Sunday, October 29, 2006

حينما تهجم جيوش المحتل على البلاد وتنهار المقاومة الرسمية تنشأ مقاومة شعبية من الأهالي لا تسأل نفسها عن مبرر وجودها لأن المبرر واضح كالشمس..
وحينما تستبد الرأسمالية بالجماهير إذ تتوحش الاحتكارات وتوالي الأسعار ارتفاعها الجنوني والحكومة ساكتة أو عاجزة أو مشاركة في الجرم تنشط الحركات الأهلية للمقاطعة والاحتجاج على استبداد رأس المال..
حينما تنظم حملات التشهير بالمقدسات الدينية للجماهير المضطهدة وسط غياب رد الفعل الرسمي الملائم ينظم المضطهدون أنفسهم لمختلف أشكال الدفاع عن مقدساتهم بما يقتضيه ذلك من رد فعل مناسب..
حينما تحدث كوارث مفاجئة وتنهار العمارات في الزلزال أو تنقلب القطارات مثلا، ومع تأخر التلبية الرسمية تتحرك الأهالي بفرق دفاع مدني مرتجلة لرفع الانقاض دون ان تتساءل عن عاقبة ذلك من زاوية سلبية..
حينما يكون هناك لص في الحي يخرج له أهل الحي قبل الشرطة، وحينما تأتي مجموعة بلطجية من الأغراب لضرب شباب الحي العشوائي ينظم الشباب انفسهم للمواجهة لأن الحكومة غائبة في العشوائيات طبعا.. بل عندما تتعقد الحركة المرورية في عنق منطقة شعبية حيث لا رجال مرور ولا دياولو ينهض من الأهالي من يتطوع لتحقيق السيولة المرورية المطلوبة.
الخلاصة.. كلما خلت مساحة من الحضور الرسمي ملأتها الأهالي، وهكذا مثلا كونت البرجوازيات الصاعدة شرطتها الأهلية وميليشياتها الشعبية في زمن الاقطاع وهي تحرر بالتدريج هوامش عمرانية ضيقة في بلادها اتسعت تدريجيا.
ما الغريب إذن أن تتولى الأهالي تنظيم نفسها في كل ما تعجز السلطة عن تحقيقه لها؟ أم هل جل المطلوب منها أن تتألم وتعاني وتحلل وتنظّر وتدعو وتعظ؟؟
استعدوا من الآن لجنون العيد الكبير.. لموجة همجية جديدة تنتزع بالتدريج سند وجودها.. توحش القطيع المارق من جهة وسلبية القطيع الأكبر من جهة أخرى
(بقدر قوي حسن نصرالله عشان لا مقضيها تأمل ولا مستنى عمو ياخدله حقه)
"كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة"
(المليجي في فيلم الأرض)

16 comments:

karakib said...

وهكذا مثلا كونت البرجوازيات الصاعدة شرطتها الأهلية وميليشياتها الشعبية في زمن الاقطاع وهي تحرر بالتدريج هوامش عمرانية ضيقة في بلادها اتسعت تدريجيا
---------------------------
ده من وعي التاريخ في صدره اضاف اعمارا الي عمره ؟ و لا دي نظره مستقبليه ؟
ربنا يستر عالبلد لانه هي دي الفوضي الغير مطلوبه ابدا
انتوك

albida said...

عندك حق يا استاذ خالد.. حسن نصرالله ده اجدع راجل انا شفته فى حياتى
أيام الحرب انا كان نفسى اروحله واشكره وأحييه بنفسى

فعلا الدولة عاملة زى ميكانيكية الساعة... فى غياب الترس الكبير تلاقى كل ترس صغير ماشى على مزاجه

أنا شايفة ان التنظيمات الشعبية دى شئ طبيعى جدا وايجابى كمان مهما كانت فوضوية... المشكلة أن التنظيمات دى مش منظمة, فطبيعى السؤال هيكون ازاى ننظم التروس الصغيرة دى مع بعضهم بحيث نستبدل بيها الترس الكبير القديم ونفس الوقت الساعة تمشى؟

أنا عن نفسى كنت واحدة من الناس اللى نفسهم يخلصوا دراسة ويكتوا على بره على طول! لكنى فقت وعرفت ان اللى بيهرب مرة بيفضل طول عمره هربان! ليه مايكونش هدفى فى الحياة انى أخلى المخروبة دى مكان يستاهل الناس تعيش فيه.. يحسوا أنهم بنى ادميين بجد.. حتى لو كنت سنة فى ترس صغير

الكلام ده أنا مش نقلاه من فيلم هندى لكنى حبيت أقول ان احنا مهما اختلافنا-عنف بقى ولا مش عنف!- فكفاية أن هدفنا واحد
وربنا معانا أن شاء الله

manal

Dalia Ziada said...

المشكلة الحقيقة ليست الثورة العارمة و لا التوحش و الأستذئاب الذي يعلن به المواطن المطحون وجوده و يثبت لنفسه قدرته على فعل شيء حتى لو كان شيء غير أخلاقي أو ضد العرف, المشكلة الحقيقة - من وجهة نظري - هي السلبية التي تجرنا إلي يوم يصبح فيه كل ما هو مفجع اليوم إلى شيء عادي جدا في الغد

السلبية هي السبب في كل ما نعاني الأن فكفانا ضعف و استسلام

داليا زيادة

Unknown said...

عزيزى الفنان الجميل....
تشرفت بالتعرف على مدونتك الرائعة منذ فترة عن طريق مدونة د. أشرف حمدى ولم أحاول التعليق قبل ذلك مكتفيا بالمتابعة...لم أشأ أن أصطدم بنرجسية الفنان داخلك...ولكن ادارتك لحواراتك شجعتنى و أقنعتنى بالتعليق الحذر...

عموما..فى رأيى أن تبنى فكرة الميليشيات الشعبية أمر فى منتهى الخطورة رغم أنه براق ظاهريا...اذ أن أى تجمع سلطوى ينتهى به الحال غالبا الى الافراط فى استعمال القوة الغير منظبطة مهما كان سمو الباعث أو نبل الأشخاص ( الذى لايمكن الوثوق فيه بالطبع)...ولتتخيل معى أ الأمر قد يبدأ بميليشيات أهلية للدفاع عن الاناث ثم يبدأ فى التطور لتكوين ميليشيات من الشباب القبطى.. ثم ما يماثله من الشباب المسلم... وميليشيات من الأخوان المسلمين...الخ

هل تتصور الموقف حينذاك ؟

http://malayalzam.blogspot.com/

الخبز و الحرية said...

اولا مش عاوز حد ياخد كلامي بحساسية انا بكون متحمس مش اكثر.. بلاش الاقتراح ده.. ممكن اقتراحات عملية؟

أحمــــــــدبــــــــــلال said...

فى النهاية
قمة الفساد
توجه الناس لا أرادياً
نحو التنظيم و القوانين من جديد


و لكن أذا بدأ الاهالى البحث عن حقوقها بدون الرجوع للسلطة حتى و أن كانت متخاذلة
فقد تتحول لشريعة الغاب بالكامل

Anonymous said...

عشان لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه
لو فقد شىء لازم ييجى اللى يعادله
لكن الخوف دلوقتى من النتايج.. المليشيات دى لو استقوت.. مش ممكن تكون هى نفسها بؤرة فساد
ناس امتلكت قوى , وظهرت وفردت سلطتها
ايه اللى ممكن يحصل بعد كده
داغير التخلف الأزلى الموجود فى الشعب المصرى عموما
السلبيه.. والثقه اللامتناهيه فى كل ماهو حكومى.. وخلينا ماشيين جنب الحيط
وصعوبة توحيد الكلمه والمبدا إلا تحت ضغوط معينه وقاهره
معلش أنا عماله أتكلم فى حاجات كتيره كده .. بس هو دا اللى شاغلنى اليومين دول
مع حبى

^ H@fSS@^ said...

الحرافيش بايجابيتهم فقط
تحياتي

eshteraky said...

في أثناء موجه حركة كفاية توقعت احدي رفيقاتنا العزيزات رد فعل الناس وصاغت تصورها في كلمه واحدة عبقرية المليطة الناس حييجي اليوم عليها و يمليطوا في الشارع يسكروا يعملوا علاقاتهم يغنوا يبكوا يفرحوا ودة في رأيي تعبير عبقري عن الرفض بس فيه لمحة عجز خلونا نكون موجودين معاهم الجماهير في كل العالم قادرة علي خلق مجتمعهم

^ H@fSS@^ said...

انا لسه حالا جايه في بالي حاجة و مش عارفة خايفة اقلها تقولولي اتجننت لكن انا جت في بالي بعد ما عرفت ان السعار الجنسي ده فضل مكمل لليوم التاني علي التوالي و في نفس المكان!!! الله
يعني الحكومة عندها خبر بأي مظاهرة لكن موضوع زي ده مالهاش دعوة؟؟!!!يبقي التفسير اللي خبط في دماغي و كان بالفعل خابط لكن سبته لغاية ما يتسبك
الا و هو ان المجاميع المتشرذمة دي متوجه من الحكومة نفسها و ده مش جديد او غريب
ما هما برضة اللي كانوا بيرشوا بلطجيتهم وقت الانتخابات

هدفهم الرئيسي في الحالة دي انهم يثيروا ذعر لا حل له لنشر خوف غير مبرر و لاننا مش عارفين مين بالظبط اللي بيضرب فمش حنعرف نرد الضربة

النهاية
ارجع و اضم صوتي لصوت الاستاذ خالد ان احنا لازم نكون جبهة شعبية او شوارعية او وطنية مننا لصدهم و ردهم


تحياتي

الخبز و الحرية said...

الف شكر مايا وقلوبنا معاكم في لبنان.
احمد بلال.. نحن في طريقنا لشريعة الغاب فعلا.. المطلوب بدل ما يكون عنف فردي تنظيم ردود الافعال في كيان جمعي.. اما السلطة فانا لا اراها الا وهي تمارس سطوتها على الناس لا لصالحها.. وفي موضوع التحرشات تذكر معي 25 مايو.
وينكي لو كلنا اعضاء فيها حنوقف بعض عند الحدود المطلوبة.. طول ما فيه كتلة تحتكر القوة وحدها طول ما احتمال القمع قائم.. ده رأيي.
وبعدين السؤال: هل نحب نعيش في سلام ظاهري وقمع مستمر؟ يعني احنا في اللحظة دي في مصر عايشين سلام ظاهري بس تحت الجلد فيه قمع مستمر من السلطة للمواطن ومن اي اغلبية على اي اقلية ومن اي قوي على اللي اضعف.. وده وضع يمهد لانفجارات قادمة بلا شك..

^ H@fSS@^ said...

minor bombs have started to become real. other major explosions r still to come, this is the begining of the end.
regards

Anonymous said...

Tab da kalam gamil, bas I guess keda it is about the right time to take action, I brain stormed keda shwaya, and i came up with a couple of ideas:

1- we can organzie "Wa2fa banati" kbira, i don't know if we need permits, bas i can work on that. el wa2fa teb2a samta, w kolena labseen eswed.

2- Presentation 3an el entehakat men awel a7dath 25 May, we can present it either @ studio 206, or neqabet el sa7afeyeen.

What do you think???

Anonymous said...

Would you please post the links!

راندا رأفت said...

أضم صوتي لصوتك في الدعوة دي
......
ليه بجد مايكنش في حركات أهليه تقوم بكل الوظائف اللي الحكومة مش قادرة تعملها حتى حماية المواطنين
.........
http://randaraafat.blogspot.com/2006/10/blog-post_31.html

Anonymous said...

Grrrrr...sorry for the anonymous comments I have a problem using my account.
Anywayz, I didn't even got to the point of posting in different venues, yet the feedback is overwhelming. Would really appreciate if you can post the links. More details about dates and timing will follow.

Cheers,
Nerro