية
ودة لاننادائما وابدا مبنحبش نشوف الا نص الحقيقة ويراتها نص الحقيقة اللى بجد لكن دة النص اللى شاع فى دماغنا من كلام متوارث قد لايمت لحقيقة باى صلة
ومردوده الوحيد عندنا بيكون اننا سمعناه من حد بنعزه او ليه مكانة وخلاص زى ما الاب اتكلم للزوجة ومن خلالها راج الموضوع فى كلمتين اتنين دون اى تفسير



نخرج بقى من السياسيةونخلينا شوية فى الادب :القصة رائعة بجد
الاسلوب فيها سلس جدا
الرموز كانت فى مكانه الصحيح رغم انها موضحتش نفسها كفاية

SisSiwar said...

قصة ممتعة، بعيدا عن الديانات و عن المبادئ ما لفت نظري هو خطورة الموقف الذي يتمثل في تجاهل وجودالأطفال و أسئلتهم التي و إن بدت فضولية و سطحية إلاأنها مهمة جدا في تكوين شخصية الطفل.غريب أن ما تكتبه ليس مملا البتة على العكس ففي بعض الأحيان أرجو أن تطول الأحداث.

Anonymous said...

dear mr khaled.. opressing those young kids of ours would only lead to a vicious cycle of opression vs. degredation.. i love the story and i know exactly why the father acted mean.. he was afraid of an honest conversation where a little "iinnocent" boy may prove him wrong.. typical ! thanks again for a lovely piece of reality